لاتحمل نفسك ما لا تطيق!


أبو حاتم عبد الرحمن الطوخي


قابلت أخا حبيبا من إخواني بعد صلاة العشاء، فسألته عن حاله وعن أخباره؟وبادرني بالسؤال يطمئن علي وعلى أسرتي ، ثم قلت له : هل تتواصل مع الشيخ فلان ــــ من باب عدم قطع حبال الود ـــ ، فقال لي: لا ، اتصلت عليه كثيرا ولم يرد علي ، فعذرته! وقلت لنفسي لعله مشغول ، فقلت له حتى لا تذبل أوراق مودتك معه ، فقال لي: لا أحمل نفسي ما لا أطيق .
وصدق ! ولكن : أن تصل إخوانك ولو قطعوك ... هذا عمل نبيل تغلب به شيطانك ، وسبب دوام حفظ الود القديم أن تعطي من حرمك ولو شتمك ....

هذا عمل مبارك لا يوفق له إلا من صفت نيته ، ونبل قدره أن تتعاهد المساكين والفقراء ولو لم تجد شكرا منهم .... هذا عمل فاضل يثاب المرء عليه، ويدحر به شيطانه .

أن تتطمئن على صديقك القديم ولو لم يفعل هو ... فهذا غاية النبل وسبيل سقاية المودة فتعاهدوه!
أن تعطي كل ذي حق حقه ، ولا تنتظر حقك من الآخرين ، إنما تتقِ وتصبر .. هذا فعل المحسنين .
الشاهد : لا أقول لك حمل نفسك ما لا تطيق ، ولكن تعاهد نفسك ، وادحر شيطانك، وصل إخوانك ـوتذكر إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.