تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: لَا عَدْوَى، وَلَا صَفَرَ، وَلَا غُولَ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي لَا عَدْوَى، وَلَا صَفَرَ، وَلَا غُولَ

    15103 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا عَدْوَى، وَلَا صَفَرَ، وَلَا غُولَ " (1) وسَمِعْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ يَذْكُرُ: أَنَّ جَابِرًا فَسَّرَ لَهُمْ قَوْلَهُ: " لَا صَفَرَ " فَقَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: (2) الصَّفَرُ الْبَطْنُ، قِيلَ لِجَابِرٍ: كَيْفَ؟ فَقَالَ: كَانَ يُقَالُ: دَوَابُّ الْبَطْنِ، قَالَ: وَلَمْ يُفَسِّرِ الْغُولَ قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ مِنْ قِبَلِهِ: " هَذَا الْغُولُ الَّتِي تَغُولُ الشَّيْطَانَةُ الَّتِي يَقُولُونَ "
    __________


    (1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
    وأخرجه مسلم (2222) (109) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
    وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (268) ، والطبري في مسند علي من "تهذيب الآثار" ص 13، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/308، وفي "شرح مشكل الآثار" (784) ، وابن حبان (6128) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/308 من طريق يحيى بن أيوب، كلاهما عن ابن جريج، به.
    وانظر (14117) .
    (2) قول أبي الزبير هذا وما بعده إلى نهاية الحديث وقع فيه اضطراب وتحريف في (م) و (ق) وأثبتناه من نسخة (س) ومن "صحيح مسلم".
    وقال النووي: قال جمهور العلماء: كانت العرب تزعم أن الغيلان في الفلوات وهي جنس من الشياطين فتتراءى للناس وتغول تغولاً، أي: تتلون تلوناً فتضلهم عن الطريق فتهلكهم، فأبطل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك.

    الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
    المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)
    المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
    إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: لَا عَدْوَى، وَلَا صَفَرَ، وَلَا غُولَ

    14117 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا غُولَ " (1)

    __________
    (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكي-، فقد روى له البخاري مقروناً بغيره واحتج به مسلم. وقد صرح أبو الزبير بسماعه من جابر كما سيأتي برقم (15103) ، فانتفت شبهة تدليسه.
    وأخرجه مسلم (2222) (107) عن أحمد بن يونس ويحيى بن يحيى النيسابوري، والطبري في مسند علي من "تهذيب الآثار" ص 13 من طريق هيثم ابن جميل، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3251) ، ومن طريقه أبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3251) عن علي بن الجعد، أربعتهم عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
    وسيأتي الحديث عن الحسن بن موسى، عن زهير برقم (14349) ، ومن طريق ابن جريج، عن أبي الزبير برقم (15103) .
    وأخرجه ابن طهمان في "مشيخته" (38) و (39) ، ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (783) ، وأخرجه ابن أبي شيبة 9/43، ومسلم (2222) (108) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (281) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3183) من طريق يزيد بن إبراهيم التُستَري، وأبو يعلى (1789) من طريق حماد بن سلمة، ثلاثتهم (ابن طهمان ويزيد وحماد) عن أبي الزبير، به.
    وأخرجه الطبري في مسند علي من "تهذيب الآثار" ص 15 من طريق هشام ابن أبي عبد الله الدسْتُوائي، عن قتادة، عن جابر. ولفظه: "لا عدوى، ولا طيرة (وكل إنسان ألزمناه طائرَه في عُنقِه) [الإسراء:13] ". ورجاله ثقات إلا أن قتادة لم يسمع من جابر شيئاً.
    وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1502) .
    وعن ابن عباس، سلف برقم (2425) .
    وعن ابن مسعود، سلف برقم (4198) .
    وعن ابن عمر، سلف برقم (4775) .
    وعن أبي هريرة، سلف برقم (7620) .
    وعن أنس بن مالك، سلف برقم (12180) .
    وعن السائب بن يزيد، سيأتي 3/449-450.
    وانظر تتمة شواهده وشرحه في هذه المواضع.
    وقوله: "ولا غُول"، قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 14/216- 217: قال جمهور العلماء: كانت العرب تزعم أن الغيلان في الفَلَوات- وهي جنس من الشياطين (!) - تتراءى للناس، وتتَغَول تَغوُلاَ- أي: تتلون تلوناً-، فتضلهم عن الطريق، فتهلكهم، فأبطل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذاك، وقال آخرون: ليس المراد بالحديث نفي وجود الغُول، وإنما معناه: إبطال ما تزعمه العرب من
    تلون الغول بالصور المختلفة واغتيالها، قالوا: ومعنى "لا غُول": أي لا تستطيع أن تضل أحداً.

    الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
    المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)
    المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
    إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: لَا عَدْوَى، وَلَا صَفَرَ، وَلَا غُولَ

    23592 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: أَنَّهُ كَانَ فِي سَهْوَةٍ لَهُ، فَكَانَتِ الْغُولُ تَجِيءُ فَتَأْخُذُ، فَشَكَاهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِذَا رَأَيْتَهَا فَقُلْ: بِسْمِ اللهِ، أَجِيبِي رَسُولَ اللهِ " قَالَ: فَجَاءَتْ، فَقَالَ لَهَا، فَأَخَذَهَا، فَقَالَتْ لَهُ: إِنِّي لَا أَعُودُ، فَأَرْسَلَهَا، فَجَاءَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟ " قَالَ: أَخَذْتُهَا، فَقَالَتْ لِي: إِنِّي لَا أَعُودُ، فَأَرْسَلْتُهَا ، فَقَالَ: " إِنَّهَا عَائِدَةٌ " فَأَخَذْتُهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، كُلَّ ذَلِكَ تَقُولُ: لَا أَعُودُ، وَيَجِيءُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُ: " مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟ " فَيَقُولُ: أَخَذْتُهَا، فَتَقُولُ: لَا أَعُودُ، فَيَقُولُ: " إِنَّهَا عَائِدَةٌ " فَأَخَذَهَا فَقَالَتْ: أَرْسِلْنِي وَأُعَلِّمُكَ شَيْئًا تَقُولُهُ فَلَا يَقْرَبُكَ شَيْءٌ: آيَةَ الْكُرْسِيِّ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: " صَدَقَتْ وَهِيَ كَذُوبٌ " (1)
    __________
    (1) إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن أبي ليلى: واسمه محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى. أبو أحمد: هو الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير، وسفيان: هو الثوري، وأخو محمد بن عبد الرحمن: اسمه عيسى.
    وأخرجه الترمذي (2880) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (787) ، والطبراني (4011) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (1108) ، والحاكم 3/459، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (545) من طريق أبي أحمد الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب!
    وأخرجه الطبراني (4012) و (4013) و (4014) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (1110) من طرق عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، بنحوه. ولا يخلو إسناد منها من ضعف. وأخرجه الحاكم 3/459 من طريق عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبيه، عن أبي أيوب، بنحوه. وفي إسناده ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ.
    وأخرج الحاكم أيضاً 3/458-459 من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نازلاً على أبي أيوب الأنصاري.. فذكر نحو هذه القصة.
    وإسناده ضعيف.
    قال الحاكم عقب إخراجه الحديث: هذه الأسانيد إذا جمع بينها صارت حديثاً مشهوراً، والله أعلم.
    وقال الذهبي عن طريق أحمد: هذا أجود طرق الحديث. قلنا: ومع ذلك فهو ضعيف.
    وفي الباب عن أبي بن كعب عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (960) ، وابن حبان (784) .
    وعن أبي هريرة عند البخاري تعليقاً (2311) ، ووصله النسائي في "عمل اليوم والليلة" (959) .
    وانظر تتمة أحاديث الباب في "صحيح ابن حبان" (784) .
    السَّهوة، قال ابن الأثير في "النهاية": بيت صغير منحدر في الأرض قليلاً، شبيه بالمخدع والخِزانة، وقيل: هو كالصّفَّة تكون بين يدي البيت، وقيل: شبيه بالرف أو الطاق يوضع فيه الشيء.
    والغول: قال ابن الأثير: أَحد الغِيلان، وهي جنس من الجن والشياطين.

    الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
    المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)
    المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
    إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: لَا عَدْوَى، وَلَا صَفَرَ، وَلَا غُولَ

    23593 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ بِإِسْنَادِهِ يَعْنِي حَدِيثَ الْغُولِ قَالَ أَبُو أَيُّوبَ خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ (1)

    (1) إسناده ضعيف كسابقه. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.


    الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
    المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)
    المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
    إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: لَا عَدْوَى، وَلَا صَفَرَ، وَلَا غُولَ

    شرح حديث: «ولا هامة ولا صفر»

    السؤال:
    سمعت حديثًا عن التشاؤم، يقول فيما معناه: ولا هام ولا صفر أرجو منكم ذكر الحديث كاملًا مع شرح الكلمات التي لا أفهمها فيه.


    الجواب:
    ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر[1]، ولا نوء ولا غول[2]، ويعجبني الفأل[3].
    والمعنى: إبطال ما يعتقده أهل الجاهلية، من أن الأشياء تعدي بطبعها، فأخبرهم ﷺ أن هذا الشيء باطل، وأن المتصرف في الكون هو الله وحده، فقال بعض الحاضرين له ﷺ، يا رسول الله الإبل تكون في الصحراء كأنها الغزلان، فيدخل فيها البعير الأجرب فيجربها، فقال ﷺ: فمن أعدى الأول[4]. والمعنى أن الذي أنزل الجرب في الأول هو الذي أنزله في الأخرى.

    ثم بين لهم ﷺ أن المخالطة قد تكون سببًا لنقل المرض من المريض إلى الصحيح، بإذن الله ؛ ولهذا قال ﷺ: لا يورد ممرض على مصح[5]. والمعنى: النهي عن إيراد الإبل المريضة ونحوها بالجرب ونحوه مع الإبل الصحيحة؛ لأن هذه المخالطة قد تسبب انتقال المرض من المريضة إلى الصحيحة بإذن الله، ومن هذا قوله ﷺ: فر من المجذوم فرارك من الأسد[6]؛ وذلك لأن المخالطة له قد تسبب انتقال المرض منه إلى غيره، وثبت عنه ﷺ أنه أكل مع مجذوم، وقال: كل بسم الله ثقة بالله[7] ليبين ﷺ أن انتقال الجذام من المريض إلى الصحيح إنما يكون بإذن الله، وليس هو شيئًا لازمًا.
    والخلاصة: أن الأحاديث في هذا الباب تدل على أنه لا عدوى على ما يعتقده الجاهليون من كون الأمراض تعدي بطبعها، وإنما الأمر بيد الله سبحانه، إن شاء انتقل الداء من المريض إلى الصحيح، وإن شاء سبحانه لم يقع ذلك، ولكن المسلمين مأمورون بأخذ الأسباب النافعة، وترك ما قد يفضي إلى الشر.
    أما قوله ﷺ: ولا طيرة فالمعنى إبطال ما يعتقده أهل الجاهلية من التطير بالمرئيات والمسموعات مما يكرهون وتردهم عن حاجتهم فأبطلها النبي ﷺ.
    وقال في الحديث الآخر: الطيرة شرك، الطيرة شرك[8]. وقال ﷺ: إذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك[9]. وروي عنه ﷺ أنه قال: من ردّته الطيرة عن حاجته فقد أشرك، قالوا: وما كفارة ذلك يا رسول الله؟ قال: أن يقول: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك[10].
    وأما الهامة: فهو طائر يسمى البومة، يزعم أهل الجاهلية أنه إذا نعق على بيت أحدهم فإنه يموت رب هذا البيت، فأبطل النبي ﷺ ذلك.
    وأما قوله ﷺ: ولا صفر فهو الشهر المعروف وكان بعض أهل الجاهلية يتشاءمون به. فأبطل النبي ﷺ ذلك، وأوضح ﷺ أنه كسائر الشهور ليس فيه ما يوجب التشاؤم.
    وقال بعض أهل العلم: إنها دابة تكون في البطن، تسمى: صفر. وكان بعض أهل الجاهلية يعتقدون فيها أنها تعدي، فأبطل النبي ﷺ ذلك.
    وأما النوء: فهو واحد الأنواء، وهي النجوم، وكان بعض أهل الجاهلية يتشاءمون ببعض النجوم، فأبطل النبي ﷺ ذلك.
    وقد أوضح الله سبحانه في القرآن العظيم أنه خلق النجوم زينة للسماء، ورجومًا للشياطين، وعلامات يهتدى بها في البر والبحر، كما قال الله سبحانه: وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ [الملك:5]، وقال سبحانه: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ الآية [الأنعام:97]. وقال سبحانه: وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ [النحل:16].
    وأما الغول: فهو جنس من الجن يتعرضون للناس في الصحراء، ويضلونهم عن الطرق ويخوفونهم، وكان بعض أهل الجاهلية يعتقدون فيهم، وأنها تتصرف بقدرتها، فأبطل الله ذلك.
    وروي عنه ﷺ أنه قال: إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان[11] والمعنى: أن ذكر الله يطردها، وهكذا التعوذ بكلمات الله التامات من شرّ ما خلق، يقي من شرها وشر غيرها، مع الأخذ بالأسباب التي جعلها الله أسبابًا للوقاية من كل شر.
    أما الفأل: فهو أن يسمع الإنسان الكلمة الطيبة، فتسره، ولكن لا ترده عن حاجته، وقد فسر النبي ﷺ الفأل بذلك، فقال ﷺ: ويعجبني الفأل. قالوا: يا رسول الله، وما الفأل؟ قال: الكلمة الطيبة[12] ا.هـ.
    ومن أمثلة ذلك أن يسمع المريض من يقول: يا سليم يا معافى فيسره ذلك، وهكذا إذا سمع من ينشد ضالة من يقول: يا واجد، أو يا ناجح، أو يا موفق، فيسره ذلك ويتفاءل به. والله ولي التوفيق[13].

    أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب لا هامة، برقم 5316، ومسلم في كتاب السلام، باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء، برقم 4116.
    أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة ومن رواية جابر في كتاب السلام، باب لا عدوى ولا طيرة، برقم 4118، 4119.
    أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب الفأل، برقم 5315، ومسلم في كتاب السلام باب الطيرة والفأل، برقم 4123.
    أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب لا صفر، وهو داء يأخذ البطن، برقم 5278، ومسلم في كتاب السلام، باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء، برقم 4116.
    أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب لا هامة، برقم 5328، ومسلم في كتاب السلام، باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء برقم 4117.
    أخرجه الإمام أحمد في باب مسند المكثرين برقم 9345.
    أخرجه الترمذي في كتاب الأطعمة، باب ما جاء في الأكل مع المجذوم برقم 1739، وأبو داود في كتاب الطب، باب في الطيرة برقم 3424، وابن ماجه في كتاب الطب، باب الجذام، برقم 3532.
    أخرجه الإمام أحمد في مسند المكثرين من الصحابة برقم 3978، وأبو داود في كتاب الطب باب في الطيرة، برقم 3411.
    أخرجه أبو داود في كتاب الطب، باب في الطيرة، برقم 3418.
    أخرجه الإمام أحمد في مسند المكثرين من الصحابة برقم 6748.
    أخرجه الإمام أحمد في باب مسند المكثرين برقم 14559.
    أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب لا عدوى، برقم 5331، ومسلم في كتاب السلام، باب الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم، برقم 4124.
    سؤال أجاب عنه سماحته بتاريخ 24/11/1418هـ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 25/ 88).

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •