.. أرحنا بها



- الدين الإسلامي عقائد وعبادات، وأهم العبادات الصلاة، فهي من الأركان الخمسة قال - صلى الله عليه وسلم -: «بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ». وقال الله -تعالى-: {قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ} (ابراهيم:31)، وقال الله -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}(الب قرة: 277).
- والصلاة في اللغة: الدعاء، وفي الاصطلاح: هي أقوال مخصوصة مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم بشرائط مخصوصة، والصلاة هي الركن الوحيد المرتبط بممارسة يومية؛ حيث يصلي المسلم خمس صلوات في اليوم والليلة. قال - صلى الله عليه وسلم -: «خمسُ صلواتٍ افتَرضهُنَّ اللهُ عزَّ وجلَّ، مَن أحسنَ وُضوءَهُنَّ، وصلَّاهُنَّ لوقتهِنَّ، وأتمَّ ركوعَهُنَّ وسجودَهُنَّ، وخشوعَهُنَّ، كان لهُ على اللهِ عهدٌ أن يغفِرَ لهُ». والصلاة لها كيفية ولها هيئة ومكان معين ولباس مشروط، وتسبقها طهارة ووضوء ونية.
- والصلاة فيها راحة نفسية، تأمل قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا بلالُ، أَقِمِ الصلاةَ، أَرِحْنا بها»، فهي عند النبي - صلى الله عليه وسلم - راحة وسكون يناجي بها ربه؛ لذا إذا أقيمت الصلاة يأتي المسلم إليها بسكينة وهدوء؛ فالصَّلاةُ تَجْعَلُ القلبَ يَرْتاحُ ويَخْرُجُ مِنْ متاعبِ الحياة إلى مَعِيَّةِ الحَقِّ -سُبْحانَه-، فهي مُناجاةٍ للهِ -تعالى- وراحةٍ للرُّوحِ والقَلْبِ، وطَلَبُ الرَّاحةِ في الصَّلاةِ يَصْدُرُ ممَّنْ كان خاشعًا فيها ومُحِبًّا لها، وإنْ كانت ثَقيلةً على بعض الناس؛ كما قال اللهُ -عز وجل-: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} (البقرة: 45).
- قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فلا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ، وأْتُوهَا تَمْشُونَ، عَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَما أدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وما فَاتَكُمْ فأتِمُّوا». ووصف الله أهل العلم حين سماعهم للقرآن في أثناء الصلاة بالخشوع والانكسار إلى الله -سبحانه-، قال -تعالى-: {قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} (الإسراء: 107-109).
- وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يلجأ إلى الصلاة إذا همه شيء وضاق به الأمر، فعن حذيفة - رضي الله عنه - قال: «إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة».
- إن توقيت الصلوات الخمسة بما يتوافق مع بزوغ الفجر وشروق الشمس وزوالها وغيابها وغياب الشفق تتوافق مع العمليات الحيوية للجسم، مما يجعلها كالمنظم لحياة الإنسان وعملياته الفيزيولوجية.
- إن الصلاة صلة العبد بربه، فعندما يقف المؤمن بين يدي الله -جل وعلا- يحس بعظمة الخالق -تعالى- ويحسُّ بصغر حجمه وقوته أمام هذا الإله العظيم. هذا الإحساس يساعد المؤمن على إزالة كل ما ترسب في باطنه من اكتئاب وقلق ومخاوف وانفعالات نفسية.
- هنالك آثار نفسية عظيمة للصلاة؛ فهي علاج ناجع للغضب والتسرع، وتعلم الإنسان كيف يكون هادئاً وخاشعاً وخاضعاً لله -عز وجل- وتعلمه الصبر والتواضع.



سالم الناشي