وظيفة المصدر الصناعي في صناعة المصطلح
د. عبدالناصر بوعلي



إعداد الباحث عبدالناصر بوعلي




جامعة تلمسان/ الجزائر








أ*- مقدمة:
إن التطوُّر الحضاري ورُقي التفكير، وكثرة الحاجات وتعدُّد المرافق - ينبغي أن يواكبَه تطورٌ لغوي؛ حتى تتمكن اللغة من استيعاب المفاهيم الجديدة، واستقبال المسميات الوافدة، وقَبول ما جدَّ من اختراعات وأفكار، عن طريق الوضع والاشتقاق والاقتباس، وبذلك تتمكن من التعبير عن كل جديد.
وإن ماضي اللغة العربية يشهد أنها لغة حيَّة ومتطورة ومرنة، باستطاعتها أن تحتوي جميع أنماط الفكر الإنساني، وتستوعب كلَّ قضايا المعرفة الكونية؛ من علوم فيزيائية، ورياضية، وطبيعية، وطبية، وفلسفية، وأدبية، وفلكية وغيرها، وقد تفتَّحت على جميع الحضارات السابقة، وأخذت منها الصالح النافعَ، وأضافت إليها ما ابتكَرته الحضارةُ العربية الإسلامية، وما عجَزت ولا قصَّرت عن مطلب، ولا بد أن نشير إلى أن لغتنا العربية الفصحى تحيا اليوم حياة مُزدهرة وهي تجتهد - بفضل أبنائها المخلصين وحُماتها الغيورين عليها - لأن تكون لغةً علمية حديثة قادرةً على حَمْل علوم العصر المختلفة؛ من تكنولوجيا وطب، وآداب وفنون، وسياسة وفلسفة، ومن أجل ذلك بادرتُ في هذا المقال إلى الحديث عن المصدر الصناعي ووظيفته في صناعة المصطلح في اللغة العربية لِما يُمثله من أهمية.
ب- تعريف المصدر الصناعي:
هو مصدر قياسي يُطلق على كل لفظ (جامد أو مشتق)، زِيد في آخره حرفان؛ هما: ياء مشدَّدة بعدها تاء تأنيث مربوطة؛ ليصير بعد زيادة الحرفين اسمًا دالًّا على معنى مجرَّد لم يكُن يدل عليه قبل الزيادة، وهذا المعنى المجرد الجديد هو مجموعة الصفات الخاصة بذلك اللفظ؛ مثل: كلمة "إنسان"، فإنها اسمٌ معناه الأصلي "الحيوان الناطق"؛ كما قال الفلاسفة، فإذا زِيدَ في آخره الياء المشدَّدة وبعدها تاء التأنيث المربوطة، صارت الكلمة "إنسانية"، وتغيَّرتْ دَلالتُها تغيرًا كبيرًا؛ إذ يُراد منها في وضعها الجديد معنًى مجردٌ يشمَل مجموعة الصفات المختلفة التي يختص بها الإنسان؛ كالشَّفقة، والرَّحمة، والحِلم، والمعاونة، والعمل النافع، والإيثار، ولا يُراد الاقتصارُ على معناها الأول وحدَه، ومثلها: الاِشتراك والاشتراكية، والأسد والأسديَّة، والوطن والوطنية، والتقدم والتقدميُّة، والحزب والحزبية، والوحش والوحشية[1]، وهكذا.
وليس للمصدر الصناعي صيغٌ أخرى غير هاته الصيغة، وهو في حقيقته اسم جامدٌ مؤول بالمشتق.
ج- المصدر الصناعي عند القدماء:
لم يرد مصطلح "المصدر الصناعي" عند القدماء ولكن وردت أمثلة قليلة لهذا النوع من المصادر في كتبهم، واهتمامهم به أقلُّ بكثير عن اِهتمامهم بباقي المصادر الأخرى؛ من حيث الدراسة والتصنيف، وقد أدرجه الخليل (ت 175هـ) ضمن المصدر العادي، فقال: "اللصوصية والتلصُّص، مصدر اللص"[2]، ولم يصطلح سيبويه (ت181هـ) على المصدر الصناعي بمصطلح ما، وإن كان قد أورد أمثلة عليه، فقال: "الجبريَّة والتَّقدمية"[3]، وسمَّاه الفراء المصدر، وبه قال الأزهري، وتابَعه ابن قتيبة، وابن درستويه[4].
أما أول مَن استعمل مصطلح المصدر الصناعي، فهو الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحملاوي (ت1315هـ)، فقال: "يصاغ من اللفظ مصدرٌ، يقال له: المصدر الصناعي، وهو أن يزاد على اللفظة ياء مشدَّدةٌ، وتاءُ التأنيث؛ كالحرية، والوطنية والإنسانية، والهمجية والمدفعية"[5].
نلاحظ أن الحملاوي سمَّى هذه التاء تاءَ التأنيث، وهي وإن كانتْ تحمل هذه الدلالة، فإن البعض سمَّاها بتاء النَّقل؛ لأنها تَنقل اللفظ من الصفة إلى الاسم، ومن جانبٍ آخرَ نجد الحملاوي يستعمل مصدر اللفظة، فاللفظ أعمُّ من الاسم، وفي ذلك نباهة وفَطانة، فكما يُمكننا صوغُ المصدر الصناعي من الأسماء الذوات والصفات، فإنه يصاغ أيضًا من الضمير، فنقول: "الهوية" ومن الظرف فنقول: "التحتية" و"الفوقية" و"الخلفية"، ويصاغ من لفظي (كل وبعض)، فنقول: "كلية" و"بعضية"، كما يُصاغ من الأعداد "الثلاثية" و"الرباعية" و"الخماسية" و"السباعية".
د- المصدر الصناعي عند المحدثين:
إن الاتساع الحضاري وتطور مناحي الحياة، تطلَّب تطورًا لغويًّا ليس له حدود، لذلك اعتنى المحدثون بالمصدر الصناعي عنايةً بالغة، فقدَّموا الكثير من الدراسات التحليلية أدخلت أساليب اللغات الأجنبية، عن طريق النحت والتركيب والتعريب، فشاع العديد من المصطلحات على صيغة المصدر الصناعي في المجلات والصحف، وتداولتها الألسنُ في المؤتمرات واللقاءات؛ مثل: الهندوأوربية، والأنكلوسكسونية ، والأفروآسيوية، والجيوسياسية.
ومن الذين اهتموا بدراسة المصدر الصناعي المستشرق الإنجليزي وليم رايتW.Wrist في كتابه "قواعد اللغة العربية"، ثم تأتي الدراسة التي قدَّمها المستشرق برجشتراسر في محاضراته المعروفة "التطور النَّحوي"، التي أطلق فيها على المصدر الصناعي "اسم المعنى"[6]، ثم الدراسة التي قدَّمها الأستاذ الدكتور فهمي محمود حجازي في كتابه "اللغة العربية عبر القرون"، التي بيَّن فيها أهميةَ المصدر الصناعي في الدلالة على الاتجاهات والمذاهب والنُّظم، وهو أمرٌ لم يكن مطروحًا في الجاهلية وصدر الإسلام، وقال: «إن صيغة المصدر الصناعي تكوَّنت من ياء النَّسب وتاء النَّقل من الوصفية إلى الاسمية في نهاية الكلمة»[7].
إن هاته التاء التي تنضاف إلى الاسم هي مورفيم بالمفهوم اللساني الحديث، تؤدي وظيفة النَّقل من الوصف إلى الاسمية، وتفيد التحويل من معنى الشخص إلى المعنى التجريدي.
إن وجود المصدر الصناعي في اللغة العربية، دلَّ على جدارة هذه اللغة وقدرتها على استيعاب المبتكرات العلمية، وعلى نقل المصطلحات العلمية الدقيقة، ومواكبة التقدم في مختلف المجالات.
هـ - اعتماد المصدر الصناعي في المجامع اللغوية:
إن الدارس لأدبيات المجامع اللغوية العربية من قرارات وتوصيات، يلاحظ مدى الأهمية الكبرى التي أَوْلَتها هذه المجامع للمصطلح، وقد أنشَأتْ معظمُ هذه المجامع لجانًا فرعية للمصطلح، وقدَّمت هذه الأخيرة اجتهادات ذات قيمة علمية كبيرة تضمَّنت الحديث عن طرق وضع المصطلحات، وتحديث وسائل النشر، والحديث عن وضْعِ معاجمَ متخصصة عربية اللغة، وثنائية اللغة: (عربي فرنسي(عربي إنجليزي)، (عربي روسي)، وقد تفاوتت هذه المجامع في الجدية والتطبيق الفعلي الميداني لمثل هذه القرارات.
ويبدو من خلال معاينة مجلات هذه المجامع أن مجمع القاهرة كان الأكثر اهتمامًا بمسائل وضع المصطلح، وقد ركَّز أغلبَ جهوده على المصطلحات العلمية، وتقوَّى بكفاءات لغوية عالية المستوى، وتَمكَّن من طبع مجموعة معتبرة من المعاجم؛ نذكر منها: معجم الجيولوجيا (1965)، معجم الكيمياء والصيدلة (1983)، معجم الفيزياء (1984)، بالإضافة إلى معاجم أخرى ذات قيمة معتبرة[8]، ومع ذلك فقد بقِيت اجتهادات المجامع العربية تتميز بالبطء والاقتصار على التوصيات، دون التطبيق والتكرار لمضامين المؤتمرات المنعقدة هنا وهناك في العديد من العواصم العربية، والتردد في الكثير من الأحيان، وسنبحث في مقال خاص واقعَ المجامع اللغوية العربية بعد أن تكتملَ لنا الصورة والمعطيات.
وأما أمرُ المصدر الصناعي في إنشاء المصطلحات العلمية، فقد وجدنا أن المجمع اللغوي بالقاهرة أَولاه أهميةً بالغة؛ حيث نصَّ على ذلك بقرار جاء فيه: «إذا أُريدَ صنعُ مصدر من كلمة، يُزاد عليها ياءُ النَّسب والتَّاء»، كما أُجيزتْ كلمات كثيرة معربة احتُفِظ فيها بالأصل الأجنبي، ثم أُضيف إليها شيءٌ من العربية[9]؛ مثل: الديمقراطية، والأرستقراطية، والتكنوقراطية، والبرجوازية، والبولشفية، والديماغوجية، مما زجَّ به المعربون ذوو الاختصاص، ولا سيما الصحفيون في العربية المعاصرة.
وأما الدكتور شوقي ضيف، فقد خص المصدر الصناعي بالذكر في مقترحاته في مجال تيسير النحو، فقال: «يتكون المصدر الصناعي بإضافة ياء النسب المشدَّدة إلى الكلمة مع تاء التأنيث؛ مثل: ديمقراطية، اشتراكية، رأسمالية، إباحية، إنسانية، ويَكثُر استخدامه في المصطلحات العلمية؛ مثل: الجاذبية، التذبذبية، العنكبوتية، المغناطيسية، الحيوية، القطبية، ولذلك ينبغي أن يذكر في النحو التعليمي»[10].
و- بنية المصدر الصناعي:
يصاغ المصدر الصناعي من الأسماء الجامدة، كما يُمكن صياغته من الأسماء المشتقة؛ كاسم الفاعل واسم المفعول، وصيغ المبالغة وأفعل التفضيل، واسمي الزمان والمكان، كما يمكن صياغته من اسم الجمع واسم الجنس الجمعي، كما يصاغ من المصدر، ويلاحَظ ورودُ العديد من المصادر الصناعية المسبوقة بـ(لا)؛ مثل: اللاإنسانية، اللامركزية، اللاشعورية.
ز- المجالات الدلالية للمصدر الصناعي:
إن الدارس لمساحة الاستعمال للمصدر الصناعي يجد ورودُه في مختلف المجالات الدلالية، ومن هذه المجالات نذكر:
1- المجال الدال على الألوان: الأخضرية، الأبيضية، الأسودية، الأصفرية، الأزرقية، البنفسجية، البُنيَّة.
2- المجال الدال على الأدوات التي يستخدمها الإنسان: الخشبية، الأنبوبية، المدفعية، المطرقية، المغسلية، المكنسية، الميزانية، الفأسية.
3- المجال الدال على جسم الإنسان: الأمعائية، الأسنانية، الرأسية، الأَرْجُليَّة، البطنية، الجسمية، الحنكية، الدموية، الساقية، الشِّريانية، الظهرية، الصدرية، الفكية، الفَخِذية، الفقارية، القلبية، الكبدية، اللسانية، اللثوية، الطرفية، المفصلية، الظفرية، العضوية، العينية، الهضمية، الهيكلية، اليدوية.
4- المجال الدال على جنسيات اللغات واللهجات: الآرامية، الإسبانية، الأمازيغية، الألمانية، الإيطالية، البرتغالية، التركية، الحبشية، الروسية، السامية، الشاوية، السريالية، السنسكريتية، السومارية، الفارسية، الفرنسية، الكرواتية، الكردية، الكلدانية، الكوفية، الكنعانية، اللاتينية، الإنجليزية، النرويجية، المصرية، العبرية، الصينية، الصربية، الهندية.
5- المجال الدال على التجارة: الإنتاجية، الإجمالية، الاحتياطية، الإنمائية، التبادلية، البضائعية، التجارية، التخزينية، التعاملية، التعريفية، التخصصية، الجمركية، الحسابية، التنافسية، الخارجية، الداخلية، الدولية، الربوية، المديونية، الضريبية، السعرية، الاستثمارية، المينائية.
6- المجال الدال على الطبيعة ومظاهرها: الأرضية، البحرية، الترابية، الجاذبية، الجيولوجية، الجبالية، الحممية، الساحلية، السماوية، الشمسية، الطينية، الفضائية، القمرية، القفرية، الصحراوية، الضوئية، الغمامية، الغارية، المعدنية، النباتية، النجومية.
7- المجال الدال على السياسة: الداخلية، الخارجية، الإخبارية، الدستورية، الإدارية، الائتلافية، الأصولية، الأوروبية، الاشتراكية، البلدية، البرلمانية، التعددية، التقدمية، الثورية، الجماهيرية، الجمهورية، الجدلية، الحزبية، الدولية، الدورية، الطائفية، الذمية، الرجعية، الزمرية، السياسية، السيادية، الشيوعية، الشمولية، العرابية، العرفية، العالمية، العمومية، القومية، القيادية، الكلية، المذهبية، المركزية، الانعزالية، النازية، النورانية، النضالية، المسؤولية، الأقليَّة، الأكثرية.
8- المجال الدال على المصطلحات اللغوية والأدبية: الأبجدية، الألفبائية، الإبداعية، البنوية، الأدبية، البلاغية، التَّداولية، التقابلية، التفكيكية، التَّكرارية، التكاملية، الجمالية، الحوارية، الحلقية، الحولية، الخطابية، الدلالية، الدورية، الديباجية، الذلقية، الذوقية، السيميائية، السوقية، السطحية، الشكلية، الشعرية، الشجرية، الشوقية، الصوتية، الصرفية، الفرعية، القاعدية، القارية، القولية، الكتابية، اللغوية، المنهجية، المسرحية، الموقفية، المقالية، النحوية، النقدية، النوعية، النظمية، الوقفية.
9- المجال الدال على الرياضة: الأرضية، الركنية، الكروية، الرياضية، اليدوية، الرأسية، الهجومية، الدفاعية، الفوقية.
10- المجال الدال على مصطلحات أنواع العلوم: الإدارية، الأرضية، التقنية، البيولوجية، التطبيقية، الجيولوجية، الحيوية، السيميائية، السوسيولوجية، الشرعية، الطبية، الطبيعية، الصيدلية، الصوتية، الضوئية، العلمية، العقلية، الفيزيائية، الفرعية، القانونية، الفلكية، الاقتصادية، الزراعية، الفلاحية، التجارية، العمرانية، الهندسية، الرياضية، العسكرية، الفضائية، اللغوية، المغمارية.
11- المجال الدال على المكان والزمان: الأفقية، التحتية، الجانبية، الخلفية، الفوقية، القبلية، القدامية، القرنية، الدونية، الزمانية، الصباحية، الفجرية، الظهرية، الليلية، المسائية، النهارية، الورائية.
12- المجال الدال على المعتقدات الدينية: الإلهية، الإسلامية، الإنجليزية، البوذية، البرستينية، التوراتية، الدينية، الربانية، الرسولية، الكاثوليكية، الكونفوشوسية، المحمدية، المسيحية، الوثنية، اليهودية.
13- المجال الدال على المذاهب والاتجاهات: الإبراهيمية، الازدواجية، الإيجابية، البادسية، البنيوية، التبشيرية، التحليلية، التفكيكية، التكفيرية، التربوية، التطورية، التكميلية، التقريبية، التحديثية، التبديلية، التوزيعية، التعليمية، التجانية، الثورية، الثقافية، الثعالبية، الجبرية، الجمالية، الحنبلية، الحنفية، الحوثية، الحزبية، الحامية، الحسية، الظاهرية، الخورية، الذمية، الذوقية، الرأسمالية، الرمزية، السامية، الساسانية، السلبية، الشافعية، الشبكية، الشكلية، الشوفينية، الشيوعية، العرفية، العنصرية، العلوية، الغيرية، الكمالية، الكلية، الكتابية، المالكية، الماورائية، المقريزية، النورانية، الطائفية.
14- المجال الدال على الأمراض: البرصية، الجرثومية، الحساسية، الرئوية، الزكامية، السرطانية، السكرية، السُّلِّيَّة، الشريانية، العظمية، الفيروسية، الكلويَّة، المعدية، النفسية، الورمية.
15- المجال الدال على المعادن والمواد الغازية: البرونزية، البلورية، البترولية، البلاستيكية الترابية، الجيرية، الحجرية، الحديدية، الذهبية، الزنكية، الزئبقية، الطينية، الغازية، الفحمية، الفضية، القصديرية، القرميدية، المادية، المادئية، المرجانية، المعدنية.
16- المجال الدال على المصطلحات الحربية: الادخارية، الإعدادية، الأوتوماتيكية، الاستعراضية، الإستراتيجية، الاستخبارية، الاستفزازية، الاستكشافية، الأسطولية، البحرية، البرية، البندقية، البرمائية، التراجعية، التفجيرية، التخطيطية، التخصصية، التقديرية، التمويلية، التكرارية، التسديدية، التشفيرية، التقليدية، التنظيمية، التغطية، الثكنية، الثورية، الجرثومية، الجندية، الجوية، الحربية، الخلفية، الخرائطية، الخططية، الدبابية، الدركية، الدفاعية، الدعاتية، الدفعية، الدورية، الذخائرية، الذرية، الرشاشية، الرمزية، الرسمية، السرية، السلكية، الشرطية، الصاروخية، العسكرية، العلنية، العملياتية، العملية، العدوانية، العكسية، العُنقودية، العيارية، الفدائية، الفورية، الفيلقية، القمعية، القيادية، الكتائبية، الكلية، الكيمياوية، اللاسلكية، اللوجيستيكية، المديرية، المروحية، المائية، النارية، النظامية، النصف أوتوماتيكية، النووية، الهجومية، الهندسية، الوقائية، اليدوية، اليسارية، اليمينية.
ح- الخلاصة:
أثبتت اللُّغة العربية باستعمالها للمصدر الصناعي عن طريق إضافة اللاحقة (يَّة) للاسم - مُرونتها وقدرتها على استيعاب المصطلحات العلمية الجديدة مهما كان مجالها الدلالي.
يصاغ المصدر الصناعي من الاسم المفرد كما يصاغ من الجمع (العملية العملياتية)، وهذا من شأنه أن يوسِّع دائرة الاستعمال.
دلَّت الأمثلة الواردة على أن المصادر الصناعية المشتقة من الجامد أكثر وجودًا من المصادر المشتقة من الأسماء المشتقة، وقد تنوَّعت المصادر الصناعية المصوغة من الأسماء الجامدة، فمنها ما دلَّ على الذات وهو الأكثر، وما دلَّ على المعنى.
إن صيغة المصدر الصناعي تضيف إلى المصدر الأصلي دلالةَ التوكيد والمبالغة، فمصدر "التعليمية" فيه مبالغة وتوكيد أعمق من مصدر التعليم، ويفيد معنى أوسع وأدق.
إذا كان المصدر الصريح يعمل في الإعراب، فإن المصدر الصناعي لا عمل له نحويًّا.
إن الاستعمال أثبت تفاوتًا بين المجالات الدلالية، فالمجال الدال على الشؤون الاجتماعية والسياسية، وما يتعلق بحالات الإنسان الجسمية والنفسية والعقائدية، يحتل مساحة أوسعَ.
ي- قائمة المصادر والمراجع:
1- الحملاوي، شذا العرف في فن الصرف، شرحه وفهْرَسه واعتنى به د. عبدالحميد هنداوي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الرابعة، 2001م.
2- الخليل بن أحمد الفراهيدي، معجم العين، تحقيق د. مهدي المخزومي ود. إبراهيم السامرائي، مؤسسة الأعلمي، بيروت، الطبعة الأولى،1988م.
3- السعيد بوطاجين، الترجمة والمصطلح، الدار العربية للعلوم ناشرون، الجزائر، الطبعة الأولى، 2009م.
4- سيبويه: الكتاب، تحقيق عبدالسلام هارون، الناشر مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الثالثة، 1408هـ 1988م.
5- شوقي ضيف، تيسير النحو التعليمي قديمًا وحديثًا مع نهج تجديده، دار المعارف، القاهرة، الطبعة الثانية، 1986م.
6- عباس حسن، النحو الوافي، دار المعارف القاهرة، الطبعة السادسة، 1986م.
7- مجلة علوم اللغة، المجلد2، العدد1، دار غريب، القاهرة، 1999م.
8- مجلة مجمع اللغة العربية، ج 33، القاهرة، 2001م
9-محمود فهي حجازي، اللغة العربية عبر القرون، دار الكاتب العربي للطباعة والنشر، القاهرة، 1968.
-------------------------------------------------------

[1] عباس حسن، النحو الوافي، دار المعارف - القاهرة، ط6، 3 /1986، 1/ 283.

[2] الخليل بن أحمد الفراهيدي، معجم العين، تحقيق د. مهدي المخزومي ود. إبراهيم السامرائي، بيروت، ط1، 1988، 1/ 97.
[3] سيبويه: الكتاب، تحقيق عبدالسلام هارون، الناشر مكتبة الخانجي، القاهرة، ط3، 1408هـ ،1988م، 2/83.
[4] مجلة علوم اللغة، المجلد 2، العدد 1، 1999، دار غريب القاهرة، ص248.
[5] الحملاوي، شذا العرف في فن الصرف، شرحه وفهرسه واعتنى به د.عبدالحميد هنداوي، دار الكتب العلمية، بيروت ط4، 2001، ص93.
[6] مجلة علوم اللغة، المجلد2 العدد 1، دار غريب، القاهرة، 1999، ص249.
[7] محمود فهي حجازي، اللغة العربية عبر القرون، دار الكاتب العربي للطباعة والنشر، القاهرة، 1968، ص74.
[8] السعيد بوطاجين، الترجمة والمصطلح، الدار العربية للعلوم ناشرون، الجزائر، 2009، ط1، ص81.
[9] مجلة مجمع اللغة العربية، ج 33، القاهرة، ص47.

[10] شوقي ضيف، تيسير النحو التعليمي قديمًا وحديثًا مع نهج تجديده، دار المعارف، القاهرة، 1986، ط2، ص177.