تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: مناقشة من استدل بآثار عدم نبوة ذي الكفل

  1. #1

    افتراضي مناقشة من استدل بآثار عدم نبوة ذي الكفل

    قال الطبري في تفسيره (18/509) : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، في قوله( وَذَا الْكِفْلِ ) قال رجل صالح غير نبيّ ، تكفل لنبيّ قومه أن يكفيه أمر قومه ، ويقيمه لهم ، ويقضي بينهم بالعدل ، ففعل ذلك ، فسمي ذا الكفل.
    حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد بنحوه ، إلا أنه قال: ويقضي بينهم بالحق.
    وهذا صحيح عن مجاهد
    قلتُ: ليس بصحيح؛ فإن ابن جريج وابن أبي نجيح مدلسان.
    قال يحيى بن سعيد القطان: "لم يسمع ابن أبي نجيح التفسير من مجاهد".
    وقيل ليحيى بن معين: ابن جريج سمع من مجاهد شيئًا؟
    قال: «حرفًا أو حرفين» . قلت: فمن بينهما؟ قال: «لا أدري». اهـ.
    سؤالات ابن الجنيد (٣٧٦).
    ثم إن القصة مختصرة وتمامها بما خرجه ابن أبي حاتم والطبري في تفسيرهما [13702]، فقالا:
    حدثنا محمد بن المثنى، ثنا عفان، ثنا وهيب، ثنا داود، عن مجاهد، قَالَ:
    لَمَّا كَبِرَ الْيَسَعُ، قَالَ: لَوْ أَنِّي اسْتَخْلَفْتُ رجلا عَلَى النَّاسِ يَعْمَلُ عَلَيْهِمْ فِي حَيَاتِي حَتَّى أَنْظُرَ كَيْفَ يَعْمَلُ،
    قَالَ: فَجَمَعَ النَّاسَ، فَقَالَ: مَنْ يَتَقَبَّلُ لِي بِثَلاثٍ اسْتَخْلِفْهُ: يَصُومُ النَّهَارَ، وَيَقُومُ اللَّيْلَ، وَلا يَغْضَبُ؟
    قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ تَزْدَرِيهِ الْعَيْنُ، فَقَالَ: أَنَا، فَقَالَ: أَنْتَ تَصُومُ النَّهَارَ، وَتَقُومُ اللَّيْلَ، وَلا تَغْضَبُ؟
    قَالَ: نَعَمْ، فَرَدَّهُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَقَالَ مِثْلَهَا الْيَوْمَ الآخَرَ، فَسَكَتَ النَّاسُ وَقَامَ ذَلِكَ الرَّجُلُ،
    فَقَالَ: أَنَا، فَاسْتَخْلَفَهُ ، قَالَ: فَجَعَلَ إِبْلِيسُ يَقُولُ لِلشَّيَاطِينِ: عَلَيْكُمْ بِفُلانٍ، فَأَعْيَاهُمْ،
    فَقَالَ: دَعُونِي وَإِيَّاهُ، فَأَتَاهُ فِي صُورَةِ شَيْخٍ كَبِيرٍ فَقِيرٍ، فَأَتَاهُ حِينَ أَخَذَ مَضْجَعَهُ لِلْقَائِلَةِ،
    وَكَانَ لا يَنَامُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِلا تِلْكَ النَّوْمَةَ، فَدَقَّ الْبَابَ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: شَيْخٌ كَبِيرٌ مَظْلُومٌ.
    قَالَ: فَقَامَ فَفَتَحَ الْبَابَ، فَجَعَلَ يَقُصُّ عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ قَوْمِي خُصُومَةً، وَإِنَّهُمْ ظَلَمُونِي، وَفَعَلُوا بِي وَفَعَلُوا.
    فَجَعَلَ يُطَوِّلُ عَلَيْهِ، حَتَّى حَضَرَ الرَّوَاحُ وَذَهَبَتِ الْقَائِلَةُ، وَقَالَ: إِذَا رُحْتُ فَأْتِنِي آخُذْ لَكَ بِحَقِّكَ، فَانْطَلَقَ وَرَاحَ، فَكَانَ فِي مَجْلِسِهِ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ هَلْ يَرَى الشَّيْخَ، فَلَمْ يَرَهُ، فَجَعَلَ يَبْتَغِيهِ. فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ جَعَلَ يَقْضِي بَيْنَ النَّاسِ وَيَنْتَظِرُهُ فَلا يَرَاهُ. فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى الْقَائِلَةِ، فَأَخَذَ مَضْجَعَهُ، أَتَاهُ فَدَقَّ الْبَابَ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: الشَّيْخُ الْكَبِيرُ الْمَظْلُومُ، فَفَتَحَ لَهُ، فَقَالَ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِذَا قَعَدْتُ فَأْتِنِي؟ فَقَالَ: إِنَّهُمْ أَخْبَثُ قَوْمٍ، إِذَا عَرَفُوا أَنَّكَ قَاعِدٌ، قَالُوا: نَحْنُ نُعْطِيكَ حَقَّكَ، وَإِذَا قُمْتَ جَحَدُونِي، قَالَ: فَانْطَلِقْ فَإِذَا رُحْتُ فَأْتِنِي، قَالَ: فَفَاتَتْهُ الْقَائِلَةُ، فَرَاحَ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ فَلا يَرَاهُ، فَشَقَّ عَلَيْهِ النُّعَاسُ، فَقَالَ لِبَعْضِ أَهْلِهِ: لا تَدَعَنَّ أَحَدًا يَقْرَبُ هَذَا الْبَابَ حَتَّى أَنَامَ، فَإِنِّي قَدْ شَقَّ عَلَيَّ النَّوْمُ، فَلَمَّا كَانَ تِلْكَ السَّاعَةُ جَاءَ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: وَرَاءَكَ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ أَتَيْتُهُ أَمْسِ فَذَكَرْتُ لَهُ أَمْرِي، قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ أَمَرَنَا أَنْ لا نَدَعَ أَحَدًا يَقْرَبُهُ. فَلَمَّا أَعْيَاهُ نَظَرَ فَرَأَى كُوَّةً فِي الْبَيْتِ، فَتَسَوَّرَ مِنْهَا، فَإِذَا هُوَ فِي الْبَيْتِ، وَإِذَا هُوَ يَدُقُّ الْبَابَ، قَالَ: وَاسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ، فَقَالَ: يَا فُلانُ، أَلَمْ آمُرُكَ؟ قَالَ: أَمَّا مِنْ قِبَلِي وَاللَّهِ فَلَمْ تُؤْتَ، فَانْظُرْ مِنْ أَيْنَ أُتِيتَ، قَالَ: فَقَامَ إِلَى الْبَابِ، فَإِذَا هُوَ مُغْلَقٌ كَمَا أَغْلَقَهُ، وَإِذَا هُوَ مَعَهُ فِي الْبَيْتِ، فَعَرَفَهُ، فَقَالَ: أَعَدُوُّ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَعْيَيْتَنِي فِي كُلِّ شَيْءٍ، فَفَعَلْتُ مَا تَرَى لأُغْضِبَكَ، فَسَمَّاهُ الله ذَا الْكِفْلِ ؛ لأَنَّهُ تَكَفَّلَ بِأَمْرٍ فَوَفَى بِهِ ". اهـ.
    فلم ينقل داود وهو ابن أبي هند عن مجاهد في طول هذه القصة بأنه نفى نبوته.
    والازدراء الوارد في الأثر ازدراء حداثة سنه، ففيما خرجه الطبري في تفسيره [16 : 371]، فقال:
    حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ:
    "كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مَلِكٌ صَالِحٌ، فَكَبِرَ، فَجَمَعَ قَوْمَهُ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ تَكَفَّلَ لِي بِمُلْكِي هَذَا عَلَى أَنْ يَصُومَ النَّهَارَ، وَيَقُومَ اللَّيْلَ، وَيْحَكُمَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ، وَلا يَغْضَبَ؟ قَالَ: فَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ إِلا فَتًى شَابٌّ، فَازْدَرَاهُ لِحَدَاثَةِ سِنِّهِ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ تَكَفَّلَ لِي بِمُلْكِي هَذَا، عَلَى أَنْ يَصُومَ النَّهَارَ، وَيَقُومَ اللَّيْلَ، وَلا يَغْضَبَ، وَيْحَكُمَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ؟ فَلَمْ يَقُمْ إِلا ذَلِكَ الْفَتَى، فَازْدَرَاهُ. فَلَمَّا كَانَتِ الثَّالِثَةُ، قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمْ يَقُمْ إِلا ذَلِكَ الْفَتَى، فَقَالَ: تَعَالَ، فَخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُلْكِهِ. فَقَامَ الْفَتَى لَيْلَه، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَعَلَ يَحْكُمُ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَلَمَّا انْتَصَفَ النَّهَارُ دَخَلَ لِيَقِيلَ، فَأَتَاهُ الشَّيْطَانُ فِي صُورَةِ رَجُلٍ مِنْ بَنِي آدَمَ، فَجَذَبَ ثَوْبَهُ، فَقَالَ: أَتَنَامُ وَالْخُصُومُ بِبَابِكَ؟ قَالَ: إِذَا كَانَ الْعَشِيَّةُ فَأْتِنِي، قَالَ فَانْتَظَرَهُ بِالْعَشِيِّ، فَلَمْ يَأْتِهِ، فَلَمَّا انْتَصَفَ النَّهَارُ دَخَلَ لِيَقِيلَ، جَذَبَ ثَوْبَهُ، وَقَالَ: أَتَنَامُ وَالْخُصُومُ بِبَابِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ لَكَ: ائْتِنِي الْعَشِيَّ، فَلَمْ تَأْتِنِي، ائْتِنِي الْعَشِيَّةَ، فَلَمَّا كَانَ بِالْعَشِيِّ انْتَظَرَهُ، فَلَمْ يَأْتِ، فَلَمَّا دَخَلَ لِيَقِيلَ جَذَبَ ثَوْبَهُ، وقَالَ: أَتَنَامُ وَالْخُصُومُ بِبَابِكَ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ أَنْتَ، لَوْ كُنْتَ مِنَ الإِنْسِ سَمِعْتَ مَا قُلْتُ، قَالَ: هُوَ الشَّيْطَانُ، جِئْتُ لأَفْتِنَكَ، فَعَصَمَكَ اللَّهُ مِنِّي. فَقَضَى بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ زَمَانًا طَوِيلا، وَهُوَ ذُو الْكِفْلِ، سُمِّيَ ذَا الْكِفْلِ لأَنَّهُ تَكَفَّلَ بِالْمُلْكِ ". اهـ.

