كيف تتغلب على الخجل المرضي ؟
أسامة طبش

إن الحياء صفة من صفات الفرد الطيبة، لكنها إذا انقلبت إلى خجل مرَضي، ستشكل عائقاَ أمام صاحبها، وربما تجعله يضيع العديد من الفرص في حياته.


وللتغلب على الخجل المرضي، إليكم بعض الإرشادات والنصائح التي أراها ناجعة، للتخفيف من وطأته، والخروج من هذه القوقعة.
1- عليك بمواجهة المواقف الصعبة بصورة يومية، وقد يبدو لك الأمر صعباً في البداية، لكنك ستشعر بعدها براحة عميقة، فتتحرر وتنطلق، جد لنفسك وضعيات ترى نفسك محجماً عنها وخض تجربة التغلب عليها، وقاوم وسر فيها، حتى تصل إلى نهايتها بنجاح.


2- اتصل بمستشار نفسي، وهو لن يصرف لك الدواء، بل سيحدثك ويحاول استخراج ما بصدرك، ليعطيك بعدها بعض الإرشادات، أو يقترح عليك بعض الدورات، التي تقضي على جوانب معينة من هذا المرض، وتَحَدَّث معه بصراحة، ولا تعتقد أنك بذلك تُخرج خصوصياتك، فأنت مع مختص عليم بميدان عمله، يسعى إلى مد يد العون لك، بما توفر لديه من علم في اختصاصه.


3- كَوّن أصدقاء يشاركونك العائق نفسه، وهذا ما يجعلكم تتعاونون فتتضافر جهودكم، وتحس بمدى التقدم الذي تحرزه، وستشعر بتحسن، عندما ترى أنك أفضل من بعضهم، فتتشجع أكثر، اسع إلى أن تبني معهم جسر تواصل، حتى تُقيّم التقدم الذي تحرزه في كل مرة، واستشعر ما لديك من مميزات، فهي تزيدك ثقة بالنفس، فتنخفض آثار الخجل لديك.


4- اقرأ وطالع وتثقّف، واعلم أن كل إنسان هو طبيب نفسه، لأنه الأدرى بخباياها، فباطلاعك وقراءاتك، تصنف نفسك وتحدد مكمن الخلل فيك، وهذا ما يمثل بالنسبة إليك نصف الطريق الذي تقطعه، فإثراؤك لمعلوماتك، كفيل بأن يمدك بوميض، ينير جوانب خافية عليك، وهذه القراءات دليل على وعيك بذاتك، وأنك تسعى إلى تنميتها وتطويرها.


5- شارك في نشاطات خيرية تطوعية، كزيارة المرضى بالمستشفيات مثلا، ولا تعلم مقدار ما لهذا الفعل من أثر على قلبك! فستشعر بعدها بقيمتك في المجتمع، وأنك تساعد الناس بما أوتيت من مقدرة، فرؤيتك للمرضى وهم على سرير الفراش، يمدك بحقيقة هذه الحياة، وأنك مطالب بالمقاومة ورفع التحدي، فتصبح لديك نظرة أعمق، تبدل نمط تفكيرك.


6- حاول أن يكون لك منصب عمل قار، في حدود إمكانياتك وما يتيسر لك، فالفراغ قاتل، وهو الذي يهدمك من الداخل، حين ترى غيرك في مناكب الأرض يسعون، وأنت مكتوف الأيدي، فاسع أنت أيضاً، فلست أقل شأناً منهم، بل لك المؤهلات التي تحتاج منك إلى الاستخراج والاستثمار فيها، وهذا ما يعطيك انطباع أنك تحرز التقدم في حياتك وتنجز فيها.


7- مارس الرياضة، وأنصحك برياضة المشي، فهي في متناول كل الناس، وبها تستهلك طاقتك السلبية التي تدفعك إلى التفكير الزائد، كما تزودك بمشاعر إيجابية، التي ترفع من معنوياتك وتجعلها في مستوى مستقر، فالحركة والنشاط من معالم الإنسان الحيوي الفعال.


8- حافظ على نظامك الغذائي، وقلل من المنبهات التي قد تحرمك النوم جيداً، وتناول الخضر والفواكه الطازجة، فهي تُنعش جسدك، والجسد مرتبط بروح الإنسان، وكلما كان جسدك بصحة جيدة، انعكس ذلك على حالتك النفسية، فلا تهمل مد جسدك بما يحتاجه ويقويه.


9- اشحن قلبك بطاقة إيمانية، بالصيام والذكر وتلاوة ورد من القرآن كل يوم، لكن بخشوع وتدبر، وصل بالمسجد في الصف الأول، فوجودك في ذلك المكان، يشعرك أنك في مرتبة يغبطك عليها الكثير، هذه العناصر الأربعة، مصدر من مصادر حياة القلب وانعكاس ذلك على الجوارح ستلاحظه، فتتحرك في سُبل الخير، لأن نيتك صادقة، فتُبلّغك ما تريد، ويُصبح عقلك قادرا عليها، كما أنك ستُدفع إلى البحث عن الأحسن، فالخير لا يجلب إلا خيراً.


10- تنفس بعمق وتفاءل بالحياة، واعلم أنك ستستوفي رزقك وأنه بإمكانك السير قُدماً، فنمط تفكيرك عليك تغييره، وحذار من مقاومة الفكرة السلبية، حتى لا تزداد ترسخاً، إنما اقبلها وغيرها بأفضل منها، فهي أيسر طريقة تتعامل فيها بذكاء مع عقلك، فهو يحتاج منك إلى أن تلج إليه بهدوء وتُدخل الأفكار البناءة، التي تجعلك ترقى وتتحسن.


إن هذا الخجل المرَضي يصيب نفس الإنسان كما يصيب المرض أحد أعضاء الجسد، وعلاجه بيدك، فتفاعل مع هذه الحلول، ستجد الأمور أفضل، لأنه عائق يضيع عليك فرصاً كثيرة، وكنت مؤهلاً لها أكثر من غيرك، فلا تحرم نفسك من فرصة العيش الهنيء، ما دمت ذا عقل وإرادة وعزيمة، وتود تحقيق أحلامك، وهي كبيرة، فأنت إنسان يريد أن يعيش لهدف، ويحقق غرضه في هذه الحياة.


__________________