التطبيع مع المعاصي


أحمد قوشتي عبد الرحيم


أخطر ما يحدث الآن مع كبائر عظام كالشذوذ : هو السعي الحثيث الخبيث لسلخ استقباحها من النفوس ، وبرمجة وعي الناس على التطبيع معها ، والتلويح بمعاقبة من ينكرها ، ومن ثم تنشأ أجيال منتكسة الفطرة ، تراها أمرا عاديا ، وحرية شخصية ، وخيارا فرديا لا يصح الإنكار على من يفعله .
وكل ذلك سبب للهلاك وفساد الدنيا والدين ، وإغلاق كل أبواب الخير وسبل التوبة والرجوع للحق ، فإن الإنسان مهما اقترف من معاص وذنوب ، فإن طريق الرجعة والتوبة مفتوح أمامه إذا بقي مستصحبا لأمرين عظيمين :
الأول : استقباح المعاصي ، واعتقاد حرمتها ، وأنها سبب لعقاب الله وغضبه ، وأنه يجب عليه التوبة والكف عن فعلها .
والثاني : سلامة الفطرة ، وعدم تبديلها أو تغييرها بحيث تنطمس فترى الباطل حقا أو الحق باطلا .
والواجب تجاه هذا الفساد العظيم ، والطوفان الكاسح : إشاعة الإنكار على تلك المنكرات ، وتعليم الناس ثوابت الدين وقطعياته ، وإبقائها حية في القلوب والعقول لا سيما الأجيال الناشئة ، وكما قال ابن تيمية رحمه الله فإن "الإيمان بوجوب الواجبات الظاهرة المتواترة ، وتحريم المحرمات الظاهرة المتواترة : هو من أعظم أصول الإيمان وقواعد الدين والجاحد لها كافر بالاتفاق"

مجموع الفتاوى 12 / 496 .