فضل من حفظ فرجه خوفا من الله تعالى


قال تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا}[1].

قال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِم ْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[2].

قال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}[3].

قال تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَات ِ وَالْمُؤْمِنِين َ وَالْمُؤْمِنَات ِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّق ِينَ وَالْمُتَصَدِّق َاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}[4].

قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}[5].

روى البخاري عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من يضمن لي ما بين لَحييه[6] وما بين رجليه[7] أضمن له الجنة» [8].

روى أحمد وحسنه الألباني عن عُبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اضمنوا لي ستًّا من أنفسكم، أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدَّثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدُّوا إذا اؤتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكُفوا أيديكم» [9].

روى ابن حبان وصححه الألباني عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت» [10].

ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سبعةٌ يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابَّا في الله اجتمعا عليه وتفرَّقا عليه، ورجلٌ طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجلٌ تصدق أخفى حتى لا تعلم شماله ما تُنفق يمينه، ورجلٌ ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه» [11].

ففي الصحيحين عن عبد الله بن عُمر رضي الله عنهما أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى أووا المبيت إلى غار، فدخلوه فانحدرت صخرةٌ من الجبل، فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا يُنجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فقال رجلٌ منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكُنت لا أغبق قبلهما أهلًا ولا مالًا، فنأى بي في طلب شيء يومًا، فلم أُرح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما، فوجدتهما نائمين، وكرِهت أن أغبق قبلهما أهلًا أو مالًا، فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما، حتى برق الفجر، فاستيقظا فشربا غبوقهما، اللهم إن كُنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، ففرِّج عنَّا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئًا لا يستطيعون الخروج»، قال النبي صلى الله عليه وسلم: وقال الآخر: «اللهم كانت لي بنت عمٍّ كانت أحب الناس إليَّ، فأردتها عن نفسها، فامتنعت مني حتى ألَمَّت بها سنةٌ من السنين، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تُخلي بيني وبين نفسها، ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت: لا أُحل لك أن تفُض الخاتم إلا بحقه، فتحرَّجت من الوقوع عليها، فانصرفت عنها وهي أحبُّ الناس إليَّ وتركت الذهب الذي أعطيتها، اللهم إن كُنت فعلت ابتغاء وجهك، فافرُج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها»، قال النبي صلى الله عليه وسلم: وقال الثالث: «اللهم إني استأجرت أُجراء فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب، فثمرت أجره حتى كثُرت منه الأموال، فجاءني بعد حين فقال: يا عبد الله، أدِّ إلي أجري فقُلت له: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق، فقال: يا عبد الله لا تستهزئ بي فقلت: إني لا أستهزئ بك، فأخذه كُله فاستاقه، فلم يترك منه شيئًا، اللهم فإن كُنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرُج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون» [12].


[1] النساء: 31.
[2] المؤمنون: 5 - 11.
[3] النور: 30 - 31.
[4] الأحزاب: 35.
[5] النازعات: 40 - 41.
[6] لحييه: فكيه والمقصود به اللسان.
[7] رجليه: فرجه.
[8] صحيح: رواه البخاري «6474».
[9] حسن: رواه أحمد «22251» وحسنه الألباني في صحيح الجامع «1018».
[10] صحيح: رواه ابن حبان «4224» وصححه الألباني في صحيح الجامع «660».
[11] متفق عليه: رواه البخاري «660» ومسلم «1031».
[12] متفق عليه: رواه البخاري «2272» ومسلم «2743».
منقول