    وقال الطبري أيضاً حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن أبي موسى الأشعري ، قال وهو يخطب الناس: إن ذا الكفل لم يكن نبيا ولكن كان عبدا صالحا ، تكفل بعمل رجل صالح عند موته ، كان يصلي لله كل يوم مائة صلاة ، فأحسن الله عليه الثناء في كفالته إياه
    قتادة لم يدرك الأشعري غير أن ذكره لهذه الرواية عد تعقيبه عليها يدل على أنه يقول بها

    قلتُ: ذكرها قتادة بصيغة التمريض فيما خرجه يحيى بن سلام في تفسيره [1 : 335]، فقال:
    سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ:
    ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الأَشْعَرِيَّ قَالَ: فذكر نحوه.
    قلتُ: مع انقطاعه؛ فإن قتادة قد خولف فيما خرجه ابن عساكر في تاريخه [17 : 375] من طريق:

    عفان وعَوْنٍ، قالا: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى:
    "أَنَّ ذَا الْكِفْلِ إِنَّمَا سُمِّيَ ذَا الْكِفْلِ أَنَّ رَجُلا كَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ مَائَةَ صَلاةٍ فَتَكَفَّلَ بِهِ فُسُمِّيَ ذَا الْكِفْلِ". اهـ.
    فليس فيه بأن أبا موسى نفى نبوة ذي الكفل، ثم إن ثابت بن أسلم البناني أدرك أبا موسى الأشعري رضي الله عنه.
    في الحقيقة لم أجد أحداً من السلف نص على نبوته إلا ما يروى عن وهب بن منبه
    لعدم وجود المعارض القوي له من طبقته وقد قال سفيان ( إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك )

    قلتُ: قد روى سفيان الثوري حديث عبد الله بن الحارث الأنصاري ما يدل على نبوة ذي الكفل.
    فروى الثوري في تفسيره (
    646) رواية قبيصة، فقال: عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ:
    كَانَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، قَالَ: " مَنْ تَكَفَّلَ لِي بِأَنْ لَا يَغْضَبَ فَهُوَ مَعِي فِي دَرَجَتِي فِي الْجَنَّةِ؟ فَقَامَ شَابٌّ، فَقَالَ: أَنَا، فَقَالَ: اقْعُدْ.
    ثُمَّ قَالَ: الثَّانِيَةَ، فَقَامَ ذَلِكَ الشَّابُّ، فَقَالَ: أَنَا، فَقَالَ: أَقْعِدْهُ. ثُمَّ قَالَهَا الثَّالِثَةَ، فَقَامَ الشَّابُّ، فَقَالَ: أَنَا. قَالَ فَنِعْمَ إِذًا ".
    قَالَ: ثُمَّ مَاتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَاسْتَخْلَفَ الشَّابَّ مَكَانَهُ، فَكَانَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ، وَلَا يَغْضَبُ،
    فَاحْتَالَ لَهُ إِبْلِيسُ بِكُلِّ شَيْءٍ يُغْضِبُهُ، فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى أَنْ يُغْضِبَهُ. فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ، وَهُوَ نِصْفُ النَّهَارِ،
    وَقَدْ فَرَغَ مِنْ قَضَائِهِ بَيْنَ النَّاسِ، وَدَخَلَ لِيُقَيِّلَ وَهُوَ صَائِمٌ، أَتَاهُ فَدَقَّ عَلَيْهِ الْبَابَ. فَأَرْسَلَ مَعَهُ رَسُولًا، فَذَهَبَ مَعَ الرَّسُولِ ثُمَّ رَجَعَ،
    فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَصْنَعْ فِي حَاجَتِي شَيْئًا. فَأَرْسَلَ مَعَهُ رَسُولًا آخَرَ فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: لَمْ يَصْنَعْ فِي حَاجَتِي شَيْئًا،
    فَأَخَذَ بِيَدِهِ وَبِنَفْسِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ مَعَهُ، فَلَمَّا كَانَ مَعَهُ فِي السُّوقِ، انْفَلَتَ مِنْهُ، قَالَ: فَسُمِّيَ ذَا الْكِفْلِ ". اهـ.
    خرجه الطبري في تفسيره (16:368)، فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ، قَالَ:
    ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ:
    " أَنَّ نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ، قَالَ: مَنْ يَكْفُلُ لِي أَنْ يَصُومَ النَّهَارَ، وَيَقُومَ اللَّيْلَ، وَلا يَغْضَبَ؟ فَقَامَ شَابٌّ، فَقَالَ: أَنَا، إلخ.
    فذكر الأثر بنحوه ولم يذكر الدرجة.

