تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ما صحة خبر: ( رَنَّ إِبْلِيسُ أَرْبَعًا حين لعن وحين أهبط وحين بعث محمد... ).

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي ما صحة خبر: ( رَنَّ إِبْلِيسُ أَرْبَعًا حين لعن وحين أهبط وحين بعث محمد... ).

    السؤال

    ما صحة خبر خْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: "رَنَّ إِبْلِيسُ أَرْبَعًا حِينَ لُعِنَ، وَحِينَ أُهْبِطَ، وَحِينَ بُعِثَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبُعِثَ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ، وَحِينَ أُنْزِلَتِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: نَزَلَتْ بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ يُقَالُ الرَّنَّةُ وَالنَّخِرَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ رَنَّ أَوْ نَخَرَ"؟
    ملخص الجواب

    خبر "رَنَّ إِبْلِيسُ أَرْبَعًا حِينَ لُعِنَ، وَحِينَ أُهْبِطَ، وَحِينَ بُعِثَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبُعِثَ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ، وَحِينَ أُنْزِلَتِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: نَزَلَتْ بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ يُقَالُ الرَّنَّةُ وَالنَّخِرَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ رَنَّ أَوْ نَخَرَ". خبر غيبي، وليس له إسناد ثابت متصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه ثابت من قول مجاهد رحمه الله تعالى. كما هو موضح في الجواب المطول فلينظر للأهمية

    الجواب



    الحمد لله.
    روى أبو الشيخ في "العظمة" (5 / 1679)، وأبو نعيم الاصبهاني في "الحلية" (3 / 299) عن أَبي الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: "رَنَّ إِبْلِيسُ أَرْبَعًا حِينَ لُعِنَ، وَحِينَ أُهْبِطَ، وَحِينَ بُعِثَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبُعِثَ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ، وَحِينَ أُنْزِلَتِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: نَزَلَتْ بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ يُقَالُ الرَّنَّةُ وَالنَّخِرَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ رَنَّ أَوْ نَخَرَ".
    وهذا إسناد رجاله ثقات إلى مجاهد بن جبر رحمه الله تعالى.
    ورواه ابن الضريس في "فضائل القرآن" (ص 82)، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يعلى بْنُ أَسَدٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) شَقَّ عَلَى إِبْلِيسَ مَشَقَّةً عَظِيمَةً شَدِيدَةً، وَرَنَّ رَنَّةً شَدِيدَةً، وَنَخَرَ نَخْرَةً شَدِيدَةً "، قَالَ مُجَاهِدٌ: " فَمَنْ رَنَّ أَوْ نَخَرَ فَهُوَ مَلْعُونٌ".
    وقال في (ص 82 - 83): أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ - يَعْنِي ابْنُ عَيَّاشٍ - عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنِ رُفَيْعٍ قَالَ: "لَمَّا أنزلَتْ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ رَنَّ إِبْلِيسُ كَرَنَّتِهِ يَوْمَ لُعِنَ".
    لكن يحتمل جدا أن يكون عبد العزيز قد أخذه من مجاهد فهو معدود في الرواة عنه.
    وهذا خبر لا يعلم إلا بوحي وبإخبار من النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون بهذا خبرا منقطعا؛ لأننا لا نعلم عمن أخذه مجاهد، فهو لم يذكر إسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
    ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (5/100)، قال: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ قَالَ: أخبرنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: أخبرنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ إِبْلِيسَ رَنَّ حِينَ أُنْزِلَتْ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَأُنْزِلَتْ بِالْمَدِينَةِ".
    ثم قال الطبراني:
    "لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مَنْصُورٍ إِلَّا أَبُو الْأَحْوَصِ، تَفَرَّدَ بِهِ: أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ" انتهى.
    وهذا إسناد رواته ثقات؛ إلا أن سماع مجاهد من أبي هريرة مختلف فيه.
    وأبو بكر بن أبي شيبة خالف جماعة الرواة الذين جعلوا هذا الخبر من قول مجاهد.
    ولذا قال ابن رجب رحمه الله تعالى بعد ذكره لهذه الرواية:
    " والمعروفُ هذا عن مجاهد من قوله " انتهى من "تفسير ابن رجب" لطارق عوض (2/614).
    فالحاصل؛ أن هذا خبر غيبي، وليس له إسناد ثابت متصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه ثابت من قول مجاهد رحمه الله تعالى.
    والله أعلم.
    https://islamqa.info/ar/answers/3831...AD%D9%85%D8%AF
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2

    افتراضي رد: ما صحة خبر: ( رَنَّ إِبْلِيسُ أَرْبَعًا حين لعن وحين أهبط وحين بعث محمد... ).

    وروي من قول ابن عباس أيضا ولا يصح، إنما هو من قول سعيد بن جبير رحمه الله.
    ففيما خرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده كما في الإتحاف [6299]، فقال:
    ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ،
    ثنا يَعْقُوبُ الْعَمِيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ:
    " لَمَّا فَتَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ رَنَّ إِبْلِيسُ رَنَّةً فَاجْتَمْعَتْ إِلَيْهِ ذُرِّيَّتُهُ، فَقَالَ:
    ايْئَسُوا أَنْ تردوا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم عَلَى الشِّرْكِ بَعْدَ يَوْمِكُمْ هَذَا، وَلَكِنْ أَفْشُوا فِيهَا يَعْنِي مَكَّةَ الشِّعْرَ وَالنَّوْحَ ". اهـ.
    توبع فيما خرجه الطبراني في المعجم الكبير [12318]، فقال:
    حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عُمَرُ بْنُ الْعَبَّاسِ الرَّازِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، به.
    وفيما خرجه إسماعيل الأصبهاني في الترغيب
    (٢٤٣١) من طريق: علي بن محمد بن سعيد الثقفي، قال:
    حدثنا منجاب بن الحارث، حدثني عمرو بن العباس البصري، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، به.
    وتوبع فيما خرجه أبو نعيم في الحلية [9 : 63]، فقال:
    حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، به لكن بلفظ:
    " لَمَّا لَعَنَ اللَّهُ إِبْلِيسَ تَغَيَّرَتْ صُورَتُهُ عَنْ صُورَةِ الْمَلائِكَةِ، فَرَنَّ رَنَّةً، فَكُلُّ رَنَّةٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَهِيَ مِنْ رَنَّةِ إِبْلِيسَ عَلَيْهِ اللَّعْنَةُ ". اهـ.
    خولف عبد الرحمن بن المهدي فيما خرجه ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان (٣٣)، فقال:
    حدثنا إبراهيم بن راشد، حدثنا داود بن مهران، حدثنا يعقوب القمي، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، قال:
    لما لعن الله تعالى إبليس تغيرت صورته عن صورة الملائكة، فجزع فرن رنة فكل رنة إلى يوم القيامة منها.
    قال سعيد: ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم قائما يصلي بمكة رن رنة أخرى.
    قال سعيد: ولما افتتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة رن رنة أخرى اجتمعت إليه ذريته.
    فقال: ايأسوا أن تردوا أمة محمد إلى الشرك، ولكن افتنوهم في دينهم، وأفشوا بينهم النوح والشعر. اهـ.
    توبع فيما خرجه أبو الشيخ في العظمة [1122]، فقال:
    حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، به، فذكر منه الشطر الأول فقط.
    ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره
    12389، من قول سعيد بن جبير رحمه الله.
    ويشهد له فيما ذكره ابن رجب في تفسيره لما خرجه مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
    أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ". اهـ.
    والله أعلم.
    .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •