للأنبياء سُنن

ينكر اللاقرآنيون أن تكون للأنبياء سنن!! ويقولون: السنة، هي سنة الله سبحانه وتعالى وحده! وليس لنبي او رسول سنة! وهذا يدل على جهل عندهم بكتاب الله، والرد عليهم إن شاء الله من القرآن الكريم.
قال سبحانه وتعالى:
(یُرِیدُ ٱللَّهُ لِیُبَیِّنَ لَكُمۡ وَیَهۡدِیَكُمۡ سُنَنَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَیَتُوبَ عَلَیۡكُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمࣱ) (النساء 26)
قال صديق حسن خان القنوجي ـــ رحمه الله ـــ في تفسيره:[1]
(ويهديكم سنن الذين من قبلكم) أي طرقهم في تحريم الأمهات والبنات والأخوات فإنها كانت محرمة على من قبلكم وهم الأنبياء وأتباعهم لتقتدوا بهم. انتهى
وهذه الآية حجة بالغة على من أنكر أن تكون للنبي صلى الله عليه وسلم سنة، ويجب علينا اتباعها، فالله سبحانه وتعالى بين لنا في هذه الآية سنن الأنبياء والرسل قبلنا، حتى نتبعها ونقتدي بها.
ومما يدل على ذلك أيضاً قوله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام:
(أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ هَدَى ٱللَّهُۖ فَبِهُدَىٰهُمُ ٱقۡتَدِهۡۗ) (الأنعام 90)
قوله: فبهداهم أي : سنتهم وطريقتهم.
وهذه الآيات، وإن كان الخطاب فيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أن أمته وأتباعه داخلون فيها بلا خلاف.

قال الله سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب آية 21:
(لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِی رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةࣱ لِّمَن كَانَ یَرۡجُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلۡیَوۡمَ ٱلۡـَٔاخِرَ)
فرسول الله صلى الله عليه وسلم أُسوتنا، وقدوتنا.
والتأسي به يعني العمل بسنته صلى الله عليه وسلم.

وقال تبارك وتعالى:
(قُلۡ هَـٰذِهِۦ سَبِیلیۤ أَدۡعُوۤا۟ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِیرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِیۖ ) (يوسف 108)
وجه الدلالة:
أولاً: تدل الآية على أن الذين اتبعوه، هم على سبيله، وسبيلُه : طريقته وسنته ونهجه.
فهل أنتم يا منكري السنة على سبيله؟ طبعاً لستم على سبيله، وكيف تكونون على سبيله وأنتم تنكرون سبيله وتصدون الناس عن سبيله!! وهذا يعني أنكم لستم أتباعه، بالتالي أنتم لا تدعون على بصيرة، بل تدعون على عمى وضلال، لأن الذين يدعون على بصيرة هم أتباعه الذين هم على سبيله صلى الله عليه وسلم.
ثانياً: قوله تعالى: قُلۡ هَـٰذِهِۦ سَبِیل*ِ*یۤ...) أي : دعوة التوحيد هذه هي سُنَّتي وطريقتي. فلهُ عليه الصلاة والسلام بنص هذه الآية سنة.
فإذا عرفت أن للنبي صلى الله عليه وسلم سبيل[2] فإما أن تقول أن سبيله صلى الله عليه وسلم، سبيلُ رشاد وهدى، أو أن تقول أنه سبيل غي!
فإن اخترت الثانية فقد كفرت، وننصحك حينها بالاكثار من شرب الماء البارد!
وان اعترفت أنها سبيل رشاد وهدى وأنت رغم ذلك ترفض اتباعها
فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قد قال:
(سَأَصۡرِفُ عَنۡ ءَایَـٰتِیَ ٱلَّذِینَ یَتَكَبَّرُونَ فِی ٱلۡأَرۡضِ بِغَیۡرِ ٱلۡحَقِّ وَإِن یرَوۡا۟ كُلَّ ءَایَةࣲ لَّا یُؤۡمِنُوا۟ بِهَا وَإِن یرَوۡا۟ سَبِیلَ ٱلرُّشۡدِ لَا یَتَّخِذُوهُ سَبِیلا وَإِن یرَوۡا۟ سَبِیلَ ٱلۡغَیِّ یَتَّخِذُوهُ سَبِیلࣰاۚ)[3]
فأنت قد رأيت سبيل الرشد، ولم تتخذه سبيلاً!
وقد قال الله سبحانه وتعالى عن أمثالك:
(وَیَوۡمَ یَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ یَدَیۡهِ یَقُولُ یَـٰلَیۡتَنِی ٱتَّخَذۡتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِیلࣰا)(الفرقان 27)

وقال سبحانه وتعالى:
(وَٱتَّبِعۡ سَبِیلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَیَّۚ ثمَّ إِلَیَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكم بِمَا كنتُمۡ تَعۡمَلونَ) (لقمان 15)
أي : سبيل رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم

والسبيل: هو الطريق والنهج.
وإذا أُضيف الى الرسول فهو سنته.


[1] صديق حسن خان القنوجي، تحقيق: عبد الله بن إبراهيم الأنصاري، الناشر: المكتبة العصرية، سنة النشر: 1412 – 1992 ( ج 3 ص 91)

[2] أي : سُنة وطريقة ومنهج

[3] (الأعراف 146)