العوائق التي يواجهها متعلم اللغة أثناء مساره


أسامة طبش



إن عالَمَ اللغة ماتعٌ ويجذِبُ كُلَّ نفسٍ مشغوفة بتعلُّم اللغة، والاستزادة من ثقافتها، والاستفادة مما تَجلبه من معلومات، وتعلُّمُ اللغة مُنشِّطٌ للذهن، ويدفع إلى التفكير الإيجابي؛ لأن مُتعلِّمَها يُحِسُّ أنه يُنجِزُ أمرًا مفيدًا على المستوى الشخصي والمهني، وفي هذا المقال سنُورِدُ أهَمَّ العوائق التي يواجِهُها مُتعلِّمُ اللغة، وكذا سنورد حلولًا سريعةً كفيلةً بمعالجة آثارها.


العائق الأول الذي من الممكن أن يُواجهه مُتعلِّم اللغة، يتعلَّق بالقواعد النحوية التي تتميَّز بهُلاميَّتِها وتعقيدها، فيصعُب على مُتعلِّم اللغة ملامسةُ تطبيقاتها في وضعيَّات حواريَّة؛ ولهذا نقترح في هذا السياق، أن تُحوَّل القواعدُ النحوية إلى معادلات رياضية، فنقول مثلًا: فعل + فاعل + مفعول به = جملة فعلية، وهكذا ينطبق الأمرُ على بقيَّة المفاهيم، ويتعلَّق الموضوع هنا بمُدرِّس اللغة الذكي المتمكِّن، القادر على تمرير هذه المفاهيم بسلاسة إلى المتعلِّم، كما أن مُتعلِّم اللغة ليس مُضطرًّا إلى دراسة القواعد النحوية كافةً، فقط عليه الاستزادة منها في الجانب الذي هو محتاج إليه، ووَفْقًا للهدف الذي يوَدُّ الوصول إليه من خلال هذا التعلُّم.


العائق الثاني الذي يُلاقيه مُتعلِّم اللغة خلال مساره، يتمثَّل في النطق السليم للكلمات مثل الناطقين الأصليِّين، لا سيَّما بالنسبة إلى مُتعلِّم تَعوَّدَ على لغة معينة، وهي غالبًا لغته الأُمُّ، فحتى يُقيم هذا الاعوجاجَ الذي لديه، ننصَح بالاستماع كثيرًا إلى الأشرطة المسموعة للناطقين الأصليِّين، وهذا ما يُمكِّنه من استبانة النطق السليم، وإتقانه تدريجيًّا.



العائق الثالث الذي يَعْرِضُ لمتعلِّم اللغة، وهو لا يقلُّ أهميةً عن العائقين السابقين - هو المحادثة بطلاقة؛ فكثيرًا ما يواجه مُتعلِّمُ اللغة إشكالًا بهذا الخصوص، فتَغيب عنه الكلماتُ وَفْقًا لسياقاتها، وننصَح هنا بممارسة اللغة مع أولئك الذين يُتقنونها بالشكل الجيد، ويوجد ما يُسمَّى بالإقامة اللغوية ببلد تلك اللغة؛ مما يسمَح بمعرفتها أكثرَ، واكتساب آلياتها، وطرائق التحدُّث بها.


هذه هي أبرز وأهمُّ العوائق التي يُواجِهُها المتعلِّم خلال مساره، ولقد منحنا حلولًا يسيرةً نراها كفيلةً بمعالجتها، ويبقى الأمْرُ متعلِّقًا بإرادة المتعلِّم وحُبِّه للغة، والهدف الذي يرمي إليه من خلال تعلُّمِه إيَّاها.