تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)

    تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) }
    شيماء محمد

    **مسائل النزول
    فيمن نزلت هذه الآية
    قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنبأنا معمر عن قتادة في قوله: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين}حتى بلغ{فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين}قال:«هذه في المنافقين».)
    قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) أجمع جميع أهل التّأويل على أنّ هذه الآية نزلت في قومٍ من أهل النّفاق، وأنّ هذه الصّفة صفتهم.
    قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): قوله تعالى: {ومن النّاس من يقول آمنّا باللّه وباليوم الآخر}
    -
    حدّثنا محمّد بن يحيى ثنا أبو غسّان محمّد بن عمرٍو زنيجٌ، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال فيما حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: «{ومن النّاس من يقول آمنّا باللّه وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين}يعني- المنافقين من الأوس والخزرج، ومن كان على أمرهم».
    -
    حدّثنا عصام بن روّاد بن الجرّاح، ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية في قوله: {ومن النّاس من يقول آمنّا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين}قال: «هؤلاء المنافقون».قال أبو محمّدٍ: وكذلك فسّره الحسن، وقتادة، والسّدّيّ)
    قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى:{ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر}
    روى إسماعيل السدي، عن ابن عباس قال:"هم المنافقون".
    قال أهل اللغة: النفاق مأخوذ من نافقاء اليربوع،وهو جُحْرٌ يخرج منه اليربوع إذا أخذ عليه الجُحْرالذي يدخل فيه، فقيل: منافق؛ لأنه يدخل الإسلام باللفظ ويخرج منه بالعقد).
    قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) أخرج ابن إسحاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله:«{ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين}يعني: المنافقين من الأوس والخزرج ومن كان على أمرهم».
    وأخرج ابن إسحاق، وابن جرير عن ابن عباس، أن سورة البقرة إلى المائة منها هي رجال سماهم بأعيانهم وأنسابهم من أحبار يهود ومن المنافقين من الأوس والخزرج.
    وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله: {ومن الناس من يقول آمنابالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين}قال: «المراد بهذه الآية المنافقون».
    وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن قتادة في قوله: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر}حتى بلغ{وما كانوا مهتدين}قال:«هذه في المنافقين».
    قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ):هذه الآية نزلت في المنافقين.
    قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (شرع تعالى في بيان حال المنافقين الّذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، ولمّا كان أمرهم يشتبه على كثيرٍ من النّاس أطنب في ذكرهم بصفاتٍ متعدّدةٍ، كلٌّ منها نفاقٌ، كما أنزل سورة براءةٌ فيهم، وسورة المنافقين فيهم، وذكرهم في سورة النّور وغيرها من السّور، تعريفًا لأحوالهم لتجتنب، ويجتنب من تلبّس بها أيضًا، فقال تعالى:{ومن النّاس من يقول آمنّا باللّه وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين (8) يخادعون اللّه والّذين آمنوا وما يخدعون إلّا أنفسهم وما يشعرون (9)}
    النّفاق:هو إظهار الخير وإسرار الشّرّ،وهو أنواعٌ:اعتقاديٌّ،وهو الّذي يخلد صاحبه في النّار،وعمليٌّوهو من أكبر الذّنوب، كما سيأتي تفصيله في موضعه، إن شاء اللّه تعالى، وهذا كما قال ابن جريجٍ: «المنافق يخالف قوله فعله، وسرّه علانيته، ومدخله مخرجه، ومشهده مغيبه».
    وإنّما نزلت صفات المنافقين في السّور المدنيّة؛ لأنّ مكّة لم يكن فيها نفاقٌ، بل كان خلافه، من النّاس من كان يظهر الكفر مستكرها، وهو في الباطن مؤمنٌ، فلمّا هاجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى المدينة، وكان بها الأنصار من الأوس والخزرج، وكانوا في جاهليّتهم يعبدون الأصنام، على طريقة مشركي العرب، وبها اليهود من أهل الكتاب على طريقة أسلافهم، وكانوا ثلاث قبائل: بنو قينقاع حلفاء الخزرج، وبنو النّضير، وبنو قريظة حلفاء الأوس، فلمّا قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم المدينة، وأسلم من أسلم من الأنصار من قبيلتي الأوس والخزرج، وقلّ من أسلم من اليهود إلّا عبد اللّه بن سلام، رضي اللّه عنه، ولم يكن إذ ذاك نفاقٌ أيضًا؛ لأنّه لم يكن للمسلمين بعد شوكةٌ تخاف، بل قد كان، عليه الصّلاة والسّلام، وادع اليهود وقبائل كثيرةً من أحياء العرب حوالي المدينة، فلمّا كانت وقعة بدرٍ العظمى وأظهر اللّه كلمته، وأعلى الإسلام وأهله، قال عبد اللّه بن أبيّ بن سلول، وكان رأسًا في المدينة، وهو من الخزرج، وكان سيّد الطّائفتين في الجاهليّة، وكانوا قد عزموا على أن يملّكوه عليهم، فجاءهم الخير وأسلموا، واشتغلوا عنه، فبقي في نفسه من الإسلام وأهله، فلمّا كانت وقعة بدرٍ قال: هذا أمرٌ قد توجّه فأظهر الدّخول في الإسلام، ودخل معه طوائف ممّن هو على طريقته ونحلته، وآخرون من أهل الكتاب، فمن ثمّ وجد النّفاق في أهل المدينة ومن حولها من الأعراب، فأمّا المهاجرون فلم يكن فيهم أحدٌ، لأنّه لم يكن أحدٌ يهاجر مكرهًا، بل يهاجر ويترك ماله، وولده، وأرضه رغبةً فيما عند اللّه في الدّار الآخرة
    {ومن النّاس من يقول آمنّا باللّهوباليوم الآخر وما هم بمؤمنين}أي: يقولون ذلك قولًا ليس وراءه شيءٌ آخر
    **مسائل نحوية وصرفية
    1- الاختلاف في لفظ الناس
    قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ):كان أصل النون أن تكسر لالتقاء الساكنين، لكنها تفتح مع الألف واللام
    واختلف النحويون في لفظة النّاسفقال قوم:«هي من نسي فأصل ناس نسي قلب فجاء نيس تحركت الياء وانفتح ما قبلها فانقلبت ألفا فقيل ناس، ثم دخلت الألف واللام».
    وقال آخرون:ناس اسم من أسماء الجموع دون هذا التعليل، دخلت عليه الألف واللام.
    وقال آخرون:«أصل ناس أناس دخلت الألف واللام فجاء الأناس، حذفت الهمزة فجاء الناس أدغمت اللام في النون لقرب المخارج».
    قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ)أمّا قوله: {ومن النّاس}فإنّفي النّاس وجهين:أحدهماأن يكون جمعًا لا واحد له من لفظه، وإنّما واحدهم إنسانٌ وواحدتهم إنسانةٌ.
    والوجه الآخر:أن يكون أصله أناسٌ أسقطت الهمزة منها لكثرة الكلام بها، ثمّ دخلتها الألف واللاّم المعرّفتان، فأدغمت اللاّم الّتي دخلت مع الألف فيها للتّعريف في النّون، كما قيل في: {لكنّا هو اللّه ربّي}على ما قد بيّنّا في اسم اللّه الّذي هو اللّه.
    وقد زعم بعضهم أنّ النّاس لغةٌ غير أناسٍ، وأنّه سمع العرب تصغّره نويسٌ من النّاس، وأنّ الأصل لو كان أناسٌ لقيل في التّصغير: أنيسٌ، فردّ إلى أصله.
    ** مسائل بلاغية
    3- الانتقال من المفرد إلى الجمع
    قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ):({ومن النّاس من يقول آمنّا باللّه وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين}
    ثم قال: {ومن النّاس من يقول آمنّا باللّه وباليوم الآخر}فجعل اللفظ واحداً، ثم قال: {وما هم بمؤمنين}فجعل اللفظ جميعاً، وذلك أن(من)اللفظ بها لفظ واحد، ويكون جميعاً في المعنى، ويكون اثنين، فإن لفظت بفعله على معناه: فهو صحيح، وإن جعلت فعله على لفظه واحداً: فهو صحيح
    قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): وقوله تعالى: {من يقول آمنّا باللّه}رجع من لفظ الواحد إلى لفظ الجمع بحسب لفظ من ومعناها، وحسن ذلك لأن الواحد قبل الجمع في الرتبة،ولا يجوز أنيرجع متكلم من لفظ جمع إلى توحيد


    ** مسائل تفسيرية
    1- سبب تسمية اليوم الآخر
    قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) وقوله:{وباليوم الآخر}يعني بالبعث يوم القيامة، وإنّما سمّي يوم القيامة اليوم الآخر: لأنّه آخر يومٍ، لا يوم بعده سواه.
    قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): وسمى الله تعالى يوم القيامة باليوم الآخر لأنه لا ليل بعده، ولا يقال يوم إلا لما تقدمه ليل
    2- معني (ماهم بمؤمنين)
    قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) وقوله: {وما هم بمؤمنين}يعني بمصدّقين بما يزعمون أنّهم به مصدّقون). [
    قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى:{وما هم بمؤمنين}
    -
    حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، حدّثني عبد اللّه بن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ قوله: {وما هم بمؤمنين}قال: «مصدّقين».
    قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى:{وما هم بمؤمنين}فنفى عنهم الإيمان؛ لأنهم لا اعتقاد لهم ولا عمل)

    ** مسائل عقائدية
    1- الرد على الكرامية
    قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): نفى تعالى الإيمان عن المنافقين، وفي ذلك رد على الكرامية في قولهم إن الإيمان قول باللسان وإن لم يعتقد بالقلب

    2- الرد على الجهمية:
    قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ أمّا تأويل قوله: {وما هم بمؤمنين}ونفيه عنهم جلّ ذكره اسم الإيمان، وقد أخبر عنهم أنّهم قد قالوا بألسنتهم آمنّا باللّه وباليوم الآخر؛ فإنّ ذلك من اللّه جلّ وعزّ تكذيبٌ لهم فيما أخبروا عن اعتقادهم من الإيمان بقلوبهم والإقرار بالبعث، وإعلامٌ منه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّ الّذي يبدونه له بأفواههم خلاف ما في ضمائر قلوبهم، وضدّ ما في عزائم نفوسهم.
    وفي هذه الآية دلالةٌ واضحةٌ على بطول ما زعمته الجهميّة من أنّ الإيمان هو التّصديق بالقول دون سائر المعاني غيره، وقد أخبر اللّه جلّ ثناؤه عن الّذين ذكرهم في كتابه من أهل النّفاق أنّهم قالوا بألسنتهم: {آمنّا باللّه وباليوم الآخر}ثمّ نفى عنهم أن يكونوا مؤمنين، إذ كان اعتقادهم غير مصدّقٍ قيلهم ذلك.


    تفسير قوله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) }
    ** مسائل تفسيرية
    1- معنى يخادعون الله
    قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({يخادعون}في معنى: يخدعون، ومعناها: يظهرون غير ما في أنفسهم، ولا يكاد يجئ يفاعل إلاّ من اثنين، إلا في حروف هذا أحدهما؛ قوله:{قاتلهم الله}معناها: قتلهم الله). [مجاز القرآن: 1/31]
    قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({يخادعون اللّه والّذين آمنوا وما يخدعون إلاّ أنفسهم وما يشعرون}
    أما قوله: {يخادعون اللّه والّذين آمنوا}ولا تكون المفاعلة إلا من شيئين، فإنه إنمّا يقول: {يخادعون اللّه} عند أنفسهم يمنونها أن لا يعاقبوا وقد علموا خلاف ذلك في أنفسهم، ذلك لحجة الله الواقعة على خلقه بمعرفته.
    {وما يخدعون إلاّ أنفسهم}وقال بعضهم: (يخادعون)، يقول: يخدعون أنفسهم بالمخادعة
    قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({يخادعون}يظهرون خلاف ما في نفوسهم.
    قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {يخادعون اللّه والّذين آمنوا وما يخدعون إلّا أنفسهم}يريد: إنهم يخادعون المؤمنين باللّه فإذا خادعوا المؤمنين: فكأنهم خادعوا الله، وخداعهم إيّاهم: قولهم لهم إذا لقولهم: {قالوا آمنّا وإذا خلوا إلى شياطينهم} أي: مردتهم، قالوا: {إنّا معكم، إنّما نحن مستهزؤن}.
    وما يُخَادِعون إلّاأنفسهملأن وبال هذه الخديعة وعاقبتها راجعة عليهم، وهم لا يشعرون). [تفسير غريب القرآن: 40]
    قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {يخادعون اللّه والّذين آمنوا وما يخدعون إلّا أنفسهم وما يشعرون (9)}
    يعني به: المنافقين أيضاً.
    ومعنى {يخادعون}: يظهرون غير ما في نفوسهم، والتقية تسمّى -أيضاً- خداعاً، فكأنهم لمّا أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر صارت تقيتهم خداعاً، وجاء بـ"فاعل" لغير اثنين؛ لأن هذا المثال يقع كثيراً في اللغة للواحد نحو "عاقبت اللص" و"طارقت النعل".
    وقوله عزّ وجلّ: {وما يخدعون إلّا أنفسهم}تأويله أن الخداع يرجععليهم بالعذاب والعقاب،{وما يشعرون}أي: وما يعلمون أنه يرجع عليهم بالعذاب، يقال: "ما شعرت به" أي: ما علمت به، و"ليت شعري ما صنعت" معناه: ليت علمي). [معاني القرآن: 1/85]
    قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى:{يخادعون الله والذين آمنوا}
    المخادعة في اللغة: إظهار خلاف الاعتقاد، وتسمى التقية خداعاً، وهو يكون من واحد.
    قال ابن كيسان: لأن فيه معنى راوغت كأنه قابل شيئاً بشيء). [معاني القرآن: 1/89]
    قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى:{وما يخدعون إلا أنفسهم}أي أن عقوبة ذلك ترجع عليهم، لها، وبها نقرأ.
    قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ)وخداع المنافق ربّه والمؤمنين إظهاره بلسانه من القول والتّصديق خلاف الّذي في قلبه من الشّكّ والتّكذيب ليدرأ عن نفسه بما أظهر بلسانه حكم اللّه عزّ وجلّ، اللاّزم من كان بمثل حاله من التّكذيب لو لم يظهر بلسانه ما أظهر من التّصديق والإقرار، من القتل والسّباء، فذلك خداعه ربّه وأهل الإيمان باللّه
    قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُخَادِعُونَ}: ينافقون).
    قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ):اختلف المتأولون في قوله تعالى: {يخادعون اللّه}.
    فقال الحسن بن أبي الحسن: «المعنى يخادعون رسول الله فأضاف الأمر إلى الله تجوزا لتعلق رسوله به، ومخادعتهم هي تحيلهم في أن يفشي رسول الله والمؤمنون لهم أسرارهم فيتحفظون مما يكرهونه ويتنبهون من ضرر المؤمنين على ما يحبونه».
    وقال جماعة من المتأولين: «بل يخادعون الله والمؤمنين، وذلك بأن يظهروا من الإيمان خلاف ما أبطنوا من الكفر ليحقنوا دماءهم ويحرزوا أموالهم ويظنون أنهم قد نجوا وخدعوا وفازوا، وإنما خدعوا أنفسهم لحصولهم في العذاب وما شعروا لذلك».
    قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى:{وما يخدعون إلاّ أنفسهم}
    إن قال لنا قائلٌ:أوليس المنافقون قد خدعوا المؤمنين بما أظهروا بألسنتهم من قيل الحقّ عن أنفسهم وأموالهم وذراريّهم حتّى سلمت لهم دنياهم وإن كانوا قد كانوا مخدوعين في أمر آخرتهم؟
    قيل:خطأٌ أن يقال إنّهم خدعوا المؤمنين؛ لأنّا إذا قلنا ذلك أوجبنا لهم حقيقة خدعةٍ جازت لهم على المؤمنين، كما أنّا لو قلنا: قتل فلانٌ فلانًا، أوجبنا له حقيقة قتلٍ كان منه لفلانٍ، ولكنّا نقول: خادع المنافقون ربّهم والمؤمنين، ولم يخدعوهم بل خدعوا أنفسهم، كما قال جلّ ثناؤه دون غيرها، نظير ما تقول في رجلٍ قاتل آخر فقتل نفسه ولم يقتل صاحبه: قاتل فلانٌ فلانًا ولم يقتل إلاّ نفسه، فتوجب له مقاتلة صاحبه، وتنفي عنه قتله صاحبه، وتوجب له قتل نفسه.
    فكذلك تقول: خادع المنافق ربّه والمؤمنين، ولم يخدع إلاّ نفسه، فتثبت منه مخادعة ربّه والمؤمنين، وتنفي أن يكون خدع غير نفسه؛ لأنّ الخادع هو الّذي قد صحّت له الخديعة ووقع منه فعلها، فالمنافقون لم يخدعوا غير أنفسهم، لأنّ ما كان لهم من مالٍ وأهلٍ فلم يكن المسلمون ملكوه عليهم في حال خداعهم إيّاهم عنه بنفاقهم ولا قبلها فيستنقذوه بخداعهم منهم، وإنّما دافعوا عنه بكذبهم وإظهارهم بألسنتهم غير الّذي في ضمائرهم، وبحكم اللّه لهم في أموالهم وأنفسهم وذراريّهم في ظاهر أمورهم بحكم ما انتسبوا إليه من الملّة، واللّه بما يخفون من أمورهم عالمٌ. وإنّما الخادع من ختل غيره عن شيئه، والمخدوع غير عالمٍ بموضع خديعة خادعه، فأمّا والمخادع عارفٌ بخداع صاحبه إيّاه، وغير لاحقه من خداعه إيّاه مكروهٌ، بل إنّما يتجافى للظّانّ به أنّه له مخادعٌ استدراجًا ليبلغ غايةً يتكامل له عليه الحجّة للعقوبة الّتي هو به موقعٌ عند بلوغه إيّاها. والمستدرج غير عالمٍ بحال نفسه عند مستدرجه، ولا عارفٍ باطّلاعه على ضميره، وأنّ إمهال مستدرجه إيّاه وتركه معالجة عقوبته على جرمه ليبلغ المخاتل المخادع من استحقاقه عقوبة مستدرجه بكثرة إساءته وطول عصيانه إيّاه وكثرة صفح المستدرج وطول عفوه عنه أقصى غايةٍ، فإنّما هو خادعٌ نفسه لا شكّ دون من حدّثته نفسه أنّه له مخادعٌ، ولذلك نفى اللّه جلّ ثناؤه عن المنافق أن يكون خدع غير نفسه، إذ كانت الصّفة الّتي وصفنا صفته.
    قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى:{يخادعون اللّه والّذين آمنوا}أي: بإظهارهم ما أظهروه من الإيمان مع إسرارهم الكفر، يعتقدون بجهلهم أنّهم يخدعون اللّه بذلك، وأنّ ذلك نافعهم عنده، وأنّه يروج عليه كما يروج على بعض المؤمنين، {وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون}يقول: وما يغرّون بصنيعهم هذا ولا يخدعون إلّا أنفسهم، وما يشعرون بذلك من أنفسهم، كما قال تعالى: {إنّ المنافقين يخادعون اللّه وهو خادعهم}
    2- معني مايشعرون
    قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى:{وما يشعرون}يعني بقوله جلّ ثناؤه: {وما يشعرون}وما يدرون،
    فأخبر اللّه تعالى ذكره عن المنافقين، أنّهم لا يشعرون بأنّ اللّه خادعهم بإملائه لهم واستدراجه إيّاهم الّذي هو من اللّه جلّ ثناؤه إبلاغٌ إليهم في الحجّة والمعذرة، ومنهم لأنفسهم خديعةٌ، ولها في الآجل مضرّةٌ. كالّذي؛حدّثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: سألت ابن زيدٍ عن قوله: {وما يخدعون إلاّ أنفسهم وما يشعرون}قال:«ما يشعرون أنّهم ضرّوا أنفسهم بما أسرّوا من الكفر والنّفاق وقرأ قول اللّه:{يوم يبعثهم اللّه جميعًا}قال: هم المنافقون حتّى بلغ{ويحسبون أنّهم على شيءٍ}قد كان الإيمان ينفعهم عندكم».)
    قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ):
    قال تعالى: {وما يشعرون}أي: وما يشعرون بذلك، والمعنى: ما تحل عاقبة الخدع إلا بهم)
    قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): (والخدع: منع الحق).[ياقوتة الصراط: 170]
    قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): وقوله تعالى: {وما يشعرون}:معناه وما يعلمون علم تفطن وتهد، وهي لفظة مأخوذة من الشعار كأن الشيء المتفطن له شعار للنفس، والشعار الثوب الذي يلي جسد الإنسان، وهو مأخوذ من الشعر، والشاعر المتفطن لغريب المعاني.
    واختلف ما الذي نفى الله عنهم أن يشعروا له؛فقالت طائفة:«وما يشعرون أن ضرر تلك المخادعة راجع عليهم لخلودهم في النار».
    وقال آخرون:«وما يشعرون أن الله يكشف لك سرهم ومخادعتهم في قولهم آمنا»).

    يتبع


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي رد: تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ

    تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) }
    شيماء محمد


    ** القراءات
    1- الاختلاف في قراءة (يخادعون)
    قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
    الصّحيح من القراءة: {وما يخدعون إلاّ أنفسهم}دون: وما يخادعون، لأنّ لفظ المخادع غير موجبٍ تثبيت خديعةٍ على صحّةٍ، ولفظ خادعٍ موجبٌ تثبيت خديعةٍ على صحّةٍ، ولا شكّ أنّ المنافق قد أوجب تثبيت خديعة اللّه لنفسه بما ركب من خداعه ربّه ورسوله والمؤمنين بنفاقه، فلذلك وجبت الصّحّة لقراءة من قرأ: {وما يخدعون إلاّ أنفسهم}.
    ومن الدّلالة أيضًا على أنّ قراءة من قرأ: {وما يخدعون}أولى بالصّحّة من قراءة من قرأ: (وما يخادعون ) أنّ اللّه جلّ ثناؤه قد أخبر عنهم أنّهم يخادعون اللّه والمؤمنين في أوّل الآية، فمحالٌ أن ينفي عنهم ما قد أثبت أنّهم قد فعلوه، لأنّ ذلك تضادٌّ في المعنى، وذلك غير جائزٍ من اللّه جلّ ثناؤه)
    قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ):اختلف القراء في يخادعون الثاني.
    فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: «يخادعون».
    وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: «وما يخدعون».
    وقرأ أبو طالوت عبد السلام بن شداد والجارود بن أبي سبرة: «يخدعون» بضم الياء.
    وقرأ قتادة ومورق العجلي: «يخدّعون» بضم الياء وفتح الخاء وكسر الدال وشدها.
    قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) ومن القرّاء من قرأ: "وما يخادعون إلا أنفسهم"، وكلا القراءتين ترجع إلى معنى واحد)

    2- سبب اختلاف القراءات
    قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ):ووجه قراءة عاصم ومن ذكر، أن ذلك الفعل هو خدع لأنفسهم يمضي عليها، تقول: «خادعت الرجل» بمعنى أعملت التحيل عليه، فخدعته بمعنى تمت عليه الحيلة ونفذ فيه المراد، والمصدر «خدع» بكسر الخاء وخديعة، حكى ذلك أبو زيد. فمعنى الآية وما ينفذون السوء إلا على أنفسهم وفيها.
    ووجه قراءة أبي طالوتأحد أمرين:إما أن يقدر الكلام وما يخدعون إلا عن أنفسهم فحذف حرف الجر ووصل الفعل إما أن يكون «يخدعون» أعمل عمل ينتقصون لما كان المعنى وما ينقصون ويستلبون إلا أنفسهم،
    ووجه قراءة قتادة المبالغة في الخدع، إذ هو مصير إلى عذاب الله
    قال الخليل: «يقال خادع من واحد لأن في المخادعة مهلة، كما يقال عالجت المريض لمكان المهلة».
    قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا من دقيق نظره وكأنه يرد فاعل إلى الاثنين، ولا بد من حيث ما فيه مهلة ومدافعة ومماطلة، فكأنه يقاوم في المعنى الذي تجيء فيه فاعل

    ** مسائل بلاغية
    3- الفرق بين خدع وخادع
    قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ):
    فرق أهل اللغة بين "خادع" و"خدع"، فقالوا: "خادع" أي: قصد الخدع وإن لم يكن خدع، و"خدع" معناه: بلغ مراده.
    والاختيار عندهم "يخادعون" في الأولى؛ لأنه غير واقع، والاختيار في الثاني "يخدعون"؛ لأنه أخبر تعالى أنه واقع بهم لما يطلع عليه من أخبارهم، فعاد ما ستروه وأظهروا غيره وبالاً عليهم .
    وقال محمد بن يزيد: يجوز في الثاني: (وما يخادعون) أي: بتلكالمخادعةبعينهاإنما يخادعون أنفسهم بها؛ لأن وبالها يرجع عليهم.

    تفسير قوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) }
    ** مسائل تفسيرية
    1- المقصود بالمرض
    قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({في قلوبهم مرضٌ}أي: شكّ ونفاق.
    قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): {في قلوبهم مرض}: أي شك ونفاق
    قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({في قلوبهم مرضٌ}أي: شك ونفاق، ومنه يقال: فلان يمرّض في الوعد وفي القول، إذا كان لا يصححه ولا يؤكده)
    قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى:{في قلوبهم مرضٌ فزادهم الله مرضًا ولهم عذابٌ أليمٌ بما كانوا يكذبون}
    قال أبو جعفرٍ: وأصل المرض: السّقم، ثمّ يقال ذلك في الأجساد والأديان فأخبر اللّه جلّ ثناؤه أنّ في قلوب المنافقين مرضًا، وإنّما عنى تبارك وتعالى بخبره عن مرض قلوبهم الخبر عن مرض ما في قلوبهم من الاعتقاد،ولكن لمّا كان معلومًا بالخبر عن مرض القلب أنّه معنيٌّ به مرض ما هم معتقدوه من الاعتقاد استغنى بالخبر عن القلب بذلك، والكناية به عن تصريح الخبر عن ضمائرهم واعتقاداتهم
    ذكر من قال ذلك:
    -
    حدّثنا محمّد بن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن أبي محمّدٍ، مولى زيد بن ثابتٍ عن عكرمة أو عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ:«{في قلوبهم مرضٌ}أي شكٌّ».
    -
    وحدّثت عن المنجاب، قال: حدّثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، قال:«المرض: النّفاق».
    -
    حدّثني موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرو بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في خبرٍ ذكره عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة الهمدانيّ، عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ، من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {في قلوبهم مرضٌ}يقول: «في قلوبهم شكٌّ».
    -
    حدّثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال عبد الرّحمن بن زيدٍ في قوله: {في قلوبهم مرضٌ}قال: «هذا مرضٌ في الدّين وليس مرضًا في الأجساد،قال: هم المنافقون.».
    -
    حدّثني المثنّى بن إبراهيم، قال: حدّثنا سويد بن نصرٍ، قال: أخبرنا ابن المبارك قراءةً عن سعيدٍ، عن قتادة، في قوله: {في قلوبهم مرضٌ}قال: «في قلوبهم ريبةٌ وشكٌّ في أمر اللّه جلّ ثناؤه».
    -
    وحدّثت عن عمّار بن الحسن، قال حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ: {في قلوبهم مرضٌ}قال: «هؤلاء أهل النّفاق، والمرض الّذي في قلوبهم الشّكّ في أمر اللّه».
    -
    حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال عبد الرّحمن بن زيدٍ: {ومن النّاس من يقول آمنّا باللّه وباليوم الآخر}حتّى بلغ: {في قلوبهم
    قالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ:{في قلوبهم مرض فزادهم اللّه مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون (10)}معناه: نفاق، وقد يقال: السّقم والمرض في البدن وفي الدّين جميعاً، كما يقال: الصحة في البدن والدّين جميعاً.

    فمعنى قوله:{مرض}قال أبو عبيدة: معناه: شك ونفاق، والمرض في القلب: يصلح لكل ما خرج به الإنسان عن الصحة في الدين.
    وقوله: {فزادهم اللّه مرضاً} فيه جوابان:
    قال بعضهم:زادهم الله بكفرهم. كما قال عزّ وجلّ: {بل طبع اللّه عليها بكفرهم}.
    وقال بعض أهل اللغة:فزادهم اللّه بما أنزل عليهم من القرآن، فشكوا فيه كما شكوا في الذي قبله. قال:والدليل على ذلك قوله عزّ وجلّ: {وإذا ما أنزلت سورة} إلى قوله: {فأمّا الّذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون (124) وأمّا الّذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم}وهذا قول بين واضح، واللّه أعلم.
    وقوله عزّ وجلّ: {ولهم عذاب أليم}معناه موجع يصل وجعه إلى قلوبهم. وتأويل{أليم}في اللغة: مؤلم.

    قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: {في قلوبهم مرض}
    [الوجه الأول]
    -
    حدّثنا أبو زرعة، ثنا محمّد بن أبي بكرٍ المقدسي، ثنا عبد العزيز بن عبد الصّمد، عن مالك بن دينارٍ، عن عكرمة{في قلوبهم مرضٌ}قال: «الزّنا».
    -
    حدّثنا أحمد بن منصورٍ الرّماديّ، ثنا عبد الرّزّاق، ثنا معمرٌ، عن ابن طاوسٍ، عن أبيه{في قلوبهم مرضٌ}قال: «ذلك في بعض أمور النّساء».
    الوجه الثّاني:
    -
    حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ{في قلوبهم مرضٌ}قال: «المرض النّفاق».
    والوجه الثّالث:
    -
    حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ أبو غسّان محمّد بن عمرٍو، ثنا سلمة، عن محمّد ابن إسحاق قال: فيما حدّثنا محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: «{فيقلوبهم مرضٌ}أي شكٌّ».
    -
    حدّثنا عصام بن روّاد بن الجرّاح العسقلانيّ، ثنا آدم بن أبي إياسٍ، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية: «يقول اللّه:{في قلوبهم مرضٌ}يعني الشّكّ».قال أبو محمّدٍ: وكذا روي عن مجاهدٍ، والحسن، وعكرمة، والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ، وقتادة). [تفسير القرآن العظيم: 1/43]مرضٌ}قال: «المرض: الشّكّ الّذي دخلهم في الإسلام».)
    قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى:{في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا}

    روى السدي، عن أبي مالك، وأبي صالح، عن ابن عباس قال:"يقول: في قلوبهم شك".
    وقال غيره: المرض: النفاق والرياء، والمرض: في الجسد، كما أن العمى: في القلب
    قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): (والمرض: الكفر، ومنه قوله عز وجل:{في قلوبهم مرض})
    قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): المرض عبارة مستعارة للفساد الذي في عقائد هؤلاء المنافقين وذلك إما أن يكون شكا، وإما جحدا بسبب حسدهم مع علمهم بصحة ما يجحدون، وبنحو هذا فسر المتأولون.
    وقال قوم: «المرض غمهم بظهور أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم».
    قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) قال السّدّيّ، عن أبي مالكٍ وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة الهمدانيّ عن ابن مسعودٍ، وعن أناسٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في هذه الآية: {في قلوبهم مرضٌ}قال: « شكٌّ»،{فزادهم اللّه مرضًا}قال: «شكًّا».
    وقال [محمّد] بن إسحاق، عن محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة، أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ [في قوله] {في قلوبهم مرضٌ}قال: «شك».
    وكذلك قال مجاهدٌ، وعكرمة، والحسن البصريّ، وأبو العالية، والرّبيع بن أنسٍ، وقتادة.
    وعن عكرمة، وطاوسٍ: «{في قلوبهم مرضٌ}يعني: الرّياء».
    وقال الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ:{في قلوبهم مرضٌ}قال: «نفاقٌ»،{فزادهم اللّه مرضًا}قال: «نفاقًا»، وهذا كالأوّل.
    وقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: {في قلوبهم مرضٌ}قال: «هذا مرضٌ في الدّين، وليس مرضًا في الأجساد، وهم المنافقون،والمرض: الشّكّ الّذي دخلهم في الإسلام
    2- معنى زادهم
    قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {فزادهم اللّه مرضًا}
    [الوجه الأول]
    -
    حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ أبو غسّان، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال: فيما حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: «{فزادهم اللّه مرضًا}أي شكًّا».
    -
    حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم ثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية، يقول: «{فزادهم اللّه مرضًا}يعني شكًّا».
    الوجه الثّاني:
    -
    حدّثنا محمّد بن عليّ بن سعيدٍ النّسائيّ، ثنا قتيبة بن سعيدٍ، ثنا جعفر بن سليمان الضّبعيّ، عن محمّد بن عليٍّ، عن سعدٍ الإسكاف، عن زيد بن عليٍّ أنّه قال: «المرض مرضان: مرض زنًا، ومرض نفاقٍ».
    -
    حدّثنا أبي، ثنا أبو عمر حفص بن عمر، ثنا الحارث بن وجيهٍ، عن مالك بن دينارٍ قال: سألت عكرمة عن قوله: {فزادهم اللّه مرضًا}قال: «زنًا».
    الوجه الثّالث:
    -
    حدّثنا محمّد بن عليٍّ أنبأ العبّاس، ثنا يزيد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: «{فزادهم اللّه مرضًا}أي نفاقًا».

    قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): واختلف المتأولون في معنى قوله فزادهم اللّه مرضاً فقيل هو دعاء عليهم، وقيل هو خبر أن الله قد فعل بهم ذلك، وهذه الزيادة هي بما ينزل من الوحي ويظهر من البراهين، فهي على هؤلاء المنافقين عمى وكلما كذبوا زاد المرض.
    3- معنى أليم.
    قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ) {عذابٌ أليمٌ}أي: موجع من الألم، وهو في موضع "مفعل"،
    قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): {أليم}: موجع، في معنى "مؤلم")
    قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى:{ولهم عذابٌ أليمٌ}
    قال أبو جعفرٍ:والأليم:هو الموجع، ومعناه: ولهم عذابٌ مؤلمٌ، فصرف مؤلمٍ إلى أليمٍ
    قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: {ولهم عذابٌ أليمٌ}
    -
    حدّثنا عصام بن روّادٍ العسقلانيّ، ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع ابن أنسٍ عن أبي العالية، في قوله: {ولهم عذابٌ أليمٌ}قال: «الأليم الموجع في القرآن كلّه».قال: وكذلك فسّره سعيد بن جعفرٍ، والضّحّاك بن مزاحمٍ، وقتادة وأبو مالكٍ، وأبو عمران الجونيّ، ومقاتل بن حيّان
    الَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): (والأليم: المؤلم).[ياقوتة الصراط: 171]
    قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّرَضٌ}: نفاق. {أَلِيمٌ}: مؤلم). [العمدة في غريب القرآن: 70]

    قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: «كل شيء في القرآن{أليم}فهو الموجع».
    وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال: «{الأليم}الموجع في القرآن كله».
    وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة في قوله{مرض}قال:«ريبة وشك في أمر الله»،{فزادهم الله مرضا}قال: «ريبة وشكا»،{ولهم عذابأليم بما كانوا يكذبون}قال: «إياكم والكذب فإنه من باب النفاق وإنا والله ما رأينا عملا قط أسرع في فساد قلب عبد من كبر أو كذب».
    وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله: {في قلوبهم مرض}قال: «هذا مرض في الدين وليس مرضا في الأجساد، وهم المنافقون والمرض الشك الذي دخل في الإسلام
    وأخرج ابن جرير عن الربيع في قوله: {في قلوبهم مرض}قال: «هؤلاء أهل النفاق، والمرض في قلوبهم الشك في أمر الله عز وجل{فزادهم اللهمرضا}قال: شكا».
    وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال: «العذاب الأليم، هم الموجع وكل شيء في القرآن من{الأليم}فهو الموجع»)
    قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {بما كانوا يكذبون}
    -
    حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، أنبأ بشرٌ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ، في قوله: «{بما كانوا يكذبون}يقول: يبدّلون ويحرّفون».). [تفسير القرآن العظيم: 1/44]
    قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(قوله تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}
    أخرج ابن إسحاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله{مرض}قال: «شك»،{فزادهم الله مرضا}أي قال: «شكا».
    وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود مثله.
    وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {في قلوبهم مرض}قال:«النفاق»،{ولهم عذاب أليم}قالنكال موجع»،{بما كانوايكذبون}قال: «يبدلون ويحرفون».
    وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله تعالى: {في قلوبهم مرض}قال: «النفاق»،
    قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): وأليمٌ معناه مؤلم
    4- الضمير لهم
    قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): والضمير في لهم هو عائد إلى المنافقين المشار إليهم قبل.
    وقال بعض الناس: «الإشارة هنا هي إلى منافقي اليهود».
    وقال سلمان الفارسي رضي الله عنه في تفسير هذه الآية:«لم يجئ هؤلاء بعد»،ومعنى قوله: لم ينقرضوا بل هم يجيئون في كل زمان)

    ** القراءات
    1- القراءات (مرض –زادهم -يكذّبون)
    قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({في قلوبهم مّرضٌ فزادهم اللّه مرضاً ولهم عذابٌ أليمٌ بما كانوا يكذبون}

    أما قوله:{فزادهم اللّه مرضاً}؛ فمنفخم: نصب الزاي،فقال: (زَادَهم)، ومن أمال: كسر الزاي، فقال: (زِادَهم)؛لأنها من "زِدْت" أولها مكسور.
    قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ)
    اختلفت القراءة في قراءة ذلك،فقرأه بعضهم:{بما كانوا يكذبون}مخفّفة الذّال مفتوحة الياء، وهي قراءة عظم قرأة أهل الكوفة.
    وقرأه آخرون:(يكذّبون ) بضمّ الياء وتشديد الذّال، وهي قراءة أهل المدينة والحجاز والبصرة.
    وكأنّ الّذين قرءوا ذلك بتشديد الذّال وضمّ الياء رأوا أنّ اللّه جلّ ثناؤه إنّما أوجب للمنافقين العذاب الأليم بتكذيبهم نبيّهم محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم وبما جاء به، وأنّ الكذب لولا التّكذيب لا يوجب لأحدٍ اليسير من العذاب، فكيف بالأليم منه؟
    قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): وقرأ الأصمعي عن أبي عمر: «مرض» بسكون الراء وهي لغة في المصدر قال أبو الفتح: «وليس بتخفيف».
    وقرأ حمزة: «فزادهم» بكسر الزاي، وكذلك ابن عامر، وكان نافع يشم الزاي إلى الكسر، وفتح الباقون.
    قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر «يكذّبون» بضم الياء وتشديد الذال.
    وقرأ الباقون بفتح الياء وتخفيف الذال، فالقراءة بالتثقيل يؤيدها قوله تعالى قبل: {وما هم بمؤمنين}،فهذا إخبار بأنهم يكذبون.
    والقراءة بالتخفيف يؤيدها أن سياق الآيات إنما هي إخبار بكذبهم، والتوعد بالعذاب الأليم، متوجه على الكذب في مثل هذه النازلة، إذ هو منطو على الكفر، وقراءة التثقيل أرجح.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •