تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: والله لأُنسينّ الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي والله لأُنسينّ الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد

    قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه «والله لأُنسينّ الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد».

    ماصحة هذا الاثر؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: والله لأُنسينّ الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد

    56 - كتب إليَّ السريّ عنِ شعيب، عن سيف، عن عمرو بن محمد، عن إسحاق بن إبراهيم، عن ظَفر بن دهي، ومحمد بن عبد الله عن أبي عثمان، وطلحة عن المغيرة، والمهلَّب بن عقبة عن عبد الرحمن بن سِياه الأحمريّ، قالوا: كان أبو بكر قد وجَّه خالدَ بن سعيد بن العاصي إلى الشام حيث وجَّه خالد بن الوليد إلى العراق، وأوصاه بمثل الَّذي أوصى به خالدًا. وإن خالد بن سعيد سار حتى نزلَ على الشام ولم يقتحم؛ واستجلب النَّاس فعزَّ، فهابته الرُّوم، فأحجموا عنه، فلم يصبر على أمر أبي بكر ولكن تورّدها فاستطردت له الرُّوم، حتى أوردوه الصُّفَّر، ثم تعطَّفُوا عليه بعد ما أمِن؛ فوافقوا ابنَه سعيد بن خالد مستمطِرًا؛ فقتلوه هو ومَن معه، وأتى الخبرُ خالدًا، فخرج هاربًا؛ حتى يأتي البرّ، فينزل منزلًا، واجتمعت الرُّوم إلى اليَرْموك؛ فنزلوا به، وقالوا: والله لنشغلن أبا بكر في نفسه عن تورّد بلادنا بخيوله.
    وكتب خالد بن سعيد إلى أبي بكر بالَّذي كان، فكتب أبو بكر إلى عمرو بن العاص - وكان في بلاد قُضاعة - بالسَّير إلى اليرموك، ففعل. وبعث أبا عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان، وأمر كلّ واحد منهما بالغارة، وألّا تُوغلوا حتى لا يكون وراءكم أحدٌ من عدوِّكم.
    وقدم عليه شُرَحبْيل بن حَسَنة بفتح من فتوح خالد، فسرّحه نحو الشام في جُنْد، وسمّى لكلّ رجل من أمراء الأجناد كورةً من كور الشام، فتوافوا باليَرْموك، فلمّا رأت الروم توافيَهم ندموا على الذي ظهر منهم، ونَسوا الذي كانوا يتوعّدون به أبا بكر، واهتموا وهمَّتهم أنفسهم، وأشْجَوْهم وشجوا بهم، ثم نزلوا الواقوصة. وقال أبو بكر: والله لأنْسِيَنّ الرُّوم وساوسَ الشيطان بخالد بن الوليد، فكتب إليه بهذا الكتاب الَّذي فوق هذا الحديث، وأمَره أن يستخلِف المثنَّى بن حارثة على العِراق في نصف الناس، فإذا فتح الله على المسلمين الشَّام، فارجعْ إلى عملك بالعراق. وبعث خالد بالأخماس إلّا ما نفّل منها مع عُمَير بن سعد الأنصاريّ وبمسيره إلى الشام. ودعا خالد الأدلَّة، فارتحل من الحيرة سائرًا إلى دُومة، ثم طعن في البرّ إلى قراقر، ثم قال: كيف لي بطريق أخرج فيه من وراء جموع الروم! فإني إن استقبلتها حبستني عن غِياث المسلمين، فكلّهم قال: لا نعرف إلا طريقًا لا يحمل الجيوش، يأخذه الفذّ الراكب، فإيَّاك أن تغرّر بالمسلمين. فعزم عليهم ولم يُجِبْه إلى ذلك إلّا رافع بن عُميرةَ على تهيُّبٍ شديد، فقام فيهم، فقال: لا يختلفنّ هَدْيُكم، ولا يضعفنّ يقينكم، واعلموا أنّ المعونة تأتي على قدر النيَّة، والأجر على قدر الحِسْبة؛ وإنّ المسلم لا ينبغي له أن يكترث بشيء يقع فيه مع معونة الله له، فقالوا له: أنت رَجُلٌ قد جمع الله لك الخير، فشأنَك. فطابقوه ونووا واحتسبوا، واشتهوا مثلَ الذي اشتهى خالد، فأمرهم خالد، فتروَّوا للشَّفة لخمس، وأمر صاحب كلّ خيل بقدر ما يسقيها، فظمَّأ كل قائد من الإبل الشُّرُفِ الجِلال ما يكتفي به، ثم سَقْوها العَلَل بعد النَّهلِ؛ ثم صرُّوا آذان الإبل وكعموها، وخلَّوا أدبارها، ثم ركبوا من قراقر مفوّزين إلى سُوَى - وهي على جانبها الآخر ممَّا يلي الشام - فلما ساروا يومًا افتظّوا لكل عِدّة من الخيل عشرًا من تلك الإبل فمزجوا ما في كُروشها بما كان من الألبان، ثم سَقَوا الخيلَ، وشربوا للشفة جَرْعًا، ففعلوا ذلك أربعة أيام (1). (3: 408/ 409).
    __________
    (1) سنذكر ما ورد في فتوح الشام بعد الرواية (3/ 417 / 245).

    تاريخ الطبري
    الإمام أبو جعفر بن جرير الطبري

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •