معادلة واضحة عند العقلاء
- المعادلة عند العقلاء من المسلمين تقول ما قاله الخليفة الراشد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «كنا أذل أمة فأعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله». بمعنى إذا أردنا العزة فيجب أن نتمسك بالإسلام، ولا غير الإسلام.
- ولكن أي إسلام هذا الذي نتمسك به؟ والجواب أيضا سهل عند العقلاء، وهو الإسلام الذي كان على عهد النبوة والصحابة. قال الإمام مالك: «لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها».
- وحتى نتبع الدين الصحيح فلدينا القرآن الكريم وهو محفوظ بحفظ الله، ولدينا السنة الصحيحة، وهي الأحاديث النبوية التي اعتني العلماء بها، وفق ضوابط ومعايير دقيقة، نفت عنها كل حديث موضوع أو مكذوب أو ضعيف، فأصبحت نقية صافية كأنك تأخذها من النبي - صلى الله عليه وسلم - مباشرة؛ ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: «عليكم بسُنَّتي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدينَ».
- كما حذرنا النبي - صلى الله عليه وسلم- من محدثات الأمور، وهي الأشياء التي دون دليل من القرآن والسنة الصحيحة، قال - صلى الله عليه وسلم-: «وإياكم ومحدثاتِ الأمورِ فإن كلَّ محدثةٍ بدعةٌ وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ».. فلا يغرك حديث أي شخص كائنا من كان إن لم يكن معه دليل من قرآن وسنة صحيحة!
- فشرط نصر الله -تعالى- للمسلمين، وإعزازه لهم هو التمسك بالإيمان الصادق، والعمل الصالح المستمديْن من كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم- القائل: «إني تاركٌ فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به، كتابَ اللهِ، وسنتِي»، فإن فعلوا ذلك فالله ناصرهم لا محالة، قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.
- فاستخلف الله المؤمنين في هذه الأرض، فكانوا فيه أعزة دهورا مديدة، ولما ابتعدوا عن طريق الهدى والنور ضعفوا واستكانوا، قال -تعالى-: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَن َّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَ ّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَ ّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.
- فمعادلة العزة والتمكين هي بأيدينا، {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ}، فنصر الله -تعالى- القريب ليس لكل من ادعى الإيمان، وزعم الإسلام، إنما هو لمن حقق الإيمان بقلبه، وعمل بالإسلام بجوارحه؛ فمن أعظم أسباب نصر الدين: القيام به، قولاً، واعتقاداً، وعملاً، ودعوةً.
سالم الناشي