3265- (رحِمَ اللهُ عبداً كانت لأخيهِ عندَه مظلمَةٌ في عِرضٍ أو مالٍ، فجاءه فاستحلَّه قبل أن يُؤخذَ، وليس ثمَّ دينارٌ ولا درهمٌ، فإن كانت له حسناتٌ ؛ أُخذ من حسناتهِ ، وإن لم يكن له حسناتٌ ؛ حمَلُوا عليه من سيئاتهم).
قال الالباني في السلسلة الصحيحة :

أخرجه الترمذي (2/68)، وابن جرير الطبري (2/28/275)، وأبو يعلى
(4/ 1541) من طريق أبي خالد يزيد بن عبد الرحمن الدالاني عن زيد بن أبي أُنيسة عن سعيد المقبُري عن أبي هريرة مرفوعاً. وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح غريب من حديث سعيد المقبري، وقد رواه مالك بن أنس عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه ".
قلت: أما هذا اللفظ؛ فهو ضعيف؛ لأن أبا خالد الدالاني يخطئ كثيراً، وكان يدلس كما قال الحافظ في "التقريب "، وهو قد عنعنه كما تراه.
وقد خالفه في لفظه جماعة؛منهم: مالك ؛ فرواه- كما تقدم عن الترمذي- عن سعيد المقبري بلفظ:
"من كانت عنده مظلمة لأخيه، فليتحلله منها؛ فإنه ليس ثمَّ دينار ولا درهم... " الحديث؛ ليس فيه: "رحم الله عبداً ".
أخرجه البخاري (4/238) وا بن جرير وابن عبد البر(20/42و23/233- 234) وغيرهم.
ثم أخرجه البخاري (2/99)، وأحمد (2/435 و 506) من طريق ابن أبي ذئب قال: حدثنا سعيد المقبري به.
ثم وجدت للدالاني متابعاً قوياً. وشاهداً ضعيفاً:
أما المتابع؛فهو الإمام مالك؛ يرويه محمد بن الحارث الحرَّاني: حدثنا محمد
ابن سلمة عن زيد عن مالك عن سعيد به.
أخرجه ابن حبان (7318- الإحسان)، وأبو نعيم في "الحلية" (6/343). وقال: "صحيح في "الموطأ"، غريب من حديث زيد عن مالك ".
قلت:وإسناده جيد،رجاله رجال مسلم؛غير محمد بن الحارث الحراني، قال النسائي:
"صالح يرسل ".
وذكره ابن حبان في "الثقات " (9/102)، وقال الحافظ:
" صدوق ".
وقد توبع الحرَّانيُّ هذا؛فقال الطبراني في "الأوسط " (1683): حدثنا أحمد (هو النسائي) قال: أنا أبو المعافى محمد بن وهب بن أبي كريمة الحراني قال: نا محمد بن سلمة به.
وهذه متابعة قوية.
وأما الشاهد؛ فيرويه هاشم بن عيسى اليَزَني قال: ثنا الحارث بن مسلم عن الزهري عن أنس بن مالك مرفوعاً به.
أخرجه الطبراني في "الأوسط " (5159) وقال:
"لم يروه عن الحارث إلا هاشم بن عيسى".
قلت: قال العقيلي (4/343):
"منكر الحديث، مجهول بالنقل ".
ثم ساق له حديثاً آخر بإسناد آخر في وضع اليد تحت الخد عند النوم؛زاد فيه:
"هذه نومة الأنبياء".…
ونقل ذلك عنه الذهبي في "الميزان "، والحافظ في "اللسان "، وأقرَّاه.
ولم يعرفه الهيثمي، فقال في "المجمع " (10/355):
"رواه الطبراني في "الأوسط "، وفيه هاشم بن عيسى اليزني، ولم أعرفه،
وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم "!
وحديث الترجمة عزاه الحافظ في "الفتح " (5/ 101) للترمذي، وسكت عنه مشيراً إلى ثبوته عنده، ولعل ذلك للشاهد الذي ذكرته. والله أعلم.*