تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}

    قول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} ) هذه الآية فيها بيان التوحيد ،
    وجه ذلك: أن السلف فسروا {إلا ليعبدون} يعني: إلا ليوحدوني ؛
    دليل هذا الفهم: أن الرسل إنما بعثت لأجل التوحيد -توحيد العبادة-
    فقوله: {إلا ليعبدون} يعني: إلا ليوحدون.

    قوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ} هذا فيه حصر،
    ومعلوم أن (ما) النافية مع (إلاَّ) تفيد الحصر والقصر،
    معنى الكلام:
    خلقت الجن والإنس لغاية واحدة هي العبادة دون ما سواها، ففيه قصر علة الخلق على العبادة.

    وقوله: {إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}: {إلاّ} هذه تسمى أداة استثناء مفرغ، مفرغ من أعم الأحوال كما يقول النحاة،
    يعني: وما خلقت الجن والإنس لشيء أو لغاية من الغايات أبداً إلا لغاية واحدة، وهي أن يعبدوني ،
    وقوله: {لِيَعْبُدُونِ} اللام هذه تسمى لام التعليل، ولام التعليل هذه،
    قد يكون المعنى: تعليل غاية،
    أو تعليل علة ؛
    تعليل الغاية يكون ما بعدها مطلوباً، لكن قد يكون وقد لا يكون،
    يعني: هذه الغاية ، ويسميها بعض العلماء لام الحكمة
    ، وفرق بين العلة والحكمة، يعني: ما الحكمة من خلق الجن والإنس؟ أن يعبدوا الله وحده دون ما سواه.

    هذا التعليل بقوله: {لِيَعْبُدُونِ}
    قلنا: تعليل غاية، مثلاً: قلتُ لك: لم أحضرت الكتاب؟ قلتَ: (أحضرته لأقرأ) فيكون علة الإحضار أو الحكمة من الإحضار القراءة، قد تقرأ وقد لا تقرأ،
    بخلاف اللام التي يكون معناها العلة التي يترتب عليها معلولها،
    والتي يقول العلماء في نحوها: (الحكم دائر مع علته وجوداً وعدماً)
    تلك علة القياس التي لا يتخلف فيها المعلول عن العلة.

    فهنا اللام هذه لام علة الغاية؛ لأن من الخلق من أوجد وخلقه الله -جل وعلا- لكن عبد غيره،
    ولام الحكمة شرعية، ما بعدها يكون مطلوباً شرعاً،
    قال -جل وعلا- هنا: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}
    نفهم من هذا أن هذه الآية دالة على التوحيد من جهة أن الغاية من الخلق هو التوحيد.
    كفاية المستزيد شرح كتاب التوحيد

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}

    قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:
    وقول الله تعالى: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
    قوله: ( إلا ليعبدون ) استثناء مفرغ من أعم الأحوال,
    أي: ما خلق الجن والإنس لأي شيء إلا للعبادة.
    واللام في قوله: ( إلا ليعبدون ) للتعليل,
    وهذا التعليل لبيان الحكمة من الخلق وليس التعليل الملازم للمعلول,
    إذ لو كان كذلك للزم أن يكون الخلق كلهم عبادا يتعبدون له, وليس الأمر كذلك,
    فهذه العلة غائية وليست موجبة.
    فالعلة الغائية لبيان الغاية والمقصود من هذا الفعل,
    لكنها قد تقع وقد لا تقع, مثل: بريت القلم لأكتب به, فقد تكتب وقد لا تكتب.
    والعلة الموجبة معناها: أن المعلول مبني عليها, فلابد أن تقع,
    وتكون سابقة للمعلول ولازمة له,
    مثل: انكسر الزجاج لشدة الحر.
    المصدر: القول المفيد على كتاب التوحيد.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}

    قال صاحب تيسير العزيز الحميد :
    قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الآية: إلا لآمُرَهم أن يعبدوني، وأدعوهم إلى عبادتي.
    وقال مجاهد: إلا لآمُرَهم وأنْهاهم، واختاره الزجاج وشيخ الإسلام. قال: ويدل على هذا قوله: {أَيَحْسَبُ الأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً}. قال الشافعي: لايؤمر ولا ينهى.
    وقوله: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ}، أي: لولا عبادتكم إياه.
    وقد قال في القرآن في غير موضع: {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} ، {اتَّقُوا رَبَّكُمُ} ، فقد أمرهم بما خلقوا له، وأرسل الرسل إلى الجن والإنس بذلك،
    وهذا المعنى هو الذي قصد الآية قطعًا،
    وهو الذي يفهمه جماهير المسلمين،
    ويحتجون بالآية عليه،
    ويقرون أن الله إنما خلقهم ليعبدوه العبادة الشرعية ـ وهي طاعته وطاعة رسله ـ، لا ليضيعوا حقه الذي خلقهم له.
    قال: وهذه الآية تشبه قوله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ}.
    وقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ}. ثم قد يطاع وقد يعصى.
    وكذلك ما خلقهم إلا للعبادة، ثم قد يعبدون وقد لا يعبدون.
    وهو سبحانه لم يقل: إنه فعل الأول وهو خلقهم ليفعل بهم كلهم الثاني وهو عبادته،
    ولكن ذكر الأول ليفعلوا هم الثاني فيكونوا هم الفاعلين له، فيحصل لهم بفعله سعادتهم،
    ويحصل ما يحبه ويرضاه منهم ولهم. انتهى.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •