من حسن تدبير المرأة لبيتها القصد في الإنفاق


من حسن تدبير المرأة لبيتها القصد في الإنفاق

المالُ عصبُ الحياة، وحسنُ استغلاله أدعى لبقائه وزيادته، ولأن ربة المنزل هي المكلفة بتدبير شئونه، ولا يغني عن الرجل كسبُه شيئًا إذا لم تقتصد زوجتُه؛ فقد جاءت الشريعةُ السمحة تؤكد القصد (الاعتدال والتوسط في الإنفاق)، قال -تعالى-: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} (الإسراء: 29)، وقال - صلى الله عليه وسلم - مُثنيًا على المقتصدين في كل أحوالهم وأمورهم: «ما أحسنَ القصدَ في الغنى! ما أحسنَ القصدَ في الفقر! ما أحسنَ القصد في العبادة!» رواه البزار في (مسنده).
والزوجة الواعية الذكية مقتصدة؛ ولذا تبحث عن أفضل الوسائل وأجداها لحسن استخدام ما لديها من المال، لتعين زوجَها على مطالب العيش أولاً، وتحسين إمكاناته وأوضاعه ثانيًا، ثم لتقلبات الأحوال وطوارئ الزمان، ولأنها بذلك أيضًا تزيدُ من سرور أسرتها وسعادتها. وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ينصح من تُبتلى بزوج بخيل -وإن كان غنيا- بقوله: «خذي ما يكفيك وولدَك بالمعروف»؛ رواه البخاري؛ لأن في الأخذ على قدر الحاجة، ودون إسراف مهما كثر المال، استدامةً للنعمة، وحفظًا للمودة والألفة بين الزوجين، وفي الحديث إشارةٌ لطيفة إلى ذكاء المرأة وقدرتها العجيبة على إدراك القدر الذي يحفظ توازن البيت، أو يهوي به إلى درك البلاء والشقاء، ومن الوصايا النبوية ذات الدلالة الواضحة في هذا الشأن: قوله - صلى الله عليه وسلم في حق الزوج على زوجته-: «وإذا غاب عنها حفظته» رواه أبو داود. فأنت مؤتمنة أيتها الزوجة المؤمنة، فلا تفرطي ولا تُهملي في أمانتك، ولا تستهيني بإنفاق القليل من المال على التوافه، فالقليل مع القليل يصبح كثيرًا، وإياك وكثرة التطلع إلى الكماليات! أو الإسراف في مكالماتك الهاتفية غير ذات الفائدة.
الزوجة المسلمة الذكِيَّة
إنَّ الزوجة المسلمة الذكِيَّة نظيفة أنيقة، لا تُهمِل نفسها أو بيتها أبدًا، ولا تنساهما في غمْرة التكاليف التي تحملها علي عاتِقِها تجاه مختلف الشؤون؛ منزليةً كانت أو غير منزلية؛ إيمانًا منها بأن مظهرها الحسن لزوجها من أوجب أولويَّاتها، ومن أسباب خَيْرِيَّتِها - كما في الحديث - وأن اهتِمامها وعنايتها ببيتها من ألزم مسؤوليَّاتها، واعيةً أن الشكل المرتَّب الحسن أَلْيَقُ بجوهرها النَّبِيل، ومُحتَواها الجمِيل، وأن عنايَتَها بمظهرها الحسن يُنبِئ عن فهمها لشخصيَّتها، ويدلُّ على ذوقها ودقَّة نظرتها لمهمَّتها في الحياة، ولا تُسَوِّغ لنفسها أبدًا أن يكون ثِقَلُ المسؤوليات وكثرة الأعباء المُلقَاة عليها مسوغا لإهمالها في نفسها، أو مملكتها الخاصة، أو زوجها.
علموا أولادكم التوحيد
- علموا أولادكم التوحيد؛ فهو الطريق إلى رضا الرحمن وجنات الخلود. - علموهم أنٌ الدعاء لايكون إلا لله. - علموهم أن النجاح لايكون إلا بالتوكل على الله والرجاء فيه مع أخذ الأسباب. - علموهم أن الشفاء بيد الله لابيد أحد وإنما الطب أسباب. - علموهم أن المستقبل بيد الله وفى علم الله. - علموهم أن طلب الحاجات لايكون إلا من عند الله وأن طلب دفع المخاوف لا يملكه إلا الله. - علموهم التعلق بالله والاستعانة بالله والنذر لله وطلب المدد من الله وحده، ولو كان لأهل القبور تصرف فى الكون لنفعوا أنفسهم. - علموهم أن النبى صلى الله عليه وسلم مات وما سأله نساؤه فى قبره ولا أصحابه الذين خاضوا المعارك وابتلوا بالطاعون والمجاعة والأمراض ماسأل واحد منهم غير الله. - وما استغاث الأكابر منهم غير ربهم، ولا سجدوا إلا لله، ولا بكوا إلا لله، ولا رجت دموعهم غير الله. - علموا أولادكم العقيدة النقية، وابتعدوا بهم عن مهاوي البدع الشركية.
دور القيم في حياة المسلم
للقيم فوائد جمة، فهي التي تُكون شخصية المسلم المتزنة، وتوحد ذاته، وتقوي إرادته، الذي لا تهذبه القيم متذبذب الأخلاق، مشتت النفس، ينتابه الكثير من الصراعات، قال -تعالى-: {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (الملك:22). - فالقيم تحفظ الأمن، وتقي من الشرور في المجتمع؛ لأن تأثيرها أعظم من تأثير القوانين والعقوبات. - وأصحاب القيم يؤدون أعمالهم بفعالية وإتقان. - والقيم تجعل للإنسان قيمةً ومنزلة، ولحياته طعمًا، وتزداد ثقة الناس به، قال -تعالى-: {أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} (ص:28). فعندما تنشأ القيم مع الفرد من إيمانه وعقيدته وخشيته لله ينمو مع نمو جسده فكر نقي وخلق قويم وسلوك سوي، وتغدو القيم ثابتةً في نفسه، راسخةً في فؤاده، لا تتبدل بتبدل المصالح والأهواء، كما هو في المجتمعات المادية، ويصغر ما عداها من القيم الأرضية الدنيوية، قال -تعالى-: {وَلَوْ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ} (المؤمنون:71).
من صفات الزوجة النكدية
احذري أن تكوني من هذا الصنف من النساء واللاتي يتصفن بهذه الصفات: - حنَّانة: أي: كثيرة الحنين إلى أهلها، وبيت أهلها. - أنانة: أي: كثيرة الأنين من أوجاع جسمية. - منَّانة: أي: كثيرة المنِّ على زوجها. - حداقة: أي: تنظر إلى زوجها في حدة وتخيفه. - براقة: أي: تتزين عند الخروج لغير زوجها. - شداقة: أي: كثيرة الشتم والإهانة لزوجها، مرتفعة الصوت. - نمامة: أي: كثيرة الكلام عن الناس، وتنتقدهم بشدة. - بكَّاءة: أي: كثيرة البكاء، ولا سيما عند المناقشة مع الزوج.
مسرحية الأزياء
في كل يوم تطالعنا المجلات بزخم عجيب من التفصيلات والموديلات والموضات والتسريحات، والعجيب: كيف تقبل الفتاة المسلمة المؤمنة أن تقلد الكاسيات العاريات المائلات المميلات اللاتي رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة؟ فتلك ترتدي البنطلون، وتلك تلبس القصير، وثالثة تسير بكعبها العالي، والرابعة متحجبة لكن بعباءة ملونة مزركشة مزخرفة، والخامسة قد صبغت شعرها بألوان الطيف كلها، والسادسة قد حمرت وصفرت وجهها، وهناك امرأة تسير بثياب قد شقت من جنبها إلى الركبة أو الساق.. وبالقرب منها تسير أخرى وقد فاحت رائحة العطر الباريسي منها، وتلك الفتاة تسير مختالة متباهية فهي تلبس الباروكة الجديدة.. وتلك.. وتلك، فاحذري أختاه هذه المسرحية الهزلية التي لا هدف لها إلا إغوائك وفتنتك!

منقول