تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 4 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 80 من 95

الموضوع: المرأة والأسرة

  1. #61
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: المرأة والأسرة

    المرأة والأسرة – 1215

    الفرقان



    التقوى وصية الله للأولين والآخرين
    التقوى لها أهمية في حياة المسلم؛ فقد وصى ربنا -تبارك وتعالى- بها من قبلنا وإيانا فقال -جل شأنه-: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ}؛ فتقوى الله وصية للأولين، ولقد بين ربنا -عز وجل- أن التقوى هي خير ما يأخذه المؤمن من دنياه، بل وحثنا على ذلك فقال: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}.
    من وصايا النبي - صلى الله عليه وسلم - للنساء
    التحذير من صغائر الذنوب!
    عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا عائشة، إياك ومحقرات الأعمال!» وفي لفظ: (الذنوب)؛ فإن لها من الله طالبًا؛ أختي المسلمة هذه وصيه الرسول لأم المؤمنين عائشة، وهي وصية غالية نفيسة، إنها تحذير من أمر يغفل عنه أكثر الخلق، ألا وهو صغائر الذنوب. قال أنس بعد وفاة النبي- صلى الله عليه وسلم -: «إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر، إن كنا لنعدها على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - من الموبقات!» قال البخاري -رحمه الله-: معنى ذلك المهلكات، فتأملي أختي المؤمنة إذا كانت تلك المقولة من أنس - رضي الله عنه - في عصر من بقي من الصحابة وعصر التابعين، فكيف لو رأى أنس - رضي الله عنه - أحوال الناس اليوم؟! إن المؤمنة الصادقة في إيمانها لا تنظر إلى المعصية التي وقعت فيها وتقول -بلا اهتمام-: إنها صغيرة وإنها بسيطة، بل تخشى على نفسها من عذاب الرحمن، وتبكي خوفا من ألم النيران، وتتحسر أن يحرمها ربها من دخول الجنان، وقديما قال الزاهد بلال بن سعد -رحمه الله-: «لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى من عصيت».

    من فضائل مريم ابنة عمران -عليها السلام
    من فضائل السيدة مريم ابنة عمران -عليها السلام- أنها تربت ونشأت في أسرة مباركة، وكانت أمها امرأة صالحة تدعو لها، كما قال -تعالى-: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (آل عمران: 35 - 36)، فكانت الإجابة من الله لهذه المرأة الصالحة: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا}؛ فسلك الله بها طريق السعداء وأجارها وذريتها من الشيطان {وأنبتها نباتًا حسنً} أي: نبتت نباتا حسنا في بدنها وخلقها وأخلاقها.
    آداب الزيارة وحدودها بين النساء
    إن للزيارة آداباً وحدوداً، فإذا فقدت الزيارة بعضاً من هذه الآداب وتجاوزت شيئاً من هذه الحدود، فإن القلوب قد تتنافر، نتيجة لذلك، ومن آداب الزيارة ما يلي:
    1- اختيار الوقت المناسب: فلا يكون الوقت في الصباح الباكر أو فـي وقـت الظهـيرة بعد الغداء، أو في وقت متأخر من الليل.
    2- اجتناب الزيارات المفاجئة: وتلافي ذلك بسؤالك صديقتك التي ترغبين في زيارتها -عن طريق الهاتف إن استطعت- عمَّ إذا كان وقتها يسمح لها باستقبالك أم لا؟
    3 - ألا تطول مدة زيارتك: لأن الزيارة إذا كانت مدتها طويلة قد تُشعر صديقتك بـأنـك أثقـلـت عليها وأنك لا تبالين بكثرة مسؤولياتها زوجة وأما وربة بيت، ومن ثم قد يذهب ودّها لك أو يقل.
    4- استغلال الوقت بما ينفع: وبما يكون فيه لك ولصديقتك الأجر والثواب، وذلـك بـقــــراءة أحد الكتب الإسلامية، أو سماع مقطع نافع، أو التفكير في نفع المسلمين، حتى لا يذهب وقت الزيارة هباءً في الثرثرة من غيبة ونميمة.
    5- إظهار الرضى والسرور والبشاشة بما تقدمه لك من طعام أو شراب: واستكثاره مهما كان قليلاً، وتقديم النصيحة لها بالبعد عن الإسراف والتكـلـف للضيف في المأكل والمشرب، وعدم التحدث بعيوب الطعام الذي قدمتْه لك مهما كان نوعه. 6- تقديم الشكر لصديقتك عند نهاية الزيارة: والدعاء لها بقولك: «جزاك الله خيراً» على استقبالها لك وحسن ضيافتها لك، وقدمي لها الاعـتـذار إن بـدا من أطفالك أي أذى في أثناء الـزيـارة؛ فـإن هــذا الاعتذار قد يُذهب ما في القلوب من كدر أو جفاء أو شحناء إن وجد.
    من أحوال نساء السلف
    كانت أم حسان بن ثابت - رضي الله عنه - مجتهدة في الطاعة، فدخل عليها سفيان الثوري فلم ير في بيتها غير قطعة حصير خَلِق، فقال لها: لو كتبت رقعة إلى بني أعمامك لغيروا من سوء حالك، فقالت: يا سفيان، قد كنتَ في عيني أعظم وفي قلبي أكبر مذ ساعتك هذه، أما إني ما أسأل الدنيا من يملكها فكيف أسأل من لا يملكها، يا سفيان، والله ما أحب أن يأتي علي وقت وأنا متشاغلة فيه عن الله بغير الله فبكى سفيان.
    وقالت أم سفيان الثوري -رحمه الله- له: يا بني، اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي، يا بني، إذا كتبت عشرة أحرف فانظر هل ترى في نفسك زيادة، فإن لم ترَ ذلك فاعلم أنه لا ينفعك.
    نوايا منسية عند استخدام الهاتف
    احتسبي ثواب صلة الرحم عند محادثتك لذوي رحمك، «من سره أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره فليصل رحمه».
    احتسبي ثواب إدخال السرور على من تحادثين عند اتصالك للسلام والسؤال عن الأحوال.
    احتسبي ثواب الكلمة الطيبة في مكالمة التهنئة أو التعزية وغيرها فـ»الكلمة الطيبة صدقة».
    احتسبي أجر قضاء حوائج المسلمين عندما يُطلب منك بعض الحاجيات أو المساعدة في حل مشكلة ما «من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته».
    احتسبي أجر طلب العلم الشرعي بسؤال أهل العلم عبر الهاتف.
    احتسبي ثواب طلب النصيحة من أهلها وبذلها لمن يحتاج إليها.



  2. #62
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: المرأة والأسرة

    المرأة والأسرة – 1216

    الفرقان




    بيوت النبي - صلى الله عليه وسلم
    قامت بيوت النبي - صلى الله عليه وسلم - على طاعة الله ورضاه، فكانت القدوة المثلى للبيت الإسلامي الحقيقي، فكانت بيوته - صلى الله عليه وسلم - متواضعة على قدر حاجته، بسيطة على قدر معيشته، إلا أنها ملئت سعادة، وتمثل فيها رضا أهلها بقَدر الله ورزقه، وإيمانهم بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا».
    ليكن بيتنا مسجدا
    من الأمور التي يجب على المرأة المسلمة -وهي راعية في بيت زوجها- أن تحرص عليها: أن يكون بيتها تجسيدًا للإسلام بكل معانيه، ومن ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان من هديه اتخاذ المساجد في البيوت، وأن نواظب على صلاة السنن في البيت، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «صلوا أيها الناس في بيوتكم (يعنى الصلوات المسنونة)؛ فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة». فالصلاة في البيت تشيع فيه روح الطاعة والعبادة لله، قال - صلى الله عليه وسلم -: «اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورًا» (متفق عليه)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده، فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرًا». (مسلم)؛ وبذلك تعم البركة ويكثر الخير في البيت. والمرأة صلواتها كلها -مفروضة ومسنونة- في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد؛ لأن في ذلك صيانة لها وحفاظًا عليها، فقد روي أن أم حميد الساعدية جاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، إني أحب الصلاة معك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «قد علمتُ، وصلاتك في حجرتك خير لك من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجد الجماعة»، فما أجمل أن تتخذ الأسرة المسلمة في بيتها مسجدًا (ركنًا خاصا للصلاة والعبادة)! والأسرة المسلمة تدرك جيدًا أن التقرب إلى الله -تعالى- لا يكون بأداء الصلاة فقط، بل إن العبادة باب واسع؛ فجميع أفراد البيت يكثرون من ذكر الله -سبحانه- ويحرصون على أذكار اليوم والليلة، قال - صلى الله عليه وسلم -: «مَثَلُ البيت الذي يُذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه، مثل الحي والميت»، وما أجمل أن يجتمع أهل البيت على قراءة القرآن، وما أجمل أن تجتمع كل أسرة مرة في الأسبوع تتعلم أمور دينها، وتقرأ في كتب السنة والعقيدة والفقه وسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم ! حتى تعود الصور المشرقة لبيوت صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد كان يُسمَع من بيوتهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن والصلاة بالليل والبكاء بين يدي الله -سبحانه.
    ضوابط خروج المرأة للعمل
    قد تلجئ الضرورة والحاجة المرأة للعمل خارج بيتها، فعندئذ ينبغي لمن تؤمن بالله ربا وبالإسلام دينًا وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيا ورسولا أن تتقيد بأحكام الشرع حتى يكون خروجها للعمل خروجا شرعيا، يكافئها الله عليه بالثواب في الآخرة مع ما تعطى في الدنيا {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ}، ومن تلك الضوابط ما يلي: أن يكون العمل مباحًا.
    أن يكون الخروج لحاجة الأسرة أو لحاجة المجتمع.
    أن يأذن الزوج أو الولي بذلك.
    عدم التفريط في حق الزوج أو الأولاد.
    ملائمة العمل لطبيعة المرأة.
    الالتزام باللباس الشرعي.
    عدم مس الطيب والعطر.
    أن تأمن المرأة على نفسها من الفتنة.
    عدم الخلوة أو الاختلاط بالرجال.
    الإسلام لا يحول دون التمتع بالنعم
    الأسرة المسلمة شأنها شأن غيرها من البشر، تميل إلى أن يكون بيتها من خير البيوت سعة وجمالاً، ومملوءًا بالنعم والخيرات، والإسلام لا يمنع الإنسان من أن ينعم ببيت رحب جميل، بل يرى الإسلام أن هذا رزق من الله للإنسان ونعمة منه وفضل، فالله -تعالى- يقول: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} (الأعراف: 32)، ولقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: طأربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء»، وعلى الإنسان أن يحسن استغلال هذا النعيم؛ لأنه سيُسأل عنه يوم القيامة، قال -تعالى-: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}(التك اثر: 8)، فالسعادة الحقيقية في أن يجعل الإنسان من بيته -صغر أم كبر- جنة عامرة بالإيمان، هانئة بالقناعة، ترفرف عليها الطمأنينة والسكينة، ويتنسَّم أفرادها الأدب الرفيع والسلوك القويم، وهي في كل أحوالها تدرك أن ما هي فيه نعمة من نعم الله التي تستوجب الشكر، فشكر النعمة ينميها ويزكيها ويزيدها، قال -تعالى-: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم ْ} (إبراهيم: 7).
    أم النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أمه
    أم أيمن الحبشية -رضي الله عنها
    أم النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أمه هي أم أيمن الحبشية -رضي الله عنها-، بركة بنت ثعلبة، كانت وصيفة لعبدالله بن عبدالمطلب والد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبعد وفاة عبدالله صارت أم أيمن تحضن النبي -عليه السلام- حتى كبر؛ وكان -عليه السلام- يناديها: «يا أُمَّه»، أسلمت -رضي الله عنها- قديمًا وهاجرت إلى الحبشة ثم المدينة، وبايعت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد أعتقها - صلى الله عليه وسلم - عندما تزوج خديجة -رضي الله عنها-، ولما سافرت آمنة أم النبي - صلى الله عليه وسلم - لزيارة بني النجار أخوال جده عبدالمطلب، اصطحبت ابنها وأم أيمن، وفي طريق العودة توفيت آمنة فبرزت أم أيمن للعناية بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأوقفت نفسها لرعايته وغمرته بعطفها، كما غمره جده عبدالمطلب، وكان كثيراً ما يوصيها: «يا بركة لا تغفلي عن ابني؛ فإني وجدته مع غلمان قريباً من السدرة، وإن أهل الكتاب يزعمون أن ابني هذا نبي هذه الأمة»، وفي هجرتها الثانية إلى المدينة قصة تدل على إكرام الله -سبحانه وتعالى- لها، ذلك أنها أمست بالمنصرف دون الروحاء فعطشت وليس معها ماء، وهي صائمة فجهدها العطش، فدُلّي عليها من السماء دلو من ماء برشاء أبيض، فشربت منه حتى رويت، فكانت تقول: «ما أصابني بعد ذلك عطش، ولقد تعرضت للعطش في الهواجر فما عطشت بعد تلك الشربة، وإني كنت لأصوم في اليوم الحار فما أعطش».
    مخالفات تقع فيها النساء
    من المخالفات التي تقع فيها بعض النساء عدم طاعة الزوج، ورفع الصوت في وجهه، وجحد جميله ومعروفه والشكاية منه دائما بسبب أو دون سبب، عن حصين بن محصن أنَّ عمةً له قالت: «أتيت رسول الله -[- في بعض الحاجة، فقال: أي هذه! أذات بعل؟ قلت: نعم، قال كيف أنت له؟ قالت ما آلوه، إلا ما عجزت عنه، قال: أين أنت منه؟ فإنما هو جنتك ونارك»، وقال - صلى الله عليه وسلم - «لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها».
    وقفات مع مشاركة الزوجة في نفقات الأسرة
    - لا يجب على الزوجة شرعًا المشاركة في النفقات الواجبة على الزوج ابتداء، ولا يجوز إلزامها بذلك. - تطوع الزوجة بالمشاركة في نفقات الأسرة أمر مندوب إليه شرعًا لما يترتب عليه من تحقيق معنى التعاون والتآزر والتآلف بين الزوجين. - يجوز أن يتم التفاهم بين الزوجين واتفاقهما الرضائي على مصير الراتب أو الأجر الذي تكسبه الزوجة. - إذا ترتب على خروج الزوجة للعمل نفقات إضافية تخصها فإنها تتحمل تلك النفقات.




  3. #63
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: المرأة والأسرة

    المرأة والأسرة – 1217

    الفرقان





    الإسلام هو الذي كرم المرأة
    الإسلام هو الذي كرم المرأة أُمًّا، وأعلم الابنَ بأنَّ أحقَّ خَلْقِ الله بإكرامه وتعظيمه وحُسْن مُعاملته بعد رسول الله- صلى الله عليه وسلم - هي أمُّه، جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: (أُمُّكَ)، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: (ثُمَّ أُمُّكَ)، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: (ثُمَّ أُمُّكَ)، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: (ثُمَّ أبُوكَ). رواه مسلم.
    عودة إلى النبع الأول
    إن المرأة المسلمة اليوم تقع تحت ضغوط تكاد تبعدها عن منابع الإسلام الأولى، وتحول بينها وبين تَفَهُم رسالَتِه، ومن ذلك وقوعها تحت التأثير السلبي للثقافة الغربية عبر وسائل الإعلام المسموعة والمشاهدة والمقروءة، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي والعوالم الافتراضية. ولن تنجو المرأة من هذه الضغوط وهذه الثقافة الوافدة إلا من خلال العودة إلى النبع الأول نبع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، ومعرفة حقيقة موقف الإسلام منها فالله-تعالى- أولى المرأة عناية عظيمة، ولم يشهد التاريخ دينًا ولا شريعة تعتني بالمرأة مثل الإسلام، فإن الله -تعالى- حفظ لها منزلتها ومكانتها، وأعزها وكرمها وأولاها اهتمامًا كبيرًا ونظر إليها نظرة تكريمٍ واعتزازٍ، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} (النساء: 1)، كما أن الإسلام حفظ حقوقها الشرعية والمادية، فقد فرض لها حقًا في الميراث: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُون َ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُون َ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا} (النساء: 7)، وحفظ لها حقوقها الزوجية فلها الحقُّ في الموافقة على الخاطب أو رفضه، ولا يجوز إجبارُها على الاقتران برجل لا تريده، وأوجب لها المهر في النكاح وجعله ملكًا لها، وجعل المعاشرة بينها وبين زوجها قائمة على المعروف، وجعل نفقة الزوجة حقًّا واجبًا على الزوج، وأوجب لها المهر في النكاح وجعله ملكًا لها، وجعل المعاشرة بينها وبين زوجها قائمة على المعروف، وجعل نفقة الزوجة حقًّا واجبًا على الزوج.
    المرأة في الإسلام
    المرأة في الإسلام هي الأم والأخت والابنة والعمة والخالة والجدة والزوجة شريكة الرجل في تَحَمُّل مسؤوليات الحياة، وقد كلَّفها الله مع الرجل في النهوض بمهمة الاستخلاف في الأرض، وتربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة سوية، وجعلها على درجة واحدة مع الرجل في التكريم والإجلال بعد أن عانت في الجاهلية من ضياع أهم حقوقها ألا وهو الحق في الحياة، قال -تعالى-: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَات ِ وَالْمُؤْمِنِين َ وَالْمُؤْمِنَات ِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّق ِينَ وَالْمُتَصَدِّق َاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (الأحزاب: 35).
    مسؤولية المرأة في الأسرة
    إذا كان الرجل هو الذي كلف ليمثل سياسة الأسرة الخارجية والاقتصادية، فإن المرأة هي المسؤولة عن إدارة الأسرة الداخلية، تحفظ بيت زوجها في حضوره وغيابه، وتحفظ ماله وتحفظ أولاده وعليها تنظيم المنزل إلى غير ذلك من الشؤون المنزلية، ولهذا كله تتمتع بكل احترام وتقدير من أفراد الأسرة طالما حافظت على مسؤوليتها الداخلية، ولم تتطلع إلى ما ورائها مما لا تستطيع القيام به من صلاحيات الرجل.
    مؤسسة الأسرة
    حث الإسلام على إنشاء مؤسسة الأسرة بتشريعه الزواج وحثه عليه، مبينًا أن الزواج سكونٌ للنفس للطرفين وهدوء لهما وراحة للجسد، وطمأنينة للروح وامتداد للحياة إلى آخر مطافها، قال الله -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} (الروم:21)، هكذا يتحدث القرآن عن مؤسسة الأسرة في عديد من الآيات، أن طرفي هذه المؤسسة خلقا من نفس واحدة وكأنهما شطران لنفس واحدة فلا فضل لأحد الشطرين على الآخر في أصل الخلقة ومن حيث العنصر وإنما يحصل التفاضل بينهما بمقومات أخرى، قال الله -تعالى- في هذا المعنى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً} (النساء:1).
    ممن وهبن أنفسهن للنبي - صلى الله عليه وسلم
    خولة بنت حكيم
    هي خولة، وقيل خويلة بنت حكيم بن أمية بن حارثة السلمية -رضي الله عنها-، امرأة عثمان بن مظعون - رضي الله عنه -، يقول بعض الرواة إنها هي التي وهبت نفسها للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وهي امرأة فاضلة من فواضل نساء عصرها، فعن سعيد بن عبد الرحمن وابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن خولة بنت حكيم بن الأوقص، كانت من اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال -تعالى-: {وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}. (الأحزاب: 50).
    المرأة الصالحة خير ما يكنز المرء
    روى الترمذي عن ثوبان قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره، فقال بعض أصحابه: لو علمنا أي المال خير فنتخذه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أفضله لسان ذاكر، وقلب شاكر، وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه».
    الصحابيات قدوة لكل فتاة
    الصحابيات مثل يقتدى به لكل فتيات العصر ونسائه، وسيرتهن فيها إضاءات تكشف الطريق لكل امرأة تسعى إلى القرب من الله، لقد كانت أمهات المؤمنين وبنات النبي الكريم وأهله -رضي الله عنهن- مثالا يحتذى في الصبر والالتزام والطاعة لله ولرسوله، لقد كانت الواحدة منهن تخاطب زوجها قبل أن يغادر البيت وتقول: يا فلان، نصبر على الجوع، ولا نصبر على الحرام.
    حقيقة الفكر النسوي
    الفكر النسوي قائم على الفكر الليبرالي وهو الحرية المطلقة للمرأة في جميع الممارسات ومساواتها مع الرجل في كل الحقوق، وهذه الفكرة تناقض مبدأ العبودية لله والاستسلام لشرعه والانقياد له بالطاعة بفعل أوامره واجتناب نواهيه، قال -تعالى-: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} ولذلك تصرح بعض النسويات فتقول: «النسوية والإسلام لا يجتمعان لمجرد كون النسوية هي المساواة بالحقوق، فالذكر يتم تفضيله بأكثر من آية ويستنقص من المرأة ويأمر بضربها».

  4. #64
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: المرأة والأسرة

    المرأة والأسرة – 1218

    الفرقان




    العقيدة الصحيحة حماية من الزيغ والضلال
    تنشئة الأطفال على الاعتقاد الصحيح حماية للأمة من الزيغ والضلال، وعصمة لهم من الفتن والانحرافات في المستقبل؛ فالاهتمام بتعليم العقيدة للأبناء هو منهج الأنبياء -عليهم السلام- والمصلحين، قال -تعالى- عن إبراهيم: {ووَصَّى بِهَا إبْرَاهِيمُ بَنِيهِ ويَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إلاَّ وأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (البقرة: 132).
    المرأة والشعور بالمسؤولية في تربية أبنائها
    لابد للمرأة المسلمة من الشعور بالمسؤولية في تربية أولادها وعدم الغفلة والتساهل في توجيههم كسلاً أو تسويفاً أو لا مبالاة، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} (التحريم:6)، فلن ينجي المرأة أنها ربت ابنها لكونها طاهية طعامه وغاسلة ثيابه؛ إذ لابد من إحسان التنشئة، ولابد من تربية الأبناء على العقيدة السليمة والتوحيد الصافٍ والعبادة المستقيمة والأخلاق السوية والعلم النافع. ولتسأل الأم نفسها: كم من الوقت خصّصتْ لمتابعة أولادها؟ وكم حَبَتهم من جميل رعايتها، ورحابة صدرها، وحسن توجيهاتها؟! ولتسأل المرأة نفسها هل هي قدوة حسنة لهم أم لا؟ فيجب ألا يُدْعى الابن لمكرمة، والأم تعمل بخلافها، فكيف تطلب منه -على سبيل المثال- أن يكون لسانه عفيفًا، وهو لا يسمع إلا الشتائم والكلمات النابية تنهال عليه؟! وكيف تطلب منه احترام الوقت، وهي تمضي معظم وقتها في ارتياد الأسواق وعلى الهاتف أو في الزيارات؟! أختي المؤمنة: إن ابنك وديعة في يديك، فعليك رعايتها، وتقدير المسؤولية؛ فأنت صاحبة رسالة، ستُسألين عنها، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (التحريم:6).
    أخطاء يقع فيها الوالدان: إهمال تعليم العقيدة لأبنائهم
    من الأخطاء التي يقع فيها الوالدان إهمالهم تعليم أمر العقيدة والدين لأبنائهم، وهذا تقصير كبير في حقهم؛ لأن العقيدة تغرس منذ الصغر، فإن كبر الأبناء بنفوس لا تحمل عقيدة راسخة ثابتة، فإنهم لن يستطيعوا مواجهة الأفكار الدخيلة الضالة المعادية لدينهم، قال العلامة ابن القيم -رحمه الله-: «فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى فقد أساء غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كباراً».
    الدعاء للأبناء سبيل المؤمنين

    الدعاء للأبناء -كما أنه منهج الأنبياء الكرام- كذلك هو منهج عباد الرحمن؛ فقد وصفهم الله -تعالى- بذلك فقال: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَ ا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}(الفرقا ن:74)، أي «يسألون الله أن يخرج من أصلابهم من يوحد الله ويعبده ويعمل بطاعته، فتقر به أعينهم في الدنيا والآخرة»، قال عكرمة: «لم يريدوا بذلك صباحة ولا جمالا، ولكن أرادوا أن يكونوا مطيعين»، وفي سورة الأحقاف حكى الله عن المؤمنين قولهم: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}( الأحقاف:15).
    الاقتداء بمنهج النبي - صلى الله عليه وسلم -
    على الأم التي تحرص على تربية أبنائها على العقيدة الصحيحة أن تقتدي بمنهج النبي - صلى الله عليه وسلم - في تعليمه الصحابة صغارا وكبارا، فهي الخطوة الصحيحة للوصول لتحقيق المراد من تعليم أطفالنا العقيدة الصحيحة، ومنهج النبي - صلى الله عليه وسلم - هو منهج القرآن الكريم، فالقرآن فيه ترغيب وترهيب، وبناء على ذلك نرغب الأطفال في كسب رضا الله وفيما عنده -سبحانه- من ثواب وجزاء وعطاء ونبالغ في ذلك، ونرهبه من العقوبة ولكن بأسلوب بسيط وبحذر؛ بحيث لا ينفر ولا يرتعب، فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعلم الصحابة الأشياء التي تدخلهم الجنة وتبعدهم عن النار، فالناس في إقبالهم على الله -سبحانه- بين محبة وخوف ورجاء.
    التربية بالحوار
    إن الحوار أصل مهم في تربية الناس وإقناع الصغار والكبار؛ ولذلك القرآن الكريم يذكر حوارات كثيرة بين الله وملائكته، وبين الله ورسله، وبين الرسل وقومهم: موسى مع فرعون، ونوح وهود وصالح ولوط وشعيب مع أقوامهم، وإبراهيم كذلك مع قومه، ومع النمرود، ومع ابنه إسماعيل الذي أمر بذبحه، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - في سنته يعلم أصحابه ويربيهم، فكان يعلم معاذ بن جبل العقيدة: يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟ ويرد معاذ، ويجيبه النبي -عليه الصلاة والسلام-، وكان - صلى الله عليه وسلم - يجلس مع أصحابه فيسألهم أتدرون من المفلس؟ ويردون: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، ويجيبهم هو ويبين المفلس الحقيقي.
    من صفات المرأة المسلمة
    سليمة الصدر عفيفة اللسان: المرأة الصالحة تحرص على سلامة الصدر من حمل الأذى والضغينة أو التفكير بسوء لخلق الله، وتحفظ لسانها من الأذى، وتحمي جوارحها من ارتكاب المعاصي التي نهى الله عنها، وتحقق أركان الإيمان التي أمرها الله بها.
    معظمة لشعائر الله: قال الله -تعالى- {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}، فالمرأة الصالحة تعلم أن أداءها لأركان الإسلام واحترامها لشعائر الله، وتقديرها وأداءها على الوجه الأكمل، دليل على تقواها وصلاح قلبها.
    مراقبة لله: فهي تراقب الله -تعالى- ظاهرًا وباطنًا، وتستحيي من الله -تعالى- تحقيقًا لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «استحيوا من اللهِ -تعالى- حقَّ الحياءِ، من اسْتحيا من اللهِ حقَّ الحياءِ فلْيحفظِ الرأسَ وما وعى، ولْيحفظِ البطنَ وما حوى، ولْيذكرِ الموتَ والبِلا».
    رسالة للأمهات
    يجب على الأم أن تدفع أبناءها للتميز حبا في العلم ونفعًا للناس بالخير، وليكونوا قدوة في المجتمع يدفعون الآخرين للتميز مثلهم لينهض المجتمع وتنهض الأمة، يجب أن تُعَلّم الأم أبناءها أن ألوان التميز ليس لها حدود، وأنَّ على أبنائها كلما رأوا أحدًا يتميز في مجال من المجالات أن يفرحوا بذلك؛ لأن حب الخير للآخرين من صفات المؤمنين.




  5. #65
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: المرأة والأسرة

    المرأة والأسرة – 1219

    الفرقان




    من أهم واجبات الأم
    من أهم واجبات الأم تربية الأبناء على حب الله -تعالى- وحب رسوله - صلى الله عليه وسلم - وغرس عقيدة التوحيد والتربية على مراقبة الله -تعالى- وتعظيم شعائر الله والتدريب العملي على إقامة الصلاة وسائر العبادات كما شرع الله -تعالى-، وبناء شخصية الأبناء بناءً متكاملاً متوازنًا في مختلف الجوانب، وغرس القيم الإسلامية وبناء الأخلاق الفاضلة في أنفسهم.
    البيت النبوي أسعد البيوت وأكملها
    يعدُّ البيتُ النبوي أسعد بيوت الدنيا وأكملها، أسّسه -صلوات الله وسلامه عليه- ليكون نموذجًا لكل زوج مسلم، يسعى لتكوين بيت تسوده السكينة وتعمّهُ المودة والرحمة، ولقد كانت زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - خير الزوجات ومنارات السعادة، وهذه بعض صفاتهن: تحملنَ معه تبعات الدعوة ومشاقّ الرسالة: فها هي ذي خديجة -رضي الله عنها-، تعيش حياتها معه - صلى الله عليه وسلم - قلقة، مثل سائر أصحاب الدعوات؛ ففي كل يوم هناك خَطْبٌ، والسهام مسلّطة إلى الزوج ودعوته وصحابته، فضلًا عما أصابهم من تجويع وحصار، فما فتَّ ذلك في عضدها، بل كانت على قدر المسؤولية، دخل عليها وهو يرجف، فقال: «زملوني»، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة: «أي خديجة، ما لي؟ لقد خشيتُ على نفسي»، فأخبرها الخبر، فقالت: كلّا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكَلَّ، وتُكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، ثم انطلقت به حتى أتت ورقة بن نوفل، وهو ابن عمها.
    كنّ عابدات طائعات ذاكرات: حفظن سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبقين من بعده أمهات للمؤمنين، لا يحل لهن الزواج.
    كن له سكنًا ومحبّات تبارين في إرضائه وخدمته: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره، فجاء أبو بكر، ورسول الله واضعٌ رأسه على فخذي قد نام، فقال: حبستِ رسول الله والناس ليسوا على ماء، وجعل يطعنني في خاصرتي، فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله على فخذي. (متفق عليه).
    حملن العلم وخدمن الدعوة: ولازمنه في كل أحواله يثبتنه ويمنحنه الثقة ويقدمن له المشورة؛ فكانت السيدة خديجة هي أول من آمن به من النساء، وكانت تخفف عنه ما يلقاه من أذى المشركين، وكانت تدعمه وتدعم دعوته بمالها وجهدها، وكانت عائشة ذات علم وفقه، وكانت بيوته من بعده منارات علم يأوي إليها صحابته الكرام لاستشارة أمهات المؤمنين فيما غمض عليهم من أمور الدين.

    في رحاب السنة النبوية وآدابها
    في الصحيحين عَنْ أبى ذَرٍّ جُنْدبِ بنِ جُنادةَ - رضي الله عنه - قال: قُلتُ يا رسولَ اللهِ، أيُّ الأعمالِ أفضلُ؟ قال: «الإيمانُ باللهِ، والجهادُ في سَبيلِهِ». قلتُ: أيُّ الرِّقابِ أفضلُ؟ قال: «أنْفسُها عند أهلِها، وأكثرُها ثمنًا». قلتُ: فإنْ لم أفعلْ؟ قال: «تُعين صانعًا، أو تصْنعُ لأَخْرقَ». قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ إنْ ضَعُفتُ عن بعضِ العَمَلِ؟ قال: «تَكُفُّ شرَّكَ عن الناسِ، فإنَّها صدَقةٌ مِنْكَ عَلَى نَفسِكَ»، فهذا الحديث يعلمنا أن نكف عن الناس شرورنا؛ فكف الأذى عن الناس عبادة، وهى أقل ما يمكن أن نقدمه حين لا نستطيع النفع وفعل الخير.
    كيف نربي أبناءنا على الاهتمام بقضية القدس؟
    إن واجب الآباء والمعلمين والدعاة والمربين عظيم في تعريف الأطفال بفلسطين والقدس والمسجد والأقصى وغرس حبهم والدفاع عنهم في قلوبهم، وذلك عن طريق ما يلي: تعليم الأجيال فضائل المسجد الأقصى، والبطولات الإسلامية التي جرت على أرضه
    تعريفهم بإسلامية قضية فلسطين وارتباطها بعقيدة المسلمين.
    عمل مسابقات منزلية عن المسجد الأقصى.
    تعريفهم بحقيقة اليهود وأخبارهم في كتاب الله وسنة نبينا - صلى الله عليه وسلم .

    التفاهم مفتاح السعادة بين الزوجين
    التفاهم هو مفتاح السعادة بين الزوجين، فالعلاقة بين الزوجين تبدأ قوية دافئة مليئة بالمشاعر الطيبة، والأحاسيس الجميلة، وقد تفتر هذه العلاقة مع مضي الوقت، وتصبح رماداً لا دفء فيه ولا ضياء. وهذه المشكلة هي أخطر ما يصيب الحياة الزوجيَّة، ويُحْدِث في صَرْحها تصدُّعات وشروخا، وعلى الزوجة أن تعطي هذه المشكلة كل اهتمامها لتتغلب عليها، حتى تكون علاقتها بزوجها علاقة تواصل دائم، وحب متجدد.
    الزواج في نظر القرآن الكريم
    الزواج في نظر القرآن الكريم ليس وسيلة لحفظ النوع الإنساني فحسب، بل هو امتثال لأمر الله - عزّوجلّ- القائل -سبحانه-: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} (النساء: 3)، والزواج تحصين للفرج، وغض للبصر، وقضاء للوطر فيما أباحه الله، وفيه صيانة وحفظ للنسل البشري، ليعمر الأرض بعبادة الله، وحفظ للأنساب، وفيه تكثير لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وحماية للمجتمعات من الأمراض الخُلُقية، وهو -فوق ذلك- وسيلة للاطمئنان والسكن النفسي، والهدوء القلبي والوجداني.
    الاعتدال في الكلام يزين شخصيتك
    الاعتدال في الكلام يضفي زينة على الشخصية، يقول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «لا أزال أهاب الرجل حتى يتكلم، فإذا تكلم عرفته»، وقد يُبْتَلى أحد الشريكين بصمت شريكه الطويل، فيمل ويشعر بعدم تفاعله معه، وقد يحدث العكس فيبتلى بكثرة ثرثرته حتى إنه لا يعطيه أي مجال للتحدث، وتلك مشكلة تحتاج إلى صبر ولباقة من المبتلى حتى يفتح مجالات ليتحدث الصامت، ويعوّد الثرثار أن يترك لشريكه مجالاً للحوار.
    أم حرام بنت ملحان شهيدة البحر
    دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أم حرام بنت ملحان فاتكأ عندها ثم ضحك فقالت: لِمَ تضحك يا رسول الله؟ فقال: «ناس من أمتي يركبون البحر الأخضر في سبيل الله مثلهم مثل الملوك على الأسرة». فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: -صلى الله عليه وسلم -: «اللهم اجعلها منهم». ثم عاد فضحك فقالت له: مثل أو مِمَ ذلك؟ فقال لها: (مثل ذلك). فقالت: ادع الله أن يجعلني منهم. قال: «أنتِ من الأولين ولست من الآخرين». قال أنس: فتزوجت عبادة بن الصامت فركبت البحر مع بنت قرظة (فاختة بنت قرظة زوج معاوية بن أبي سفيان)، فلما قفلت ركبت دابتها فوقصت بها (رمتها) فسقطت عنها فماتت وكانت وفاتها سنة سبع وعشرين، وروى أبو نعيم في الحلية عن هشام بن الغاز قال: قبر أم حرام بنت ملحان بقبرص وهم يقولون: هذا قبر المرأة الصالحة.
    اتق الله ولا تطعمنا إلا طيبا!
    البيوت المؤمنة في حاجة ماسة وشديدة لتحري الحلال في كل شأنها ولا سيما في الزمن الذي تلتبس فيه أمور كثيرة ببعضها فتتشابه على أرباب البيوت مسائلها؛ لذلك كانت نساء السلف -رضي الله عنهن- إذا همَّ زوجها بالخروج لطلب الرزق قالت له: يا أبا فلان، اتق الله فينا ولا تطعمنا المال الحرام، فإنا نصبر على الجوع ولكنا لا نصبر على النار.




  6. #66
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: المرأة والأسرة

    المرأة والأسرة – 1220

    الفرقان




    المرأة المسلمة التي نريد
    نُريد المرأة التي تجعل دينَها أساس وجودها وأصل حياتها، نريد المرأة الجادة الصالحة في نفسها المصلحة لغيرها التي تسعى دائمًا لترك أثر طيب فيمن حولها، تسير على هدى وبصيرة، متمسكة بالثوابت والفرائض الدينية مبتعدة عن المحرمات، مقتدية بأمهات المؤمنين ونساء الصحابة والتابعين -رضي الله عنهن- أجمعين.
    الإيمان الذي نَحتاجه في نسائنا
    الإيمان الذي نَحتاجه في نسائنا هو ذلك الإيمان الذي يجعل المرأة تخاف من الله -تعالى- وهي مطمئنة به، ويجعلها تبكي عند ذكره، وتخشع عند تلاوة آياته، وهي مع ذلك تزداد راحةً وسعادةً وسرورًا، {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد:28)
    إنه ذلك الإيمان الذي يجعل همَّ الآخرة فوق كل الهموم عندها، ويسمو بطُمُوحها وسلوكها، فيجعلها شامةً بين النساء يُشار إليها بالبنان، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم :- «من كانتِ الآخرةُ هَمَّهُ جعلَ اللَّهُ غناهُ في قلبِهِ وجمعَ لَه شملَهُ وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغمةٌ».
    إنه ذلك الإيمان الذي يجعلها تعرف أن الدين عقيدة وشريعة وسلوك وأخلاق، وأن المؤمنة الحقَّة هي التي تجمع بين بكاء العينِ في الليل حبًّا لله -تعالى-، وخوفًا من عقابه، ورجاءً في نعيمه، وبين عَلاقتها مع جاراتها وصديقاتها في النهار حبًّا للمؤمنات، وحرصًا على صلاحهنَّ وهدايتِهنَّ، وهي مع ذلك لا تُقصِّر في حق زوجها أو أبنائها أو أسرتِها عموما، وفي الحديث: «قالوا: يا رَسولَ اللهِ، فُلانة تَصومُ النَّهارَ وتَقومُ اللَّيلَ، وتُؤذي جيرانَها! قال: هيَ في النَّارِ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، فُلانة تُصلِّي المَكتوباتِ، وتَصَّدَّقُ بِالأَثوارِ مِنَ الأَقِطِ، وَلا تُؤذي جيرانَها، قال: هيَ في الجنَّةِ».
    إنه ذلك الإيمان الذي وَقَر في القلب وصدَّقه العمل، الذي يدفعها إلى الإحسان إلى الناس وحُسن صحبتهم، والحرص على مصالحهم، وإماطة الأذى عن طريقهم، قال - صلى الله عليه وسلم :- «الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ».
    إنه ذلك الإيمان الذي يجعلها تستحق الحياة الطيبة التي وعد الله بها المؤمنين: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّ هُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّ هُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (النحل: 97)، وتستحقُّ به التثبيت الرباني: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} (إبراهيم: 27).
    التربية الإيمانية طريقك إلى الجنة
    للتربية الإيمانية ثمراتها الباقية للأسرة؛ حيث ينعم الأبوان ويتمتعان ببِرِّ أولادهما الصالحين الذين تربوا على الأخلاق والقيم الأصيلة، وينتفعان بصلاحهما بعد مماتهما؛ فالله -تعالى- ينفعهما بدعاء ولدهما الصالح، ويرفع درجتهما باستغفاره وصلاحه، وفي ذلك يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة؛ فيقولُ: يارب أنَّى لي هذه؟ فيقول باستغفار ولدك لك»، فمن أراد أن يُرزق بر أولاده فليجتهد في تربيتهم تربية إيمانية، ومن أحب أن ينعم بصحبة أهله في جنات النعيم فإن الطريق إلى لَمِّ شمل الأسرة في الجنة يبدأ من التربية الإيمانية للذرية، قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُم ْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}(الطور:21) .
    من خصائص الأسرة المسلمة
    من خصائص الأسرة المسلمة ومن أهم مقوماتها: حرصها على إقامة حدود الله، أي تطبيق شرعه -تعالى- في جميع شؤونها؛ فلقد قامت على تقوى من الله ورضوان، واجتمعت على هدف واحد هو الذي من أجله خُلقت وتكونت، إنه عبادة الله -تعالى- الهدف الأسمى والمقصد الأعلى لقيامها وتكوينها، وقيمة الحياة الزوجية بقدر تحقيقها لهذا الهدف، فإذا نكبت عنه، أو أهملته، فلا قيمة لها.
    تأثير الأم على أبنائها
    كانت لوالدة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز -رحمهما الله- تأثيرٌ كبير عليه، فكانت تُشجِّعه وتُحرِّضه على طلب العلم والتفقُّه في الدين، فكان مِن ثمار هذا التشجيع -بعد توفيق الله عز وجل - أن أصبح هذا الابن الصغير إمامَ أهل السنة والجماعة في هذا العصر، ومفتي عام المملكة العربية السعودية، والعلامة الذي يُرجعُ إليه في كثير من الأمور، ويقول الشيخ محمد بن الأمين الشنقيطي - عن والدته رحمهما الله-: لَمَّا حفِظت القرآن، وأخذتُ الرسم العثماني، عُنِيتْ بي والدتي أشدَّ العناية، وعزَمت على توجيهي للدراسة في بقية الفنون، فجهَّزتْني بجملين أحدهما عليه مركبي وكتبي، والآخر عليه نفقتي وزادي، وقد هيَّأتْ لي ملابسَ كأحسن ما تكون؛ فرحًا بي، وترغيبًا لي في طلب العلم، وهكذا سلَكت سبيل الطلب والتحصيل.
    حقيقة التربية ومقاصدها
    التربية هي إنشاء الفرد المسلم وتطويره وتهذيبه، حتى يصل إلى المستوى الذي يقوى معه على تحقيق الغاية التي خُلق من أجلها؛ حيث أوضح الله هذه الغاية لخلقه؛ فقال -تعالى-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات: 56)، وقد كان من غايات الرسول - صلى الله عليه وسلم - تحقيق هذه التربية الموصِّلة لتلك الغاية، قال -تعالى-: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (آل عمران: 164)، وقد أفصح النبي - صلى الله عليه وسلم - عن هذا الهدف أنه من أهداف بعثته؛ فقال: «إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق».
    الترابط والمودة
    أنشأ الله -تعالى- العلاقة الزوجية على أساس المودة والرحمة والسكينة والطمأنينة قال -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم21)، فإذا اجتمع الزوجان على أساس من الرحمة والاطمئنان النفسي المتبادل، فحينئذ يتربى الأبناء في جو سعيد، ملؤه الاطمئنان والثقة ، والعطف والمودة، بعيداً عن القلق والعقد والأمراض النفسية التي تضعف شخصيتهم.
    الاقتصاد في المعيشة
    على المرأة المسلمة أن تحرص على الاقتصاد في مطعمها ومشربها ومسكنها وملبسها وسائر شؤونها؛ فإن الترف من أسباب الفساد والانحلال - وصدق من قال:
    والنَّفْسُ كَالطِّفْلِ إِن تُهْمِلْهُ شَبَّ عَلَى
    حُبِّ الرَّضَاعِ وَإِن تَفْطِمْهُ يَنفَطِمِ
    فلا إسراف ولا تقتير قال -تعالى- :{وَالَّذِين َإِذَا أَنفَقُوا لَم يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِك َقَوَاما} (الفرقان67) أي: ليسوا مبذرين في إنفاقهم ولا بخلاء على أهليهم، بل معتدلون في الإنفاق، وخير الأمور أوسطها، وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «كفى بالمرء سرفاً ألا يشتهي شيئاً إلا اشتراه».




  7. #67
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: المرأة والأسرة

    المرأة والأسرة – 1221

    الفرقان




    الحج زاد إيماني هائل
    إن الله -تعالى- قد أودع في عبادة الحج ومناسكه زادًا إيمانيًا هائلًا، ودروسًا تربويةً عظيمة المغزى والأثر، ولئن كان قد افترضه الله على الإنسان مرة في العمر، فلقد جعل فيه من الزاد ما يكفي المؤمن عمره كله.
    جهاد النساء: الحج والعمرة
    عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلت: يا رسول لله، على النساء جهاد؟ قال: «نعم عليهن جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة»، قوله -صلى الله عليه وسلم -: نعم عليهن جهاد لا قتال فيه: أي عليهن عمل يعطيهن الله -تعالى- عليه أجر المجاهدين ولا يتعرضن فيه للقتال، وفسره -صلى الله عليه وسلم - بالحج والعمرة، وهذا الجواب النبوي هو الأسلوب البلاغي المعروف بأسلوب الحكيم، وسمى الحج والعمرة جهادًا؛ لما فيهما من مجاهدة النفس.
    وأصل هذا الحديث في الصحيح هو ما رواه البخاري في باب حج النساء من كتاب الحج، «عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: قلت: يا رسول الله، ألا نغزو أو نجاهد معكم؟ فقال: لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج، حج مبرور، فقالت عائشة: فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله -[»، ورواه البخاري في باب فضل الحج المبرور عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها قالت: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل، قال: لكن أفضل الجهاد حج مبرور، وإطلاق لفظ الجهاد على غير القتال قد ثبت كذلك في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- «أن رجلًا استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجهاد فقال: أحي والداك؟ قال: نعم. قال: ففيهما فجاهد».
    ما يفيده الحديث
    أن الحج والعمرة يقومان مقام القتال في سبيل الله بالنسبة للنساء.
    وأن النساء لا يجب عليهن القتال.
    وأن الحج والعمرة من الجهاد في سبيل الله.
    تحقيق الإخلاص في الحج
    أول ما تتربى عليه المرأة المسلمة وهي تتأهب للحج، أهمية تحقيق الإخلاص؛ فالحج من الأعمال الظاهرة البادية للعيان، ويظهر للجميع ما يبذله الحاج فيها من جهد ومال؛ لذلك لابد من الانتباه لدقائق الرياء فيه، قال الله -تعالى-: {وَمَا أُمِرُوا إلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (البينة: ٥)، وفي الحديث القدسي الصحيح أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله -تعالى-: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه»، والإخلاص لله في العبادة معناه: ألا يكون هناك دافع يحمل العبد على أداء العبادة إلا ابتغاء وجه الله -تعالى- ومحبته وتعظيمه ورجاء ثوابه ورضوانه.
    في التلبية دروسٌ وعبر
    في التلبية دروس وعبر عظيمة، أهمها: تحقيق توحيد القصد وإجابة أمر الله، والمعاهدة على الطاعة إثر الطاعة، ولتستحضري -أختي المسلمة الحاجة إلى بيت الله- أنك إذ ترددين التلبية، تشاركين الكون كله في نداء الاستسلام التام والطاعة المطلقة لرب العالمين، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من مُلَبٍّ يلبِّي إلَّا لبَّى ما عن يمينِهِ وشمالِهِ من حَجَرٍ أو شجَرٍ أو مدرٍ حتَّى تنقطعَ الأرضُ من هاهنا وَهاهنا».
    الحج تربية على الستر والعفاف
    ومن آكد المعاني التربوية للنساء في الحج التمسك بالستر والعفاف، وعدم التهاون في الحجاب في أثناء أداء المناسك، فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُحرمات، فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه»، وعن هشام بن عروة عن زوجته فاطمة بنت المنذر بن الزبير، أنها قالت: «كنا نخمر نغطي وجوهنا ونحن محرمات ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق - جدتها وجدة زوجها - فلا تنكره علينا».
    أم سليم قدوة في الصبر على الشدائد
    ضربت لنا أم سليم -رضي الله عنها- مثالاً للصبر ما بعده مثال، فكان صبراً يضارع صبر أمة بأسرها، فقد مات ولدها الصغير، ونحن نعلم أن موت الصغير يؤثر في النفس أكثر من موت الكبير، فصبرت وتجلدت، ولعل كثيرا من النساء تفعل ذلك، ولكن ما فعلته يصعب على أي امرأة أخرى أن تفعله ألا وهو تزينها لزوجها، مع أنه مرخص لها ولغيرها أن تحزن على ولدها دون نياحة أو ندب أو غير ذلك مما يحذر فعله عند فقد عزيز، فكان موقفاً غريباً يسترعي الانتباه، ويدهش المتأمل دهشة عجيبة، يكاد يحار في قمة هذا الإيمان والصبر، والمرأة الصالحة مدعوة للاقتداء بهذا المثال الرائع، الذي يفوق كل وصف في كل شدة تلم بها، وفي كل كرب يحيط بها، وفي كل مكروه ينالها.
    أخطاء تقع فيها بعض النساء
    من الأخطاء التي تقع فيها بعض النساء الذهاب إلى السحرة والمشعوذين والكهنة، لمرض أو عين أو فك سحر أو عمل: والرسول -صلى الله عليه وسلم - حذر من إتيانهم فقال -صلى الله عليه وسلم -: «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يومًا»، بل إن تصديقهم كفر، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد».
    مِن نِعَمِ الله الواجب شكْرُها
    إنَّ مِن نِعَمِ الله التي يَجِب على المرأة شكْرُها وحفْظُها، أن يوفِّقها للالتزام بالسُّنة، وييسِّر لها الاستقامةَ على الأوامر الشرعية، ويرزقها من الحياء ما يَمْنعها من الإساءة للناس، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «والحياء شعبةٌ من الإيمان»، وقوله: «إن مِمَّا أدرك الناس من كلام النبوَّة الأُولَى: إذا لَم تستَحْيِ فاصنعْ ما شئت».
    الإيمان ليس بالتمنِّي ولا بالتحلِّي
    الإيمان ليس بالتمنِّي ولا بالتحلِّي، ولكنَّه ما وقر في القلب، وصدق القول فيه صالح العمل، ومقصود الشَّرع من الأعمال كلِّها ظاهِرِها وباطنِها، إنَّما هو صلاحُ القَلْبِ وكمالُه، وقيامُه بالعبوديَّة لربِّه -عزَّوجلَّ- قال - صلى الله عليه وسلم -: «ألاَ وإنَّ في الجسَد مُضْغةً، إذا صلحتْ صلح الجسد كلُّه، وإذا فسدَتْ فسد الجسد كلُّه، ألا وهي القلب»، فيوم القيامة لا ينفع عندَ الله مالٌ ولا بنون، إلاَّ من أتى الله بقلبٍ سليمٍ.




  8. #68
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: المرأة والأسرة

    المرأة والأسرة – 1222

    الفرقان



    فرصة قد لا تتكرر
    إنها أيام ثوابها جزيل، وفضلها كبير، والتفريط فيها ندامة؛ فهي فرصة قد لا تتكرر؛ لأنها أفضل أيام العام ومن أعظم مواسم الطاعات والقربات؛ فقد خصها الشرع بالتكريم؛ ففيها يعظم الأجر، وتحط الأوزار، ويبدأ المؤمن عهدًا جديدًا مع ربه.
    المرأة المسلمة والعشر الأول من ذي الحجة
    على المرأة المسلمة أن تعد لاستقبال هذه الأيام المباركة عدة تليق بها، فتبدأ بالتوبة النصوح، والإقلاع عن كل ما يغضب الله -سبحانه-، والندم عليه، وعدم العودة إليه، فالتوبة قبل البدء في أية خطوة هي السبيل الصحيح للعمل؛ إذ بالتوبة تطهرين نفسك وتعدين قلبك لاستقبال العبودية الحقة. ثانيًا: لكل أيام فاضلات عبودية تميزها، وأيام العشر يميزها الذكر عبادة وتقربًا إلى الله -سبحانه-، ومن أفضل الذكر قراءة القرآن والاستغفار، والتهليل والتحميد والتكبير، قال -سبحانه-: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} (البقرة: 203)، فالزمي الذكر في كل وقت، وشاركي أسرتك في الاهتمام بالذكر، ولا تشغلنك مشاغلك أيا كانت عنه، ولا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله.
    ثالثًا: عليك بالإكثار من الصالحات في تلك الأيام المباركات؛ فعن ابن عباس قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل من أيام العشر» (صحيح أبي داود)، والصالحات تحوي كل ما يرضاه الرب -سبحانه- من بر الوالدين وصلة الأرحام وفعل المعروف والدعاء لله -سبحانه- القريب المجيب، وكذلك الصدقة وأما الصوم فهو مستحب بالكلية أيضًا ولا سيما يوم الوقوف بعرفة.
    رابعًا: ويأتي إليك يوم النحر الذي قد يغفل عن فضله الكثيرون، يقول ابن القيم -رحمه الله-: «خير الأيام عند الله يوم النحر وهو يوم الحج الأكبر»؛ لذلك فعليك إعانة زوجك وأسرتك ومن قبلهم نفسك في اغتنام ذلك اليوم والاجتهاد فيه لاكتساب رضا الرب -سبحانه.
    ونصيحتي لك بالافتقار إلى الله -سبحانه- في هذه الأيام، فشعور الافتقار هو من أوثق ما يعيد الوصال بيننا وبين الله -سبحانه-؛ فليس لنا سواه نرجوه ونأمل أن يلحقنا بالصالحين أيا ما كانوا في مرضات الله بنياتنا الواثقة فيه -سبحانه.
    كوني خديجة
    خديجة - رضي الله عنها - لم تكن زوجة فقط ولكنها كانت أما، وأختًا، وصديقةً، هل نظرتِ إلى دورها في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ لقد وقفت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وقت الشدة حتى سمِّي العام الذي ماتت فيه (عام الحزن)؛ لوفاتها، وحزنه - صلى الله عليه وسلم - عليها، كثيراً من الزوجات يكون زوجها في واد وهي في واد آخر، قد يكون الزوج مهموماً بأمر من الأمور، والزوجة لا تبالي بحال الزوج، ومشكلاته التي يعاني منها، ولكنها -رضي الله عنها- عندما جاءها النبي -صلى الله عليه وسلم - من غار حراء، وكان -صلى الله عليه وسلم - خائفاً مرتعشاً، لم يجد إلا خديجة -رضي الله عنها- تواسيه وتؤازره وتخفف ما ألم به.
    حكم صلاة العيد للمرأة المسلمة
    هل صلاة العيد واجبة على المرأة المسلمة؟
    صلاة العيد سنّة مؤكدة يخاطب بها كل من تلزمه الجمعة، فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم - وواظب عليها، وأمر بها وأخرج لها حتى النساء والصبيان، وهي شعيرة من شعائر الإسلام، ومظهر من مظاهره التي يتجلى فيها الإيمان والتقوى، فللمرأة أن تشهد صلاة العيد، وخروجها لها جائز سواء كانت بكرا، أم ثيبا، أم عجوزا أم شابة، وحتى الحائض لحديث أم عطية قالت: «أُمرنا أن نُخرج العواتق والحيّض في العيدين، يشهدن الخير ودعوة المسلمين، ويعتزل الحيّض المصلى» متفق عليه.
    الفرح والسرور من الدين
    إن ديننا دين الفرح والسرور يدعو له، قال الله: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} (يونس ٥٨): «أَيْ: بِهَذَا الَّذِي جَاءَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنَ الْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ فَلْيَفْرَحُوا، فَإِنَّهُ أَوْلَى مَا يَفْرَحُونَ بِهِ ، هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ أَيْ: مِنْ حُطَامِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا مِنَ الزَّهْرَةِ الْفَانِيَةِ الذَّاهِبَةِ لَا مَحَالَةَ» انتهى من (تفسير ابن كثير) (4/ 275)، ففضل الله -تعالى- ورحمته هو الهداية لدينه وشرعه، وأخص ذلك هو القرآن المجيد والإيمان.
    من أحكام العيد وآدابه للنساء
    من آداب خروج النساء لمصلى العيد أن تلتزم اللباس الشرعي وهو الجلباب، وألا تخرج متطيبة أو متبخرة؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أيما امرأة أصابت بخورا، فلا تشهد معنا العشاء الآخرة»، ويستحب للمرأة أن تكبر في العيدين دون رفع الصوت، وتشترك المرأة مع الرجل في أحكام العيدين الأخرى «إنما النساء شقائق الرجال» كالاغتسال، ومخالفة الطريق في الذهاب والإياب، والأكل قبل صلاة الفطر وبعد صلاة الأضحى، وفي صفة الصلاة وغيرها.
    أشياء مؤثرة في حياة الزوج
    كوني حريصة على الاهتمام بتفاصيل حياته والاطمئنان عليها دائمًا.
    احرصي على نظافة بيته ومأكله وأماكن راحته.
    الاهتمام بالأولاد وحسن مظهرهم وهيئتهم.
    المشاركة الدعوية الفاعلة، واستشعار المسؤولية الجماعية.
    وضع أهداف مشتركة، والاهتمام بخدمة الدعوة ونشر دين الله -عزوجل.
    كيف تصبحين دليل خير؟
    إنَّ الدلالة على الخير في الإسلام لها فَضل عظيم، وهي واجب منوط بتنفيذه كل مسلِم قدر استطاعته، والدلالة على الخير لها شقَّان: توجيه النَّاس للخير، وتحذيرهم ونصيحتهم ومنعهم من الشرِّ، وحتى تكوني ممن يدل الناس على الخير فالأمر يسير عزيزتي، فيمكنك المساهمة في نشر الخير بشتى أنواعه فمثلا: تعلنين بين النساء عن المحاضرات المفيدة، والكتب النافعة، وتحاولين توفيرها للأخريات بحسب قدرتك، وتوزعين أو تعلنين عن المجلات الهادفة، وتناصرين أهل الخير بأقوالك وأفعالك، وتدلين على أماكن الخير كأماكن تحفيظ القرآن الكريم النسائية، والمراكز الصيفية الجيدة وما تقدمه من أنشطة، وتبلغين المعلومة النافعة بقلمك، وبلسانك، بـ...إلخ، هنا ستجدين نفسك (دليل خير) وداعية إلى الله -تعالى.
    أخطاء تقع فيها النساء يوم العيد
    خروج النساء متبرجات متطيبات مخالفات للأدلة الآمرة بالتستر والتحجب.
    تخصيص يوم العيد لزيارة المقبرة، وهذا أعجب شيء يكون، وهذا لا يعقل في يوم أمرنا الله فيه بإظهار السرور والفرح.
    مصافحة الأجانب (أي: غير المحارم ولو كانوا أقاربها).


  9. #69
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: المرأة والأسرة

    المرأة والأسرة – 1223

    الفرقان






    النية الصالحة تحول العادة إلى عبادة
    مما لا شك فيه أن العادات إذا صاحبتها النية الصالحة صارت عبادة، فالترفيه في الرحلات والسفريات إذا نوى صاحبه السير في الأرض، والتفكر والتأمل، وإدخال السرور على الرفقة من الأهل والأصحاب - فإن هذه النية تؤثر في قبول العمل وعلو درجته؛ فاستحضري هذا -يا رعاك الله- في حلك وترحالك.

    كيف تديرين الحـوار مع والديك؟
    على الفتاة المسلمة أن تعلم أن اختلاف والديك معك في الرأي ليس هدفه إلغاء وجودك، وإنما هو بدافع من الحرص عليك، فأنتِ أمـــانة في عنقهما، وهمـا مسؤولان عنك أمام الله وأمام الناس. وحين تتفهمين هذا الأمر جيدا بواقعيـة وانفتاح ذهني سليم، سترين أنك كنتِ على وشك ارتكاب خطأ فادح في حق والديك لا يجوز الإتيان به؛ فعليك أن تحرصي على أن تبقي باب التفاهم والحوار بينك وبين والديك مفتوحا، واسألي عن سبب رفضهما لهذا الأمر أو ذاك، وناقشي الأسباب بهدوء وأدب، ولا تنسي أنك تخاطبين والديك، فمخاطبة الوالدين تختلف عن مخاطبة الأخوات والصديقات، فانتقي ألفاظك؛ بحيث تكون موزونة وهادئة، وبعيدة عن العصبية والخطأ، وأظهري تعاطفك معهما، ويمكنك أن تستعملي كلمات مثل: «كلامكما صحيح وأقدره» و»أنتما على صواب»، بعد ذلك وضحي موقفك بأدب وبهدوء، واحرصي على اختيار الوقت المناسب لعرض فكرتك، واخفضي لهما جناح الذل من الرحمة، فهما والداك اللذان أوصاك الله -عزوجل- بألا تقولي لهما (أف).
    الترويح المباح عن النفس أمر مطلوب
    النفس تحتاج إلى شيء من (الترويح) والفسحة في بعض (المباحات)، وإراحتها من كد الدنيا، ومن جد العمل للآخرة، لئلا تضجر النفوس، ولتقوى على المسير، والجد فيما ينفعها من أمر الدنيا والآخرة؛ لأن القلوب والأنفس قد تكل وتتعب، والمراوحة بين الجد والمرح منهج شرعي؛ ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لحنظلة: «ولكن يا حنظلة، ساعة وساعة، قالها ثلاثًا».
    سعادة البيت المسلم
    لا شك في أن البيت المسلم يختلف عن غيره؛ فأهله يحملون في صدورهم عقيدة جليلة، تملأ قلوبهم بنور الإيمان، وتَظْهَرُ ظلالُها في كل جوانب حياتهم؛ فسعادة البيت المسلم ليست بكثرة الأثاث ولا بغلاء المفروشات، وإنما سعادتهم نابعة من قلوبهم المؤمنة ونفوسهم المطمئنة؛ ذلك لأنهم رضوا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيًّا ورسولاً، وقد كانت بيوت النبي - صلى الله عليه وسلم - نموذجًا للبيت المسلم السعيد، فعلى الرغم من صغر حجمها، وتواضع بنائها، فإنها امتلأت بالسعادة والهناء، وظلت المثل الأعلى لبيوت الصحابة -رضوان الله عليهم- ولكل من أراد أن يقيم لنفسه بيتًا من المسلمين بعد ذلك.
    أسس البيت المسلم ومقوماته
    من أهم الأمور التي يجب أن تتعلمها المرأة المسلمة، أن البيت المسلم يقوم على مجموعة من الأسس والقواعد التي تحكمه، وتنظم سير الحياة فيه، ومن هذه الأسس ما يلي: للرجل حق القوامة، قال -تعالى-: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} (النساء: 34).
    الرعاية حق مشترك بين الرجل والمرأة، قال - صلى الله عليه وسلم -: «الرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها، وهي مسؤولة عن رعيتها».
    التزام المرأة بالوفاء بحقوق زوجها عليها، وحسن طاعته، والتزام الرجل بالوفاء بحقوق زوجته، بحسن معاشرتها وإعفافها والإنفاق عليها.
    التزام الوالدين برعاية أولادهما، وحسن تربيتهم، وتعليمهم أمور دينهم، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} (التحريم: 6).
    التزام الأبناء بر الوالدين وطاعتهما فيما يرضي الله، قال -تعالى-: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَي ْنِ إِحْسَانًا} (الإسراء: 23).
    الالتزام بحق الجار، قال - صلى الله عليه وسلم -: «مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيورِّثه».
    معرفة الفضل لأهله واحترام الكبير، قال - صلى الله عليه وسلم -: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا».
    الصدق في المعاملة والحديث، قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة».
    ستر العورات والمحافظة على حرمة الآخرين، قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يستر عبدٌ عبدًا في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة».
    الاعتدال والاقتصاد في المعيشة والإنفاق، قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} (الفرقان: 67).
    توجيهات للمـرأة لاستغلال الإجازة الصيفية
    على المرأة والفتاة المسلمة استغلال وقتها فيما ينفعها عند ربها، وينفع بها من حولها، وهذه بعض التوجيهات لاستغلال أمثل للإجازة الصيفية: لا تخلو مدينة من دور أو مراكز صيفية لتحفيظ القرآن؛ فلتحرصي على المشاركة فيها وتشجيع أخواتك للالتحاق بهذه المراكز لاستثمار الإجازة استثمارًا نافعًا.
    احرصي على المشاركة في الدورات العلمية ومتابعة الدروس الشرعية وتقييدها والاستفادة منها، وإن لم تستطيعي المشاركة كلية فإنك-على الأقل- اختاري من الدروس ما يناسبك واحرصي على متابعتها والإفادة منها.
    ما أكثر الأوقات التي تقضيها المرأة بالمهاتفات! فلماذا لا تستغل هذه المكالمات في التوجيه والإرشاد والدلالة على الخير؟ فكوني مشجعة وحاثة لأخواتك على المشاركة في سبل الخير من دروس علمية ودورات شرعية، فالدال على الخير كفاعله.
    لماذا لا تفكر الفتاة المسلمة في جمع أفراد أسرتها وأقربائها في تجمعات عائلية في استراحة، أو حتى في المنزل، وتنظم لهم برامج ومسابقات وألعابا، يتخللها بعض التوجيهات والكلمات الإيمانية والتربوية النافعة في مجالات شتى، وهذ الأمر صلة وبر ودعوة وإصلاح .
    يمكنك ترتيب رحلة عمرة لأفراد العائلة وحضور الدروس الشرعية في الحرم وزيارة المدينة المنورة وزيارة الأماكن التي وردت في السيرة كـ (زيارة جبل أحد ومقبرة شهداء أحد) وغيرها من الأماكن.

    يمكنك استغلال وقتك بالمشاركة في الأعمال الخيرية والتطوعية للتعود على حب العطاء والسعادة بتحقيقه وبذل الخير واستغلال الوقت بما هو نافع.






  10. #70
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: المرأة والأسرة

    المرأة والأسرة – 1224

    الفرقان




    الرفق من أسباب سعادة البيوت
    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أراد الله -عزوجل- بأهل بيت خيرًا أدخل عليهم الرفق»، أي صار بعضهم يرفق ببعض، وهذا من أسباب السعادة في البيت؛ فالرفق نافع بين الزوجين، ومع الأولاد، ويأتي بنتائج لا يأتي بها العنف، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على سواه».
    الطريق إلى السعادة الأسرية
    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء»، ويمكن تحقيق تلك السعادة داخل البيت من خلال الأمور التالية: الدعاء الصالح، وهو سلاح المسلم؛ فنحن ندعو الله ونحن موقنون بالإجابة بأن يحقِّقَ لنا السعادة، وأن يجلبها لنا، وأن يعيننا على تحقيقها، وعلى إسعاد أنفسنا ومن حولنا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ» ، رواه الترمذي.
    المعاشرة بالمعروف بالكلمة الطيبة والصحبة الجميلة، وكف الأذى وحسن المعاملة، قال -تعالى-: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (النساء:19)، ويقول -سبحانه-: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (البقرة: 228).
    الاحترام المتبادل بين الزوجين، فيجب على الزوجة احترام زوجها، حتى لا تهتز صورته أمام أولاده، وكذلك الزوج يجب عليه احترام زوجته، ومعاملتها معاملة حسنة أمام الجميع، قال -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم: 21)، فالمودةُ والرحمةُ هما المعنى الحقيقي للاحترام المتبادل بين الزوجين. الحرص على تعليم الأسرة حبَّ الخير وأحكام الشرع، من الصلاة والصدقة وصلة الرحم والعمل الصالح، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (التحريم: 6).
    التغافل عن الأخطاء ومقابلة ذلك بالحلم والتسامح والعفو، يقول الحسن البصري -رحمه الله-: «ما زال التغافل من فعل الكرام»، ويقول الإمام أحمد -رحمه الله-: «تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل».
    عدم نقل المشكلات الأسرية إلى الخارج والحفاظ على أسرار الحياة الزوجية، قال -تعالى-: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} (النساء: 34).
    تربية الطفل على ترشيد الاستهلاك
    الاهتمام بتربية الطفل وتوجيه سلوكه أمر ضروري، حتى يمكنه أن يشارك بنصيب من الجهد والعمل في تنظيم الاستهلاك، والتربية السليمة تتطلب إكساب الطفل حقائق وقيما ومهارات واتجاهات معينة، منها: الاتجاه نحو ترشيد الاستهلاك وتوجيه أنماطه الاستهلاكية؛ بحيث يتسم سلوكه الاستهلاكي بالتعقل والاتزان والموضوعية، بمعنى أن يكون استهلاك الطفل من المنتجات المختلفة وكذلك الخدمات بالكميات التي تفي باحتياجاته الضرورية دون زيادة أو نقصان.

    واجبات أساسية للمرأة المسلمة
    أن تتمسك بكتاب الله وبسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حدود ما تستطيع على فهم السلف الصالح.
    أن تتعامل مع الناس معاملة طيبة؛ فإن الله - عزوجل - يقول في كتابه الكريم: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا} (البقرة: 83)، ويقول: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}. (النساء: 58)
    أن تلتزم الحجاب الشرعي قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ} (الأحزاب: 59).
    أن تُحسن إلى زوجها إذا أرادت الحياة السعيدة؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إذا صلَّت المرأةُ خمسَها، وصامت شهرَها، وحفِظت فرجَها، وأطاعت زوجَها، قيل لها: ادخُلي الجنَّةَ من أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شئتِ».
    أن ترعى أبناءها رعاية إسلامية، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، وذكر المرأة أنها: «راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها».
    بستان التفاؤل
    اعلمي -أختاه-، أنَّ التفاؤل حياة لقلبك وراحة له وطمأنية، ولا سيما عندما تستشعرين أن ما أصابك في هذه الحياة من خير إنما هو نعمة من الله تتوجب عليك الشكر، وما أصابك من ابتلاء فإنما هو حكمة من الخالق -سبحانه وتعالى- وامتحان عظيم لصبرك، حينها يزيد الإيمان في قلبك ويسهل عليك مجابهة هذه المحن، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عجبا لأمر المؤمن! إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له»(رواه مسلم)، واعلمي أن حسن الظن بالله من واجبات التوحيد ومن العبادات القلبية؛ فإن الله قد مدح الذين أحسنوا الظن به وذم الذين أساؤوا الظن به، قاله -تعالى-: {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ }.
    أخطاء تقع فيها النساء
    من الأخطاء التي تقع فيها بعض النساء مخالفة سنة من سنن الفطرة، وهي: تقليم الأظافر؛ فتجد إحداهن تطيل أظافرها، ثم تضع عليها صبغا يعرف باسم (المناكير)، وهذا الصبغ يمنع وصول الماء إلى الأظافر، ثم تأتي من وضعته لتتوضأ وتصلي فتبطل صلاتها لأن وضوءها غير صحيح؛ حيث إن الماء لم يصل إلى الأظافر، فإن كان لابد من وضعه فيجب على المرأة أن تزيله قبل الوضوء.
    كيف تصبحين فتاة مثالية؟
    هذه بعض الخطوات التي تأخذ بك لتكوني فتاة متميزة: (1) أداء الصلوات في أوقاتها. (2) حسن استغلال الوقت. (3) ترتيب الواجبات وعدم التسويف في أدائها «لا تؤجلي عمل اليوم إلى الغد». (4) طاعة الوالدين، حتى لو كان على حساب رغباتك وراحتك. (5) القراءة في الكتب المفيدة والمجلات النافعة. (6) صحبة الفتيات الصالحات المميزات فالمرء على دين خليله. (7) المداومة يوميا على ورد من القرآن الكريم والحرص على حفظه وتدبر معانيه. (8) الحرص على أذكار الصباح والمساء. (9) الاهتمام بقضايا المسلمين، ومحاولة بذل المال لإخواننا المسلمين. (10) المساهمة في أعمال الخير ومساعدة المحتاجين، وتنفيس كربهم. (11) الحذر من بعض وسائل الإعلام والترفع عن سفاسفها.
    كلمات مأثورة
    من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
    من ترك فضول الكلام منح الحكمة.
    من ترك فضول النظر منح الخشوع.
    من ترك القرآن والذكر عوقب بالغفلة والإعراض.




  11. #71
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: المرأة والأسرة

    المرأة والأسرة – 1225

    الفرقان




    المرأة والتفقه في الدين
    من صفات المرأة الصالحة أنها تحرص دائمًا أن تأخذ بحظ وافر من العلم الشرعي، انطلاقًا من قوله -تعالى-: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (طه:114)، وقوله -تعالى- أيضًا: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (الزمر:9)، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ»، والخطاب هنا موجه للرجال والنساء على حد سواء.
    أهمية طلب العلم للمرأة المسلمة
    لا يخفى على كل ذي لب أهمية العلم الشرعي في حياة المسلم والمسلمة؛ فهو الموصل لغاية عظيمة، ألا وهي تحقيق العبودية لله -جل جلاله- في هذه الحياة الدنيا. ولقد تضافرت نصوص الكتاب والسنة على تأكيد فرضية العلم، فقال: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} الآية، فبدأ -سبحانه- بالعلم قبل القول والعمل، ليبين قيمة العلم، وعدم تهوينه والتساهل في طلبه، وجاء أيضا في السنة المطهرة بيان وجوبه فقال - صلى الله عليم وسلم -: «طلب العلم فريضة على كل مسلم» رواه ابن ماجه، وصححه الألباني، وهذا الحديث يشمل الرجال والنساء على حد سواء، لا فرق بينهما في تحصيل العلم الشرعي، وكما هو معلوم أن الخطاب إذا ورد بلفظ المذكر كان خطابا للنساء إلا ما دخله التخصيص، ويؤكده قول النبي -صلى الله عليه وسلم -: «إنما النساء شقائق الرجال»، فهن شقائق الرجال في الأحكام الشرعية إلا ما خصه الدليل، فالخطاب المقتضي لتحقيق أركان الإيمان موجه إلى الرجال والنساء، على حد سواء، ولا سبيل إلى تحقيقها من غير علم راسخ، ومعرفة صحيحة، وكذلك القول بالنسبة لأركان الإسلام الخطاب فيها للرجال والنساء، ويقال مثل ذلك في كل ما يتعلق بالأخلاق والآداب، فمن هنا تظهر أهمية العلم في حياة المرأة المسلمة.
    المرأة والنهضة العلمية في الإسلام
    في صدر الإسلام كانتْ أمهات المؤمنين وعدد من كبار الصحابيات منارات للإشعاع العلمي في صدر الإسلام، وتأتي أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في الذّروة والمقدّمة، فكانت من الفصيحات البليغات العالمات بالأنساب والأشعار، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستمع منها إلى بعض ما ترويه من الشعر، وتَروي بعض الآثار أنَّ عائشة -رضي الله عنها- عندها نصف العلم؛ لذا كانت مقصد فقهاء الصحابة عندما تستعصي عليهم بعض المسائل العلميَّة والفقهيَّة، ولا سيما فيما يتعلَّق بِجوانب حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد أخذ عنها العلم حوالي (299) من الصحابة والتابعين، منهم (67) امرأة، أمَّا أمّ سلمة -رضي الله عنها- فكانتْ كما وصَفَها الذَّهبيُّ «من فقهاء الصحابيات»، وممن روى كثيرًا من الأحاديث عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وروى عنها كثير من الصحابة والتابعين بلغوا حوالي (101)، منهم (23) امرأة، وتتعدد أسماء الصحابيات والتَّابعيات اللاتي اشتهَرْنَ بالعلم وكثرة الرواية، وتحفل كتب الحديث والرواية والطبقات بالنساء اللاتي روين ورُوِيَ عنهنَّ الحديث الشريف، مثل: أسماء بنت أبي بكر الصديق، وأسماء بنت عُمَيْس، وجويرية بنت الحارث، وحفصة بنت عمر، وزينب بنت جحش -رضي الله عنهن.
    الصحابيات وطلب العلم
    تفطنت الصحابيات الجليلات في عهد النبوة لحاجتهن إلى العلم الشرعي؛ فطلبن من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يخصص لهن يوما يجتمعن فيه يعلمهن مما علمه الله، فعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: «جاءت امرأة إلى رسول الله فقالت: يا رسول الله، ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله، فقال: اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا، فاجتمعن فأتاهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعلمهن مما علمه الله»، فأقرهن النبي - صلى الله عليه وسلم - على طلب العلم والتعلم، واعتنى بهن، وكان - صلى الله عليه وسلم - حريصا على تبليغهن أحكام الشريعة ليتمكنَّ من عبادة الله -عز وجل- على أكمل وجه، ولا سبيل لذلك إلا بالعلم.
    أخلاق حاملة القرآن الكريم
    تتقي الله في السر والعلانية، حافظةً للسانها، إن تكلمت تكلمت بعلم، وإن سكتَت سكتت بعلم، قليلة الخوض فيما لا يعنيها.
    تطلب الرفعة من الله -عزّوجل- لا من المخلوقين.
    تبر والديها فتخفض لهما جناحها، وتخفض لصوتهما صوتها، وتبذل لهما مالها، وتنظر إليهما بعين الوقار والرحمة.
    تصل الرحم، وتكره القطيعة، رفيقة في أمورها كلها، صبورة على تعليم الخير، تأنس بها المتعلّمة، وكل مجالسها تُفيد خيرًا.
    من فتاوى النساء
    سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- عن النساء اللاتي يغتبن أزواجهن في مجالس النساء ويتحدثن عنهم بشكل غير لائق؟ فقال -رحمه الله:
    نصيحتي لهؤلاء النساء ولغيرهن أيضًا: أن يتقوا الله -عزوجل-، وأن يتجنبوا الغيبة، فإنها من كبائر الذنوب، والذي اعتُدي عليه بالغيبة سوف يأخذ من حسنات الذي اغتابه، ولقد مثل الله -تعالى- الغيبة بأقبح مثال، فقال -عز وجل-: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ }، ولو أن المرأة شكت إلى أمها مثلا حال زوجها ومعاملته إياها، لتفرّج عما فيها، وتبحث عن حلّ بينها وبين زوجها فهذا لا بأس به؛ لأنه يراد به المصلحة ولابد منه، وأما إذا كان مقصود المرأة التشهير بزوجها، ونشر معايبه بين النساء فهذا من كبائر الذنوب ولا يحلّ.
    من آداب النصيحة
    عندما تهمّين بنصيحة إحداهن استحضري ثلاثة أمور أساسية: أنّك ناصحة ولستَ بفاضحٍة، فحاولي أن تُسِرّيَ في نصيحتك إلّا للضرورة.
    أنت مجرّد ناصحة ولست بالهادية فالهداية بيد الله وحده، حتى لا تعنّفين على المنصوحة أو تفقدين الأمل في تكرار النصيحة.
    استحضري أنك لستَ أفضل من المنصوحة وإن رأيتها عاصية لله -تعالى-، فلا يصيبك العُجب بنفسك وطاعتك.
    المقصود من الأمر بالحجاب
    قال الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-: والمقصود من الأمر ‎بالجلبــاب، إنما هو ستر زيـنة المرأة، فلا يعقل حـينئذٍ أن يـكون الجلبـاب نفسه زينة، ‏لذلك أوجب الإسلام على المرأة أن تحفظ زينتها الظاهرة بثوب واسع ليس زينة في نفسه.




  12. #72
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: المرأة والأسرة

    المرأة والأسرة – 1226

    الفرقان




    جمال المرأة الحقيقي في حيائها
    الحياء من شعب الإيمان، ومن أجلّ صفات المؤمنين، وهو خلق الإسلام، فعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ». والرجل والمرأة سواء في الحاجة إلى هذا الخلق الكريم، إلا أنّ المرأة بفطرتها أقرب إلى هذا الخلق، وأحوج إليه من الرجل، ولذلك يضرب المثل بحيائها، ففي صحيح البخاري، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَشَدَّ حَيَاءً، مِنَ العَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، وكلما كانت المرأة متصفة بالحياء متحلية به، كان ذلكم أكمل في أخلاقها، وأجمل في حليتها وزينتها.
    المرأة والعناية بالقرآن الكريم
    مع كثرة الفتن وتتابعها في زماننا وانفتاح أبواب الشهوات على مصارعها، كان لابد من توجيه كل مسلم ومسلمة يريدان الخلاص، إلى أهم أسباب النجاة والعصمة، ألا وهو كتاب الله -تعالى- وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - اللذان من تمسك بهما فلن يضل أبدا. والنساء اليوم أحوج ما يكن إلى الارتباط بالقرآن حفظًا وفهما وتدبرًا وعملاً، ولقد كانت الصحابيات -رضوان الله عليهن- حريصات على تعلم القرآن مباشرة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا سيما أمهات المؤمنين، فعائشة وحفصة وأم سلمة -رضوان الله عليهن - حفظن القرآن الكريم، وكانت حفصة -رضي الله عنها- تعرف الكتابة، وهو ما دعا إلى ائتمانها على الصحف التي كتب فيها القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان اهتمامهن -رضوان الله عليهن- أيضا بفهم معانيه، ومعرفة أحكامه ومراميه، روى البخاري أن عائشة -رضي الله عنها- كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من حوسب عذب، قالت عائشة، فقلت: أوليس يقول الله -تعالى-: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} قالت، فقال: «إنما ذلك العرض، ولكن من نوقش الحساب يهلك»، ووقع نحو ذلك لحفصة -رضي الله عنها- لما سمعت: «لا يدخل النار أحد ممن شهد بدرا والحديبية، قالت: أليس الله يقول: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} فأجيبت بقوله: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا}»، وكانت عناية الصحابيات بحفظ كتاب الله -عزوجل- كبيرة، منهن من حفظته كله ومنهن من حفظت بعضه، وكانت أم ورقة -رضوان الله عليها- تحفظ القرآن كله، وممن حفظت القرآن أيضًا من نساء الصحابة أم الدرداء الكبرى، وأمها خيرة بنت أبي حدرد، وكانت من فضليات النساء وعقلائهن وذوات الرأي فيهن مع العبادة والنسك.
    توجيهات القرآن للمرأة فيها عزها
    توجيهات القرآن للمرأة فيها العز لها ولمجتمعها، وفيها الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة، والواجب على المرأة المسلمة التي منَّ الله عليها بالإيمان، وهداها للإسلام، وعرَّفها بمكانة القرآن، وجعلها من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - خير الأنام، أن تعطي لآداب القرآن وتوجيهاته وهداياته قدرها، وأن تعرف لها مكانتها، وأن تأخذ بها مأخذ العزم والحزم والجد والاجتهاد، وأن تربأ بنفسها عمن تاهت بهم الأفكار وانحرفت بهم السبل، وحادوا عن هدايات القرآن الكريم.

    من هدايات القرآن للمرأة المسلمة
    من هدايات القرآن للمرأة المسلمة: أنه أمرها بالحجاب ولزومه والمحافظة على الستر والحشمة، قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}(الأحزا ب: 59)، وأن تحذر من التبرج والسفور فعل أهل الجاهلية الجهلاء، قال -تعالى-: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}(الأحز اب: ٣٣). ومن هدايات القرآن للمرأة المسلمة: أنها إذا اضطرت إلى الحديث مع رجل وأحوجها الأمر إلى ذلك ألا تخضع بالقول؛ لئلا يكون خضوعها به سببًا لطمع من في قلبه مرض من الرجال: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}(الأح زاب: 32). ومن هدايات القرآن للمرأة: أن تلزم بيتها، وألا يكون خروجها منه إلا لحاجة تدعوها لذلك، قال الله -تعالى-: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}(ال أحزاب: 33) ومن هدايات القرآن للمرأة المسلمة: أن تغض بصرها، وأن تحفظ فرجها، وأن تصون عرضها، وأن تحافظ على شرفها وكرامتها {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}(ال نور: 31). ومن هدايات القرآن للمرأة المسلمة: ألا تحاول لفت أنظار الرجال إليها، واجتذابهم للنظر إلى محاسنها: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ}(ال نور: 31).
    حديث السبعة ليس خاصا بالرجال وحدهم
    سئل الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله- عن حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، هل هو خاص بالذكور أم أن من عمل به من النساء تحصل على الأجر المذكور في الحديث؟
    فقال -رحمه الله-: ليس هـذا الفضل المذكور في هـذا الحديث خاصا بالرجال، بل يعم الرجال والنساء، فالشابة التي نشأت في عبادة الله داخـلة في ذلك، وهكـذا المتـحابات في الله من النساء داخـلات في ذلك، وهكـذا كـل امـرأة دعاها ذو منصب وجمال إلى الفاحشة فقالت: إني أخاف الله، داخلة في ذلك، وهكذا من تصدقت بصدقة من كسب طيب لا تعلم شمالها ما تنفق يمينها داخلة في ذلك، وهكذا من ذكر الله خاليًا من النساء داخل في ذلك كالرجال، أما الإمامة فهي من خصائص الرجال، وهكذا صلاة الجماعة في المساجد تختص بالرجال، وصلاة المرأة في بيتها أفضل لها، كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم .
    محافظة المرأة على صلاتها
    من صفات المرأة الصالحة محافظتها على صلاتها؛ فلا تؤخرها إلى أن يخرج وقتها، ولا تُقدِّم على صلاتها أي عمل آخر؛ لأنَّ تأخير الصلاة إلى خروج وقتها من كبائر الذنوب؛ فالصلاة في أول وقتها، من أفضل الأعمال، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أفضل؟ قال: «الصلاة في أول وقتها».
    من الأخطاء التي تقع فيها النساء عدم الاهتمام بطلب العلم الشرعي
    كثير من النساء لا تهتم بطلب العلم الشرعي؛ ظنًا منها أن ذلك ليس بواجب عليها، مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال: «طلب العلم فريضة على كل مسلم»، فعلى كل مسلمة أن تسعى لطلبه والعمل على تحصيله، ومن أعرض عن تعلم العلم الشرعي وقع في أخطاء جسيمة عظيمة، فكم سمعنا عن نساءٍ يخالفن أشياء معلومة من الدين وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، فهذه امرأة لا تحسن الوضوء أو الصلاة أو لا تعلم شيئاً عن أحكام الحيض والنفاس، وغيرها من أمور العبادة الأساسية، ولو علمت المرأة ما في طلب العلم ما تكاسلت عنه .




  13. #73
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: المرأة والأسرة

    المرأة والأسرة – 1227

    الفرقان




    إشارة قرآنية بليغة
    وردت إشارة بليغة في قوله -تعالى-: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ}(ا لأحزاب:34)، وهي كيفية المحافظة والاستمرار على بيت الزوجية، وذلك بتعليم القرآن والسنة فيه، وتربية النشء على ذلك، فكأن القرآن يقول: إذا أردتِ - أيتها المرأة - أن يبقى هذا البيت لكِ؛ فلا يكُنْ همكِ الأول تزيينه وترتيبه وتنظيفه فقط، إنما عليكِ أن تجعلي لكِ وقتًا تتدارسين مع زوجكِ وأبنائكِ فيه كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم .
    مكانة المرأة المسلمة في بيتها
    جعل القرآن مكانة عالية للمرأة، في بيت الزوجية، وكأنها هي مالكته الفعلية؛ وذلك لقيامها بشؤونه الداخلية: رعاية، تربية، تغذية، إشرافًا، إدارة، متابعة، وغيرها من شؤون الحياة البيتية؛ لذلك فإن البيت السعيد، البيت الصالح، لا يشرف إلا بزوجة صالحة، تقية، نقية. فهذه بيوت النبي - صلى الله عليه وسلم - رغم مكانته -عليه الصلاة والسلام-، وهي بيوته وملكه، نُسبت تلك البيوت الطاهرة، لأولئك الأمهات الطاهرات النقيات، قال -تعالى-: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}(ال أحزاب: 33)، {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ}(ا لأحزاب: 34)، هذا الخطاب في الآيتين الكريمتين موجه لزوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - خصوصا، ولنساء المؤمنين عموما، ولو تأملت المرأة المسلمة هذا الشرف العظيم، وهذا الإكرام النبيل، لتبين لها أن هناك إشارة قوية للزوجة أن تحرص على كِيان بيتها، والاعتناء به، وملازمته، والتلذذ بالقيام بشؤونه، وأن تكون حصنًا وثيقًا، وسدًّا منيعًا من كل ما يهدده، من عواصف المكر والخداع التي تحاك لزعزعة الأسرة المسلمة، بالتشكيك في دينها، والتنازل عن مبادئها وأخلاقها، وصولًا إلى شتات أمرها، وتفرق وحدتها. وهنا إشارة لك أيتها الزوجة الفاضلة، ما دام البيت بيتك، والشرف شرفك، وكل شؤونه تحت مسؤوليتك، وأنت مسؤولة وراعية، وقد جاء من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته»، فأول رعاية يجب أن تحرصي عليها، أن تملكي قلب زوجك بالحب، والمودة والرحمة، والاحترام والتقدير؛ فإن هذا أعظم من كل ما تملكينه في البيت، بل هو السبب الذي يوطد ملكك، ويعلي شأنك، ويرفع درجتك.
    ما أعظم هذا الدين!
    ما أعظم هذا الدين! وما أبلغه في تربية القلوب، والحفاظ على المودة والرحمة! حتى حال النزاع والخلاف الذي قد يصل إلى الطلاق؛ فإن حبل المودة والحب لا ينقطع بسهولة؛ لهذا نهى الشرع الرجال عن إخراج النساء من بيوتهن في حال الغضب والنزاع الذي يترتب عليه التلفظ بالطلاق، فقال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ}(ال طلاق: 1)!، ففي هذه الآية قطع لحجة الرجل بأن البيت بيته، ولابد من خروج المرأة بعد طلاقها الرجعي من البيت، بل ما زال البيت منسوبًا إليها، وكأن الشرع يقول له: حتى وإن كان هذا البيت ملكك ماديًّا، إلا أن امتلاك المرأة له معنويًّا أقوى في هذه اللحظات، وهذه الظروف.
    من أسباب السعادة الزوجية
    شعور الزوجين بالرضا عن العلاقة بينهما حتى ولو كان لديهما مشكلات مالية.
    السلوك الإيجابي بين الزوجين مثل التشجيع والحوار الفعال وسلوك الرعاية.
    تمتع الزوجين بمهارة الإصغاء والاهتمام والاستجابة لحاجات كل طرف.
    تحدث الزوجين مع بعضهما ومحاولة حل المشكلات بطريقة بناءة.
    أن تتسم العلاقة بين الزوجين بالحب والتعاطف.
    تقدير كلا الزوجين لجهود كل طرف وعدم التقليل منها أو الاستهانة بها؛ فكل ميسر لما خلق له.
    التسامح والتغافل والعفو بين الزوجين وعدم مقابلة الإساءة بمثلها.
    بالشكر تدوم النعم
    من النعم العظيمة التي قد تغفل عنها المرأة وجودها في بيت الزوجية، تحت كنف زوج صالح، يرعى شؤونها، ويقوم بحقها، فعلى المرأة أن تشكر الله -تعالى- على هذه النعمة، قال -تعالى-: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم ْ}(إبراهيم: 7)، فالمحافظة على هذا الكيان واجبة، طاعةً لله -تعالى-، وتعبدًا بطاعته -سبحانه- وطاعة رسوله، ثم طاعة زوجها في المعروف، والقيام بشؤون البيت وتربية الأبناء والعناية بهم، وهذا يستلزم وقتًا من الزمن؛ لذا فقد يكون كثرة خروج المرأة من بيتها سببًا لضياعه، وتشتيتًا لشمله، وقد يكون أيضًا سببًا لسلب هذا البيت منها بالكلية، فلتنتبه المرأة المسلمة حتى لا تفقد هذه النعمة.
    سمية بنت الخياط -رضي الله عنها
    أول شهيدة في الإسلام
    اسمها: سمية بنت الخياط، أم عمّار بن ياسر.
    إسلامها: كانت من أوائل الذين أسلموا وأظهروا إسلامهم بمكة، وقيل: إنّها كانت سابع سبعة في الإسلام، وقد عُذّبت وأُلبست درعاً من حديدٍ ثمّ صُهر في الشمس، ثمّ جاء أبو جهل وطعنها بحربة فقتلها، وكانت أوّل شهيدة في الإسلام، وذلك قبل الهجرة، وكانت تُعذّب هي وولدها وزوجها، وكان يمرُّ عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويُصبّرهم ويقول: «صبرًا آل ياسرٍ، فإنَّ موعدَكم الجنةُ»، وكان بنو مخزوم يختارون وقت حمّ الظهيرة ليخرجوهم ويعذّبوهم في رمضاء مكة، ومع ذلك أبت سمية إلا الإسلام.
    استشهادها: كانت سمية -رضي الله عنها- أول شهيدةٍ في الإسلام، وتُوفّيت قبل أم المؤمنين الكبرى خديجة -رضي الله عنها-؛ لأنَّ سمية تُوفّيت في السنة السادسة من النبوّة، بينما تُوفّيت خديجة -رضي الله عنها- في السنة العاشرة من النبوّة في عام الحزن.
    من قواعد الإنصاف في الحوار
    من قواعد الإنصاف في الحوار بين الأخذ بالصبر، والرفق، واحتمال الأذى، ومقابلة السيئة بالحسنة، كما قال -تعالى-: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}(فصلت: 34)، وبهذا استمال الرسول - صلى الله عليه وسلم - قلوب أعدائه، وعالج قسوتها حتى لانت، واستقادت، وقبلت الحق؛ وما ذاك إلا بصبره، وتحمله الأذى، قال -تعالى-: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}(فصلت: 35).
    العلم النافع من أسباب تقوى المرأة المسلمة
    العلم النافع له من الثمرات العظيمة ما يغرسه في نفس المسلمة من تقوى الله -تعالى- والخشية منه، بل إن العلم النافع هو الذي يدفع مباشرة إلى تقوى الله -تعالى-؛ لأنه هو الذي يعرف المسلمة على ربها حق المعرفة، فتخشاه وتهابه، فيدفعها ذلك إلى كل عمل صالح، ويلزم صاحبته بالخلق الفاضل، والأدب الكامل، والاعتصام بالكتاب والسنة، وإخلاص القصد لله -سبحانه-، وبذلك يثمر ثمراته المرجوة منه.




  14. #74
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: المرأة والأسرة

    المرأة والأسرة – 1228

    الفرقان



    الأصل في النساء المسلمات لزوم البيوت
    الأصل في النساء المسلمات لزوم البيوت، لقول الله -تعالى-: {وَقرْنَ في بيُوتِكنَّ} (الأحزاب:٣٣)، فهو عزيمة شرعية في حقهن، وخروجهن من البيوت رخصة لا تكون إلا لضرورة أو حاجة؛ ولهذا جاء بعدها: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} أي: لا تكثرن الخروج متجملات أو متطيبات كعادة أهل الجاهلية.
    دور المرأة المسلمة في عصر الرسالة
    لقد كان دور النساء في عصر الرسالة دورًا كبيرًا وفاعلاً، ولقد سجلت المرأة في صفحة الإسلام الخالدة أسطرًا من نور، وأعطت المرأة الصحابية المثال والقدوة لكل امرأة مسلمة من بعدها، حتى تكون مثلها وتحذو حذوها وتسلك سبيلها، وإذا أردنا أن نقدم المثال هنا لعظمة النساء اللواتي التففن حول الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإن الحقائق التالية تعد في الذروة من الأمثلة التي يمكن أن تسجل في تاريخ نساء العالمين، نذكر ما يلي: ألا يكفي المرأة المسلمة فخرًا أن كانت خديجة أول المسلمين؟
    ألا يكفي المرأة المسلمة مجدًا أن كانت سمية أول الشهداء في سبيل هذا الدين؟
    ألا يكفي المرأة المسلمة اعتزازًا أن كانت أسماء -على صغر سنها-، تغدو وتروح على غار ثور في أثناء هجرة سيد المرسلين؟
    ألا يكفي المرأة المسلمة فخرًا أن كانت أم عمارة ثابتة في معركة أحد؛ إذ كان معظم الرجال من الفارين؟
    ألا يكفي المرأة المسلمة مجدًا أن كانت عائشة من أكثر المحدثين عن رسول رب العالمين؟
    ألا يكفي المرأة المسلمة اعتزازًا أن كانت مشورتها في صلح الحديبية سبباً في وئام المسلمين؟
    بلى، إن في سجل المرأة المسلمة أمجادًا وفخارًا لا يدنو منها مجد وفخار لنساء غيرهن في العالمين، فلماذا لا تتيه المرأة المسلمة بتاريخها وتعتز؟ ولماذا لا تفتخر المرأة المسلمة بأمجادها وتعتز؟ إن مما يعتز له نساء من نساء العالمين مواقف هي أقل مما وقفته المرأة المسلمة في عصر الدعوة الأولى، وإن مما يعتز به نساء من نساء العالمين أدنى بكثير مما سجلته المرأة المسلمة من مواقف حول رسول رب العالمين.
    من أدب الخلاف: ضبط النفس وعدم التنابز
    من أهم آداب الخلاف بين الزوجين ضبط النفس، والبُعد عن استخدام العبارات الجارحة أو انتهاج السلوك المؤذي بين الزوجين، كأن يعيّر الزوج زوجته بنقص فيها، أو أن تخدش الزوجة زوجها بنقائصه، ولا سيما إن كانت تلك النقائص مما لا يؤثّر في الدين والخُلق أو يجرح الاستقامة والسلوك، وفي ذلك يجب أن يكون النقد أو التوجيه بأسلوب رقيق تلميحًا لا تصريحًا، ثم المصارحة بأسلوب المشفِق الودود؛ فالانتقاد الحاد والهجوم الصارخ من الممكن أن يقود إلى التعنت ويؤدي إلى العزة بالإثم.

    مقاصد شرعية مرعية في قرار النساء بالبيوت
    مراعاة ما قضت به الفطرة، وحال الوجود الإنساني، وشِرعة رب العالمين، من القسمة العادلة بين عباده من أن عمل المرأة داخل البيت، وعمل الرجل خارجه.
    مراعاة ما قضت به الشريعة من أن المجتمع الإسلامي مجتمع غير مختلط ؛ فللمرأة مجتمعها الخاص بها، وللرجل مجتمعه الخاص به.
    قرار المرأة في عرين وظيفتها الحياتية، ألا وهو البيت، يُكسبها الوقت والشعور بأداء وظيفتها المتعددة الجوانب؛ ففي البيت: هي زوجة، وأمّ، وراعية لبيت زوجها، ووافية بحقوقه من سكنٍ إليها، وتهيئة مطعم ومشرب وملبس، ومُربّية جيل، وقد ثبت من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، قال: «المرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها».
    قرارها في بيتها فيه وفاء بما أوجب الله عليها من الصلوات المفروضات وغيرها، ولهذا فليس على المرأة واجب خارج بيتها، فأسقط عنها التكليف بحضور الجمعة والجماعة في الصلوات، وصار فرض الحج عليها مشروطاً بوجود محرم لها.
    أخطاء تقع فيها النساء
    من الأخطاء التي تقع فيها المرأة المسلمة: ترك طاعة الزوج بالمعروف والنشوز عليه؛ ففي هذا ظلم للزوج بترك حق من حقوقه التي أوجبها الله -عزوجل- ورسوله - صلى الله عليه وسلم - له على المرأة، قال الله -تعالى-: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} (النساء:٣٤)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح»، ويلحق بمعصية الزوج ترك خدمته بالمعروف والتعالي عليه وإلجائه إلى خدمة نفسه وإشغال وقته بذلك، والحاصل من كل ما سبق أن طاعة الزوجة لزوجها في غير معصية الله -تعالى- وفيما تقدر عليه واجبة، وهي حق من حقوق الزوج على زوجته، وتصير المرأة ظالمة لزوجها بتفريطها في ذلك .
    حاجة الطفل إلى أم متفرغة
    المرأة ذات رسالة تؤجر عليها إن أدتها كما يريد الله -سبحانه وتعالى-، وهي رسالة تتناسب مع تكوينها الفطري؛ لأنها المحضن الدافئ العطوف للأطفال، فهي أقدر من الرجل على إرواء حاجات الطفل من المحبة والحنان وبقية حاجاته الأساسية، التي لو حُرم منها الطفل لعانى الكثير من المصاعب في مستقبل حياته، والطفل في سنواته الأولى على الأقل يحتاج إلى أمّ متفرغة لا يشغلها شيء عن رعاية الطفولة وتنشِئة الأجيال، وأن كل أمر تقوم به خلافًا لتدبير أمور البيت، ورعاية الأطفال، إنما يتمّ على حساب هؤلاء الأطفال، وعلى حساب الجيل القادم من البشرية.
    كنز الحسنات
    إذا كان الله -تعالى- يكتب للعبد ما عمل من عمل وما ترك من أثر {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ} (يس: ١٢)، فما علّمته المرأة لأبنائها من العقيدة الصحيحة، والقيم الإسلامية الأصيلة، والتعبد لله -تعالى- من صلاة وصيام وذكر وغيره، فقد أبقت جيلا متميزًا من بعدها، وأبقت بابًا للحسنات الجارية لا ينقطع بعد وفاتها، من هنا وجب على المرأة المسلمة الاجتهاد في حسن تربية أبنائها وبناتها؛ فإنهم كنوزٌ لها في حياتها وبعد مماتها، قال رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ».
    حاجة القلب إلى التزكية
    الزكاة في اللغة: النماء والزيادة في الصلاح، فالقلب يحتاج أن يتربى فينمو ويزيد حتى يكمل ويصلح، كما يحتاج البدن أن يربَّى بالأغذية المصلحة له، ولابد مع ذلك من منع ما يضره، فلا ينمو البدن إلا بإعطاء ما ينفعه، ودفع ما يضره، كذلك القلب لا يزكو فينمو ويتمّ صلاحه إلا بحصول ما ينفعه، ودفع ما يضره.


  15. #75
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: المرأة والأسرة

    المرأة والأسرة – 1229

    الفرقان




    المرأة هي الدعامة الأساسية في الإصلاح
    المرأة هي الدعامة الرئيسية للبيت، وواجبها صيانة بيتها، والمحافظة على أن يستمر في أداء مهمته الخالدة في تنشئة أبناء هذه الأمة على الإسلام، وقد عرفنا -فيما يقصه علينا التاريخ من أنباء- عمالقةً كان للبيت المسلم تأثير كبير عليهم، ومنهم ابن تيمية -رحمه الله- الذي كان لبيته الفاضل أثر واضح في تنشئته على العلم والصلاح والإصلاح، وغيره كثير.
    الزوجة الصالحة التي نريد
    جاءت امرأةٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالتْ: إني رسولُ النساء إليك، وما منهنَّ امرأةٌ علِمتْ أو لم تعلَم إلا وهي تهوى مخرجي إليك، الله رب الرجال والنساء وإلههنَّ، وأنت رسولُ اللهِ إلى الرجال والنساء، كُتِب الجهادُ على الرجال، فإن أصابوا أثْروا، وإن استشهدوا كانوا أحياءً عند ربهم، فما يعدِلُ ذلك مِن أعمالهنَّ؟ قال: «طاعةُ أزواجهنَّ، والمعرفةُ بحقوقهم، وقليلٌ منكن تفعلُه»، هنا يضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أساسينِ ينبغي أن تتطلع كلُّ زوجةٍ تريد لنفسها الفلاح، ولزواجها النجاح: الأساس الأول هو: طاعة زوجها.
    الأساس الثاني هو: القيام بحق الزوج.
    إذًا ما صفات هذه هي الزوجة التي نريد؟ نحن نُريد الزوجة الودودَ الحانية المحبة؛ تصديقًا لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «خيرُ نساءٍ رَكِبن الإبل صالحُ نساء قريش، أحناه على ولدٍ في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده».
    نريد الزوجة الراعيةَ لبيت زوجها، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «والمرأةُ راعيةٌ في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيتها».
    نريدها زوجة مؤمنة تُعينه على إيمانه، مستقيمة تحكُمُها ضوابطُ الشريعة وقِيَمُها.
    نريد الزوجة التي تُفكِّر بعقلٍ ومنطقٍ وتدبُّرٍ، وتعرف ما لها وما عليها؛ لتستطيع تخطِّي العقبات داخل أسرتِها، وتُوازِن بين الحقوق والواجبات.
    نريد الزوجة التي تَسُرُّ زوجها، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله -عز وجل- خيرًا له من زوجة صالحة؛ إن أمرها أطاعَتْه، وإن نظر إليها سرَّتْه، وإن أقسَم عليها أبرَّتْه، وإن غاب عنها نصحَتْه في نفسها وماله».
    خطورة التقليد الأعمى
    أمرنا الله -عزوجل- أن نتَّبِع سنة المرسلين، وعباده المتقين الطيبين، ولا نحيد عن هذا الطريق؛ فقال -تعالى-: {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ}(لقمان:15) ، لكننا نجد من النساء مَن حادت عن الجادة، وأخذت تحاكي الغرب، في اللباس والزينة والطعام والشراب والكلام، والعادات والتقاليد، وكثير من أمور الحياة، وكأنه لا دين لها يأمرها، ولا شرع لها يحكمها، ولكن الأمر كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - كما عند البخاري: «لتَـتَبِعُن سُنَن الذين من قبلكم، شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى ولو دخلوا جُحر ضبٍ لاتبعتموهم، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال فمَن؟!»، فعلى المرأة أن تحذر من الوقوع في هذا الفخ الكبير، وعليها أن تلزم صراط الله المستقيم حتى تنجو بنفسها يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
    دور الأسرة في تعزيز الأمن الفكري
    أكدت الشريعة على دور الأسرة؛ فالأسرة نواة المجتمع، وأيُّ إهمالٍ أو تقصيرٍ من الأسرة تُجاه أفرادها قد يكون سببًا وعاملاً من عوامل الانحراف الفكريّ، فدور الوالدين من الأدوار المهمة، فَهُم الَّذين يزودون المجتمع بأفرادٍ واعيين وغيورين على أمن أوطانهم واستقرارها، ويسعون لأن يكونوا شخصياتٍ متسلحةً بالعلم والمعرفة، على أساسٍ فكريّ مبنيّ على الوسطيّة والثّقافة المعتدلة، وعلى التَّسامح والعفو، وعلى ضبط الانفعالات والسلوكيّات، ولتحقيق ذلك لابد للأسرة من متابعة ما قد يطرأ على الأبناء من مظاهر الانحراف الفكريّ، والسلوكي، والأخلاقي وغير ذلك من مظاهر الانحراف.
    خطوات تعزيز الأمن الفكري لدى الأبناء
    أولًا: الدعم العاطفي للأبناء، وإحساسهم بالحب والأمان والاحتواء وتحقيق مبدأ العدالة والمساواة في التعامل معهم، وسدّ منابع الشعور بالحقد والكراهية، وتحصينهم ضد أي استغلال قد يتعرضون له.
    ثانيًا: تنمية مهارة التفكير النقدي لدى الأبناء، وتدريبهم على تمحيص ما يُعرض عليهم من محتوى، وممارسة التقييم فيما يُبث عبر وسائل الإعلام المختلفة، والتمييز بين المقبول وغير المقبول أخلاقيا، كذلك حسن اتخاذ القرار بشأنها.
    ثالثًا: اتباع أسلوب الحوار الفعّال والتفاهم البنّاء مع الأبناء؛ لما له من أهمية في تقوية العلاقات الأسرية بين أفرادها، وعدم الخوف من الحديث عن مشكلاتهم أمام والديهم، وما يتعرضون له مخاطر إلكترونية أو تهديدات أمنية.
    رابعًا: تفقد أحوال الأبناء وملاحظة سلوكياتهم، ونوعية ملابسهم، والمصطلحات التي يتداولونها، سيساعد الوالدين على فهم التغيّر في شخصية الأبناء، والتصرف المبكّر حيال ذلك التغيّر.
    خامسًا: تبصير الأبناء بمخاطر الاستخدام غير الآمن للإنترنت، وتقويتهم للتصدي لأية مكائد تستهدف اجترارهم إلى جماعات افتراضية منحرفة، أو تأثير التيارات الفكرية الفاقدة للهوية.
    النوار بنت مالك الأنصارية.. صاحبة أول هدية أهديت للنبي - صلى الله عليه وسلم
    صحابية جليلة كانت متزوجة من ثابت بن الضحاك، فولدت له زيد بن ثابت وأخاه يزيد، قتل زوجها يوم بعاث، وكان عمر زيد ست سنوات، كانت أمًّا كريمة شهمة حكيمة، آمنت بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، قبل مقدمه المدينة، فراحت تغذي زيدًا على مائدة القرآن وحفظه، وحب المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وقد عرف قلب زيد الصغير طعم هذا الحب وبركته من أول يوم التقى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد كان لقاء كرم وحسن ضيافة؛ إذ كانت أول هدية أهديت للحبيب المصطفى حين نزل بدار أبي أيوب الأنصاري، قصعة من طعام جاء بها زيد، أرسلته بها أمه النوار.
    من الأخطاء التي تقع فيها النساء: أن تصف المرأةُ المرأةَ لزوجها
    وهذا الأمر لا يجوز شرعًا، فقد أخرج البخاري من حديث عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تباشر المرأةُ المرأةَ حتى تصفها لزوجها كأنه ينظر إليها»، والحكمة في هذا النهي سد الذرائع والخشية من أن يعجب الرجل بالوصف المذكور، فيفضي ذلك إلى تطليق الواصفة والافتتان بالموصوفة، «والزوج في الحديث ليس مقصودا، بل وصفها ممنوع حتى لأخي الزوجة أو ابنها ونحوهما»، فانظري أختي الكريمة - رحمك الله - بعين الحكمة إلى هذا الحديث وما فيه، فإذا كان وصف امرأة لامرأة مثلها لرجل أجنبي عنها لا يراها يؤدي إلى المفاسد، فكيف حال مَن تخرج من بيتها كالعروس، تعرض جمالها وزينتها في كل محفل وشارع ونادٍ؟!




  16. #76
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: المرأة والأسرة

    المرأة والأسرة – 1230

    الفرقان




    جددي نيَّتك مع الله
    النية الصالحة تحول الأعمال العادية التي لا أجر فيها ولا ثواب إلى عبادة يؤجر عليها صاحبها؛ لذلك على المرأة المسلمة أن تجعل حياتها الزوجية كلها لله، فتهَب كلَّ تعبها في بيتها، وسعيها لإسعاد زوجها، وعنائها في تربية أبنائها لله -عزوجل- قال -تعالى-: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الأنعام: 162)؛ فيهون التعب، وتزول الصعاب، ولا يضيع جهدك هباء.

    بيتك أمانة فاحفظيها
    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، فالأميرُ الَّذي على النَّاسِ راعٍ عليهم وهو مسؤولٌ عنهم، والرَّجلُ راعي أهلِ بيتِه وهو مسؤولٌ عنهم، والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بَعْلِها وولدِه وهي مسؤولةٌ عنهم»، لقد جعل الإسلام مكانة عالية للمرأة، في بيت الزوجية، وكأنها هي مالكته الفعلية؛ وذلك لقيامها بكل شؤونه الداخلية: رعاية، وتربية، وتغذية، وإشرافًا، وإدارة، ومتابعة، وغيرها من شؤون الحياة البيتية؛ لذلك عليها أن تتحمل مسؤوليتها تجاه هذا البيت، ومن الأمور التي تعين المرأة على ذلك أن نستحضر ما يلي: أولا: وقاية النفس والأهل نار جهنم، والسلامة من عذاب الحريق، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (التحريم: 6).
    ثانيا: عظم المسؤولية الملقاة على راعي البيت أمام الله يوم الحساب، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله -تعالى- سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته».
    ثالثا: البيت مكان لحفظ النفس، والسلامة من الشرور وكفها عن الناس، وهو الملجأ الشرعي عند الفتنة: قال - صلى الله عليه وسلم -: «طوبى لمن ملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «سلامة الرجل من الفتنة أن يلزم بيته».
    رابعًا: الاهتمام بالبيت هو الوسيلة الكبيرة لبناء المجتمع المسلم؛ فإن المجتمع يتكون من بيوت هي لَبِناتُه، والبيوت أحياء، والأحياء مجتمع، فلو صلحت اللبنة لكان مجتمعا قويا بأحكام الله، صامدًا في وجه أعداء الله، يشع الخير ولا ينفذ إليه شر، فيخرج من البيت المسلم إلى المجتمع أركان الإصلاح فيه، من الداعية القدوة، وطالب العلم، والزوجة الصالحة، والأم المربية، وبقية المصلحين .
    احرصي على عدم إظهار الخلافات الزوجية أمام الأبناء
    يندر أن يعيش أهل بيت دون نوع من الخصومات، ولكن مما يزعزع تماسك البيت، ويضر بسلامة البناء الداخلي هو ظهور الصراعات أمام أهل البيت، فينقسمون إلى معسكرين أو أكثر، ويتشتت الشمل، فضلا عن الأضرار النفسية على الأولاد وعلى الصغار بالذات، فتأملي حال بيت يقول الأب فيه للولد: لا تكلم أمك، وتقول الأم له: لا تكلم أباك، والولد في دوامة وتمزق نفسي، والجميع يعيشون في نكد، فلنحرص على عدم وقوع الخلافات بدايةً قدر المستطاع، وإن وقعت فلنحاول إخفاءها والسعي لحلها بهدوء بعيدًا عن الأبناء.

    أخطاء تقع فيها المرأة المسلمة
    من الأخطاء التي تقع فيها الزوجة العناد ومحاولة فرض الرأي، فعلى المرأة أن تعلم أن هذا الأمر ليس دليلاً على قوة شخصيتها؛ فقوة شخصية المرأة تكمن في احتوائها لزوجها، ورقَّتِها، ومدى تأثيرها، فالصوتُ العالي، والتجهُّم، وأخذُ المواقف العنيفة، أو الخصام، كلُّ تلك الأشياء المجرَّبة لن تفيد؛ وإنما الذي يفيد هو احتكام العقل، واستدعاءُ مشاعر التسامح والودِّ، التي أثبتتْ مدى فاعليتها في حل كثير من المشكلات.
    خطوات تقرب بينك وبين والدة زوجك
    الزَّوجة الحكيمةُ صاحبةُ العقل والفِطنةُ تبدأُ ببابِ حماتها؛ لتطرقَ عليه قبلَ بابِ زوجها؛ لأنَّ الوصول إلى قلبِ زوجها يبدأ مِن بوَّابة أُمِّه؛ فعليها أن تكون عونًا له على برها، ولتعلم أنها كما تدين تدان، ومن الأمور التي تعين المرأة على بناء علاقة جيدة مع والدة الزوج ما يلي: (1) مَحْو الصورة السلبيَّة عن الحماة التي بناها الإعلام في عقولنا، بأنَّ والدة الزوج امرأة متسلِّطة ويجب ألا تحبيها، بل ابدئي بالحبِّ والصداقة ولا تلتفتي لأقوال الصَّديقات، وحكاياتِ الجارات، ، وستبهرك النتائج. (2) ذكِّري زوجَكِ دائمًا ببرِّ أمِّه والإحسان إليها وصلتها وقضاء حوائجها. (3) خُصِّيها ببعض الأسرار، حتَّى ولو لم تكن مهمَّة بالنسبة لكِ، ولكن لتشعريها بمدى أهمِّيَّتِها في حياتك، وعِظَمِ مكانتها. (4) لا تنسيها مِن أطباقك الشَّهيَّة، ومأكولاتك المميَّزة، واطلبي من أبنائك الاهتمامَ بها، والسؤالَ عنها. (5) إذا حَدَث منها بعضُ التدخُّل أو المشكلات، فتجاوزيها بذكاءٍ، متذكرةً أنَّها في مقام أمِّك، واسألي نفسك، ماذا لو كانت أُمُّك مكانَها، كيف كنتِ ستعاملينها؟ (6) الزَّوجة العاقلة لا تَدخُل مع حماتها في صِراعٍ على قلْب الزوج، فهو بالتأكيد يحمل قلبًا يسعكمَا معًا. (7) تذكَّري ابنك حينَ يَكْبَر، وتُصبح له زوجةٌ، كيف ستُعاملك؟ هل كما عاملتِ حماتك؟! (8) تذكَّري كم هي تحبُّ زوجَك وأبناءَك، وتخشى على مصلحتكم، وتدعو لكم! فاغفري لها أيَّ شيءٍ، وتجاوزي عن أيِّ فِعْل. (9) إن أردتِ أن يدومَ احترامُ زوجك لأمِّك وعائلتك، فاحترمي كذلك أمَّه وعائلتَه. (10) مِن باب الفضل والرَّحمة، عليك مساعدتها في أمورها الشخصية إن كانتْ طاعنةً في السِّنِّ؛ فهي كأُمِّك. وأخيرًا: اطلبي منها دائمًا الدُّعاء لكِ ولزوجك وأبنائِك؛ فالأم دعاؤُها مستجابٌ.
    كيف أكون صديقة لابنتي؟
    الأم الناجحة هي أهم صديقة لبناتها، وهذه المسألة تعد من أهم أسس التربية وحماية بناتنا من أي مشكلات سلوكية وأخلاقية؛ لما فيها من جرعات العطف والأمن والاهتمام والتقدير، ومما يعمق الصلة بين المرأة وبنتها ما يلي: اللجوء إلى الله بالدعاء فهو -سبحانه- من يؤلف القلوب.
    الاشتراك مع البنت في بعض الطاعات كالصلاة وتلاوة القرآن وطلب العلم.
    الحوار والمشاورة في أمور الفتاة الخاصة بها ثم في أمور المنزل.
    الافتخار بالبنت والثناء عليها ولا سيما في حضور من تحب.
    الحرص على التواصل الجسدي واللمسات الحانية.
    حسن الإنصات والتواصل والتفاعل.
    زيادة الاهتمام بها في أمورها الشخصية والحياتية.
    منحها مساحة من الثقة المشوبة بالحذر.
    احترام آرائها واختياراتها ولا سيما إن لم تكن فيها مخالفة شرعية.
    عدم تفضيل غيرها عليها.
    اصطحابها إلى مواطن العلم والخير.
    مناداتها بأحسن الأسماء والكنى.
    تقدير المرحلة العمرية التي تمر بها.




  17. #77
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: المرأة والأسرة

    المرأة والأسرة – 1231

    الفرقان




    مِن أجلِّ الأعمال وأفضلها
    مِن أجلِّ الأعمال وأفضلها، وأكثرها ثوابًا وأجرًا -التي يمكن للمرأة أن تفعلها- هي الدعوة إلى الله -تعالى- وإرشاد غيرها من المسلمات إلى طريق الهداية والرشاد، كما دلَّتْ على ذلك نصوصُ الكتاب والسنَّة الصحيحة، كقوله - صلى الله عليه وسلم -: «مَن دعا إلى هُدًى كان له مِن الأجْر مثلُ أجور مَن تبِعه لا ينقُص ذلك مِن أجورهم شيئًا»، وكقوله - صلى الله عليه وسلم : «مَن دلَّ على خيرٍ فله مِثل أجْر فاعله».
    دور المرأة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
    حثَّ المولى - تبارك وتعالى- نِساء النبي - صلى الله عليه وسلم - على الحِسْبة، وأرشدهنَّ إلى آداب ذلك، فقال -تعالى-: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} (الأحزاب: 32). قال ابن عبَّاس -رضي الله عنهما - في قوله -تعالى-: {وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا} «أمْرهنَّ بالأمر بالمعروف، ونَهْيهنَّ عن المنكر»، وقد بيَّن العلماءُ أنَّ الحسبة واجبةٌ على النِّساء كوجوبها على الرِّجال، مع مراعاة الآداب الشرعيَّة المنوطة بها، قال الإمام ابنُ النحَّاس الدمشقي -رحمه الله تعالى-: «إنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبٌ على النساء كوجوبِه على الرِّجال؛ حيثُ وُجِدت الاستطاعة، وقال الشيخ ابن باز - رحمه الله - في ردِّه على سؤال: عن المرأة والدعوة إلى الله، ماذا تقولون؟ فأجاب -رحمه الله تعالى- بقوله: «هي كالرَّجُل، عليها الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنَّ النصوص مِن القرآن الكريم والسنَّة المطهَّرة تدلُّ على ذلك»، ولتعلم المرأة أنها نِصف المجتمع، فإذا قامتْ بدورها اكتملَ المجتمع، وإذا لم تقمْ بدورها تعطَّل نصف المجتمع، وعليها مسؤولية كما على أخيها الرجل، فعن عبدِالله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّه سمِع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «كلُّكم راعٍ ومسؤول عن رعيته» إلى أنْ قال: «والمرأةُ في بيت زوجها راعية، وهي مسؤولةٌ عن رعيتها».
    نماذج في الدعوة والاحتساب
    أسهمتْ المرأة المسلمة إسهامًا عظيمًا في جانب الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد سطرتْ لنا كُتب السنَّة الصحيحة، نماذجَ احتسابيَّةً فريدةً مِن حياة المرأة المسلمة قديمًا وحديثًا، ومن هذه النماذج الفريدة أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- ومن مواقفها احتسابها على امرأةٍ لبست بردًا فيه تصليب، فعن أمِّ عبدالرحمن بن أُذينة قالت: «كنَّا نطوف بالبيت مع أمِّ المؤمنين -رضي الله عنها- فرأتْ على امرأة بردًا فيه تصليب، فقالت أم ‏المؤمنين -رضي الله عنها-: «اطْرَحِيه، اطرحيه، فإنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى ‏نحوَ هذا قَضَبَه، أي: قطعه، وعن علقمةَ بن أبي علقمةَ عن أمِّه، قالت: «رأيتُ حفصةَ بنت عبدالرحمن بن أبي بكر -رضي عنهما- وعليها خمارٌ رقيق يشفُّ عن جيبها‏، فشقَّتْه عائشة -رضي الله عنها- وقالت: «أمَا تعلمين ما أَنْزل الله في سورة النور، ثم دعتْ بخمار فكستْها، ومن ذلك أنَّ دخلتْ مولاتها عليها، وقالتْ لها: «يا أمَّ المؤمنين طُفتُ بالبيت سبعًا واستلمتُ الرُّكن مرَّتين أو ثلاثًا!»، فقالت لها عائشة -رضي الله عنها-: «لا آجَرَك الله، لا آجَرك الله، تدافعين الرِّجال، ألاَ كبَّرْتِ ومررتِ؟!»

    الحسبة مِن أهم صفات المؤمنين والمؤمنات
    قال الله -تعالى-: وَالْمُؤْمِنُون َ وَالْمُؤْمِنَات ُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (التوبة: 71)، فهذه الآية تدلُّ على أنَّ الحسبة واجبةٌ على الرِّجال والنساء، كل حسب قُدرته وعِلمه، وتدلُّ أيضًا على أنَّ الحسبة مِن أهم صفات المؤمنين والمؤمنات، وتدلُّ على أنَّ مَن اتصف بهذه الصفات كلها، فإنَّه أهلٌ لنيل رحمة الله، سواء كان ذلك رجلاً أو امرأة.
    من الأخطاء التي تقع فيها بعض النساء
    إطلاق البصر فيما نهي الله عنه
    قال تعالي: {قُل لِّلْمُؤْمِنِين َ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَات ِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} (النور:٣٠-٣١)، قال الشيخ ابن باز -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: «فأمر الله -عزوجل- في هاتين الآيتين المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار وحفظ الفروج، ولأن إطلاق البصر من وسائل مرض القلب ووقوع الفاحشة وغض البصر من أسباب السلامة من ذلك»، وانظري أيتها الأخت الكريمة كيف أن الله ختم الآية بقوله: {إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}، وذلك ليعلم كل إنسان أن الله خبير بما يصنعه الناس، وأنه لا تخفى عليه خافية، وفى ذلك تحذير للمؤمنين والمؤمنات من ركوب ما حرم الله عليهم والإعراض عما شرعه لهم، وتذكير لهم بأن الله -سبحانه- يراهم ويعلم أفعالهم وأحوالهم، كما قال -تعالى-: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} (غافر١٩).
    الصحابية أم الدرداء -رضي الله عنها
    هي هجيمة بنت حيَي الأوصابية، زوجة أبي الدرداء الصحابي المعروف العالم الورع، نشأت على حب العلم، وواصلت المسير، حتى كانت فقيهة يأخذ عنها العلماء، عرضت القرآن مرات على أبي الدرداء، وأخذت عن الصحابة - رضوان الله عليهم -، وأخذ عنها كثيرون، كانت عابدة مهيبة فإذا أتاها الناس ذكروا الله -تعالى-، وتتجمع النساء إليها يأخذن عنها، ويتعبدن معها، وبعد وفاة زوجها - رضي الله عنه - استمرت تعلم وتقرئ وتعود النساء على العبادة حتى زمن عبد الملك بن مروان، فكان كثيرًا ما يجلس إليها في مؤخر المسجد بدمشق.
    مسلمةٌ وأفتخر!
    حُقَّ للمرأةِ المسلمةِ أن ترتفعَ وتسموَ بهذا الشُّعور-شعور أنها على دين الإسلام- حُقَّ لها أن تفتَخِرَ بدينٍ أعلى من قدرها فهي بالإسلامِ جوهرةٌ غاليةٌ مصونةٌ، محفوظةٌ بحجابها من كلِّ أذى وسوء، دينٍ أعلى من قدرها منذُ أن كانت ابنةً في كنفِ والديهاَ، يسقيانها حنانًا وعاطفةً ويرفقانِ بها في كُلِّ أمرٍ، وقد أوجبَ عليهما تعليمها وتثقيفها بما ينفعها في الدُّنيا والآخرةِ، وجعلَ لوالدها ثواباً عظيماً لقاءَ تربيتها تربيةً صالحةً، حق لها أن تفتخر بدينٍ اختصها بحقِّ الميراثِ، من دونِ أن يجبرها على الإنفاقِ منه على نفسها أو على أحدٍ آخر، بل أبقى رعايتي حقّاً لها على مَنْ يعولُها من محارمها، وتركَ لها حرِّيَّةَ التصرُّفِ بمالها كاملةً غير منقوصةٍ، وكرَّمها بأن جعلَ في القرآنِ سورةً سمَّاها سورةَ النِّساءِ، يتلوها المسلمونَ في مشارقِ الأرضِ ومغاربها، حُقَّ لها أن تفتخرَ بدينها وتعتزَّ بانتمائها إليهِ وعبوديَّتها للهِ -تعالى-، فلا تلتفتُ لمن يريدُ أن يسلبها ما هي عليه من النَّعيمِ، حُقَّ لها أن تمضيَ غير عابئةٍ بشعاراتٍ طنانة رنَّانةٍ فارغةٍ من كُلِّ معنًى سامٍ وهدفٍ نبيلٍ، مولِّيَّةً وجهها شطرَ ربِّها -سبحانه- تريدُ رضاهُ وتخافُ سخطهُ، وترجوهُ وحدَهُ ملاذاً ومعيناً وحافظاً.




  18. #78
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: المرأة والأسرة

    المرأة والأسرة – 1232

    الفرقان





    معلمات الأجيال المسلمة
    الواجب أن تكون معلمات الأجيال المسلمة نخبة صالحة، تحمل همّ الإسلام، وتسير بخطوات إيجابية في تعليم الأجيال المسلمة وتثقيفها، وتزويد بناتنا بأساليب التربية التي تفيدهن مستقبلاً، وتنقذهن من الوقوع في براثن الانحراف الفكري والعقدي والإلحاد.
    الاهتمام بالبنات وأثره في صلاح المجتمع
    قالوا في الأثر: تعليم رجل هو تعليم لشخص واحد، بينما تعليم امرأة واحدة يعني تعليم أسرة بكاملها؛ لذلك فإننا بتعليم بناتنا وتنشئتهن النشأة الصالحة نُزيل الهوة الكبيرة التي تفصل أمتنا عن التقدم في كثير من ديار المسلمين. بل إن ديننا الإسلامي بلغ فيه حب العلم والترغيب في طلبه، أن دعا إلى تعليم الإماء من نساء الأمة؛ كي تزول غشاوة الجهل، وتسود المعرفة الواعية، وقبل ذلك ليُعبد الله على بصيرة، وتستقيم الأجيال على أمر الله، قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: «مَن كان له ثلاثُ بناتٍ يُؤدِّبُهنَّ ويرحَمُهنَّ ويكفُلُهنَّ وجَبَت له الجنَّةُ ألبتةَ، قيل يا رسولَ اللهِ: فإن كانتا اثنتينِ؟، قال: وإن كانتا اثنتين، قال: فرأى بعضُ القوم أن لو قال: واحدةً، لقال: واحدة»، ومما يؤسف عليه أن العلمانيين والملاحدة قد سبقوا أصحاب العقيدة السليمة إلى تعليم المرأة، فعاثت نساؤهم في العالم الإسلامي تخريبًا وإفسادًا؛ نتيجة لما يربين عليه الأجيال من مبادئ ضالة ومضلة، وكان للجمعيات النسائية الدور الكبير في صرف بناتنا عن طريق الهدى والرشاد، فلابد من بديل إسلامي لنحصن بناتنا بالتربية الرشيدة، حتى لا يكون موقفنا مجرد النقد واللوم، وذلك بالتعليم النافع، وأساليب الدعوة الجادة بين بنات جنسهن، فلابد من إعداد المرأة إعدادًا مناسبًا لرسالتها بوصفها أنثى، إضافة إلى العلوم الشرعية الواجب عليها تعلمها.
    من الأخطاء التي تقع فيها النساء .. مصافحة الرجال الأجانب
    كانت السُّنَّة النبوية عندما بايع الرجال النبي صلى الله عليه وسلم يصافحهم ويصافحونه، فلما جاءت النساء ليُبايِعن النبي صلى الله عليه وسلم ظننّ أن نفس الأمر سيكون في حقهن، فقلن: «يا رسول الله، ألا تصافحنا؟!»، فقال النبي صلى الله عليه وسلم كما في: «إني لا أصافح النساء، إنما قَوْلِي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة»، وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «وما مَست يدُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يدَ امرأة لا يملكها»، فإذا لم يفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك، مع عصمته وانتفاء الريبة في حقه، فغيره أولى بذلك؛ لأن مصافحة المرأة للرجل أو العكس من أسباب الفتنة؛ لذلك عمدت الشريعة إلى سد الذرائع المفضية للوقوع في الحرام.
    من صفات المعلمة والمربية المسلمة
    من أهم صفات المعلمة المسلمة الإخلاص لله -عزوجل- بأن تقصد بتعليمها وجه الله، وتحتسب الثواب منه وحده، وتتطلع إلى الأجر الجزيل الذي ذكره الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله: من دل على خير فله مثل أجر فاعله، وأن تربي بنات المسلمين على أدب الإسلام، فيتعلمن العلم ويتعلمن الأدب في آن واحد، والمعلمة المسلمة تنضبط بتعاليم الشرع، ولا تستهين بمخالفته مهما كانت المخالفة بسيطة، والمعلمة المسلمة تتكامل شخصيتها بين الاهتمام بالجوهر ونقاء السريرة، وحسن المظهر، فالمظهر الحسن يؤثر في النفس أيما تأثير.
    تأثير المرأة الداعية في النساء
    المرأة الداعية تكون أقدر من الرجل على البيان والتبليغ خصوصًا في الوسط النسائي لتجانس الظروف والأحوال، ولأسباب أخرى منها ما يلي: أن مجال تأثر المرأة بأختها سواءً في القول والعمل والقدرة والسلوك أكثر مما تتأثر المرأة بالرجل.
    أن المرأة بحكم معايشتها للمجتمع النسائي تستطيع أن تطرق المجالات التي تحتاجها المرأة.
    تستطيع المرأة الداعية أن تميز بين الأولويات في قضايا الدعوة الأهم فالمهم.
    تستطيع المرأة الداعية أن تميز وتلاحظ الأخطاء مما يدفعها للتنبيه وتصحيح الأخطاء.
    - تستطيع المرأة القيام بالدعوة الفردية مع النساء مما لا يمكن للرجل القيام به.
    أسماء بنت يزيد وافدة النساء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم
    أسماء بنت يزيد خطيبة النساء من المحدثات الفاضلات، ومن ذوات العقل والدين؛ فقد جاءت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقالت: أنا وافدة النساء إليك، وتقدمت إليه بشكواها، فأجابها - صلى الله عليه وسلم وقال: «أعلمي من خلفك من النساء»، وقد روت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - 81 حديثًا، كما روى عنها العديد من الصحابة والتابعين، وروى عنها الترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه.
    أمور تساهل فيها النساء
    مما تساهل فيه بعض النساء التطيب عند الخروج من المنزل وهذا مما نهى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «أيما امرأةٍ استعطرت فمرت على قومٍ ليجدوا ريحَها فهي زانيةٌ وكلُّ عينٍ زانيةٌ»؛ لأن ذلك يفتن الرجال بها ويدعوهم للنظر إلى محاسنها وقد حرص الشارع الحكيم على قطع كل وسيلة تدعو إلى الافتتان بالمرأة الأجنبية والنظر إليها.
    صفات واجبة للمرأة الداعية
    الصفة الأولى: العلم بما تدعو إليه، فلا يمكن أن تدعو إلى شيء وهي لا تعلمه، هل هو من الشرع أو لا؟ هل هو من العبادات أم من العادات؟ هل هو من الأمور الدينية أم من التقاليد الاجتماعية الموروثة؟
    الصفة الثانية: القدوة الحسنة، قال الله -تعالى على لسان نبيه شعيب عليه السلام-: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (هود: 88).
    الصفة الثالثة: حسن الخلق والتواضع ولين الجانب، ولعل غرس المحبة في نفوس المدعوات هو أول سبب لقبول الدعوة في حالات كثيرة.
    الصفة الرابعة: الاهتمام بالمظهر الخارجي الذي يجب أن تتحلى به الداعية، فالمظهر هو البوابة الرئيسية التي لابد من عبورها إلى قلوب الأخريات.
    الصفة الخامسة: الاعتدال في كل شيء حتى في المشاعر بين الإفراط والتفريط.




  19. #79
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: المرأة والأسرة

    المرأة والأسرة – 1233

    الفرقان






    التربية على التوحيد مسؤولية عظيمة
    إنّ تربية الأبناء على عقيدة التوحيد مسؤولية عظيمة تقع على عاتق الأسرة، وهي استثمار في مستقبل الأمة؛ لأنّ بتربية أجيال مؤمنة ومتمسكة بدينها، نضمن مستقبلاً زاهراً لأمتنا.
    توجيهات قرآنية للمرأة المسلمة
    مِن جملة التوجيهات التي أحاط الله -جل وعلا- بها بيت نبيِّه الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - بمزيد الرعاية والعناية: ما حفلت به سورة الأحزاب؛ حيث قول ربنا -سبحانه وتعالى-: {يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} (الأحزاب: 32). فهذه آدابٌ أمَر اللهُ -تعالى- بها نساء نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -، ونساء الأمة تبعٌ لهن في ذلك، وقوله -تعالى- {إِنِ اتَّقَيْتُنَّ}؛ لأن التقوى هي المنطلق، أول تلك الوصايا بعد التقوى ألا يخضعن بالقول {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ}، بمعنى ألا يعمَدْن إلى ترقيق كلامهن إذا خاطبن الرجال حتى لا يطمع فيهن مَن في قلبه ريبة ودَغَلٌ، بل يكون كلامهن جزلًا، وقولًا فصلًا، بلا ترخيم، ولا تَغَنُّج؛ إذ لا يحل للمرأة أن تخاطب الرجال الأجانب كما تخاطب زوجها، وذلك قوله -جل وعلا-: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} (الأحزاب: 32).
    صحابيات في غزوة أحد ... صفية بنت عبدالمطلب رضي الله عنها
    عن الزبير بن العوام - رضي الله عنه - قال: «لما كان يوم أحُدٍ أقبلت امرأة تسعى، حتى إذا كادت أن تُشْرِفَ على القتلى، فكره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تراهم، فقال: المرأة، المرأة، فتوسمْتُ (تبيّن لي بالفراسة والنظر) أنها أمي صفية، فخرجت أسعى إليها فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى، فلَدَمَتْ (دفعتني) في صدري، وكانت امرأة جلْدَةً (صلبة وقويّة النفس)، قالت: إليك لا أرض لك، فقلت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عزَمَ عليك (يأمرك ألا تذهبي)، فوَقَفَت وأخرجت ثوبين معها فقالت: هذان ثوبان جئتُ بهما لأخي حمزة، فقد بلغني مقتله فكفّنوه فيهما، فجئنا بالثوبين لنكفّن فيهما حمزة، فإذا إلى جنبه رجلٌ من الأنصار قتيل قد فُعِلَ به كما فُعِلَ بحمزة، فوجدنا غضاضة (عيبًا) وحياءً أن نكفّن حمزة في ثوبين والأنصاري لا كفن له، فقلنا: لحمزة ثوب وللأنصاري ثوب، فقدرناهما فكان أحدهما أكبر من الآخر، فأقْرَعْنَا بينهما فكفّنّا كل واحد منهما في الثوب الذي صار له». رواه أحمد وصححه الألباني.
    معالم تربية الأولاد على عقيدة التوحيد
    من المهام الأساسية للمرأة المسلمة مع أولادها تربيتهم على عقيدة التوحيد منذ الصغر، فهي بذلك تُرسّخ في نفوسهم الإيمان القوي بالله وتحميهم من الضلال والانحراف والوقوع في الشرك بالله، وفي الوقت نفسه تُنتج شخصياتٍ متوازنة وقوية ومستقلة، وتتلخص معالم تربية الأولاد على عقيدة التوحيد في النقاط التالية: تصحيح النية
    فالنية الصالحة بداية كل خير وسبب كل رشد، بعد توفيق الله-سبحانه وتعالى-، وطلب الذرية الصالحة التي توحد الله -تعالى- مطلب يتوخاه المسلمون بالإكثار من الدعاء والابتهال إلى الله -تعالى- كما في دعوة عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَ ا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} (الفرقان: 74). الاجتهاد في الدعاء
    وذلك بأن يهدي الله الولد إلى صراطه المستقيم وهديه القويم، فيوحد الله ولا يشرك به شيئا، وهذا منهج النبيين، فهذا إبراهيم الخليل- عليه الصلاة والسلام- قال الله -تعالى- عنه: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} (إبراهيم: 35). تلقين الولد مبادئ التوحيد
    لابد من تعليم الأبناء وتدريبهم على نطق الشهادتين، وإفهامهم معناهما بحسب مداركهم العقلية وقدراتهم الفكرية، ويبصرون بالأصول الثلاثة وهي معرفة العبد ربه ودينه ونبيه- -صلى الله عليه وسلم - في الوقت المناسب وبالأسلوب المناسب الملائم إلى عقله ونفسه. القدوة الحسنة
    الأب والأم هما القدوة الأولى للأبناء؛ لذلك يجب عليهما أن يكونا قدوة حسنة في تطبيق أحكام الدين والالتزام بتعاليمه وتوحيد الخالق -سبحانه. القصص القرآني
    القصص القرآني وقصص الأنبياء والصحابة وسيلة فعالة لترسيخ العقيدة في نفوس الأطفال، فهي تحفز الإيمان في قلوبهم وتقربهم من الدين. الصلاة في جماعة
    تعويد الأطفال على الصلاة في جماعة مع الأهل يعزز لديهم الشعور بالانتماء إلى مجتمع المؤمنين.
    أهمية تعليم الأطفال الطهارة منذ الصغر
    تُعدّ الطهارة ركنًا أساسيًّا في الإسلام، وتربية الأطفال عليها مُنذ الصغر تزرع فيهم قِيَم النظافة، وتقربهم إلى الله -سبحانه تعالى-، الذي حثّ المسلم على نظافته ونظافة كل ما حوله حتى شاع بين المسلمين جميعًا جملة (النظافة من الإيمان)، والأطفال يتعلمون النّظافة من خلال تدريبهم على الوضوء الذي هو عادة يومية عائلية، وقراءة القصص التي تتحدث عن النظافة واستعمال المياه في تطهير الجسم وتنظيفه، واستخدام الألوان والصور الملونة والرسوم التوضيحية لشرح أجزاء الجسم التي يجب غسلها، هذا بخلاف النظافة العامة وإزالة الأوساخ من الجسم.
    قواعد في تربية البنات
    من القواعد الشرعية في تربية البنات أمرهن بالحجاب، وتدريبهن عليه، وهكذا سائر الأوامر الشرعية والمناهي والتكاليف، وفي البناء الاجتماعي ينبغي أن تلقن الطفلة قواعد السلوك الاجتماعي، بتأديبها على الآداب الشرعية في المأكل والمشرب والملبس والتخاطب والزينة وما إلى ذلك، وفي البناء الأخلاقي يجب تربية الفتاة منذ نعومة أظافرها على الصدق والعفة والمروءة والستر، وتُخَلَّق البنات بخلق الحياء، فهو حارس أمين من الوقوع في الرذائل: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} (القصص: 25)، وحُسن اختيار الصديقة مسألة لا مساومة فيها، فالصداقة لها تأثير بالغ في حياة الفتاة، فصديقات السوء كالشرر الملتهب، إذا وقع على شيء أحرقه، و»المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم مَن يخالل»، ومما يُعين على تربية الفتاة التركيز على حب الله -تعالى- وحبِّ رسوله - صلى الله عليه وسلم -، مع تنشئتها منذ الصغر على الدين والفضيلة، وتغذية ذلك بقصص أمهات المؤمنين وسير الصحابيات الماجدات، وفضليات نساء المسلمين.




  20. #80
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: المرأة والأسرة

    المرأة والأسرة – 1234

    الفرقان







    العلم أغلى ما يطلب
    إن العلم أغلى ما يُطلب في هذه الحياة؛ فلا سبيل إلى معرفة الله، ولا سبيل إلى الوصول إلى رضوان الله في الدنيا والآخرة إلا بالعلم الشرعي، ولم يأمر الله نبيه بطلب الزيادة من شيء إلا من العلم، كما قال -تعالى آمراً نبيه المصطفى [-: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (طه: 114).
    الأدب قبل العلم
    مع اقتراب عام دراسي جديد، تقع مسؤولية كبيرة على أولياء الأمور وعلى الأم على وجه الخصوص في غرس القيم الأصيلة في نفوس الأبناء، ومن أهم تلك القيم التي كان سلفنا الصالح يحرصون كل الحرص على تعليم أبنائهم إياها، أنَّ الأدب مقدمٌ على العلم، فهذه أم الإمام مالك -رحمهما الله- لما كان صغيرًا ألبسته أحسن الثياب، ثم قالت له: «يا بُنَيَّ، اذهب إلى مجالس ربيعة واجلس في مجلسه، وخذ من أدبه قبل أن تأخذ من علمه». إن وصايا الآباء لأبنائهم بتعلم الأدب قبل العلم أنشأت أجيالاً تربو على الأدب الرفيع مع المعلمين، حتى أنَّ الإمام الشافعي -رحمه الله- وهو تلميذ للإمام مالك قال: «كنت أقلب الورقة بين يدي مالك -رحمه الله- بطريقة هادئة هيبة له لئلا يسمع وقعها»، وهذا الربيع بن سليمان -رحمه الله- وهو من تلاميذ الشافعي يقول: «والله، ما تجرأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلى هيبة له»، فأين الآباء في دنيا اليوم من هذه الوصايا؟ أين الآباء الذي يحرصون على تعلُّم أبنائهم الأدب والأخلاق الحميدة؟
    الوعيُ بأهمية التعليم
    تقع مسؤولية كبيرة على أولياء الأمور في بناء الوعي لدى الأبناء بأهمية التعليم وأهمية الرسالة التي يحملها الطالبُ، فيدرك أهمية كونه طالبًا مسلمًا، فيتأدب بأدب الإسلام، وننمي فيه جملة من القيم والأخلاق والمثل التي تزين سلوكه في مواطن التعامل مع الآخرين على اختلاف مراتبهم، فالأسرة عليها إرشادُ الطالب إلى حقوق المعلمين، وحقوق الزملاء، وحقوق الموظفين بداية من عامل النظافة إلى مدير المدرسة، وبيان أن هذا مما أوجبه الله -تعالى- علينا، وأن رفعة المرء لا تكون إلا بأداء الحقوق التي افترضها الله -تعالى- علينا تجاه الآخرين، فيأمرونه بحفظ اللسان، وحفظ البصر، والصبر على الأذى، فلا ينطق إلا بما ينم عن أدب واحترام لمعلميه ولزملائه وللعاملين الذين يسخرون جهدهم له ولغيره من الطلبة، فلابد أن تكون أخلاقه صادرة عن هدي القرآن الكريم والسنة النبوية، ولا تغفل الأسرة عن حث أبنائها على بناء جسور الألفة والمودة بينهم وبين معلميهم، وبينهم وبين زملائهم وكل الذين يساعدون في تهيئة المناخ التعليمي المناسب لهم.
    رسالة للآباء والأمهات
    كونوا مع أبنائكم، ساعدوهم بالتوجيه ولا تفسدوهم بالترف، ووفروا لهم الجو الدراسي الملائم، وتتبعوهم بزيارة مدارسهم من أجل الوقوف على أحوال سيرهم فيها، إن أبناءكم أمانة لديكم، مروهم بالصلاة، وعلموهم الاهتمام بالواجبات وتنظيم الأوقات، اهتموا بشؤونهم وأسئلتهم، نموا مواهبهم واكتشفوا ميولهم وتمموا مداركهم، واغرسوا في قلوبهم تقوى الله -تعالى- ومحبة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعودوهم العمل الصالح، وحببوا لهم العلم النافع والأخلاق الحسنة.
    التقدير الذاتي للأبناء
    وعلى الأب والأم العملُ على رفْع معنويَّات أبنائهم وبناتهم، ويُشعِرونهم بتقديرهم لهم، يَمدَحونهم ويثنون على مَواطِن الخير فيهم، ولا سيَّما عند غيرِهم وبحُضورِهم، وليس الأمر مُتعلِّقًا بالأب فقط، بل على أفراد المجتمع أنْ يُشعِروا أبناءَ المسلمين بقَدرِهم، يُقدِّرونهم ويحترمونهم، يَتعامَلون معهم كما يَتعامَلون مع الكبار، فهذا له دورٌ في شُعورِهم بقدرهم، فيترفَّعون عن بعض ما لا يرضَى من الأقوال والأفعال، عن أنسٍ - رضي الله عنه - قال: كان غلامٌ يهوديٌّ يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فمَرِض، فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يَعُودُه، فقعَد عند رأسِه فقال له: (أسلِمْ)، فنظَر إلى أبيه وهو عندَه فقال له: أطِعْ أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - فأسلم، فخرَج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: «الحمد لله الذي أنقَذَه من النار».
    بصمات نسائية في مسيرة الحضارة الإسلامية
    كان للمرأة المسلمة حضورٌ في المجتمع الإسلامي منذ اللحظة الأولى لظهور الإسلام، فكانت تتعلَّم وتُعلِّم، وترحل لطلب العلم، ويقصدها الطلاب لأخذ العلم عنها، وتصنِّف الكتب، وتفتي، وتُستشار في الأمور العامَّة، فالسيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- هي أوَّل من آمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - على الإطلاق، وكانت ملاذًا وحصنًا منيعًا للدعوة الإسلامية حتى وفاتها في العام العاشر من البعثة، وهو العام الذي سمَّاه النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الحزن، كذلك كانت المرأة أوَّل من ضحَّت بنفسها في سبيل الله؛ فالسيدة سمية بنت خياط -رضي الله عنها- هي أول شهيدة في الإسلام، كما كانت المرأة أول من هاجر في سبيل الله؛ فالسيدة رقية بنت النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، هي أول من هاجرت إلى الله -تعالى- مع زوجها عثمان بن عفان - رضي الله عنه - إلى الحبشة.
    الطالبة الجامعية والأهداف السامية
    من أهم الأهداف التي يجب على الطالبة الجامعية أن تحققها من خلال وجودها في الجامعة؛ أن تكون فتاة جامعية إسلامية الثقافة والملامح والعقيدة، وأن تعمل جاهدة على تحقيق المجتمع الإسلامي الأمثل، وأن تتحمل مسؤوليتها كاملة في الحفاظ على مجتمعنا ليبقى مسلمًا مؤمنًا متمسكًا بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ فالإسلام يريد من الفتاة المسلمة أن تكون ركيزة لبناء هذه الأمة وسببا لهدايتها ونهضتها، وأن تكون سببا لسعادته وقوته، ويريدها أن تكون مربية للأجيال وبانية لشخصية أبناء هذه الأمة لتعيد لها مجدها وعزتها.
    رسالة للمعلمات
    اعلمي أيتها الأخت الفاضلة التي وفقها الله لهذه المهنة، أنَّ وظيفة التعليم من أشرف الوظائف على الإطلاق؛ لأنَّها مُهمَّة الأنبياء التي بُعثوا من أجْلها؛ قال الله -تعالى-: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (آل عمران: 164)، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ العلماء وَرَثَةُ الأنبياء، وإنَّ الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنَّما ورَّثوا العلم، فمن أخذه، أخَذَ بحظٍّ وافر»؛ ولذلك كان نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - مُعَلِّمنا، وموجِّهنا؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: (إنَّما أنا لكم بمنزلة الوالد، أعَلِّمكم)، ويشير أحدُ علماء التربية إلى أنّ مِهنة التدريس هي «المهنة الأم»، ويقول آخرُ: «المدرِّس قائد يمثِّل كلاًّ من الأب والأمِّ»، فإذا كان أمرُك هكذا أيتها المعلمة، فاحرِصْي على أن تأخُذي بمجامع صفات المربِّية المسلمة، التي بوَّأها الله هذه المسؤوليَّة العظيمة». أَرَأَيْتَ أَعْظَمَ أَوْ أَجَلَّ مِنَ الَّذِي يَبْنِي وَيُنْشِئُ أَنْفُسًا وَعُقُولاَ




الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •