كذبة لا أجد الوقت

عندما يقول أحدُنا: إنه لا يجد الوقت للقيام بأمر هو مقصِّرٌ في أدائه، فمقصدُه غير المعلَن غالبًا أنه يفتقد الإرادة والرغبة لفعل ذلك، وأجرؤ على القول بأنها صارت كذبةً شبه مفضوحة لدى عموم الناس؛ ولكنها مقبولةٌ اجتماعيًّا لتجاوُز الحرج، هذا إنْ وجَدَ أصلًا نُتفة منه.

كثيرٌ مِنَّا يجد من وقته يوميًّا ربع ساعة من الزمن يطول أو يقصر، يمكثه في طابور الانتظار لشراء كأسٍ من القهوة التي يحبُّها؛ ولكنه يعجز عن إيجاد وقت مماثل لأداء تمرينات رياضية أساسية، أجسامُنا بأمَسِّ الحاجة لها، خصوصًا مع تقدُّم العُمُر مع أن الأطباء لا ينفكُّون عن تحفيزنا على القيام بها في كل زيارة لعياداتهم.

إن كان الواحد مِنَّا قادرًا على إيهام نفسه بعدم وجود الوقت للقيام بشيء من أجلها، فهو أقدر على استخدام العذر ذاته عندما يتعلَّق الأمر بواجباته والتزاماته تجاه الآخرين؛ ولكن كل واحدٍ مِنَّا يعلم يقينًا أن التذرُّع بضيق الوقت عن أداء الواجبات خدعة لا تنطلي على أحدٍ، فمن باب أولى ألَّا نوقِع أنفسنا بأنفسنا ضحيةً لها، ويعلم أيضًا بأن الرغبة لو وجدت للقيام بأمر فسنُصبِح بطريقةٍ أو بأخرى قادرين على انتزاع وقت له من عمر هذا الزمن لإنجازه على أكمل وجه.

______________________________ ____________________
الكاتب: أ. عاهد الخطيب