تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الشرح المقنع فى أن العبادة لا تسمَّى عبادة إلاَّ مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تسمَّى صلاة إلاَّ مع الطهارة،

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي الشرح المقنع فى أن العبادة لا تسمَّى عبادة إلاَّ مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تسمَّى صلاة إلاَّ مع الطهارة،

    قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
    «فاعلم أن العبادة لا تسمَّى عبادة إلاَّ مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تسمَّى صلاة إلاَّ مع الطهارة،
    فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت، كالحدث إذا دخل في الطهارة،

    كما قال تعالى:
    {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ} ١٧].
    فإذا عرفت: أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها، وأحبط العمل، وصار صاحبه من الخالدين في النار،
    عرفت : أن أهم ما عليك معرفة ذلك لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة وهي الشرك بالله».
    «الدرر السنية»: (٢/ ٢٣).
    وقال أيضًا رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد:
    «المسألة السابعة: المسألة الكبيرة: أن عبادة الله لا تحصل إلاَّ بالكفر بالطاغوت،
    ففيه معنى قوله تعالى:{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ} [البقرة: ٢٥٦].
    وقال عبد الرحمن بن حسن:
    «وفي الباب - أي الباب الأول من كتاب التوحيد -: الحث على إخلاص العبادة لله، وأنها لا تنفع مع الشرك، بل لا تسمَّى عبادة»
    «فتح المجيد»: (ص ٣٣).

    قال سلمان بن عبد الله فى«تيسير العزيز الحميد»: (ص ٣٤).
    «إن التجرد من الشرك لا بدَّ منه في العبادة، وإلاَّ فلا يكون العبد آتيًا بعبادة الله بل مشرك»
    وقال الشيخ أبو بطين:
    العبادة هي التوحيد، لأن الخصومة فيه، وأن من لم يأت به لم يعبد الله؛ فدلَّ على أنَّ التجرد من الشرك لا بدَّ منه في العبادة،
    وإلاَّ فلا يسمَّى عبادة»
    «الدرر السنية»: (٢/ ٣٠٣).
    وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن:
    وقول الله تعالى:
    {وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا}
    وهذه الآية تبين العبادة التي خُلقوا لها أيضًا، فإنه تعالى قرن الأمر بالعبادة التي فرضها بالنهي عن الشرك الذي حرمه وهو الشرك في العبادة، فدلَّت هذه الآية على: أن اجتناب الشرك شرط في صحة العبادة، فلا تصح بدونه أصلاً، كما قال تعالى: {ذَلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأنعام: ٨٨]»
    «قرة عيون الموحِّدين»: (ص ٦).

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: العبادة لا تسمَّى عبادة إلاَّ مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تسمَّى صلاة إلاَّ مع الطهارة،

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
    «فاعلم أن العبادة لا تسمَّى عبادة إلاَّ مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تسمَّى صلاة إلاَّ مع الطهارة،
    فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت، كالحدث إذا دخل في الطهارة،

    كما قال تعالى:
    {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ} ١٧].
    فإذا عرفت: أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها، وأحبط العمل، وصار صاحبه من الخالدين في النار،
    عرفت : أن أهم ما عليك معرفة ذلك لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة وهي الشرك بالله».
    «الدرر السنية»: (٢/ ٢٣).
    الشرح
    أَنَّ الْعِبَادَةَ لا تُسَمَّى عِبَادَةً إِلا مَعَ التَّوْحِيدِ»؛
    هذا أصل لا بد أن يعرفه كل مسلم،
    أن العبادة لا تكون عبادة إلا بالتوحيد.
    لذلك مثل الامام محمد ابن عبد الوهاب بمثال يوضح ذلك
    قال: «فَاعْلَمْ أَنَّ الْعِبَادَةَ لا تُسَمَّى عِبَادَةً إِلا مَعَ التَّوْحِيدِ،
    كَمَا أَنَّ الصَّلاةَ لا تُسَمَّى صَلاةً إِلا مَعَ الطَّهَارَةِ»؛
    لو أن إنسانا صلى؛ ركع وسجد وأتى بأعمال الصلاة من أولها إلى آخرها وهو على غير طهارة، هل يقال له صليت أو يقال له لم تصل؟
    الجواب يقال له لم تصلى
    فالذي يصلي بغير طهارة كأنه ما صلى، صلاته وجودها وعدمها سواء،
    لأن الصلاة لا تكون صلاة إلا مع الطهارة،
    كذلك العبادة لا تكون عبادة إلا مع التوحيد،
    فإذا كانت العبادة قائمة على التوحيد كانت عبادة صحيحة مقبولة.
    وإذا كانت العبادة ولو كانت كثيرة أمضى فيها الإنسان حياته ودهره إذا لم تكن قائمة على التوحيد،
    فإنها كلها تذهب سدى وتضيع هباء
    ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا﴾ ،
    ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ .
    فهذا أصل عظيم يجب على كل مسلم أن يعلمه؛
    العبادة لا تكون عبادة إلا مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تكون صلاة إلا بالطهارة،
    فمن عبد الله بغير التوحيد فهو مشرك بالله، لا يقبل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عبادته،
    ومن عبد الله عَزَّ وَجَلَّ بالصلاة من غير طهارة لم يقبل الله منه صلاته،
    فهذا الأصل العظيم يجب على كل مسلم أن يعتني به؛
    ويعرف
    أَعْظَمُ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ التَّوْحِيدُ
    ، وَهُوَ: إِفْرَادُ اللهِ بِالْعِبَادَةِ
    ، وَأَعْظَمُ مَا نَهَى عَنْهُ الشِّرْكُ
    ، وَهُوَ: دَعْوَةُ غَيْرهِ مَعَهُ

    والشرك في العبادة مثل السّم في الطعام،
    إذا وُضع السّم في بعض الطعام أفسد الطعام كله وأتلفه أجمعه،
    كذلك العبادة لا تكون إلا مع التوحيد؛ بأن يكون العبد موحدًا لله جَلَّ وَعَلَا،
    مخلصا في عبادته كلها،
    وهذا يعني أن تكون صلاتك لله، و، ذبحك لله، نذرك لله ، دعاؤك تتوجه به إلى الله، توكلك على الله، رجاؤك من الله، خوفك من الله، كل العبادات لا تصرف شيئا منها إلا لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ ، ﴿أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ ، ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ ، والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا.
    قال:« فَإِذَا دَخَلَ الشِّرْكُ فِي الْعِبَادَةِ فَسَدَتْ؛ كَالْحَدَثِ إِذَا دَخَلَ فِي الطَّهَاَرِة »؛
    الشرك إذا دخل في العبادة فسدت كالحدث إذا دخل في الطهارة
    ، الإنسان إذا كان على طهارة، توضأ وأصبح طاهرا ثم أحدث هل تبقى طهارته على ما هي عليه وقد أحدث؟
    الجواب: لا،
    والشرك كذلك إذا دخل في العبادة أفسدها مثل الحدث إذا دخل على الطاهر فإنه يفسد طهارته ويحتاج أن يتطهر من جديد.
    وهذا الشبه بين الطهارة من الحدث والطهارة من الشرك جاء الإشارة إليه في قوله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾؛ قيل في معناها: طهر نفسك من الشرك ومما ينقض الدين ويفسد الإيمان، وقيل في معناه: طهر ثيابك من النجاسة الحسية.
    (طهر ثيابك) يتناول الطهارة المعنوية والطهارة الحسية ﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)﴾ ؛ أي الأصنام، وعبادة غير الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
    قال: « فَإِذَا دَخَلَ الشِّرْكُ فِي الْعِبَادَةِ فَسَدَتْ؛ كَالْحَدَثِ إِذَا دَخَلَ فِي الطَّهَاَرِة »
    قال الشيخ اسحاق ابن عبد الرحمن آل الشيخ
    لما قام الوصف .... صار الحكم لهذا الوصف الطارئ،
    تعريف على محل طاهر تلوث به المحل؛ وللشيء حكم نظيره

    *******
    فالعبادة لا تكون عبادة مقبولة إلا إذا خلصت ونُقيَّت وسَلِمت من الشرك، فإذا دخل الشرك في العبادة أفسد العبادة وأحبطها.
    قال: « فَإِذَا عَرَفْتَ أَنَّ الشِّرْكَ إِذَا خَالَطَ الْعِبَادَةَ أَفْسَدَهَا، وَأَحْبَطَ الْعَمَلَ، وَصَاَر صَاحِبُهُ، مِنَ الْخَالِدِينَ فِي النَّارِ؛ عَرَفْتَ أَنَّ أَهَمَّ مَا عَلَيْكَ مَعْرِفَةُ ذَلِكَ »؛ أي معرفة الشرك، لماذا تعرفه؟
    الشرك إذا دخل في العبادة أفسدها، جعلها حابطةً باطلةً غير مقبولة،
    إذن يجب علينا أن نَعرف الشرك أو لا يجب؟ يجب علينا أن نعرف الشرك، من أجل ماذا؟ من أجل عبادتنا لله خالصة ليس فيها شيء من الشرك،
    فيجب الحذر من الشرك
    عَرَفْتُ الشَّرَّ لاَ لِلشَّرِّ ... لَــكِـــنْ لِـتَــوَقِّـيـ ـــهِ
    فَمَنْ لَمْ يَعْرِفِ الشَّرَّ ... مِنَ النَّاسِ يَقَعُ فِيـهِ
    إذا لم يعرف الإنسان الشرك وحقيقته ربما دخل الشرك في جوانب من عبادته فأفسدها وهو في قرارة نفسه يظن أنه من أهل التوحيد ومن أهل لا إله إلا الله؛ بينما قد أدخل على نفسه أعمالاً من الشرك تفسد عمله وعبادته وتحبط دينه.
    ولهذا كان واجبًا على كل مسلم أن يعرف الشرك من أجل أن يحذره، وأن يكون خائفًا على نفسه من الوقوع في الشرك.
    وتأمل دعوة إمام الحنفاء إبراهيم الخليل عَلَيْهِ السَّلَامْ قال: ﴿وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ﴾ ،
    فيجب على المسلم أن يعرف الشرك من أجل أن يحذره،
    كما أنه يجب عليه أن يعرف التوحيد من أجل أن يُحققه ويكون من أهله.
    قال: « فَإِذَا عَرَفْتَ أَنَّ الشِّرْكَ إِذَا خَالَطَ الْعِبَادَةَ أَفْسَدَهَا، وَأَحْبَطَ الْعَمَلَ، وَصَاَر صَاحِبُهُ، مِنَ الْخَالِدِينَ فِي النَّارِ»،
    قوله: «وَأَحْبَطَ الْعَمَلَ» يدل عليه قول الله تعالى:
    ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65)
    بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ) -أي وحده- (وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ (66)﴾
    ، فالشرك إذا دخل العبادة أفسدها وأحبط العمل، وصار صاحبه من المخلدين في النار، لقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء﴾ .
    « عَرَفْتَ أَنَّ أَهَمَّ مَا عَلَيْكَ مَعْرِفَةُ ذَلِكَ»
    أي معرفة الشرك لتوقِّيه ومعرفة التوحيد لتحقيقه.
    قال: « لَعَلَّ اللهَ أَنْ يُخَلِّصَكَ مِنْ هَذِهِ الشَّبَكَةِ »
    وانظر هذا الوصف العجيب للشرك، الشرك: شبكة،
    الشبكة لها خيوط كثيرة ممتدة الأطراف هنا وهناك وإذا لامس الإنسان شيئا من خيوط هذه الشبكة ابتُلي بها وأمسكته وصار من أهلها.
    الشرك شبكة له خيوط، له فروع كثيرة، له أنواع كثيرة، له أبواب عديدة، منها الشرك الاكبر ومنها ما هو داخل فى الشرك الاصغر فالشرك الاكبر محبط لجميع الاعمال والشرك الاصغر محبط للعمل المقارن
    فإذا عرفت أن الشرك أخطر شيء وأنه إذا دخل العبادة أفسدها أو أبطلها، وجب عليك أن تكون على معرفة بالشرك حتى تكون منه على حذرٍ وتوقٍّ وبُعدٍ عنه.
    و يفيدك ايضا قول المصنف بقوله: «هَذِهِ الشَّبَكَةِ» أن الشرك له انواع وطرق من خلالها يُصطاد الناس ويخرجون عن الإخلاص في العبادةإلى الوقوع في شبكة الشرك،
    وقوله -رحمه الله-: « لَعَلَّ اللهَ أَنْ يُخَلِّصَكَ مِنْ هَذِهِ الشَّبَكَةِ وَهِيَ الشَّرْكُ بِاللهِ»، يتطلب منك -كما تقدم:
    - أن تعرف الشرك.
    - وأن تكون منه على حذر.
    - وان تسد كل باب يوصلك الى الشرك وتحمى حمى التوحيد
    ويدعو الإنسان ربه جَلَّ وَعَلَا أن يخلِّصه من الشرك،
    كما فى دعاء ابراهيم عليه السلام واجنبنى وبنى ان نعبد الاصنام
    قال: «وَهِيَ الشِّرْكُ بِاللهِ، الَّذِي قَالَ الله تَعَالَى فِيهِ:
    ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء﴾ ». وهذه وردت في موضعين من سورة النساء،
    وقد توعَّد -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- المشرك الذي يموت على الشرك ويلقى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مشركا
    بأنه لا يغفر له، بل يعذبه في النار ويخلده فيها أبد الآباد،
    ولا مطمع له في رحمة الله أبدًا إذا مات على الشرك بالله
    ، ولهذا قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ﴾ ،
    فالكافر المشرك يُدخَل يوم القيامة النار ويُخلَّد فيها أبد الآباد، ولا يُخفف عنه من عذابها، لا يُخفف العذاب! بل إنه يزيد،
    ولهذا قال جَلَّ وَعَلَا في سورة النبأ: ﴿فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَابًا﴾ ،
    ولهذا قال بعض المفسرين إن أشد آية على أهل النار
    هي قول الله تعالى: ﴿فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَابًا﴾،
    لأنهم عندما يدخلون النار لا يزال عندهم بعض الآمال،
    من الآمال أن يُعادوا إلى الدنيا مرة ثانية ﴿رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ﴾ ،
    من الآمال أن يُقضى عليهم فيموتوا ويَسلموا من هذا العذاب ومن هذه الشدائد،
    ومن الآمال أن يُخفَّف عنهم العذاب ولو قليلا
    ثم يأتيهم هذا الأمر الذي يقطع عليهم كل الآمال
    ﴿فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَابًا﴾، أي لن تنالوا في النار إلا زيادة العذاب،
    لا ينقطع ولا يُخفف ولا يُقضى على أهله فيموتوا،
    بل لا يزالون في العذاب أبد الآباد مخلَّدين في نار جهنم
    فيجب على العبد أن يكون على غاية الحذر من هذا الشرك الذي هو أعظم ما نهى الله سُبْحْانَهُ وَتَعَالَى عباده عنه.
    لذلك اول الاوامر واهم الواجبات وأولى الاولويات عبادة الله وحده
    وأول النواهى النهى عن الشرك. ﴿فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ :
    هذا أول شيء نهى الله عنه في القرآن الكريم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •