كتاب «نقاية العلوم للعلامة السيوطي» - رحمه الله تعالى - من الكتب التي حظيت بالعناية من كثير من العلماء فقد شرحها السيوطي نفسه في «إتمام الدراية لقراء النقاية»، ونظم كثير من العلماء علم التفسير منها منهم العلامة عبد العزيز بن علي الزمزمي في منظومته التي عرفت ب«منظومة الزمزمي في التفسير» ، وأحمد بن أحمد بن عبد الحق السنباطي في منظومته «روضة الفهوم في نظم نقاية العلوم» ، وشرحها في كتاب حافل من جزئين سماه «فتح الحي القيوم في شرح روضة الفهوم »، وممن نظم النقاية أيضا العلامة عبد الرؤوف بن يحي بن عبد الرؤوف الواعظ المكي الزمزمي ت: ٩٨٤هجرية في كتابه «نظم النقاية» وقد أخذ نظمه في علم التفسير( علوم القرآن) العلامة منصور سبط الطبلاوي ت: ١٠١٤ هجرية، وشرحه في كتابه «منهج التيسير في علم التفسير» ، وقد أشار صاحب كشف الظنون إلى ذلك وبين أن الشرح على منظومة الزمزمي؛ لكن لم يبين هل هو عبد العزيز بن علي الزمزمي أو عبد الرؤوف بن يحي الزمزمي؟ .
وقد سقط من الكتاب أوله، ولكن بفضل الله تعالى ومنته تبين أن شرح الطبلاوي على شرح الشيخ عبد الرؤوف الزمزمي
، وقد نظم الشيخ الزمزمي في منظومته متن النقاية كاملاً.

وعندما نطالع المنظومة نجد أنه قد بلغ عدد الأبيات الخاصة بقسم علوم القرآن من هذه المنظومة( 149) بيتاً، و تظهر قيمة هذه الرسالة في أن العلامة عبد الرؤوف الزمزمي نظم فيها علم التفسير(علوم القرآن) من نقاية العلوم للسيوطي في أسلوب بديع وعبارة سلسه تعين على حفظها واستيعاب ما ورد فيها من أنواع علوم القرآن.
يقول الشيخ في بداية المنظومة:
يقول محتاج الغني الحافظ عبد الرؤوف نجل يحي الواعظ
أحمد من أجاد بالأحكام بنا أصول الشرع والأحكام
مصلياً ومسلماً بعد على المبعوث إلى الورى بأصدق الحديث
محمد وآله وصحبه المرتقين في سما الفضل به
وبعد لما كانت النقاية مصنفاً في الاختصار غايه
للحافظ العلامة الجلال أعني السيوطي ظاهر الكمال
وقد حوى من العلوم جمله ولم نجد قبل وبعد مثله
في حسن وضعه وجمعه المهم وكان سهلَ الحفظ كلُ ما نظم
نظمته ولست أهلا فليسد ما فيه من عيب ويصلح ما فسد

ويقول في بداية نطمه لمسائل علوم القرآن مفتتحاً إياه بالحديث عن علم التفسير:
ما البحث عن حال الكتاب فيه فعلم تفسير وذا تلفيه
يحصر في خمسين نوعاً محكمه وفي ثمان قبلها مقدمه
ثم القران ما للاعجاز على محمد بسورة قد نزلا
وقد عزمت على دراسة قسم التفسير (علوم القرآن) وتحقيقه ليفيد منه طلاب العلم في كل مكان.
والله أسأل أن يرحم العلامة السيوطي ، والعلامة عبد الرؤوف الزمزمي، والعلامة مصنور سبط الطبلاوي، وأن يسكنهم فسيح جناته، اللهم آمين