تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الندم توبة و التائب من الذنب كمن لا ذنب له

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي الندم توبة و التائب من الذنب كمن لا ذنب له

    11749 - الندم توبة و التائب من الذنب كمن لا ذنب له
    ( طب حل ) عن أبي سعيد الأنصاري .
    قال الشيخ الألباني : ( حسن ) انظر حديث رقم : 6803 في صحيح الجامع

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: الندم توبة و التائب من الذنب كمن لا ذنب له

    3568 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُقَرِّنٍ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: أَنْتَ (1) سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " النَّدَمُ تَوْبَةٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ، وَقَالَ: مَرَّةً سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " النَّدَمُ تَوْبَةٌ " (1)
    (1) صحيح، وهذا إسناد حسن، زياد بن أبي مريم وثقه العجلي والدارقطني، وذكره ابن حبان في "الثقات"، واضطرب قول الذهبي فيه، فأطلق توثيقه في "الكاشف"، وقال في "الميزان" 2/93: فيه جهالة وقد وثق، وما روى عنه سوى عبد الكريم بن مالك -يعني الجزري- فيما أرى - قلنا: بل روى عنه أيضاً ميمون بن مهران وعاصم الأحول كما في "الجرح والتعديل" 3/546.
    وقد اختلف على عبد الكريم الجزري فيه، وحاصل الخلاف أن جماعة رووا الحديث عن عبد الكريم، فقالوا: عن زياد بن أبي مريم -كما في هذه الرواية-، منهم السفيانان وخصيف بن عبد الرحمن.
    وخالفهم جماعة رووه عن عبد الكريم، فقالوا: زياد بن الجراح -كما في الرواية الآتية برقم (4012) -، وقد بسط هذه المسالة ابن أبي حاتم في "العلل" 2/101-102، والدارقطني في "العلل" 5/193، والمزي في "تهذيب الكمال" 9/511-514، والحافظ في "تهذيب التهذيب" 3/384-385، ورجح ابن أبي حاتم والحافظ أنه زياد بن الجراح، قال الحافظ: ويحرر من كلام أهل حَران أن راوي حديث "الندم توبة" هو زياد بن الجراح، بخلاف ما جاء في رواية السفيانين، والله أعلم. قلنا: وعلى قول أنه زياد بن الجراح فالإسناد صحيح، لأن زياداً هذا ثقة. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري.
    وأخرجه حسين المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (1044) ، والحميدي (105) ، وابن أبي شيبة 9/361، وابن ماجه (4252) ، وأبو يعلى (4969) و (5129) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/199، والحاكم 4/243، والقضاعي في "مسنده" (13) ، والبيهقي في "السنن" 10/154 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه بهذه اللفظة، ووافقه الذهبي. وصححه البوصيري في "مصباح الزجاجة" (1521) .
    وأخرجه ابن أبي شيبة 9/362، والشاشي (269) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 3/135، والقضاعي (14) من طريق سفيان الثوري، وأبو نعيم في "الحلية" 8/312 من طريق عمر بن سعيد أخي سفيان الثوري، كلاهما عن عبد الكريم الجزري، بهذا الإسناد.
    وأخرجه الشاشي (269) أيضاً من طريق علي بن الجعد، عن شريك بن عبد الله، عن عبد الكريم الجزري، عن زياد بن أبي مريم، به. قال المزي في "تهذيب الكمال" 9/512: وكأنه -يعني ابن الجعد- حمل حديث شريك على حديث سفيان، والمحفوظ: عن شريك، عن عبد الكريم، عن زياد بن الجراح.
    وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/154 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن عبد الكريم الجزري، عن زياد بن أبي مريم، عن عبد الله أنه قال: الندم توبة، والتائب كمن لا ذنب له. قال البيهقي: كذا رواه عبد الرزاق عن معمر منقطعاً موقوفاً بزيادته.
    وأخرجه حسين المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (1048) عن هشيم، والحميدي (106) عن سفيان بن عيينة، وابن عدي في "الكامل" 4/1329 من طريق الحسن بن صالح، ثلاثتهم من طريق أبي سعد سعيد بن المرزبان البقال، عن عبد الله بن مَعقِل، به. قال سفيان بن عيينة: والذي حدثنا به عبد الكريم أحب إلي، لأنه أحفظ من أبي سعد. وصحح الدارقطني أيضاً في "العلل" 5/193 رواية عبد الكريم الجزري، عن زياد، عن ابن معقل، به.
    وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/199 من طريق ابن وهب، عن مالك، عن عبد الكريم، عن رجل، عن أبيه، عن ابن مسعود، به.
    وأخرجه أبو يعلى (5261) من طريق مالك بن مغول، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/405 من طريق حسام بن المصك، كلاهما عن منصور، عن خيثمة، عن رجل، عن عبد الله، به.
    وأخرجه ابن حبان (612) و (614) من طريق مالك بن مغول، عن منصور، عن خيثمة، عن عبد الله، وهذا إسناد منقطع، خيثمة -وهو ابن عبد الرحمن- لم يسمع من ابن مسعود.
    وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/193 من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه إسرائيل، عن رجل، عن عبد الله بن مَعقِل، عن أبيه، أنه سمع ابن مسعود يقول: والله ما أعلم التوبة إلا الندم. قال الدارقطني: كذا رواه يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه إسرائيل، عن رجل، عن أبيه، ويروى عن إسرائيل، عن عبد الكريم، عن زياد، عن ابن معقل، عن ابن مسعود، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الصواب.
    وسيأتي برقم (4012) و (4014) و (4016) و (4124) .
    وفي الباب عن ابن عباس سلف (2623) بلفظ: "كفارة الذنب الندامة".
    وعن عائشة، سيرد 6/264.
    وعن أنس عند ابن حبان (613) .
    وعن وائل بن حجر عند الطبراني في "الكبير" 22/ (101) ، قال الهيثمي في "المجمع" 10/199: وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي، وثقه ابن حبان، وضعفه غير واحد، وبقية رجاله وثقوا.
    وعن أبي سعد الأنصاري عند الطبراني في "الكبير" 22/ (775) ، وأبي نعيم في "الحلية" 10/398، قال الهيثمي في "المجمع" 10/199: وفيه من لم أعرفه.
    وعن أبي هريرة عند الطبراني في "الصغير" 1/69، وأبي نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/140، قال الهيثمي في "المجمع" 10/199: ورجاله وثقوا، وفيهم خلاف.
    قال السندي: قوله: "الندم"، أي: على المعصية لكونها معصية، وإلا فإذا ندم عليها من جهة أخرى كما إذا ندم على شرب الخمر من جهة صرف المال عليه فليس من التوبة في شيء.
    "توبة": أي: معظمها، ومستلزم لبقية أجزائها عادة، فإن النادم ينقلع عن الذنب في الحال عادة، ويَعْزِم على عدم العود إليه في الاستقبال، وبهذا القدر تتم التوبة، إلا في الفرائض التي يجب قضاؤها، فتحتاج التوبة فيها إلى القضاء، وإلا في حقوق العباد، فيحتاج فيها إلى الاستحلال أو الرد، والندم يعين على كل ذلك.

    الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
    المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)
    المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
    إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: الندم توبة و التائب من الذنب كمن لا ذنب له

    615 - " التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، وإذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب " .
    قال الالباني في السلسلة الضعيفة:

    ضعيف .
    رواه القشيري في " الرسالة " ( ص 59 طبع بولاق ) ومن طريقه ابن النجار ( 10 / 161 / 2 ) : أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن فورك قال : أخبرنا أحمد بن محمود بن { خرزاذ } قال : حدثنا محمد بن فضيل بن جابر قال : حدثنا سعيد بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن زكريا قال : حدثني أبي قال : سمعت أنس بن مالك يقول : فذكره مرفوعا . قلت : وهذا إسناد مظلم ، من دون أنس لم أجد لأحد منهم ذكرا في شيء من كتب التراجم ، اللهم إلا ابن { خرزاذ } هذا فهو من شيوخ الدارقطني ، وقد ساق له حديثا بسند له إلى مالك عن الزهري عن أنس .
    ثم قال الدارقطني : " هذا باطل بهذا الإسناد ، ومن دون مالك ضعفاء " . وقال في موضع آخر : " مجهول " كما في " اللسان " . فالظاهر أنه هو آفة هذا الحديث . والله أعلم .
    والحديث أورده في " الجامع الصغير " من رواية القشيري وابن النجار ، ولم يتكلم عليه المناوي بشيء !

    والنصف الأول من الحديث له شواهد من حديث عبد الله بن مسعود وأبي سعيد الأنصاري . أما حديث ابن مسعود ، فأخرجه ابن ماجه ( 4250 ) وأبو عروبة الحراني في " حديثه " ( ق 100 / 2 ) والطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 71 / 1 ) وعنه أبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 210 ) والقضاعي في " مسند الشهاب " ( 1 / 2 / 1 ) والسهمي في " تاريخ جرجان " ( 358 ) من طريق عبد الكريم الجزري عن أبي عبيدة عنه . ورجال إسناده ثقات ، لكنه منقطع بين أبي عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - وأبيه .
    وأما حديث أبي سعيد الأنصاري ، فأخرجه ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 245 / 1 ) وأبو نعيم في " الحلية " ( 10 / 398 ) من طريق يحيى بن أبي خالد عن ابن أبي سعيد الأنصاري عن أبيه مرفوعا به .
    وزاد في أوله : " الندم توبة " . وهذه الزيادة لها طريق أخرى صحيحة عن ابن مسعود ، وهي مخرجة في " الروض النضير " رقم ( 642 ) . وانظر رقم ( 1150 ) فإنه فيه من حديث أبي هريرة .
    وأما هذا الإسناد فهو ضعيف كما قال السخاوي في " المقاصد " ( 313 ) ، وعلته يحيى بن أبي خالد ، قال ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 140 ) : " مجهول " . وكذا قال الذهبي .
    ونقل الحافظ في " اللسان " عن أبي حاتم أنه قال : " وهذا حديث ضعيف ، رواه مجهول عن مجهول " . يعني يحيى هذا ، وابن أبي سعيد .
    ( تنبيه ) : هكذا وقع في " الحلية " ( أبي سعيد ) ، وكذا وقع في " المقاصد " و" الجامع الصغير " وغيرهما . ووقع في " المعرفة " ( أبي سعد ) وفي ترجمته أورد ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 378 ) هذا الحديث ، فيبدو أنه الصواب .
    وجملة القول : أن الحديث المذكور أعلاه ضعيف بهذا التمام . وطرفه الأول منه حسن بمجموع طرقه ، وقد قال السخاوي : " حسنه شيخنا - يعني ابن حجر - لشواهده " . والله أعلم . وله شاهد آخر من حديث ابن عباس بزيادة أخرى ، وهو :



    616 - " التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، والمستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه ، ومن آذى مسلما كان عليه من الأثم مثل منابت النخل " .
    قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
    ضعيف .
    رواه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 373 / 1 ) وابن عساكر في المجلس الثاني والثلاثين في التوبة من " الأمالي " ( ورقة 4 / 1 ) من طريق الخطيب بسنده عن سلم بن سالم :
    حدثنا سعيد الحمصي عن عاصم الجذامي عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا .
    ثم رواه في " التاريخ " ( 15 / 295 / 2 ) من طريق أخرى عن سلم : حدثنا سعيد بن عبد العزيز به .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، سلم بن سالم وهو البلخي الزاهد أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال : قال أحمد والنسائي : ضعيف " . وسعيد الحمصي لم أعرفه ، ويحتمل أن يكون سعيد بن سنان أبا مهدي الحمصي وهو ضعيف جدا .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: الندم توبة و التائب من الذنب كمن لا ذنب له

    1039 - " التوبة تجب ما قبلها ".
    قال الالباني في السلسلة الضعيفة:

    لا أعرف له أصلا.
    خلافا لما يشعره صنيع الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعالى : " فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا "، قال ( 3/129 ) : وذلك لأن التوبة تجب ما قبلها، وفي الحديث الآخر : " التائب من الذنب كمن لا ذنب له ".
    فقوله : الحديث الآخر يعطي أن الذي قبله حديث، فهو في تعبيره الحديث الأول، ولذلك تورط بكلامه هذا الشيخ الرفاعي فأورده في فهرس " الحديث الشريف " ! من " مختصره " ( 2/619 )، وليس هذا فقط بل ووضع بجانبه قوله : صح !! وكذلك فعل في الحديث الآخر، وهذا الخطب فيه سهل، فإنه معروف في بعض كتب السنة، وقد حسنته في " صحيح الجامع الصغير " ( 3005 ) بخلاف هذا فإني لا أعرف له أصلا البتة، ومع ذلك فقد صححه المذكور، هداه الله.
    وفي ظني أن الحديث التبس أمره على ابن كثير ومختصره بالحديث الصحيح : " إن الإسلام يجب ما كان قبله، وإن الهجرة تجب ما كان قبلها " زاد في رواية :
    " وإن الحج يهدم ما كان قبله "، وهو مخرج في " الإرواء " ( 1280 ).

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: الندم توبة و التائب من الذنب كمن لا ذنب له



    (1280) - (حديث: " الإسلام يجب ما قبله " (ص 305) .
    صحيح.
    وهو من حديث عمرو بن العاص رضى الله عنه , وله عنه ثلاث طرق:
    الأولى: عن يزيد بن أبى حبيب عن ابن شماسة أن عمرو بن العاص قال: " لما ألقى الله عز وجل فى قلبى الإسلام , قال: أتيت النبى صلى الله عليه وسلم ليبايعنى فبسط يده إلى , فقلت: لا أبايعك يا رسول الله حتى تغفر لى ما تقدم من ذنبى قال: فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمرو أما علمت أن الهجرة تجب ما قبلها من الذنوب , يا عمرو أما علمت أن الإسلام يجب ما كان قبله من الذبوب؟ ".
    أخرجه أحمد (4/205) : حدثنا يحيى بن إسحاق أنبأنا ليث بن سعد عن يزيد به.
    قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير ابن شماسة واسمه عبد الرحمن فهو على شرط مسلم وحده.
    وقد أخرجه فى " صحيحه " (1/78) وكذا أبو عوانة فى " صحيحه " (1/70) من طريق حيوة بن شريح قال: حدثنى يزيد بن أبى حبيب به إلا أنه قال: " يهدم " بدل " يجب " فى الموضعين , وزاد: " وأن الحج يهدم ما كان قبله ".
    وللحديث عندهما تتمة , فيها وصية عمرو عندما حضره الموت: " فلا تصحبنى نائحة , ولا نار ".
    وتابعهما ابن لهيعة عن يزيد بن أبى حبيب به نحوه.
    أخرجه أبو عوانة (1/71) وكذا أحمد (4/199) وليس عنده موضع الشاهد منه.
    الثانية: عن قيس بن شفى أن عمرو بن العاص قال: " قلت: يا رسول الله أبايعك على أن تغفر لى ما تقدم من ذنبى , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الإسلام يجب ما كان قبله , وإن الهجرة تجب ما كان قبلها , قال عمرو: فو الله إن كنت لأشد الناس حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم , فما ملأت عينى من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا راجعته بما أريد حتى لحق بالله عز وجل , حياء منه ".
    أخرجه أحمد (4/204) : حدثنا حسن قال: حدثنا ابن لهيعة قال: حدثنا يزيد بن أبى حبيب قال: أخبرنى سويد بن قيس عن قيس بن شفى به.
    قلت: ورجاله موثقون غير ابن لهيعة سىء الحفظ إلا فى رواية العبادلة عنه , وهذه ليست منها , بخلاف التى قبلها , فهى من رواية عبد الله بن المبارك وعبد الله بن وهب , فهى الصحيحة عنه.
    الثالثة: عن ابن إسحاق قال: حدثنى يزيد بن أبى حبيب عن راشد مولى حبيب بن أبى أوس الثقفى عن حبيب بن أبى أوس قال: حدثنى عمرو بن العاص من فيه قال: " لما انصرفنا من الأحزاب عن الخندق , جمعت رجالا من قريش , كانوا يرون مكانى , ويسمعون منى ... ".
    قلت: فذكر الحديث بطوله , وفيه هجرته إلى الحبشة , وهو كافر , ودخوله على النجاشى بهدية , وطلبه منه أن يعطيه عمرو بن أمية الضمرى مبعوث النبى صلى الله عليه وسلم إلى النجاشى ليقتله , فغضب النجاشى عليه , وأمره بأن يتبع النبى صلى الله عليه وسلم , وفيه قال لعمرو: " قلت: بايعنى له على الإسلام , قال: نعم , فبسط يده , وبايعته على الإسلام , ثم خرجت إلى أصحابى , وقد حال رأيى عما كان عليه , وكتمت أصحابى إسلامى , ثم خرجت عامدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأسلم , فلقيت خالد بن الوليد , وذلك قبيل الفتح , وهو مقبل من مكة , فقلت: أين أبا سليمان , قال: والله لقد استقام المنسم , إن الرجل لنبى , أذهب والله أسلم , فحتى متى؟ قال: قلت: والله ما جئت إلا لأسلم , قال: فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فتقدم خالد بن الوليد فأسلم وبايع , ثم دنوت فقلت: يا رسول الله أبايعك على أن تغفر لى ما تقدم من ذنبى , ولا أذكر: وما تأخر , قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمرو بايع فإن الإسلام يجب ما كان قبله , وإن الهجرة تجب ما كان قبلها , قال: فبايعته.
    ثم انصرفت ".
    أخرجه أحمد (4/198 ـ 199) والحاكم (3/454) دون قوله: " فقلت: يا رسول الله ... ".
    قلت: وإسناده حسن أو قريب منه رجاله ثقات غير حبيب بن أبى أوس , ذكره ابن يونس فيمن شهد فتح مصر , ووثقه ابن حبان.
    وقال الحافظ: " مقبول , شهد فتح مصر وسكنها , من الثانية ".
    والحديث أورد السيوطى فى " الجامع الصغير " بلفظ الكتاب بزيادة " كان " كما هو فى الروايات المتقدمة وقال: " رواه ابن سعد عن الزبير وعن جبير بن مطعم ".
    فتعقبه المناوى بقوله " قضية صنيع المصنف أنه لم يره مخرجا لأحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز , مع أن الطبرانى خرجه باللفظ المذكور "! وفاته كما فات السيوطى أنه عند أحمد باللفظ المذكور , ومسلم بلفظ " يهدم ".

    الكتاب : إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل
    المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •