أطوار القصة القصيرة
أ. د. مسعد بن عيد العطوي





هل يوجد في الأدب القديم قصة؟
نعم يوجد فيه قصة، مثل كتاب قصص العرب، وما يوجد في الكتب التراثية مثل الجاحظ في البيان والتبيين، والعقد الفريد، والقصص الحيواني في كليلة ودمنة، والقصص الرمزية كالمقامات.
عناصر الفن القصصي: الفكرة، الحدث، بناء القصة، الشكل الجمالي أو الفني، اللغة.
الحادثة: تبدأ وتنطلق في سياق أولي حتى تتم إشكالية الحدث ومشكلته فتكون العقدة التي تتجه إلى الحل، ويتخلل ذلك الحوار لزيادة الفاعلية، وتكون المفاجآت للدلالة على اكتشاف المجاهيل في النفس والعالم، وترتسم الدهشة فتكون من كل هذه عناصر التشويق.
والقصة تستمد من الواقع والتاريخ والخيال، وموضوعاتها (الحب، الحرب، الحياة، الاجتماعية ).

أطوار القصة المعاصرة:
1- الاستمداد مما سبق في التراث العربي، ويقوم على ناحيتين:
أ*- المقامات في اتجاه المويلحي في "حديث عيسى بن هشام" فاللغة وهيكل القصة فيه تسير على نهج المقامات، لكنه اتجه اتجاهاً كبيراً إلى المضمون المعاصر للكاتب.
ب*- وقد اتجهوا إلى القصص الفكاهي كما عند صحيفة " التبكيت والتنكيت " لعبدالله نديم، فهذان النوعان استمدا من التراث، وغالباً ما يكون هذا النوع في قصة قصيرة، ولا تطول لأنها تكتب في الصحافة.

2- طور الترجمة:
وهذا القصص المترجم اتجهوا فيه اتجاهين اثنين: أما الأول فيتمثل في أنهم يأخذوا موضوع القصة وشكلها ويتصرفون في موضوعاتها على تطبيقه في البيئة المصرية لمعالجة الفضيلة بما يناسب بيئتهم، فهم يحورون في الموضوع كثيراً، وأشهرهم صاحب النظرات "المنفلوطي" وهو مؤلف (روميو وجولييت، والفضيلة والعبرات وفي سبيل التاج)، "والبؤساء" لفيكتور هيجوا ترجمة حافظ ابراهيم.

أما الآخر فهو الترجمة المباشرة الحرفية للقصة بمضامينها واتجاهها وأبطالها، وأكثر ما دار هذا في لبنان وعند الصحفيين الذين كانوا يدركون اللغة الفرنسية من مصر ولبنان.

3- طور التأليف:
وقد وجد جانب منه عند المنفلوطي، ووجد جانب آخر عند محمود تيمور فعندهما قصص على شاكلة البناء الغربي من مقدمة وحوار وسرد.... إلخ، وقد اتجها إلى القصة القصيرة وتعد قصة " زينب " لمحمد حسين هيكل بداية فن الرواية، ثم "سارة" للعقاد وقصص توفيق حكيم.