بين همي.. الدنيا والآخرة



- في حديثين منفصلين بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن الإنسان بين همين: هم الدنيا وهم الآخرة.

- ففي هم الدنيا: في الحديث الأول بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم - بهم الدنيا فقال: «مَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ، فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ..». وفي الحديث الثاني قال - صلى الله عليه وسلم -: «... ومَن كانت همَّه الدنيا، فَرَّق اللهُ عليه أمرَه، وجعل فقرَه بين عَيْنَيْهِ، ولم يَأْتِهِ من الدنيا إلا ما كتب اللهُ له».

- فكانت النتيجة من الحديثين أن هم الدنيا يجلب ثلاثة سلبيات:

1- أن يفرق الله عليه أمره الذي كان سببا في نسيان آخرته.

2- أن يجعل الفقر بين عينيه أي ملازما له قريبا منه.

3- أن يأخذ من الدنيا ما كتبه الله له، ولن يزيده حرصه على الدنيا شيئا.

- وفي هم الآخرة: في الحديث الأول لمن جعل الآخرة همه قال - صلى الله عليه وسلم -: «... وَمَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ، جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ ‏ ‏رَاغِمَةٌ ‏». وقال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الثاني: «مَن كانت همَّه الآخرةُ، جَمَع اللهُ له شَمْلَه، وجعل غِناه في قلبِه، وأَتَتْه الدنيا راغمةً.

- فكانت النتيجة من الحديثين أن هم الآخرة يجلب ثلاثة إيجابيات:


1- أن يجمع الله أمره، ويلم شمله، فيكون مطمئنا دائما.

2- أن يجعل غناه في قلبه، فيحمد الله دائما، ويرضى بما قسمه له.

3- أن الدنيا تأتيه راغمة ورِّزْقه يَأْتِيهِ لَا مَحَالَةَ؛ فيشعر بالأمان والسعادة.

- لهذه المعاني الجميلة:

-قالَ - صلى الله عليه وسلم -: «أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللَّهَ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا، وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، خُذُوا مَا حَلَّ، وَدَعُوا مَا حَرُمَ».

- وقال -تعالى-: {مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا}.

- وقال -تعالى-: {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ}.



سالم أحمد الناشي