هل نحتاج إلى منهج ؟


خالد بن منصور الدريس


قبل سنوات جرت محاورة بيني وبين أحد الشباب (الحيارى) عبر الواتساب..
وصل الشاب إلى مرحلة الشك في الدين والشك في اﻹلحاد والشك في اللا أدرية..
ويرى أنه لم يستطع أن يعرف الحق أين هو ولذا فسيستمر في البحث طول عمره..
سألته عن أحواله ومستواه العلمي وعمره ووضعه الاجتماعي..
وأعطيته تطمينات هي بمثابة عهود وأمانات..
وطلبت منه أن يحدد لي ما هي (منهجية) بحثه في البحث عن الحق..

فقال لا أحتاج لمنهج ولا إلى أساسيات يكفيني عقلي وفطرتي..
قلت له: كل قضية تخضع للتباحث.. لابد أنها مكونة من مرتكزات، هي:
1- باحث وله صفات واشتراطات وأخلاقيات يجب أن تتوفر فيه أي مؤهلات حسب التخصص..
2- مبحوث (محل البحث) وله خصائص ومستويات وسمات مميزة.. فكل مسألة لها مجالها وخصوصيتها.
3 - بحث وله منهج وأدوات تناسبه.. فالميزان الذي يصلح لوزن الذهب لا يصلح لوزن الصخور الضخمة.

هل حققت ودققت وفتشت عن أركان القضية الثلاثة.. فقد يدخل عليك الخطأ والزلل من اختلال أحد هذه المرتكزات الأساس؟
يعني (قبل) أن تبدأ رحلة الصيد والقنص هل تأكدت من جاهزية كل شيء ؟
قال: لا أحسن دندنتك.. أنت تريد إلزامي بإلزامات لتنتصر علي.. !
وقطع المحاورة..
ولا زلتُ أعجب من عقل لا يلزم نفسه بالتنظيم والترتيب والسير في حل المشكلات بتسلسل..

يصل أحدهم ﻹنكار وجود الله ويطعن في الوحي ويسخر من النبوات..ثم يقول أبحث عن الحق..
كيف تبحث وأنت رافض لمتطلبات الرحلة ولوازمها !
هذه المشكلة.. مشكلة (الفوضى الفكرية) بدأت تنتشر في أوساط شبابنا للأسف.. لذا نعود ونؤكد على أهمية تعليم التفكير وضرورة العناية بالمنهج العلمي الموضوعي..
وقد بادرتُ سنة ١٤٢٧ - ١٤٢٨ هجرية لتسجيل حلقات إذاعية عن تعليم التفكير في إذاعة القرآن الكريم بلغت قريباً من (٨٠ حلقة) استشعاراً لخطورة إهمال هذا التأصيل المهم، وهي موجودة في هذه القناة.

والحمدلله أولا وآخرا..