إسهامات الشيخ الدكتور فريد الأنصاري رحمه الله في الدراسات المصطلحية

بقلم : د.حسن قايدة
إن الحديث عن إسهامات هذا الرجل العظيم الفريد لمن الصعوبات بمكان، ذلك أولا لكثرتها وتشعبها وتنوعها، فمؤلفاته رحمه الله أشبه ما تكون بحديقة غناء مفعمة بالأزهار والرياحين والفواكه المتشابهة وغير المتشابهة. وثانيا أن الكثير منها لم يجمع إلى حد الآن و ينشر كما هو حال العديد من إسهاماته في الندوات العلمية، والمناقشات الجامعية وما إلى ذلك . لقد ألف رحمه الله في صلب العلم وفي ملحه و حذر من أغاليطه، جمع بين العلوم الشرعية، والفنون الأدبية، وعلوم التربية، وفقه الدعوة، وفنون الخطابة والوعظ والإرشاد…
أما بخصوص الدراسات المصطلحية، فإنه طرق بابها منذ أن تفتقت قريحته على البحث والدراسة الجامعية، فهو عندما ولى وجهته للعلوم الشرعية دخلها من باب المصطلح،واختار من تلك العلوم علم أصول الفقه، فبدأ هم هذه الدراسة يكبر معه رويدا رويدا، شيئا فشيئا، حتى وصل إلى مرتبة النضج والرسوخ، بل صار فحلا من فحول علم أصول الفقه، ومنظرا متفردا في الدراسات المصطلحية، فتحققت فيه عبارة شيخه الدكتور الشاهد البوشيخي حفظه الله، الذي طالما أسمع طلبته مقولة : “من عاشر الفحول تفحل” ولا غرابة في ذلك في كون المرحوم عاشر اثنين من فحول العلم عشرة طويلة : الأول : من الأموات وهو : الشاطبي رحمه الله، والثاني : من الأشهاد وهو: الشاهد البوشيخي حفظه الله ورعاه. ولكي نقف بشيء من التفصيل على مصطلحية فقيدنا رحمه الله، فلنبدأ قصة رحلته في مشواره العلمي بخصوص الدراسات المصطلحية.
الـمرحلة الأولى : صلته الأولى بالمصطلحية : البحث في المصطلح عموما والمصطلح الأصولي خصوصا، قديم عنده فهو يرجع إلى مرحلة الدراسات الجامعية العليا في سلك تكوين المكونين السنة الأولى [1985 م - 1986]، حيث دشن مشروعه العلمي العمري ببحث أنجزه تحت إشراف شيخه ومربيه -كما يصرح رحمه الله دائما- الدكتور الشاهد البوشيخي، و للإشارة فإن الإشراف نفسه عمر معه مدة حياته إلى أن أتاه اليقين. أما موضوع ذلك البحث فكان : “الأصول والأصوليون المغاربة : بحث ببليوغرافي” ومند ذلك الحين انطبعت في ذهنه الحاسة المصطلحية وزرعت فيه مخاييلها حيث كان يعلق رحمه الله على كل مؤلف بالعبارة الواصفة له وهي ( قيمته المصطلحية)، فيصف حضور المصطلح الأصولي في الكتاب قلة أو كثرة، وطريقة المؤلف في التعامل معه من حيث التعريف أوعدم ذلك، و إذا كان التعريف فكيف هو على العموم والإجمال. قال رحمه الله مستخلصا العبرة من هذه المرحلة : ” فكان من فضل ذلك علي أن تنبهت إلى شيء هام جدا بالنسبة إلي ساعتها وهو وجود شيء اسمه (المصطلح)! وإنه أمر -رغم بداهته- لعزيز! فكم من نكتة لا ينتبه المرء إليها في وقتها وإبانها -ربما لبداهتها- وهي مفتاح خير وأي خير {وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون}(يوسف : 105).
الـمرحلة الثانية : بداية معاشرة الشاطبي في موافقاته : بعد تلك البداية الموفقة، التي حركت فيه رحمه الله الإحساس بأهمية الدراسة المصطلحة وخطورتها، اقتحم بحر الموافقات ليعارك أمواجه ولججه، وذلك من خلال بحث أولي للسنة الثانية من تكوين المكونين (1986م -1987م) تحت عنوان : (مصطلحات أصولية في كتاب الموافقات للشاطبي : مادة قصد نموذجا) وهذا ما أتاح له رحمه الله الاقتراب والاندماج في الدراسة المصطلحية عمليا من خلال التطبيقات التي أثمرت لديه حظا من التصور حول قضايا المصطلح، وورثت لديه المزيد من الانفتاح على عالم المصطلحية.
الـمرحلة الثالثة : مرحلة تطبيق المنهج الوصفي : خاض رحمه الله تجربة ثالثة في الموضوع ذاته، ولكن بشيء من التوسع، وهي خطوة أكثر جرأة ورسوخا، حيث عمد إلى تطبيق المنهج الوصفي كما وضعه أستاذه المشرف، فبناه -البحث- بالأحجار واللبنات التي هندسها المشرف وطبقها في بحثه الرائد (مصطلحات نقدية وبلاغية في كتاب البيان والتبيين للجاحظ) ولذلك جاء بحث الفقيد الأنصاري على وزان (مصطلحات نقدية وبلاغية)، وليس له من الإضافة إلا ما ضمنه في مقدمة البحث من خلاصات حول منهج التطبيق وقد نوه بها الأستاذ المشرف أيما تنويه واعتبرها إضافة نوعية. وعموما فإن مؤلف (مصطلحات أصولية في كتاب موافقات للشاطبي)، أمده رحمه الله بتجربة غنية في مجال الاحتكاك بالمصطلحات، وإحصائها بكل صيغها الصرفية وضمائمها الوصفية والإضافية وما إلى ذلك من أضداد ومرادفات… ثم توفرت لديه ثروة مهمة من التعريفات التي استخلصها بناءا على الدراسة الوصفية المتسمة بالشمولية والتكاملية.وهذا ما أغنى رصيده المصطلحي، وجعله رحمه الله يتحرك فوق أرضية صلبة تمكنه من حل كل الإشكالات التي ستعترضه في عمله المقبل،وتتيح له تجاوز العقبات التي ظهرت له أو ستظهر فيما بعد. ومما عمق لديه الخبرة بقضايا المصطلح وظواهره أنه لم يكتف بالدراسة، بل انخرط في عالم التدريس والإشراف في هذا المجال، بحيث إنه اشرف على عشرات البحوث في مستوى شهادة الإجازة واستكمال الدروس والدراسات المعمقة، وما إلى ذلك، همت الاشتغال بالمصطلحات الشرعية في كتب الفقه والأصول والحديث : إحصاءا وتصنيفا، وتقديرا لمنزلتها -المصطلحات- واستخراجا للتعريفات وتركيبا لأطرافها المتناثرة في أبواب العلم، وبيانا لأنواعها وخصائصها، ثم العمل بعد ذلك على نقد الحد المنطقي. فكان رحمه الله يبحث بهذا العمل على بلورة نظرية خاصة بالدراسات المصطلحية في العلوم الشرعية. ولقد يسر الله أن زرته لما كان مدرسا بكلية الآداب بالمحمدية، ووجدت أنه حظي بحب منقطع النظير من لدن طلابه، وأنه عمق في عقولهم ووعيهم الحس المصطلحي إلى حد بعيد، وذلك واضح في البحوث التي أشرف عليها وهي بالعشرات إلى حد أنها لم تترك مؤلفا مشهورا في الفقه والأصول إلا تم إحصاء مصطلحا ته وتصنيفها، وبيان المعرف منها، تم التعليق على ذلك مجملا ببيان القيمة المصطلحية وطبيعة المصطلح ونوعية التعريف الخ … ولما انتقل إلى مكناس الزيتونة صار له شأن آخر في حياته العلمية إذ توسعت دائرة الإشراف وكثرت إسهاماته بالمشاركة في الندوات العلمية، والمناقشات للأطروحات الجامعية وما إلى ذلك، فكان في هذا وغيره ينطق بعلم عزيز تأصيلا للدراسة المصطلحية و أجرأة لما ورد منها عاما أو مجملا، ونقدا لما ظهر له نقده من خلال ما كتبه هو أصالة أو كتبه غيره في هذا المجال. وأذكر أنه رحمه الله لما أعطي الكلمة عند مناقشة الأطروحة التي تقدمت بها سنة 2004 تحت عنوان (المصطلح الأصولي في كتاب المعتمد لأبي الحسين البصري المعتزلي) تعرض لنقد العمل نقدا بناءا وقال فيما قاله لي : "لقد بنيت بأحجار بنيت بها، ولو قدر لي أن أكتب مرة أخرى في الموضوع لراجعت الكثير منه، وتخليت عن الكثير".هكذا كان الرجل رحمه الله دائما في التجديد، ودائما في المراجعات وخاصة في قضايا المنهج.
المرحلة الرابعة : من القلق المنهجي الى الانفراج والرشد . معلوم أن الدراسات المصطلحية قلق كلها، ومعاناة كلها، وعقبات كلها، ولكنها عذبة المذاق موصلة إلى القصد مبلغة إلى الهدى والرشد، ولكن لمن استجمع شروطها وأخذ بأسبابها، وابتعد عن موانعها . لقد كان رحمه الله لا يبرح مكانا حتى يحدث فيه عن معضلة المنهج في فهم وتقويم التراث، ولم يترك فرصة مناسبة إلا أثار الإشكال مع طلابه وزملائه، وكان رحمه الله يهتدي إلى الحلول من خلال النظر في المنهج. ترجع البداية الحقيقية لهذه المرحلة إلى تسجيل بحثه لنيل شهادة الدكتوراه تحت عنوان : (المصطلح الأصولي عند الشاطبي)، وذلك في أوائل 1991م تحت نظر وعين أستاذه المشرف مرة أخرى، وبذلك تحتم عليه رحمه الله إخضاع مجمل التراث الأصولي عند الشاطبي للبحث المصطلحي كما يقتضيه العنوان، فتم بذلك إحصاء المصطلحات الأصولية الواردة بكل من كتاب الاعتصام ومجموع فتاواه التي جمعها الدكتور محمد أبو الأجفان، ثم كتاب الإفادات والإنشادات. أما كتاب الموافقات فقد كانت مادته محصاة من قبل. لقد عبر رحمه الله عن أهم المشكلات المنهجية التي اعترضته أثناء البحث الجديد، وبين أسباب ذلك وعلله، وأشار إلى طريقة تجاوزها، ولنصغي إليه يحكي هذه التجربة : “وقد اقتضى حل هذه المشكلات المنهجية وأشباهها نظرا طويلا في قضية المنهج عموما، ومنهج الدراسة المصطلحية خصوصا ! واذكر أني قضيت في ذلك ما يقرب من سنتين منذ تسجيل هذا البحث، اقرأ في كتب (المناهج العلمية) ما شاء الله، عربيها وفرنسيها، مما تيسر الوصول إليه. وقد قادني ذلك إلى قراءة كتب – ما كنت أفكر في قراءتها من قبل- في علوم حديثة، لها صلة ما بمناهج الدراسة المصطلحية،كالدر اسات اللسانية والمعجمية والسميائية ونحوها. ثم كان – قبل ذلك وبعده – لظهور أطروحة الدكتور الشاهد البوشيخي (النقد العربي لدى الشعراء الجاهليين والإسلاميين : قضايا ونماذج) اثر بالغ في توجيه النظر في قضية المنهج، إذ تميز عمله ذاك برؤية عميقة الإشكال”(1).
لقد أسفرت تلك الرحلة -سنتان- التي قضاها في اقتحام عقبة المنهج ومكابدة مخاطره ومنزلقا ته عن تأليف كتاب (أبجديات البحث في العلوم الشرعية محاولة في التأصيل المنهجي)، الصادر عن منشورات الفرقان الدار البيضاء الطبعة الأولى 1997م. وكان مما دعاه إلى البحث في هذا الموضوع أنه كما قال : “حينما أسأل عن مرجع مفيد في الموضوع، كنت أجد حرجا في تعيين كتاب من المصنفات العربية، يكون مرجعا صالحا لطلاب الدراسات الإسلامية في القضية المنهجية، لتأثر كثير من هذه المصنفات بالرؤية الغربية للمنهج بشكل ظاهر أو خفي، فبدأت أشعر بالفراغ الحاصل في هذا المجال، وأهمية التصنيف فيه، بناءا على رؤية شرعية لأصول المنهج وقواعده”(2).
إن هذا الكتاب ليعد بحق تجربة منفردة في بابها، إنه شكل فتحا مبينا لطلاب الدراسات الإسلامية، فصار لهم شرعة ومنهاجا في طريقة البحث والعرض والتأليف، فقد ضمنه رحمه الله ضوابط البحث العلمي ومناهجه وتقنياته، وآفاقه وفي كل ذلك كان ينزل المادة على مقاص العلوم الشرعية، التي كان الظهر فيها عاريا من هذه الناحية، قال رحمه الله في هذا الصدد : “فخطر لي بعد ذلك، أن أحاول وضع لبنة في أساس هذا المشروع، عسى أن تتوالى المحاولات من هنا وهناك فيمكن أن نتحدث بعد أن شاء الله عن مناهج البحث في العلوم الشرعية، بما في العبارة من معنى”(3).
أما حظ هذا الكتاب من الدراسات المصطلحية فإن المؤلف رحمه الله خصص المبحث الثاني من الفصل الرابع لهذا الغرض، فأفرغ فيه عصارة تجربته حينئذ مبرزا أهمية الدراسة المصطلحية، وكيف تتم دراسة مصطلحات التراث في أفق إيجاد مشروع المعجم التاريخي وهو الحلم الذي كان لا يفارقه،فبين شروط القوة والأمانة اللازم توفرها في الأجيال الحاملة لهم المشروع، والمواصفات التي ينبغي توفرها في المؤلفات المدروسة، وذلك وفقا لسلم الأولويات، ثم عرج رحمه الله على المنهج العلمي للدراسة المصطلحية المبني على خطوتي الإحصاء والدراسة. ومما يجلي شغف الرجل بالمصطلحية، فإنه على عادته لم يغفل أن يذيل كتابه بملحق مصطلحي، عبارة عن معجم شارح لأهم المصطلحات المنهجية الواردة في الكتاب. أما مجموع ما شرحه ف 127 مصطلحا صنفها بناءا على ترتيب موادها اللغوية، ثم رتبها بناءا على الألفبائية داخل كل مادة. وخلاصة الأمر، فإنه يمكن أن نقول بأن رحلته في البحث عن المنهج أفضت به إلى الاهتداء للتي هي أقوم في الدراسة المصطلحية، وعلى أساس ذلك أنجز عمله الكبير (المصطلح الأصولي عند الشاطبي)، والذي أظهر فيه الجدة والتجديد والإبداع والابتكار، مما لم يسبق إليه على الإطلاق.
الـمرحلة الخامسة : مرحلة التجديد والإبداع في المنهج : إن مما استفدته منه رحمه الله قوله : إن أول خطوة في درب التجديد قتل الماضي بحثا، وهذه القولة قد تجلت في تجربته المصطلحية المتفردة، إنه فعلا قتل الموجود بحثا وتدقيقا، فتسنى له أن يجدد، ليس في هذا الميدان فحسب، بل في كل اهتماماته ومشاريعه، إنه جدد حقا وأبدع صدقا، فنعم المجدد هو ونعم المبدع هو. وفي مجال المصطلحية فإن رحلته الشاقة والطويلة أثمرت وجوها من التجديد في المنهج الوصفي -الذي وضعه رائده الأستاذ الشاهد البوشيخي حفظه الله ورعاه- وهي تهم ما يكتسبه هذا المنهج من خصوصيات وتكييفات عندما ينزل على بيئة المصطلح الشرعي، حيث يلبس لبوسها ويتزيا بزيها ويتحلى بمضامينها ومقاصدها. ويمكن إجمال ما أدرجه في هذا المنهج -الوصفي- في خاصيتين وذلك بحسب ما صرح به رحمه الله في مقدمة أطروحته. الأولى : قيام الوصف فيه على التحليل والتعليل، بدل العرض والتقرير. الثانية : اعتماد الدراسة الشمولية وذلك من خلال اعتماد وحدة (الأسرة الاصطلاحية) بدل (التمثيلية) الانتقائية… فكان كل ذلك مركزا في دراسة المصطلح من خلال (شجرة مفهومية) مبنية على نموذج (الأسرة الاصطلاحية) للمصطلح المدروس، يكون هو فيها أصلا لعدة مصطلحات . ولقد خصص رحمه الله للحديث عن نظره واجتهاده في الدراسة المصطلحية : التمهيد الذي هو عبارة عن تأصيل منهجي للبحث كله بث فيه حصيلة تجربته في مجال الدراسة المصطلحية، محددا موقعها في الدراسات اللغوية الحديثة، ثم بين مناهجها المطبقة على التراث لحد الآن، ثم فصل خصوصيات المنهج الوصفي عندما ينزل على المصطلح الشرعي، وما يحصل جراء ذلك من خصائص وأحوال، وهذا عمل لم يطرق قبل، كما صرح بذلك في المقدمة، فقال رحمه الله “وأحسب أن هذا ابتداء متواضع لما يعرف في (علم المصطلح) ب (النظرية الخاصة) في هذا المجال، أعني خصوص أصول الفقه . فلحد الساعة مازال الكلام عن المصطلح التراثي والدراسات المصطلحية عاما من حيث النظر. ولما تدرس مناهجها في علاقتها بخصوص مجالات علمية محددة بعينها(4).
أما بخصوص العرض المنهجي لأطروحته التي نوقشت سنة 1998م-1999م فإنه جاء على الشكل الآتي : بعد المقدمة والتمهيد التي تضمنتا مادة اصطلاحية في غاية النفاسة والأهمية، فإنه جعل البحث في قسمين كبيرين :
القسم الأول : في طبيعة المصطلح الأصولي عند الشاطبي وهو قسم نظري صنفه في ثلاثة فصول : –
الفصل الأول : في إصلاحية التجديد المصطلحي عند الشاطبي . – الفصل الثاني : في مركزية المصطلح في الفكر الأصولي عند الشاطبي . – الفصل الثالث : في نظرية التعريف الأصولي ونقد الحد المنطقي عند الشاطبي.
أما القسم الثاني : فهو المعجم : وهو مجموع ما درسه من مصطلحات وفق المنهج المختار اعتمادا على نظام الأسرة الاصطلاحية، بحيث نسق رحمه الله المصطلح الأصولي الشاطبي في ثلاثة مصطلحات كبرى عبارة عن كليات جعلها في ثلاثة فصول : –
الفصل الأول : في مصطلح الأصول. – الفصل الثاني : في مصطلح الاجتهاد. – الفصل الثالث : في مصطلح المآل.
هذا وقد كان مجمل ما درسه من مصطلحات بالإضافة إلى الأمهات الكليات : اثني عشرة ومائة مصطلح (112) يدخل في ذلك ما ورد فرعا أو ضميمة أو مشتقا أو نحو ذلك مما جاء مشجرا ضمن المصطلحات الأمهات. والذي تجدر الإشارة إليه ونحن نذكر إسهامات هذا الرجل العظيم في الدراسات المصطلحية، أنه أشرف على عشرات الأطروحات الجامعية في هذا المجال وغيره، وشارك في عشرات المناقشات العلمية، فكان رحمه الله يثير قضايا في المصطلحية والمنهج بشكل مستفيض، وأنا على علم أنه لو تم تجميعها وتدوينها وتصنيفها لأثمرت كتابا مهما في هذا الباب. والله أسأل أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة وأن يجعل له نورا في قبره وأن يبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وأن يجعله في جنة الخلد وأن ينفعنا بعلمه ولا يحرمنا أجره ولا يفتنا بعده، ويغفر لنا وله أمين والحمد لله رب العالمين. ———- – أنظر المصطلح الأصولي عند الشاطبي، الدكتور فريد الأنصاري ص 15 – المصطلح الأصولي عند الشاطبي، الدكتور فريد الأنصاري ص 20 – أبجديات البحث في العلوم الشرعية محاولة في التأصيل المنهجي ص 09 – المرجع نفسه ص 18 – المصطلح الأصولي عند الشاطبي، الدكتور فريد الأنصاري ص 23