فصل القرآن عن حياة المسلمين



- القرآن هو كتاب الله الخالد، وحجته البالغة على الناس جميعا، لكن بعض السياسيين الغربيين يتعمدون الصعود والظهور الإعلامي والسياسي بانتقادهم للإسلام والمسلمين؛ إذ وصل الحد بهم إلى التطاول على أصل الإسلام؛ فقال أحدهم: إن على المسلمين «أخذ مسافة من النص القرآني!».

- والحقيقة أنه لا يمكن فصل القرآن عن حياة المسلمين أبدا؛ فهو المعين الرباني الذي يستقون منه العلم، ويسترشدون به في كل أمور حياتهم، «كتابُ اللهِ هو حبلُ اللهِ الممدود من السماءِ إلى الأرضِ»، وفيه البيان لكل شيء {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ}. من تمسك به نجا، ومن حاد عنه هلك وخسر؛ فهو سبيل الهداية إلى الحق {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}، وفيه رحمة للمسلمين {وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }.

- والقرآن شفاء لكثير من الاعتقادات الباطلة والأمراض {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ}، أمراض الشرك والمعاصي والبدع والانحرافات عن الحق.

- ولما سئلت عائشة -رضي الله عنها- عن خلق النبي - صلى الله عليه وسلم -، قالت: «كان خلقه القرآن»، وامتدحه ربنا فقال:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، فكان خلقه القرآن، عاملا بأوامره، وتاركا لنواهيه، وحاثا فيه على طاعة الله ورسوله، وداعيا إلى الخير، وناصحا لله ولعباده.

- والقرآن نجاة وحياة للأمم والشعوب، وإنقاذ لهم من الجهل والخرافات، ونقل من الظلمات والتخلف إلى النور والتقدم، {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}.

- وأكد أهمية التمسك بالقرآن، وبين أنه هو سبيل هدايتهم إلى الحق والنور فقال: «إني تارك فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله وسنتي».

- والقرآن حذر من الفرقة والاختلاف، قال -تعالى-: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا}.

- فالقرآن وصية الله -تعالى- لعباده، قال -جل شأنه-: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ}، وهو وصية رسوله -عليه الصلاة والسلام-؛ فعن طلحة بن مُصرفٍ قال: «سألتُ عبدالله بن أوفى: هل أوصى النبي -[؟ فقال: لا، فقلتُ: كيف كُتِبَ على الناس الوصية، أو أمروا بها، ولم يوصِ؟ قال: أوصى بكتاب الله».(البخاري).

- ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: «الدين النصيحة»، قلنا لمن؟ قال: «لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم».

- ودعوة فصل القرآن عن المسلمين، هي الدعوة ذاتها بفصل الدين عن الحياة والدولة، لكن الدين -في نظر المسلمين- هو الحياة، والحياة من الدين.



سالم الناشي