    قلتُ: مؤمل سيء الحفظ، وقبيصة أوثق منه وقد خرج ابن أبي حاتم في تفسيره [13703]، فقال: حدثنا أبي،
    حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن مسلم، قال: قال ابن عباس:
    " كان قاض في بني إسرائيل، فحضره الموت، فقال: من يقوم مقامي على أن لا يغضب؟
    قال: فقال رجل أنا فسمى ذا الكفل، فذكر الأثر بطوله.
    قلتُ: أبو بكر ابن عياش اختلط بأخره، ورواية الثوري أشبه.
    وخرج البيهقي في الدلائل [1 : 159]، فقال:
    أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيَّ، يَقُولُ:
    قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ: " خَمْسَةٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ ذَوُو اسْمَيْنِ، فذكرهم، وذكر منهم: وَإِلْيَاسُ، وَذُو الْكِفْلِ صلى الله عليه وسلم.
    والله أعلم.
    .

  2. #2

    افتراضي رد: مناقشة من استدل بآثار عدم نبوة ذي الكفل

    قال الحاكم في المستدرك 4118-
    أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الإِسْفَرَايِين ِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ : كَانَ عُمْرُ أَيُّوبَ ثَلاَثًا وَتِسْعِينَ سَنَةً ، وَأَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ إِلَى ابْنِهِ حَوْمَلٍ ، وَقَدْ بَعَثَ اللَّهُ بَعْدَهُ ابْنَهُ بِشْرَ بْنَ أَيُّوبَ نَبِيًّا وَسَمَّاهُ ذَا الْكِفْلِ ، وَأَمَرَهُ بِالدُّعَاءِ إِلَى تَوْحِيدِهِ ، وَأَنَّهُ كَانَ مُقِيمًا بِالشَّامِ ، عُمْرَهُ حَتَّى مَاتَ وَكَانَ عُمْرُهُ خَمْسًا وَسَبْعِينَ سَنَةً وَإِنَّ بِشْرًا أَوْصَى إِلَى ابْنِهِ عَبْدَانَ ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ بَعْدَهُمْ شُعَيْبًا.
    عبد المنعم ضعيف جداً وكذلك أبوه
    لكن صح في هذا السياق عن وهب بن منبه في مغاضبة إبليس.
    فيما خرج أبو نعيم في الحلية [4 : 44]، فقال:
    حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ،
    ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ، أَنَّهُ سَمِعَ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ، يَقُولُ:
    إِنَّ إِبْلِيسَ أَتَى رَاهِبًا فِي صَوْمَعَتِهِ، فَاسْتَفْتَحَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الْمَسِيحُ،
    قَالَ الرَّاهِبُ: وَاللَّهِ لَئِنْ كُنْتَ إِبْلِيسَ مَا أَخْلُو بِكَ، وَلَئِنْ كُنْتَ الْمَسِيحَ، فَمَا أَصْنَعُ بِكَ الْيَوْمَ شَيْئًا،
    لَقَدْ بَلَّغْتنَا رِسَالَةَ رَبِّكَ، وَقَبِلْنَا عَنْكَ، وَشَرَعْتَ لَنَا الدِّينَ وَنَحْنُ عَلَيْهِ، فَاذْهَبْ فَلَسْتُ بِفَاتِحٍ لَكَ، قَالَ لَهُ:
    صَدَقْتَ أَنَا إِبْلِيسُ وَلا أُرِيدُ ضَلالَتَكَ أَبَدًا، فَاسْأَلْنِي عَمَّا بَدَا لَكَ أُخْبِرْكَ بِهِ، قَالَ: وَأَنْتَ صَادِقٌ؟ قَالَ: لا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ إِلا صَدَقْتُكَ بِهِ،
    قَالَ: " فَأَخْبِرْنِي أَيُّ أَخْلاقِ بَنِي آدَمَ أَوْثَقُ فِي أَنْفُسِكُمْ أَنْ تُضِلُّوهُمْ بِهَا؟ قَالَ: ثَلاثَةُ أَشْيَاءَ: الْحِدَّةُ، وَالشُّحُّ، وَالسُّكْرُ ". اهـ.
    ورواه بإسناد ءاخر في الحلية
    [4 : 44]، فقال:
    حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ،
    حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ وَهْبٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ:
    " أَنَّ رَاهِبًا تَخَلَّى فِي صَوْمَعَتِهِ فِي زَمَانِ الْمَسِيحِ، فَأَرَادَ إِبْلِيسُ أَنْ يُكَايِدَهُ، فَلَمْ يَقْدِرْ، ثُمَّ أَتَاهُ بِكُلِّ زَائِدَةٍ، فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ، فَأَتَاهُ مُتَشَبِّهًا بِالْمَسِيحِ، فَنَادَاهُ: أَيُّهَا الرَّاهِبُ، أَشْرِفْ عَلَيَّ أُكَلِّمْكَ، قَالَ: فَانْطَلِقْ لِشَأْنِكَ فَلَسْتُ أَزِيدُ مَا مَضَى مِنْ عُمْرِي، قَالَ: أَشْرِفْ عَلَيَّ، فَأَنَا الْمَسِيحُ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ الْمَسِيحَ فَمَا لِي إِلَيْكَ مِنْ حَاجَةٍ، أَلَيْسَ قَدْ أَمَرْتَنَا بِالْعِبَادَةِ فَوَعَدْتَنَا الْقِيَامَةَ، فَانْطَلِقْ إِلَى شَأْنِكَ فَلا حَاجَةَ بِي إِلَيْكَ، فَانْطَلَقَ اللَّعِينُ عَنْهُ وَتَرَكَهُ ". اهـ.
    والله أعلم.
    .

  3. #3

    افتراضي رد: مناقشة من استدل بآثار عدم نبوة ذي الكفل

    قلتُ: ليس بصحيح؛ فإن ابن جريج وابن أبي نجيح مدلسان.
    قال يحيى بن سعيد القطان: "لم يسمع ابن أبي نجيح التفسير من مجاهد".
    قال شيخنا أبو إسحاق الحويني - حفظه الله - في تحقيقه لتفسير ابن كثير :
    " قال يحيى بنُ سعيد القطان: "لم يسمع ابنُ أبي نجيح التفسير من مجاهدٍ" اهـ.
    قلتُ: وكذلك وقع في كلام ابن حبان، ولكن الواسطة بينهما ثقة، وهو القاسم ابنُ أبي بزة.
    قال ابنُ حبان: "لم يسمع التفسير من مجاهد غير القاسم وكل من يروي عن مجاهد التفسير، فإنما أخذه من كتاب القاسم" وبهذا يندفع الاعتراض.
    ولذلك قال شيخ الإِسلام ابنُ تيمية رحمه الله في "الفتاوي" (17/ 408 - 409): "والشافعيُّ في كتبه أكثر الذي ينقله عن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد. وكذلك البخاري في صحيحه يعتمد على هذا التفسير، وقول القائل: لا تصح رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد. جوابه: أن تفسير ابن أبي نجيح عن مجاهد من أصح التفاسير، بل ليس بأيدي أهل التفسير كتاب في التفسير أصح من تفسير ابن أبي نجيح عن مجاهد إلا أن يكون نظيره في الصحة" اهـ. . . .
    ثم رأيت في "كتاب الإرشاد" (ص 393) لأبي يعلى الخليلي أنه قال: "وتفسير ابن عباد المكيّ، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس: قريب من الصحة" انتهى.

    وأخرج يحيي بن سلام في "تفسيره" (335/1) عن عَاصِمُ بْنُ حَكِيمٍ أَنَّ مُجَاهِدًا قَالَ: إِنَّ ذَا *الْكِفْلِ كَانَ رَجُلًا صَالِحًا وَلَيْسَ بِنَبِيٍّ، تَكَفَّلَ لِنَبِيٍّ بِأَنْ يَكْفُلَ لَهُ أَمْرَ قَوْمِهِ، وَيُقِيمَهُ لَهُمْ، وَيَقْضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْعَدْلِ.
    والظاهر أنه منقطع ، عاصم لم يسمع من مجاهد.

    وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الجماهر، أنبأنا سعيد بن بشير، حدثنا قتادة، عن كنانة بن الأخنس قال: سمعت الأشعري يعني أبا موسى رضي الله عنه، وهو على هذا المنبر يقول: ما كان ذو الكفل نبيا، ولكن كان رجلا صالحا يصلي كل يوم مائة صلاة، فتكفل له ذو الكفل من بعده يصلي كل يوم مائة صلاة فسمي ذا الكفل.
    ذكره ابن كثير في "التفسير" (365/5).

    وسعيد بن بشير منكر الحديث عن قتادة ، فكيف به يُخالف سعيد بن أبي عروبة ؟!
    وكنانة بن الأخنس مجهول ، لم أجده.

    وأخرج عبد الرزاق في "التفسير" (1882) ، ومن طريقه الطبري في "جامع البيان" (373/16) ، عن معمر ، عن قتادة قال: قال أبو موسى الأشعري: «لم يكن ذو *الكفل نبيا ولكنه كفل بصلاة رجل كان يصلي في كل يوم مائة صلاة فتوفي فتكفل بصلاته؛ فلذلك سمي ذا *الكفل»
    وهو منقطع.

    قلتُ: قد روى سفيان الثوري حديث عبد الله بن الحارث الأنصاري ما يدل على نبوة ذي الكفل.
    قلت لا يظهر لي فيه وجه الدلالة على كونه نبياً ، فهل ذكر النبي أنه سيكون معه في درجته ، يعني أنه نبي ؟!
    كيف ولا يخفى عليك حديث ربيعة مع النبي صلي الله عليه وسلم ، وحديث العجوز مع موسى !!
    وأخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" (34041) وغيره ، بإسناد صحيح عن ابن عباس قال: لما أراد اللَّه أن يرفع عيسى (عليه السلام) إلى السماء خرج إلى أصحابه وهم اثنا عشر رجلًا، من عين في البيت ورأسه يقطر ماء، فقال لهم: أما إن منكم من سيكفر بي اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن بي، ثم قال: أيكم سيلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي، فقام شاب من أحدثهم فقال: أنا....

    فهل كون هذا الشاب معه في نفس الدرجة يقتضي كونه نبياً ؟! قطعاً لا.

    وغالب الاثار التي ذكرتها يُفهم منها أنه رجل صالح ، وليس نبي ، والله أعلم.
    طويلب علم

  4. #4

    افتراضي رد: مناقشة من استدل بآثار عدم نبوة ذي الكفل

    بارك الله فيك ونفع بك، أخي الحبيب.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة
    ولذلك قال شيخ الإِسلام ابنُ تيمية رحمه الله في "الفتاوي" (17/ 408 - 409): "والشافعيُّ في كتبه أكثر الذي ينقله عن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد. وكذلك البخاري في صحيحه يعتمد على هذا التفسير، وقول القائل: لا تصح رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد. جوابه: أن تفسير ابن أبي نجيح عن مجاهد من أصح التفاسير، بل ليس بأيدي أهل التفسير كتاب في التفسير أصح من تفسير ابن أبي نجيح عن مجاهد إلا أن يكون نظيره في الصحة" اهـ.
    ثم رأيت في "كتاب الإرشاد" (ص 393) لأبي يعلى الخليلي أنه قال: "وتفسير ابن عباد المكيّ، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس: قريب من الصحة" انتهى.

    قلتُ: ليس معنى أصح أو قريب من الصحة بأنه صحيح متصل.
    وقد جاء مخالف له متصل أًصح فيما أوردته ءانفا، حيث روى داود بن أبي هند عن مجاهد بطوله، ولم ينقل عنه نفيه لنبوته.
    ولو نفى مجاهد نبوته من أجل أنه لم يجد ما ينص على نبوته فيما رواه ففيه نظر.
    يرده سياق الآيات حيث ذكر مع النبيين كما ذكر ابن كثير.
    وخرج أبو نعيم في الحلية (14542)، فقال:
    حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ السَّاجِيَّ، يَقُولُ:
    " إِنَّمَا ذَكَرَ اللَّهُ دَرَجَةَ الْخَائِفِينَ، وَأَمْسَكَ عَنْ دَرَجَةِ الْمُحِبِّينَ؛ لأَنَّ الْقُلُوبَ لا تَحْتَمِلُ ذَلِكَ، كَمَا أَمْسَكَ عَنْ دَرَجَةِ النَّبِيِّينَ وَأَظْهَرَ ثَوَابَ الْمُتَّقِينَ،
    قَالَ فِي النَّبِيِّينَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا وَعِبَادَنَا فُلانًا وَأَثْنَى عَلَيْهِمْ: {شَاكِرًا لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ}، وَقَالَ: {أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار{ 46 } وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ { 47 }}، وَقَالَ: {هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ { 49 } جَنَّاتِ عَدْنٍ} أَيْ: ذِكْرِي وَثَنَائِي عَلَيْهِمْ أَشْرَفُ مِنْ ثَوَابِ الْمُتَّقِينَ، وَإِنَّمَا ذَكَرَ صِغَارَ الأُمُورِ وَلَمْ يَذْكُرْ ثَوَابَ الْعَظِيمِ لأَنَّهُ لا تَحْتَمِلُهُ الْقُلُوبُ هَلْ ذَكَرَ فِي الزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ شَيْئًا؟ وَيَقُولُ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} لَمْ يُبَيِّنْهُ ثُمَّ قَالَ: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}". اهـ.
    قلتُ: في استشهاده الساجي بآيات سورة ص، وَقَالَ: أَيْ: ذِكْرِي وَثَنَائِي عَلَيْهِمْ أَشْرَفُ مِنْ ثَوَابِ الْمُتَّقِينَ". اهـ.
    وكان ممن ذكر ربنا تعالى في سورة ص ذو الكفل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة
    وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الجماهر، أنبأنا سعيد بن بشير، حدثنا قتادة، عن كنانة بن الأخنس قال: سمعت الأشعري يعني أبا موسى رضي الله عنه، وهو على هذا المنبر يقول: ما كان ذو الكفل نبيا، ولكن كان رجلا صالحا يصلي كل يوم مائة صلاة، فتكفل له ذو الكفل من بعده يصلي كل يوم مائة صلاة فسمي ذا الكفل.
    ذكره ابن كثير في "التفسير" (365/5).
    وسعيد بن بشير منكر الحديث عن قتادة ، فكيف به يُخالف سعيد بن أبي عروبة ؟!
    وكنانة بن الأخنس مجهول ، لم أجده.
    وأخرج عبد الرزاق في "التفسير" (1882) ، ومن طريقه الطبري في "جامع البيان" (373/16) ، عن معمر ، عن قتادة قال: قال أبو موسى الأشعري: «لم يكن ذو *الكفل نبيا ولكنه كفل بصلاة رجل كان يصلي في كل يوم مائة صلاة فتوفي فتكفل بصلاته؛ فلذلك سمي ذا *الكفل»
    وهو منقطع.

    قد رددت على ذلك سابقا:
    قلتُ: ذكرها قتادة بصيغة التمريض فيما خرجه يحيى بن سلام في تفسيره [1 : 335]، فقال:
    سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ:
    ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الأَشْعَرِيَّ قَالَ: فذكر نحوه.
    قلتُ: مع انقطاعه؛ فإن قتادة قد خولف فيما خرجه ابن عساكر في تاريخه [17 : 375] من طريق:

    عفان وعَوْنٍ، قالا: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى:
    "أَنَّ ذَا الْكِفْلِ إِنَّمَا سُمِّيَ ذَا الْكِفْلِ أَنَّ رَجُلا كَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ مَائَةَ صَلاةٍ فَتَكَفَّلَ بِهِ فُسُمِّيَ ذَا الْكِفْلِ". اهـ.
    فليس فيه بأن أبا موسى نفى نبوة ذي الكفل، ثم إن ثابت بن أسلم البناني أدرك أبا موسى الأشعري رضي الله عنه.



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة
    قلت لا يظهر لي فيه وجه الدلالة على كونه نبياً ، فهل ذكر النبي أنه سيكون معه في درجته ، يعني أنه نبي ؟!
    نعم، فقد خرج ابن المبارك في الجهاد [7]، ومن طريقه ابن حبان فقال:
    عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ أَبَا الْمُثَنَّى الأُمْلُوكِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:
    أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْقَتْلَى ثَلاثَةُ رِجَالٍ:
    رَجُلٌ مُؤْمِنٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى يُقْتَلَ،
    ذَلِكَ الشَّهِيدُ الْمُمْتَحَنُ فِي خَيْمَةِ اللَّهِ تَحْتَ عَرْشِهِ،
    لا يَفْضُلُهُ النَّبِيُّونَ إِلا بِدَرَجَةِ النُّبُوَّةِ". اهـ. إلخ.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة
    كيف ولا يخفى عليك حديث ربيعة مع النبي صلي الله عليه وسلم ، وحديث العجوز مع موسى !!
    فهل كون هذا الشاب معه في نفس الدرجة يقتضي كونه نبياً ؟! قطعاً لا.

    ومثله كافل اليتيم، هل يستوي درجة الأنبياء ودرجة الصالحين؟ وانظر في الجزاء المذكور في الآية:
    {مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِين َ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ }، وتغايرهم يقتضي التمييز بينهم، والترتيب من الأعلى إلى الأدنى.

    والمصاحبة والمرافقة والمعية لا تعني بلوغ فضل النبي صلى الله عليه وسلم ودرجته.
    فليس أبو بكر الصديق رضي الله عنه كدرجة النبي صلى الله عليه وسلم لكن حبيبه وصاحبه.
    وانظر تعامل العلماء مع حديث:
    ((من أحبني وأحبهما - (يعني: الحسن والحسين) - وأباهما وأمهما؛ كان معي في درجتي يوم القيامة).
    قال الذهبي في السير: هَذا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ جِدًّا.
    ثُمَّ قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أحْمَدَ:
    لَمّا حَدَّثَ نَصْرٌ بِهَذا، أمَرَ المُتَوَكِّلُ بِضَرْبِهِ ألْفَ سَوْطٍ، فَكَلَّمَهُ جَعْفَرُ بنُ عَبْدِ الواحِدِ، وجَعَلَ يَقُولُ لَهُ: الرَّجُلُ مِن أهْلِ السُّنَّةِ.

    ولَمْ يَزَلْ بِهِ حَتّى تَرَكَهُ.
    وكانَ لَهُ أرزاقٌ، فَوَفَّرَها عَلَيْهِ مُوسى.
    قالَ أبُو بَكْرٍ الخَطِيبُ عَقِيبَهُ: إنَّما أمَرَ المُتَوَكِّلُ بِضَرْبِهِ؛ لأنَّهُ ظَنَّهُ رافِضِيًّا.
    قُلْتُ: والمُتَوَكِّلُ سُنِّيٌّ، لَكِنْ فِيهِ نَصْبٌ.
    وما فِي رُواةِ الخَبَرِ إلاَّ ثِقَةٌ ما خَلاَ عَلِيَّ بنَ جَعْفَرٍ - فَلَعَلَّهُ لَمْ يَضْبِطْ لَفْظَ الحَدِيثِ،
    -
    وما كانَ النَّبِيُّ - ﷺ - مِن حُبِّهِ وبَثِّ فَضِيلَةِ الحَسَنَيْنِ لِيَجعَلَ كُلَّ مَن أحَبَّهُما فِي دَرَجَتِهِ فِي الجَنَّةِ،
    فَلَعَلَّهُ قالَ: فَهُوَ مَعِي فِي الجَنَّةِ.

    وقَدْ تَواتَرَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ: (المَرْءُ مَعَ مَن أحَبَّ).
    ونَصْر بن عَلِيٍّ، فَمِن أئِمَّةِ السُّنَّةِ الأثْباتِ". اهـ.
    وذكره ابن الجوزي في "الموضوعات":
    وهل يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه المجازفة أصلا من كون المسلم الخطاء يصير في درجة المصطفى بمجرد الحب؟! ".

    وقال الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة:
    "ورواه الترمذي عن نصر هذا، وقال: حديث غريب، لا نعرفه من حديث جعفر إلا من هذا الوجه". اهـ.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة
    وأخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" (34041) وغيره ، بإسناد صحيح عن ابن عباس قال: لما أراد اللَّه أن يرفع عيسى (عليه السلام) إلى السماء خرج إلى أصحابه وهم اثنا عشر رجلًا، من عين في البيت ورأسه يقطر ماء، فقال لهم: أما إن منكم من سيكفر بي اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن بي، ثم قال: أيكم سيلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي، فقام شاب من أحدثهم فقال: أنا....

    قلتُ: الإسناد حسن من أجل المنهال بن عمرو فهو صدوق.
    ولعل "معي في درجتي" تؤول كما أول الذهبي في الحديث السابق ذكره بأنها مروية بالمعنى بأنه معه في الجنة.
    وإلا فهي غير محفوظة إنما هي محفوظة في أثر عبد الله بن الحارث الأنصاري.
    ولم يذكرها سعيد بن منصور في سننه عن أبي معاوية. وكذلك أبو أسامة عن الأعمش.
    فيما خرجه من طريقه إسماعيل القاضي في أحكام القرآن، وذكره غيرهما.
    ولم يذكرها غير واحد من السلف أو فسروها بأنه يكون معه في الجنة، فقال ابن كثير في تفسيره:
    " وكذا ذكره غير واحد من السلف، أنه قال لهم: أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني، وهو رفيقي في الجنة". اهـ.
    ففيما خرجه الطبري في تفسيره [7 : 655]، فقال:
    حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ:
    " أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، قَالَ: أَيُّكُمْ يُلْقَى عَلَيْهِ شَبَهِي فَيُقْتَلُ مَكَانِي ؟
    فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فأُلْقِيَ عَلَيْهِ شَبَهُهُ، فَقَتَلُوهُ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ}". اهـ.
    والقاسم بن أبي بزة من الرواة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما.
    وكذلك لم يذكرها السدي فيما خرج الطبري في تفسيره [7 : 654]، فقال:
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ:
    " أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَصَرُوا عِيسَى وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلا مِنَ الْحَوَارِيِّين َ فِي بَيْتٍ،
    فَقَالَ عِيسَى لأَصْحَابِهِ: مَنْ يَأْخُذْ صُورَتِي فَيُقْتَلْ وَلَهُ الْجَنَّةُ؟". اهـ وذكر الحديث بطوله.
    وخرج الطبري في تفسيره (4/351)، فقال:
    حدثنا ابن حميد، حدثنا يعقوب القمي عن هارون بن عنترة، عن وهب بن منبه قال:
    أتى عيسى ومعه سبعة عشر من الحواريين في بيت فأحاطوا بهم، فلما دخلوا عليه،
    صورهم الله عز وجل كلهم على صورة عيسى، فقالوا لهم: سحرتمونا ليبرزن لنا عيسى، أو لنقتلنكم جميعا،
    فقال عيسى لأصحابه: من يشري نفسه منكم اليوم بالجنة؟ فقال رجل منهم: أنا". إلخ، وذكر الأثر بطوله.
    وخرج أيضا [7 : 656]، فقال: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثني رَجُلٌ كَانَ نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمَ:
    أَنَّ عِيسَى حِينَ جَاءَهُ مِنَ اللَّهِ: إني رَافِعُكَ إِلَيَّ، قَالَ:
    يَا مَعْشَرَ الْحَوَارِيِّين َ، أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ حَتَّى يُشَبَّهَ لِلْقَوْمِ فِي صُورَتِي فَيَقْتُلُوهُ مَكَانِي؟، وذكر الأثر بطوله.

    وخرج أيضا حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريج:
    بلغنا أن عيسى ابن مريم قال لأصحابه: أيكم ينتدب فيلقى عليه شبهي فيقتل؟
    فقال رجل من أصحابه: أنا، يا نبي الله. فألقي عليه شبهه فقتل، ورفع الله نبيه إليه". اهـ.
    وخرج أيضا [7 : 653]، فقال:
    حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ:
    " {إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ إِلَى قَوْلِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}،
    أُولَئِكَ أَعْدَاءُ اللَّهِ الْيَهُودُ ابتهروا بِقَتْلِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ رَسُولِ اللَّهِ، وَزَعَمُوا أَنَّهُمْ قَتَلُوهُ وَصَلَبُوهُ، وَذُكِرَ لَنَا:
    أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَالَ لأَصْحَابِهِ: أَيُّكُمْ يُقْذَفَ عَلَيْهِ شَبَهِي فَإِنَّهُ مَقْتُولٌ؟
    فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: أَنَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فقُتِلَ ذَلِكَ الرَّجُلُ، وَمَنَعَ اللَّهُ نَبِيَّهُ، وَرَفَعَهُ إِلَيْهِ ". اهـ.
    وخرج عبد الرزاق في تفسيره [655]، فقال: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
    {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ}، قَالَ: أُلْقِيَ شَبَهُهُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْحَوَارِيِّين َ فَقُتِلَ، وَكَانَ عِيسَى عَرَضَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ،
    فَقَالَ: " أَيُّكُمْ أُلْقِي عَلَيْهِ شَبَهِي وَلَهُ الْجَنَّةُ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: عَلَيَّ ". اهـ.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة
    وغالب الاثار التي ذكرتها يُفهم منها أنه رجل صالح ، وليس نبي

    قلتُ: لا شك بأن الأنبياء أكثر صلاحا وتقوى.
    أما نفي نبوة ذي الكفل، فلم يثبت كما ذكرنا ويرده سياق الآية.
    والله أعلم.
    .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •