تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أما إنما لا تزيدك إلا وهنا، انبذها عنك، فإنك لومت وهي عليك ما أفلحت أبدا

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,615

    افتراضي أما إنما لا تزيدك إلا وهنا، انبذها عنك، فإنك لومت وهي عليك ما أفلحت أبدا

    1029 - " أما إنما لا تزيدك إلا وهنا، انبذها عنك، فإنك لومت وهي عليك ما أفلحت أبدا ".
    قال الالباني في السلسلة الضعيفة :

    ضعيف.
    أخرجه الإمام أحمد ( 5/445 ) : حدثنا خلف بن الوليد : حدثنا المبارك عن الحسن قال : أخبرني عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر على عضد رجل حلقة أراه قال : من صفر - فقال : ويحك ما هذه ؟ قال : من الواهنة قال : فذكره.
    قلت : وهذا سند ضعيف وله علتان :
    الأولى : عنعنة المبارك وهو ابن فضالة فقد كان مدلسا، وصفه بذلك جماعة من الأئمة المتقدمين، قال يحيى بن سعيد :
    لم أقبل منه شيئا، إلا شيئا يقول فيه : حدثنا.
    وقال ابن مهدي : كنا نتبع من حديث مبارك ما قال فيه : حدثنا الحسن.
    ومع ذلك فقد قال فيه الدارقطني :
    لين، كثير الخطأ، يعتبر به، وذكر نحوه ابن حبان والساجي.
    الثانية : الانقطاع بين الحسن وعمران بن حصين، فإنه لم يسمع منه كما جزم بذلك ابن المديني وأبو حاتم وابن معين، قال الأولان :
    لم يسمع منه، وليس يصح ذلك من وجه يثبت.
    وقد أشار بذلك إلى مثل رواية المبارك هذه، فإن صرح فيها كما ترى بأن الحسن قال : أخبرني عمران بن حصين، وفي " المسند " ( 5/440 ) حديثان آخران من هذا الوجه مع التصريح المذكور، وقد أشار الإمام أحمد أيضا إلى تضعيف ذلك فقال : قال بعضهم عن الحسن : حدثني عمران بن حصين إنكارا على من قال ذلك، بل إنه صرح بذلك في رواية أبي طالب عنه قال :
    كان مبارك بن فضالة يرفع حديثا كثيرا، ويقول في غير حديث عن الحسن : قال :
    حدثنا عمران بن حصين، وأصحاب الحسن لا يقولون ذلك، قال في " التهذيب " :
    يعني أنه يصرح بسماع الحسن منه، وأصحاب الحسن يذكرونه عنه بالعنعنة.
    قلت : قد تتبعت أصحاب الحسن وما رووه عنه عن عمران في " مسند الإمام أحمد " الجزء الرابع، فوجدتهم جميعا قد ذكروا العنعنة، وهم :
    1 - أبو الأشهب ( ص 246 ) وهو جعفر بن حبان و( 436 ).
    2 - قتادة ( 427 و428 و435 و436 و437 و442 و445 و446 ).
    3 - أبو قزعة ( 429 ).
    4 - يونس ( 430 و431 و444 و445 ).
    5 - منصور ( 430 ).
    6 - علي بن زيد بن جدعان ( 430 و432 و444 و445 ).
    7 - حميد ( 438 و439 و440 و443 و445 ).
    8 - خالد الحذاء ( 439 ).
    9 - هشام ( 441 ).
    10 - خيثمة ( 439 و445 ).
    11 - محمد بن الزبير ( 439 و443 ).
    12 - سماك ( 445 و446 ).
    كل هؤلاء - وهم ثقات جميعا باستثناء رقم ( 6 و11 ) - رووا عن الحسن عن عمران أحاديث بالعنعنة لم يصرحوا فيها بسماع الحسن من عمران، بل في رواية لقتادة أن الحسن حدثهم عن هياج بن عمران البرجمي عن عمران بن حصين بحديث : " كان يحث في خطبته على الصدقة، وينهى عن المثلة "، فأدخل بينهما هياجا، وهو مجهول كما
    قال ابن المديني وصدقه الذهبي.
    نعم وقع في رواية زائدة عن هشام تصريحه بسماع الحسن من عمران، فقال زائدة : عن هشام قال : زعم الحسن أن عمران بن حصين حدثه قال :.. فذكر حديث تعريسه صلى الله عليه وسلم في سفره ونومه عن صلاة الفجر.
    وهذه الرواية صريحة في سماعه من عمران، ولم أجد أحدا تعرض لذكرها في هذا الصدد، ولكني أعتقد أنها رواية شاذة، فإن زائدة - وهو ابن قدامة -، وإن كان ثقة فقد خالفه جماعة منهم يزيد بن هارون وروح بن عبادة فروياه عن هشام عن الحسن عن عمران به، فعنعناه على الجادة.
    أخرجه أحمد ( 4/441 )، وهكذا أخرجه ( 5/431 ) من طريق يونس عن الحسن عن عمران به، ووقع التصريح المذكور في رواية شريك بن عبد الله عن منصور عن خيثمة عن الحسن قال : كنت أمشي مع عمران بن حصين... رواه أحمد ( 4/436 )، وهذه رواية منكرة لأن شريكا سييء الحفظ معروف بذلك، وقد خولف، فرواه الأعمش عن خيثمة عن الحسن عن عمران به معنعنا، أخرجه أحمد ( 4/439 و445 ).
    وخلاصة القول أنه لم يثبت برواية صحيحة سماع الحسن من عمران، وقول المبارك في هذا الحديث عن الحسن : قال : أخبرني عمران، مما لا يثبت ذلك لما عرفت من الضعف والتدليس الذي وصف به المبارك هذا.
    وإن مما يؤكد ذلك أن وكيعا قد روى هذا الحديث عن المبارك عن الحسن عن عمران به معنعنا مختصرا.
    أخرجه ابن ماجه ( 2/361 ).
    وكذا رواه أبو الوليد الطيالسي : حدثنا مبارك به.
    أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( 1410 ) والطبراني في " المعجم الكبير " ( 18/172/391 )، وكذلك رواه أبو عامر صالح بن رستم عن الحسن عن عمران به.
    أخرجه ابن حبان ( 1411 ) والحاكم ( 4/216 ) وقال : " صحيح الإسناد "، ووافقه الذهبي !
    قلت : وفي ذلك ما لا يخفى من البعد عن التحقيق العلمي الذي ذكرناه آنفا، وأيضا فإن أبا عامر هذا كثير الخطأ كما في " التقريب " فأتى لحديثه الصحة ؟ ! ومثله قول البوصيري في " الزوائد " :
    إسناده حسن لأن مبارك هذا هو ابن فضالة.
    ذكره السندي، ونحوه قول الهيثمي في " المجمع " ( 5/103 ) :
    رواه أحمد والطبراني وقال : إن مت وهي عليك وكلت إليها، قال : وفي رواية موقوفة : " انبذها عنك، فإنك لومت وأنت ترى أنها تنفعك لمت على غير الفطرة "، وفيه مبارك بن فضالة، وهو ثقة، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات !
    قلت : لوكان ثقة اتفاقا وبدون ضعف لم يفرح بحديثه ما دام مدلسا، وقد عنعنه كما عرفت مما سبق، فكن رجلا يعرف الرجال بالحق، لا الحق بالرجال.
    ومن ذلك قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب في " كتاب التوحيد " : رواه أحمد بسند لا بأس به !
    فقد عرفت ما فيه من البأس الذي بيناه في شرح علتي الحديث، ويمكن أن نستنبط من تخريج الهيثمي السابق للحديث علة ثالثة وهي الوقف، وهو الأشبه عندي، وإن كان في إسنادها عند الطبراني ( رقم 414 ) محمد بن خالد بن عبد الله : حدثنا هشيم عن منصور عن الحسن، موقوفا. فقد قال الحافظ في ابن خالد هذا : ضعيف، والله أعلم.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,615

    افتراضي رد: أما إنما لا تزيدك إلا وهنا، انبذها عنك، فإنك لومت وهي عليك ما أفلحت أبدا

    20000 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَخْبَرَنِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْصَرَ عَلَى عَضُدِ رَجُلٍ حَلْقَةً، أُرَاهُ قَالَ مِنْ صُفْرٍ، فَقَالَ: " وَيْحَكَ مَا هَذِهِ؟ " قَالَ: مِنَ الْوَاهِنَةِ؟ قَالَ: " أَمَا إِنَّهَا لَا تَزِيدُكَ إِلَّا وَهْنًا انْبِذْهَا عَنْكَ؛ فَإِنَّكَ لَوْ مِتَّ وَهِيَ عَلَيْكَ مَا أَفْلَحْتَ أَبَدًا " (1)

    (1) إسناده ضعيف، مبارك - وهو ابن فضالة- مدلس، وقد عنعن ولم يصرح بسماعه من الحسن، لكنه قد توبع، والحسن- وهو البصري- لم يسمع من عمران، والذي في هذا الحديث من تصريح الحسن بسماعه من عمران خطأ من مبارك كَما قال الإمام أحمد وغيره كما في "التهذيب"، ثم قد اختُلف على الحسن في وقفه ورفعه كما سيأتي.
    وأخرجه ابن ماجه (3031) ، وابن حبان (6085) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (391) من طرق عن مبارك بن فضالة، بهذا الإسناد. ورواية ابن ماجه ليس فيها:" فإنك لو مت.." إلخ، وعند ابن حبان والطبراني:"فإنك إن مت وهي عليك وُكِلتَ إليها".
    وأخرجه ابن حبان (6088) ، والطبراني 18/ (348) ، والحكم والبيهقي 9/350- 351 من طريق أبي عامر صالح بن رستم الخزاز، عن الحسن، عن عمران أنه دخل على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفي عضده حلقة من صُفر، فقال: ما هذه؟ قال: من الواهنة. قال: "أيسرُك أن تُوكل إليها؟! انبذها عنك".
    وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (20344) ، وابن أبي شيبة 8/14، والطبراني 18/ (355) و (414) من طرق عن الحسن عن عمران موقوفاً. وزاد الطبراني في الرواية (355) حديثاً مرفوعاً: "ليس منا من تطير أو تُطير له، ولا تكهن ولا تكهن له "أظنه قال:"أو سحر أو سحر له".
    وفي الباب عن عبد الله بن عكيم، سلف- في مسند الكوفيين برقم (18781) .
    قوله: "من الواهنة" قال السندي: قيل: هي عرق يأخذ في المنكب وفي اليد كلها، وقيل: هي مرض يأخذ في العضد، وربما علق عليها نوع من الخرز، يقال لها: خرز الواهنة، وإنما نهي عنها لأنه اتخذها على أنها تعصمه من الألم، كالتمائم المنهي عنها.

    الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
    المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)
    المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
    إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,615

    افتراضي رد: أما إنما لا تزيدك إلا وهنا، انبذها عنك، فإنك لومت وهي عليك ما أفلحت أبدا


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •