خرجه عبد الرزاق في مصنفه [٢٩٩١]، ومن طريقه الطبراني في المعجم الكبير (٩٣٢٢)، فقال:
عن يحيى بن العلاء، عن شعيب عمه، عن أبي إسحاق، عن علقمة، قال:
"دخلت المسجد فوجدت عبد الله يصلي فركع فافتتحت سورة الأعراف ففرغت قبل أن يسجد". اهـ.

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٢‏/١٢٦) : "فيه يحيى بن العلاء (يعني البجلي) وهو كذاب". اهـ.
قلتُ: توبع فيما خرجه المستغفري في فضائل القرآن (٦٠)، فقال:
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن حامد، أخْبَرَنا محمد بن صالح بن محمود، حَدَّثَنا أبو البختري،
حَدَّثَنا يحيى بن آدم، حَدَّثَنا سعيد بن صالح، حدثني أبو إسحاق، عن علقمة، قال:
طلبت عبد الله فوجدته في المسجد يصلي بين المغرب والعشاء فسمعته يقرأ طه فلما بلغ {رب زدني علما}، قال:
"رب زدني علما رب زدني علما"، ثلاثا، ثم ركع فقرأت الأعراف وهو راكع". اهـ.
قلتُ: إنما هما حديثان قد أدرجا ثم إنما قرأ علقمة سورة الغرف يعني سورة الزمر.
وقد خولف سعيد الأسدي فيما خرجه ابن النظيف في جزء حديث الصابوني [63]، فقال:

ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ فَرَجِ بْنِ مَرْزُوقِ بْنِ مَسْرُورِ بْنِ الْخَطَّابِ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ بْنِ بَادِئٍ الْعَلافُ،
ثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ:
أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ، فَسَمِعْتُهُ:
" يَقْرَأُ طه، فَبَلَغَ {رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} فَوَقَفَ عِنْدَهَا، وَقَالَ: {رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا، رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا، رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}، ثُمَّ قَرَأَ حَتَّى خَتَمَهَا، ثُمَّ رَكَعَ ".

وَقَالَ عَلْقَمَةُ: وَافْتَتَحْتُ سُورَةَ الْغُرَفِ، قَالَ: فَقَرَأْتُهَا وَهُوَ رَاكِعٌ قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ ". اهـ.
قلت: هما حديثان والأول فيه زيادة عبد الله بن قيس وهم، فزهير حديثه عن أبي إسحاق بأخره.
ولم يسمع أبو إسحاق من علقمة، قال العجلي: "ولم يسمع أبو إسحاق من علقمة شيئا". اهـ.
وقال أمية بن خالد عن شعبة: قال رجل لأبى إسحاق:
إن شعبة يزعم أنك قد رأيت علقمة ولم تسمع منه، قال : صدق". اهـ. انظر الكمال للمزي.

وقد خولف فيما خرجه أبو عبيد في فضائل القرآن [185]، فقال:
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ:
" قُمْتُ خَلْفَ عَبْدِ اللَّهِ فِي صَلاةِ النَّهَارِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: {رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ يَقْرَأُ مِنْ سُورَةِ طَهَ ". اهـ.

وخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه [3676]، فقال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ:
" صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ عَبْدِ اللَّهِ بِالنَّهَارِ فَلَمْ أَدْرِ أَيَّ شَيْءٍ قَرَأَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ: {رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَقْرَأُ فِي طَهَ ".
حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ صَلَّى خَلْفَ ابْنِ مَسْعُودٍ فَذَكَرَ نَحْوًا مِنْ حَدِيثِ وَكِيعٍ.
خرجه الشيباني في الآثار (٧٧)، فقَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَنْ صَلَّى إِلَى جَانِبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
وَحَرَصَ عَلَى أَنْ يَسْمَعَ صَوْتَهُ فَلَمْ يَسْمَعْ غَيْرَ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: {رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: ١١٤] يُرَدِّدُهَا مِرَارًا، فَظَنَّ الرَّجُلُ أَنَّهُ يَقْرَأُ فِي طَهْ ".
قَالَ مُحَمَّدٌ (يعني الشيباني): "وَهَذَا فِي صَلَاةِ النَّهَارِ، فَلَا نَرَى بَأْسًا أَنْ يَقِفَ الرَّجُلُ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ مِثْلِ هَذَا يَدْعُو لِنَفْسِهِ فِي التَّطَوُّعِ فَأَمَّا فِي الْمَكْتُوبَةِ فَلَا". اهـ.
وأما حديث الغرف يعني سورة الزمر فقد توبع فيما خرجه أبو داود في الزهد (١٧٥)، فقال: حدثنا محمد بن آدم، قال:
نا حفص، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: ني من طلب عبد الله فوجده في المسجد وهو راكع، قال: "فصليت خلفه فقرأت الغرف وهو راكع". اهـ.
وخرجه ابن المبارك في الزهد (١٢٠١)، فقال: أخبرنا سفيان، عن سليمان، عن إبراهيم، عن بعض أصحاب عبد الله، قال:
«أتيت المسجد، فإذا أنا بعبد الله بن مسعود راكعا، فافتتحت الغرف، فما زال راكعا حتى فرغت»، أو قال: فرفعت ولم يرفع". اهـ.
قلتُ: والظاهر كما في لفظ حفص بن غياث أن علقمة قرأ الزمر في الركوع في صلاته خلف ابن مسعود.
وقراءة القرآن في الركوع منهي عنه كما في صحيح مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
وفي حديث الثوري أن علقمة فارق ابن مسعود إلا أن يكون علقمة صلى منفردا.
وقد أخذ أصحاب ابن مسعود تسمية سورة الزمر بالغرف من ابن مسعود رضي الله عنه.
ففيما خرجه ابن أبي الدنيا في حسن الظن بالله
(٧٠)، فقال:
حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا جرير، عن منصور، عن الشعبي، عن شتير، قال: سمعت عبد الله، يقول:
" إن أكبر آية في القرآن فرجا آية في سورة الغرف: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} [الزمر: ٥٣] فقال مسروق: صدقت". اهـ.

والله أعلم.