شبابنا والحاجة إلى الرشد



شبابنا والحاجة إلى الرشد


ما الذي طلبه أصحاب الكهف حين أووا للكهف وهم في شدة البلاء والملاحقة؟ إنهم سألوا اللّه « الرَشَدْ» دون أن يسألوه النصر، ولا الظفر، ولا التمكين، {ربنا آتنا من لدُنكَ رحمة ًوهيئ لنا من أمرِنا رشدا}. وماذا طلب الجن من ربهم لما سمعوا القرآن أول مرة؟ طلبوا «الرشد» قالوا: {إنّا سمِعنا قرآنا ًعجبا يهدى إلى الرُشد فآمنا به}.
وفي قوله -تعالى-: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُ وا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.
فما الرشد؟ الرشد هو إصابة وجه الحق، وهو السداد، وهو السير في الاتجاه الصحيح، فإذا أرشدك اللّه فقد أوتيت َخيرا ًعظيما، وبوركت خطواتك، وبهذا يوصيك اللّه أن تردد: {وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا}.
بالرشد تختصر المراحل، ويختزل كثير من المعاناة، وتتعاظم النتائج، حين يكون اللّه لك {وليا ًمرشدا}.
لذلك حين بلغ موسى الرجل الصالح لم يطلب منه إلاّ أمرا ًواحدا ًهو: {هل أتبعك على أن تُعلِـّمَن ِمِمّا عُلَّمت َرُشداً} فقط رُشداً؛ فإن اللّه إذا هيأ لك أسباب الرشد، فإنه قد هيأ لك أسباب الوصول للنجاح الدنيوي والفلاح الأخروي.
اترك في حياتك بصمة
لمن أراد أن يترك في حياته بصمة فعليه أن يشغل حياته وأوقاته بالطاعات وتحقيق الأهداف، وإلا فستضيع حياته هدراً في توافه الأمور، وانظر لنفسك حين تغضب لتكتشف أخلاقك، وانظر لنفسك حين تتعامل مع من يسيء إليك لتعرف رقيك، وانظر لحوارك مع من يعارضك الرأي لتعرف فهمك وتفكيرك.
من مقاصد طلب العلم: الحصول على شرف العلم
قال الشيخ ابن جبرين -رحمه الله -: من مقاصد العلم أن تنوي شرف العلم وشرف العلماء، إذا عرفت أن للعلم فضلا، وأن العلماء لهم شرف، ولهم ميزة، يرفعهم الله -تعالى- بهذا العلم، إن الله يرفع بهذا العلم أقواما ويضع به آخرين، يقول الله -تعالى: {وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}.
رسالة إلى إلى الشباب
الانترنت ومواقع التواصل
يابني، إن (جوجل والفيس بوك وتويتر والواتساب) وجميع برامج التواصل بحر عميق، ضاعت فيه أخلاق الرجال، وسقطت فيه العقول، منهم الشاب ومنهم ذو الشيبة، وابتلعت أمواجه حياء العذارى، وهلك فيه خلق كثير، فاحذر التوغل فيه! وكن فيه كالنحلة لا تقف إلا على الطيب من الصفحات لتنفع بها نفسك أولا ثم الآخرين.
يا بني، لا تكن كالذباب يقف على كل شيء الخبيث والطيب فينقل الأمراض من دون أن يشعر.
أي بني: إياك وفتح الروابط! فإن بعضها فخ وتدبير وشر كبير وهكر وتهكير ودمار وتدمير.
أي بني، إياك ونشر الإشاعات واحذر النسخ واللصق في المحرمات! واعلم أن هذا الشيء يُتاجر لك في السيئات والحسنات؛ فاختر بضاعتك قبل عرضها.
أي بني، قبل أن تعلّق أو تشارك فكّر إن كان ذلك يُرضي الله -تعالى- أو يغضبه.
يابني، احذر الأسماء المستعارة! فإن أصحابها لا يثقون في أنفسهم؛ فلا تثق فيمن لا يثق في نفسه، وإياك أن تستعير اسما! فإن الله -تعالى- يعلم السر وأخفى.
أي بني، لا تجرح من جرحك؛ فأنت تمثل نفسك وهو يمثل نفسه، وأنت تمثل أخلاقك وليس أخلاقه؛ فكل إناءٍ بما فيه ينضح.
يابني، انتقِ ما تنسخ وتكتب؛ فأنت تكتب والملائكة يكتبون، والله -تعالى- من فوق الجميع يحاسب ويراقب؛ فإنها والله حسرة وندامة!
يا بني، إن أخوف ما أخافه عليك في بحر الإنترنت الرهيب هو مشاهدة الحرام ولقطات الفجور والانحراف؛ فإن وجدت نفسك قد تخطيت هذه المحرمات فاستفد من هذا النت في خدمة نفسك والتواصل مع مجتمعك، واسع في نشر دينك وعقيدتك.
الزبير بن العوام رضي الله عنه حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم
أسلم وهو ابن ست عشرة سنة، إنه حواريّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابن عمته صفية، وأول من سلّ سيفه في سبيل الله، وكان فارساً مغواراً، لم يتخلف عن غزوة واحدة، وكان يسمي أبناءه بأسماء الشهداء من الصحابة. تلقى التعذيب على دينه، من عمه، فكان يصبر ويقول: «لا أرجع إلى الكفر أبداً». وهاجر إلى الحبشة. كان في صدره مثل العيون، من كثرة الطعن والرمي. وقَتَلَ يوم بدر عمه نوفل بن خويلد بن أسد. وفي أحد وفي قريظة يقول له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «فداك أبي وأمي»! وفي الخندق قال - صلى الله عليه وسلم -: «من يأتيني بخبر القوم»؟ فقال الزبير: «أنا»، فذهب على فرس فجاء بخبرهم، ثم قال الثانية ففعل، ثم الثالثة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لكل نبي حواري، وحواريّ الزبير» (رواه الشيخان). وكانت له شجاعة نادرة في اختراق صفوف المشركين يوم حنين ويوم اليرموك واليمامة، وكان له دور عظيم في فتح حصن بابليون، وتمكين عمرو بن العاص من استكمال فتح مصر. وكان كريماً سخيّاً، يكثر الإنفاق في سبيل الله - رضي الله عنه وأرضاه.
ترويض النفس على الطاعة
‏في مدارج السالكين يقول الإمام ابن القيِّم -يرحمه الله-: ‏«ولايزال العبد يعاني الطاعة ويألفها ويحبها ويؤثرها، حتى يرسل الله -سبحانه برحمته- عليه الملائكة تؤزه إليها أزا، وتحرضه عليها وتزعجه عن فراشه ومجلسه إليها، ولا يزال يألف المعاصي ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله إليه الشياطين فتؤزه إليها أزا».
أحكام فقهية
شروط الصلاة تسعة
1- الإسلام.
2- العقل.
3- التمييز.
4- رفع الحدث.
5- إزالة النجاسة.
6- ستر العورة.
7- دخول الوقت.
8- استقبال القبلة.
9- النية.
من ثقافة الذوق
‏من ثقافة الذوق: أن تحترم أذواق الآخرين، وأن تدرك أن للبشر عوالمهم التي اعتادوا على الدوران في أفلاكها فـ «لكل امرئٍ من دهرِهِ ما تعوّدا»، وأن تتقبّل الاختلافات بصَدرٍ رَحب، وألا تظنّ بأن نظرتك وحدها صواب وما سواها باطِل.

منقول