الأسد "سليمان بن خالد بن الوليد"
بطل لا يعرفه إلا القليل


"سليمان بن خالد بن الوليد"رضي الله عنهما بطل لايعرفه معظمنا شهد هو وإخوته مع أبيهم فتوح العراق والشام،

وقد كان "سليمان" شجاعا مغوارا كأبيه رضي الله عنهما، وكانت آخر مشاهده فتح صعيد مصر.
حيث جاء فتح البهنسا في (محافظة المنيا حاليا) وأحاطت به فرقة من الروم من جميع الإتجاهات فأبى أن يفر أو يهرب وكيف يفعل ذلك وهو ابن سيف الله المسلول؟؟!

فظل يقاتلهم حتى قُطعت يده اليمنى فتناول السيف بيده اليسرى وصار يضرب به حتى قُطعت الأخرى، ثم طعنوه في صدره وسقط قتيلاً رضي الله عنه وأرضاه.

ولمَا وصل الخبر إلى "خالد بن الوليد" هطلت مدامعه على وجنتيه أحَرَّ من الجمر، ثم جعل يسترجع ويقول في رثاء ابنه سليمان:

جَرَى مدمعى فوق الْمَحَاجِرِ وانْهَمَلْ
وحَرُّ الغَضَا قدْ زَادَ في القَلْبِ واشْـتَعَلْ

وهَدَّ فُؤَادِى يَوْمَ أُخْـبِرْتُ نَعْيَهُ
وضَاقَتْ بِيَ الدُّنيا ودَمْعِيَ قد هَطَلْ

وزَادَتْ بِيَ الأحْـزَانُ والْهَمُّ ضَرَّنِي
وعَنْ قَـلْبِيَ الْمَحْزُونِ بِاللهِ لا تَسَـلْ

أحَاطَتْ بِهِ خَيْلُ اللِّئَامِ بِأَسْـرِهِمْ
وقَدْ مَكَّنـُـوا مِنْهُ الْمُهَنَّدَ والأسَـلْ

فَوَا أسَفَا لَوْ أنَّـنِى كُنتُ حَاضِرًا
بِأبْيَضَ مَاضٍ لِلْجَنَاحَيْنِ مُنتَصِـلْ

تَرَكْـتُهُمُ وَسْطَ الْمَعَامِعِ جِيـفَةً عَلَيْهَا
تُسَاقُ الطَّـيْرُ فى السَّـهْلِ والْجَبَلْ

وحَقِّ الَّذِى حَجَّتْ قُرَيْشٌ لِبَيْتِهِ
وأرْسَـلَ طَـهَ الْمُصْطَفَى غَايةَ الأمَلْ

لأقْتُلَ مِنْـهُمْ فى الوَغَى ألفَ سَيِّدٍ
إذَا سَـلَّمَ الرَّحـمنُ واتَّسَـعَ الأجَـلْ

المصدر :

أسد الغابة - ابن الأثير - ج ٣ - الصفحة ٢٨٩.
منقول