تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: إذا لم يكفر الإنسان بما يعبد من دون الله لا ينفعه قول: لا إله إلا الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي إذا لم يكفر الإنسان بما يعبد من دون الله لا ينفعه قول: لا إله إلا الله

    قال الشيخ عبد الله الغنيمان فى شرح فتح المجيد شرح كتاب التوحيد
    حديث: (من قال: لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه) من أعظم ما يبين معنى لا إله إلا الله، فإنه لم يجعل التلفظ بها، ولا معرفة معناها، ولا الإقرار بها عاصماً للدم والمال، إلا إذا صاحب ذلك الكفر بما يعبد من دون الله تعالى.
    قال المصنف رحمه الله:
    [وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله .
    هذا الحديث يبين معنى لا إله إلا الله بياناً شافياً؛
    فهو من جنس الآيات السابقة، والباب يقول فيه: باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله.
    فهذا الحديث يفسر شهادة أن لا إله إلا الله؛
    وذلك لأنه لم يكتف الرسول صلى الله عليه وسلم بقول لا إله إلا الله،
    بل قيد الأمر بشيئين:
    الأول: قول لا إله إلا الله.
    الثاني: الكفر بما يعبد من دون الله،
    فإذا حصل أحدهما وتخلف الآخر لم يحصل المقصود الذي قصده الرسول صلى الله عليه وسلم،
    والكفر بما يعبد من دون الله معناه: بغضه والابتعاد عنه بعد التخلي عنه نهائياً،
    قال الله:قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ[الممتحنة:4]
    فهذا هو معنى الكفر بما يعبد من دون الله، أول شيء يتخلى عنه إذا كان يعمل شيئاً منه، ثم يبغضه ويعاديه، ويبغض ويعادي من يفعله، ويتبرأ منه،
    وإذا لم يحصل ذلك فمعنى ذلك أنه لم يأت بالكفر المطلوب،
    وقد قال الله تعالى:فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ [البقرة:256] فقدم الكفر بالطاغوت على الإيمان بالله،
    مما يدل على أن هذا شرط في صحة قول لا إله إلا الله.
    فإذا لم يكفر الإنسان بما يعبد من دون الله لا ينفعه قول: لا إله إلا الله، وهذا قيد من القيود التي قيدت به هذه الكلمة، والقيود التي قيدت بها هذه الكلمة كثيرة، ومنها أن يعلم معناها، فيقولها عن علم، كما قال الله جل وعلا: إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [الزخرف:86]وشهادة الحق هي شهادة أن لا إله إلا الله، وقوله جل وعلا: (وَهُمْ يَعْلَمُونَ) جملة حالية، يعني: حالة كونهم يعلمون ما يشهدون به.
    وأيضاً الإخلاص فقد جاءت مقيدة به كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: اسعد الناس بشفاعتى من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه، فالإخلاص ينافي الشرك والرياء.

    أيضاً اليقين الذي ينافي الشك والتردد.
    والانقياد بحيث إن الإنسان يقولها وينقاد لما دلت عليه، أما أن يقولها ويأبى أن يعمل، فهذا لا يفيد.
    ومنها الاستسلام والتسليم.
    ومنها: الرضا بما دلت عليه.
    ومنها: المحبة، أن يحب ذلك ويرضاه، فإذا وجدت هذه القيود فيمن يقول: لا إله إلا الله فهذا الذي يموت مخلصاً، ويلقى الله جل وعلا خالصاً ليس معه شيء من الشرك، ويكون من الذين يسلكون إلى الجنة؛
    لأنه إذا قالها بهذه القيود لا يمكن أن يقوم به شرك من الأعمال.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: إذا لم يكفر الإنسان بما يعبد من دون الله لا ينفعه قول: لا إله إلا الله

    هل يمكن ان يحصل الاسلام بدون الكفر بالطاغوت؟
    هل يمكن ان يحصل الاسلام بدون النفى والاثبات ؟
    هل يحصل الاسلام بدون التخلى عن الشرك؟
    هل يمكن ان يحصل الاسلام مع إجتماع الضدين وتنافى الحقيقتين؟
    والجواب
    هذا هو المحال- يستحيل اجتماع الضدين مع تنافى الحقيقتين حقيقة الشرك وحقيقة التوحيد
    قال الشيخ عبد اللطيف ابن عبد الرحمن ابن حسن فى مصباح الظلام فى الرد على عثمان ابن منصور وانصاره
    قال :
    والمعترض من الغافلين عن هذه المباحث الدينية،
    أو ممن أضلَّه الله على علم،
    وقد غدر بميثاقه الذي جعله على نفسه بحذف أول العبارة وآخرها، لأنه تبديل وتغيير لكلام الشيخ، وسيأتيك من أخواتها
    ما هو من أعجب العجاب، فالحمد لله على معرفة الحق والصواب
    واعلم أن هذا المعترض لم يتصور حقيقة الإسلام والتوحيد؛ بل ظن أنه مجرَّد قول بلا معرفة ولا اعتقاد وإلا فالتصريح بالشهادتين والإتيان بهما ظاهرًا هو نفس التصريح بالعداوة والبغضاء،
    وما أحسن ما قيل:
    وكم من عائب قولاً صحيحًا ... وآفته من الفهم السقيم
    (ولأجل عدم تصوره أنكر هذا، ورد إلحاق المشركين في هذه الأزمان بالمشركين الأولين، ومنع إعطاء النظير حكم نظيره، وإجراء الحكم مع علته، واعتقد أن من عبد الصالحين ودعاهم وتوكل عليهم وقرَّب لهم القرابين مسلم من هذه الأمة، لأنه يشهد أن لا إله إلا الله ويبني المساجد ويصلي، وأن ذلك يكفي في الحكم بالإسلام
    ولو فعل ما فعل من الشركيات،
    وحينئذٍ فالكلام مع هذا وأمثاله في بيان الشرك الذي حرَّمه
    فمن عرف هذا الشرك وحقيقته، وعرف مسمى الدعاء لغة وشرعًا،
    وعرف أن تعليق الحكم في هذه الآيات على الشرك والدعاء يؤذن بالعلة
    تبيَّن له الأمر،
    وزال عنه الإشكال،
    ومن يهد الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له.
    فمن عبد غير الله، وعدل بربه، وسوَّى بينه وبين غيره في خالص حقه:
    صدق عليه أنه مشرك ضال غير مسلم، دهان عفر المدارس، ونصب القضاة، وشيَّد المنار، ودعا بداعي الفلاح،
    لأنه لا يلتزمه، وبَذْلُ الأموالِ، والمنافسة على صورة العمل مع ترك حقيقته لا تقتضي الإسلام؛
    ولأهل الكتاب في عمارة البِيَعِ والكنائس والصوامع اجتهاد عظيم، ومحبة شديدة.
    وقد قال تعالى:
    {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ}
    قال الله تعالى: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}.وقد أجمع العلماء: أن الإيمان الذي دلَّت عليه شهادة أن لا إِله إلا الله شرط في كل عمل، فالاحتجاج بهذه الأفعال - أعني بناء المساجد والمدارس ونصب القضاة - لا يصدر إلا عن جاهل أو ملبس.قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ}
    موضوع:
    الرد على عثمان ابن منصور وبيان أن الكفر بالطاغوت شرط لا يحصل الإسلام بدونه

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: إذا لم يكفر الإنسان بما يعبد من دون الله لا ينفعه قول: لا إله إلا الله

    قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب في رسالته إلى ثنيان بن سعود
    ((فالنهي عن الشرك يستلزم الكفر بالطاغوت، ولا إله إلا الله الإيمان بالله، وهذا وإن كان متلازماً فيوضحه لكم الواقع، وهو أن كثيراً من الناس يقول: لا أعبد إلا الله، وأنا أشهد بكذا، وأقر بكذا، ويكثر الكلام، فإذا قيل له: ما تقول في فلان وفلان إذا عَبَدا أو عُبِدا من دون الله، قال: ما عليَّ من الناس، الله أعلم بحالهم، ويظن بباطنه أن ذلك لا يجب عليه )) الرسائل الشخصية
    وقال الامام محمد ابن عبد الوهاب
    فالله الله يا أخواني , تمسكوا بأصل دينكم , وأوله وآخره , ورأسه , شهادة أن لا إله إلا الله , واعرفوا معناها وأحبوها , وأحبو أهلها , واجلوهم إخوانكم , ولو كانوا بعيدين , واكفروا بالطواغيت وعادوهم , وأبغضوهم وأبغضوا من أحبهم أو جــادل عــنــهــم أو لـــم يــكــفــرهــم , أو قـــال :مـــا عــلــي مــنــهــم , أو قـــال : مـــا كــلــفـنـي الله بــهــم , فــقــد كــذب هـــذا عــلــى الله وافــتــرى , فــقـد كــلــفــه الله بــهــم , وافــتــرض عــلــيــه الــكـفـر بــهـــم , والبراءة منهم ولو كانوا إخوانهم وأولادهم . فالله الله , تمسكوا بذلك لعلكم تلقون ربكم , لا تشركون به شيئاً , اللهم توفنا مسلمين , وألحقنا بالصالحين ] الدرر السنية ج2 ص119
    قال أيضا ( ومعنى الكفر بالطاغوت: أن تبرأ من كل ما يعتقد فيه غير الله، من جني، أو أنسي، أو شجر، أو حجر، أو غير ذلك؛ وتشهد عليه بالكفر، والضلال، وتبغضه، ولو كان أنه أبوك أو أخوك؛ فأما من قال أنا لا أعبد إلا الله، وأنا لا أتعرض السادة، والقباب على القبور، وأمثال ذلك، فهذا كاذب في قول لا إله إلا الله، ولـــم يـــؤمـــن بـالله، ولــم يــكــفــر بــالــطــاغـــ وت. وهذا كلام يسير، يحتاج إلى بحث طويل، واجتهاد في معرفة دين الإسلام، ومعرفة ما أرسل الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، والبحث عما قال العلماء، في قوله: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [سورة البقرة آية: 256] ، ويجتهد في تعلم ما علمه الله رسوله، وما علمه الرسول أمته من التوحيد; ومن أعرض عن هذا فطبع الله على قلبه، وآثر الدنيا على الدين، لم يعذره الله بالجهالة، والله أعلم ) مجموعة الرسائل والمسائل النجدية ج4 ص 33
    قال الامام محمد بن عبد الوهاب :
    [ والذي يبين ذلك من قصة الردة أن المرتدين افترقوا في ردتهم فمنهم من كذب النبي ورجعوا إلى عبادة الأوثان وقالوا : لو كان نبياً ما مات !!.
    ومنهم من ثبت على الشهادة ولكن أقر بنبوة مسيلمة ظــنـــاً أن النبي أشركه في النبوة لأن مسيلمة أقام شهود زور شهدوا له بذلك فصدقهم كثير من الناس ومـــع هـــذا أجـــمـــع الــعــلــمــاء أنــهــم مـــرتـــدون ولـــو جــهــلــوا ذلــك ومـــن شـــك فـــي ردتـــهـــم فهـو كـــــــافـــــ ر ] مجموعة التوحيد
    جاء في الدرر السنية في الأجوبة النجدية
    الدليل الرابع: [ ما وقع في زمن الصحابة، وهي قصة المختار بن أبي عبيد، وهو رجل من التابعين، مصاهر لعبد الله بن عمر، ومظهر للصلاح؛ فظهر في العراق، يطلب بدم الحسين وأهل بيته، فقتل ابن زياد ومال إليه من مال لطلبه دم أهل البيت ممن ظلمهم. فاستولى على العراق، وأظهر شرائع الإسلام، ونصب القضاة، والأئمة من أصحاب ابن مسعود، وكان هو الذي يصلي بالناس الجماعة والجمعة؛ لكن في آخر أمره، زعم أنه يوحى إليه. فسير عليه عبد الله بن الزبير جيشا، فهزم جيشه وقتلوه، وأمير الجيش مصعب بن الزبير، وتحته امرأة أبوها أحد الصحابة، فــدعــاهـــا مــصــعــب إلــــى تــكــفــيــــر ه فــأبـــت، فكتب إلى أخيه عبد الله يستفتيه فيها، فكتب إليه إن لـــم تــبــرأ مــنــه فــاقــتــلــهـ ـا، فــامــتــنــعـ ـت فــقــتــلــهــ ا مــصــعــب.
    وأجــمــع الــعــلــمــاء كــلــهــم عــلــى كــفــر الــمــخــتــار ، مــع إقــامــتــه شــعــائــر الإســـلام، لما جنى على النبوة ; فإذا كان الصحابة قــتــلــوا الــمــرأة، التي هي من بنات الصحابة، لــمــا امــتــنــعــت مــن تــكــفــيــره، فــكــيــف بــمــن لــم يــكــفــر الــبــدو، مع إقراره بحالهم؟ فكيف بمن زعم أنهم هم أهل الإسلام؟ ]
    قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب :
    [ وأنت يا من منَّ الله عليه بالإسلام ، وعرف أن ما من إله إلاَّ الله ؛ لا تظن أنك إذا قلت هذا هو الحق ، وأنا تارك ما سِواه ، لــكــن لا أتــعــرض لـلـمـشـركــيــ ن ، ولا أقــول فــيــهــم شــيــئــاً ، لا تــظــن : أن ذلـك يــحـصــل لـك بــه الــدخــول فــي الإســـــــلام ، بل : لا بُدَّ من بُغضِهم ، وبغض من يحبهم ، ومسبتهم ، ومعاداتهم ، كما قال أبوك إبراهيم ، والذين معه : إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَـــفَـــرْنَـ ـــا بِـكُــــــمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ سورة الممتحنة: (4) وقال تعالى : فَمَنْ يَـــكْـــفُـــ رْ بِـــالطَّـــاغ ُـــــوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا سورة البقرة : (256) وقال تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ سورة النحل : (36).
    ولو يقول رجل : أنا أتبع النبي وهو على الحق ، لكن : لا أتعرض اللاَّت ، والعُزى ، ولا أتعرض أبا جهل ، وأمثاله ، مـــا عــلــيَّ مــنــهــم ؛ لـــم يــصـــح إســلامــــه ]

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: إذا لم يكفر الإنسان بما يعبد من دون الله لا ينفعه قول: لا إله إلا الله

    لا اله الا الله تتضمن أمرين :
    - الأمر الأول : الكفر بالطاغوت ،
    - الأمر الثاني : الإيمان بالله ،
    وهذا هو معنى : ( لا إله إلا الله ) ،
    فــ ( لا إله ) كفر بالطاغوت ،
    و ( إلا الله ) إيمان بالله ، ،
    تحقيق الكفر بالطاغوت والايمان بالله كان الغاية العظمى للأنبياء والرسل ، لا يصرفهم عنها صارف ، ولا يشغلهم عنها شاغل ، ولم تكن تقبل المساومة ، أو يرضوا فيها أنصاف الحلول ، فإما توحيد العبودية لله ، وهذا هو اصل الفقه والهدى والايمان ، أو عبودية للطاغوت ـ وهذا هو ما جاءت الرسل لتخرج الناس منه تخرج الناس من عبادة العباد الى عبادة رب العباد لأجل ذلك تُسل السيوف ، وتبعث البعوث ، وتجهز الجيوش ، وعليها يعقد الولاء والبراء ، ويعلن الحرب والسلم ، وفي سبيلها تبذل المهج والأرواح ، ويرخص كل غال ونفيس ،
    قرن الله تعالى في القرآن الكريم بين الأمر بعبادة الله تعالى وحده ، والأمر بالكفر بالطاغوت ، فقال تعالى : {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ }
    فأمر بعبادة الله وطاعته وحده ، وتَرْكِ عبادةما سواه
    فقوله تعالى :{وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} ، يعني : كل ما يُعبد من دون الله عز وجل ،
    فى قوله تعالى :"{ وَاجْتَنِبُوا }" ، ولم يقل : اتركوا عبادة الطاغوت ؛ لأن " اجتنبوا " أبلغ ؛
    يعني : اتركوا كل الوسائل التي توصِّل إلى الشرك ،
    فالاجتناب معناه : أننا نترك الشيء ونترك الوسائل والطرق التي توصِّل إليه ،
    فهذه الآية فيها : أن الرسل بُعثوا بالتّوحيد ، الذي هو عبادة الله وترك عبادة الطاغوت ،
    ، إذاً جميع الرسل جاءوا بالدعوة إلى التّوحيد والنهي عن الشرك، هذه مِلَّة الرسل- عليهم الصلاة والسلام-،
    وهي مِلَّة واحدة، وإن اختلفت شرائعهم،
    إلاَّ إن أصل دينهم وعقيدتهم هو: التّوحيد، وعبادة الله في كل وقت بما شرع ،
    : {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} ( البقرة : 256 ) ،
    أي أن َمَن يكفر بكل ما عُبِد من دون الله ويؤمن بالله , فقد ثبت واستقام على الطريقة المثلى ,
    واستمسك من الدين بأقوى سبب لا انقطاع له ،
    وهذا هو معنى " لا إله إلاَّ الله "، لأن " لا إله إلاَّ الله " معناها : الكفر بالطاغوت والإيمان بالله ،
    مثل قوله : "{اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}" نفيٌ وإثبات ،
    وهو المهمة الأولى لجميع الرسل بلا استثناء.

    {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} أن الله تعالى قدّم الكفر بالطاغوت ، على الإيمان بالله ، فلابد من الكفر بالطاغوت ، ولابد من الكفر بما يعبد من دون الله عزّ وجلّ ، واعتقاد بطلانه ، والبراءة منه ومن أهله ، وإلا فلا يصير الإنسان مسلماً ، لأن هذا تلفيق بين الإسلام والكفر، ولا يجتمع الكفر والإسلام أبداً ،
    " وتقديم الكفر بالطاغوت على الإيمان بالله تعالى ، له دلالات عظيمة ،
    قال ابن عثيمين رحمه الله

    اشترط الله تعالى شرطين: ((من يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله )) بدأ بالسلب قبل الإيجاب، ويش هو السلب؟ ((فمن يكفر بالطاغوت))، الإيجاب: ((ويؤمن بالله )) لأن التنقية قبل التحلية، نق المكان أولا ثم افرش، لو أراد الإنسان الفرش على مكان شوك ومسامير وحصباء وما أشبه ذلك يصلح وإلا ما يصلح؟ ما يصلح، ويش يقول؟ نقه أولا ثم افرش نعم؟ نقه أولا ثم افرش، فهنا اكفر أولا بالطاغوت وبعد أن يخلوا قلبك من الطاغوت ضع فيه الإيمان بالله، فخل أولا ثم حل ثانيا، وفي عبارة مشهورة عند العلماء: التحلية قبل التخلية،ترى ما تحلية الماء، التحلية يعني وضع الحلي لو أراد الإنسان يحلي امرأته وقامت من النوم وكلها غمص وكلها أشياء يعني مخيفة وضع عليها حلي يصلح هذا؟ ما يصلح، ويش يقول؟ خلها تغسل أولا تنظف نفسها وبعدين حط الحلي.
    -الكفر بالطاغوت مقدم على الايمان بالله، ولو قُدم الإيمان على الكفر بالطاغوت فإن الإيمان لا ينفع صاحبه في شيء إلا بعد الكفر بالطاغوت والتخلي عن الشرك ،
    - أن الإيمان بالله والإيمان بالطاغوت لا يمكن اجتماعهما في قلب امرئ واحد ولو لبرهة واحدة ، فإن الإيمان بأحدهما يستلزم انتفاء الآخر ،
    كما في الحديث : " لا يجتمع الإيمان والكفر في قلب واحد " ( صححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 1050 ) ،
    فإما إيمان بالله يتقدمه كفر بالطاغوت ، وإما إيمان بالطاغوت وكفر بالله تعالى ،
    وافتراض اجتماعهما هو افتراض اجتماع الشيء وضده في آن واحد ،
    وفي معنى " العروة الوثقى " قال بعض أهل العلم : العروة الوثقى يعني الإيمان ، وقال بعضهم : يعني الإسلام ، وقال بعضهم : يعني لا إله إلا الله ، وهذه أقوال متقاربة كلها صحيحة لا تنافي بينها
    إن مفهوم الآية يقتضي أن من آمن بالله ولم يكفر بالطاغوت ، أو كفر بالطاغوت ولم يؤمن يالله لا يكون قد استمسك بالعروة الوثقى وشهد أن لا إله إلا الله ،
    وفي الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله " ( رواه مسلم
    قال الامام محمد بن عبد الوهاب :
    فقوله : وكفر بما يعبد من دون الله تأكيد للنفي، فلا يكون معصوم الدم والمال إلا بذلك،
    فلو شك أو تردد لم يعصم دمه وماله ،
    واعلم أن الإنسان ما يصير مؤمنا بالله إلا بالكفر بالطاغوت،
    والدليل قوله تعالى:  فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ، الرشد دين محمد صلى الله عليه وسلم
    والغي دين أبي جهل،
    والعروة الوثقى شهادة لا إله إلا الله
    وهي متضمنة للنفي والإثبات تنفي جميع أنواع العبادة عن غير الله
    وتثبت جميع أنواع العبادة كلها لله وحده لا شريك له
    هذا الأمر أعظم عروة من عرى الإسلام ، لا تقبل دعوة ولا جهاد ولا صلاة ، ولا صيام ولا زكاة ولا حج إلا به ، ولا يمكن النجاة من النار دون التمسك به
    ، إذ هو العروة الوحيدة التي ضمن الله تعالى لنا ألا تنفصم ،
    أما ما سواها من عُرى الدين وشرائعه فلا تكفي وحدها دون هذه العروة للنجاة ،
    قال تعالى :  قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا  ، تأمل كيف قدم الله الكفر بالطاغوت واجتنابه في الذكر على الإيمان به، والإنابة إليه سبحانه
    تماما كما قدم النفي على الإثبات في كلمة التوحيد لا إله إلا الله،
    وما ذلك إلا تنبيها على هذا الركن العظيم من هذه العروة الوثقى،
    فلا يصح الإيمان بالله ولا ينفع إلا بالكفر بالطاغوت أولا
    فالكفر بالطاغوت والايمان بالله أول وأعظم فريضة في الإسلام وهو غاية الرسل والرسالات ، وأول ما يجب على العبد القيام به نحو ربه قبل الصلاة والصيام والزكاة وحج بيت الله الحرام ، وغير ذلك من الطاعات ، فلا يصح إيمان إلا بعد الكفر بالطاغوت ، ولا يقبل عمل إلا بعد الكفر بالطاغوت ، ولا يُعصم دم إلا بعد الكفر بالطاغوت ،
    فالإيمان بالله لا يصحّ إلاّ بعد الكفر بالطّاغوت ، فالكفر بالطّاغوت ركن الإيمان وأساسه ، فلا يصحّ أن يجمع بين الإيمان بالله والإيمان بالطّاغوت ، لأن هذا جمعٌ بين نقيضين ،
    والله قدّم الكفر بالطاغوت على الإيمان بالله ، وهذا معنى " لا إله إلاّ الله " ، فقولنا : " لا إله " هذا نفيٌ ، ينفي جميع المعبودات والطّواغيت ، وقولُنا : " إلاّ الله " هذا إيمانٌ بالله سبحانه وتعالى وحده ،
    لا يكفي مجرد الأمر بالتوحيد ، بل لابد من النّهي عن الشّرك ،
    لأنّ الله تعالى قال : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ، الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } في الآية الأولى : {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}، وقال في ختام الآية الثانية : "{فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً}"،
    فدلّ على أنّه لابد من الجمع بين الأمرين: الأمر بالتوحيد والنّهي عن الشرك ، فالذي يقتصر على الأمر بالتّوحيد ولا ينهى عن الشّرك لم يقم بالمطلوب لأن ذلك لا يحقِّق شيئاً ، وهذا في القرآن كثير
    بجانب الأمر بالتّوحيد يأتي النّهي عن الشّرك ، قال تعالى: {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} هذا أمر ونهي ،
    {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ} هذا فيه : الكفر بالطّاغوت ، والإيمان بالله ،
    وهذا يعني أن الإيمان بالله لا يكفي ،
    بل لابد من الكفر بالطّاغوت ،
    وكلّ رسول يقول لقومه : {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً}( النساء : 36 ) ،
    {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} ( الأعراف : 59 ) ،
    فلابد من الجمع بين الأمر بالتوحيد والنّهي عن الشّرك.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: إذا لم يكفر الإنسان بما يعبد من دون الله لا ينفعه قول: لا إله إلا الله

    قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في الدرر السنية ج 2 ص 268 ((وأما من لم يعرف حقيقة الشرك، لإعراضه عن فهم الأدلة الواضحة، والبراهين القاطعة، فكيف يعرف التوحيد؟
    ومن كان كذلك، لم يكن من الإسلام في شيء، وإن صام وصلى، وزعم أنه مسلم
    وأما من شرح الله صدره للإسلام، وأصغى قلبه إلى ذكر الله من الآيات المحكمات في بيان التوحيد المتضمن لخلع الأنداد التي تعبد من دون الله، والبراءة منها ومن عابديها،
    عرف دين المرسلين، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [سورة النحل آية: 36] ،
    والطاغوت: ما تجاوز به العبد حده، من معبود، أو متبوع، أو مطاع ))
    قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ
    (( وعبادة أصحاب القبور تنافي الإسلام، فإن أساسه التوحيد والإخلاص
    ولا يكون الإخلاص إلا بنفي الشرك والبراءة منه،
    كما قال تعالى: (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى )،
    وهذه الأعمال مع الشرك تكون (كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف )،
    وتكون هباء منثوراً؛ (كسراب بقيعة يحسبه الظمئآن ماءاً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً )...))
    الدرر السنية ج 11 ص 545

    يقول الشيخ إسحاق عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب
    (( و مسألتنا هذه وهي عبادة الله وحده لا شريك له والبراءة من عبادة ما سواه وأن من عبد مع الله غيره فقد أشرك الشرك الأكبر الذي ينقل عن الملة هي أصل الأصول وبها أرسل الله الرسول وأنزل الكتب وقامت على الناس الحجة بالرسول وبالقرآن )) رسالة تكفير المعين والفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة
    قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في الدرر السنية ج 11 ص 269
    ((والمقصود: أن نفي الأوثان الذي دلت عليه كلمة الإخلاص، يحصل بتركها، والرغبة عنها، والبراءة منها، والكفر بها وبمن يعبدها، واعتزالها واعتزال عابديها، وبغضها وعداوتها ))
    قال الشيخ سليمان بن سحمان في الدرر السنية ج 10 ص 493
    ((أن زعم المخالف أن من انتسب إلى الإسلام، يكون مسلما بمجرد انتسابه إليه،
    فعلى زعمه: أن عباد القبور اليوم، ممن يدعون الأنبياء، والأولياء والصالحين، وسائر من كفر بالله، وأشرك به ممن يتلفظ بالشهادتين، أنهم مسلمون بمجرد انتسابهم إلى الإسلام، تحل نساؤهم، وتؤكل ذبائحهم وقد تبين لك ما أمر الله به فيهم ورسوله، من تكفيرهم وعدم إسلامهم )
    وقال الشيخ العلامة سليمان ابن سحمان في الأسنة الحداد في رد شبهات علوى الحداد ص163
    (( فمن لا يكفر من اشرك بالله في عبادته ولم يتبرأ منه فليس بمسلم على الحقيقة ،
    ولا ينفعه قول لااله الا الله الا ّ باخلاص العبادة بجميع أنواعها لله وحده لا شريك له ،وتكفير من تركها والبراءة من الشرك واهله وتكفير من فعله ،وهذا هو اصل دين الاسلام وقاعدته التي ينبني عليها))
    و قال الشيخ سليمان ابن سحمان في قصيدته
    تبصر نور الحق من كان يُبصِر
    تكفرنا والدين فينا مقرر -- وقولك في الأولى بأي شريعة
    أليس لديكم كل أقلف مشرك -- يجاهر فيكم بالفوق ويظهر
    ويحكم بالقانون بين ظهوركم -- وحكم النبي المصطفى ليس يذكر
    وكل جميع المنكرات فسايغ - لديهم وما منكم لذلك منكسر
    فإن كان محض الحق والفسق والخنا -- لديكم هو الدين القويم المقرر
    فقد صح ما قد قيل فيكم وإنكم -- لأحرى بما قد قيل فيكم وأخطر
    فمن لم يكفرهم به فهو كافر ومن شك في تكفيرهم فهو أكفر

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: إذا لم يكفر الإنسان بما يعبد من دون الله لا ينفعه قول: لا إله إلا الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    فمن عبد غير الله، وعدل بربه، وسوَّى بينه وبين غيره في خالص حقه:
    صدق عليه أنه مشرك ضال غير مسلم، دهان عفر المدارس، ونصب القضاة، وشيَّد المنار، ودعا بداعي الفلاح،
    لأنه لا يلتزمه، وبَذْلُ الأموالِ، والمنافسة على صورة العمل مع ترك حقيقته لا تقتضي الإسلام؛
    ولأهل الكتاب في عمارة البِيَعِ والكنائس والصوامع اجتهاد عظيم، ومحبة شديدة.
    وقد قال تعالى:
    {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ}
    قال الله تعالى: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}.
    وقد أجمع العلماء:

    أن الإيمان الذي دلَّت عليه شهادة أن لا إِله إلا الله شرط في كل عمل،
    فالاحتجاج بهذه الأفعال - أعني بناء المساجد والمدارس ونصب القضاة - لا يصدر إلا عن جاهل أو ملبس.
    قال الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ}
    نعم
    قال الشيخ صالح ال الشيخ فى شرح كشف الشبهات
    "ومن أضاع التوحيد فقد أضاع حقَّ الله عز وجل ،
    ولو كان السجودُ في جبهتِه مؤثِراً،
    ولو كان جلدُهُ على عظمه من الصيام مؤثِراً ،
    فلا قيمة لذلك ."
    شرح كشف الشبهات

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •