حديث أن جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك، فقال: «هل لك من أم؟» قال: نعم، قال: «فالزمها، فإن الجنة تحت رجليها»

رواه ابن جريج ، واختُلف عليه:
- فرواه روح بن عبادة ، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد ، والحجاج بن محمد ، عنه ، عن محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبيه طلحة بن عبد الله ، عن معاوية بن جاهمة ، عن جاهمة ، عن النبي به.
أخرجه النسائي في "المجتبى" (3104) ، وفي "السنن الكبرى" (4297) ، وابن ماجه (2781) ، وأحمد (15538) ، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1714) ، وابن الجوزي في "البر والصلة" (46) ، وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (121/1) ، والبيهقي في شعب الإيمان (7449) (7450) ، وفي "السنن الكبرى" (17832) ، والطحاوي في "شرح مشكل الاثار" (2132) (2133) ، والحاكم في "المستدرك" (2502) (7248) ، وابن أبي عاصم في "الاحاد والمثاني" (1371) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (158/1) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (2210) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (31/1) ، وفي "الجامع لأخلاق الراوي" (1701) ، وابن سعد في "الطبقات" (33/7).
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)).

- ورواه يحيي بن سعيد الأموي ، عنه ، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة ، عن أبيه طلحة بن عبد الله ، عن معاوية بن جاهمة، عن النبي به.
أخرجه ابن بشران في "أماليه - الجزء الأول" (62) ، وابن شاهين في "الترغيب" (292) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (121/1) ، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (545/1) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (2209) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (94/4).
قال البغوي: ((وهذا الحديث وهم الأموي عندي في إسناده)).

- ورواه سفيان بن حبيب ، عنه ، عن محمد بن طلحة [بن يزيد بن ركانة] ، عن معاوية بن جاهمة ، عن أبيه [جاهمة] ، عن النبي به.
أخرجه الطبراني (2202) ، ومن طريقه ابن فاخر في "موجبات الجنة" (144) ، وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (7448) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (158/1) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6078) ، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (134/1) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (389/5) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (267/1).

- ورواه عبد الرزاق ، عنه ، عن محمد بن طلحة ، أن رجلا جاء النبي فقال: فذكره.
أخرجه عبد الرزاق في "المصنف ط التأصيل" (10122).

قال البيهقي: ((ورواية حجاج، عن ابن جريج أصح، والله أعلم)).
قلت: وهذا بيّن ، وذلك أن حجاج بن محمد ، ومن تابعه ثقات أثبات ، وهم كذلك أكثر عدداً ممن خالفهم ، وقال ابن معين: ((قال لى المعلى الرازى :قد رأيت أصحاب ابن جريج بالبصرة ، ما رأيت فيهم أثبت من حجاج ، قال يحيى: وكنت أتعجب منه ، فلما تبينت ذلك إذا هو كما قال ، كان أثبتهم فى ابن جريج)).


ورواه ابن إسحاق ، واختُلف عليه:
- فرواه عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عنه ، عن محمد بن طلحة ، عن أبيه ، عن معاوية السلمي ، عن النبي به.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الاحاد والمثاني" (1372) ، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (198/5) ، وأخرجه السلفي في "معجم السفر" (1486).

- ورواه عبدة بن سليمان ، عنه ، عن الزهري ، عن ابن طلحة بن عبيد الله ، عن معاوية رجل من بني سليم ، عن النبي به.
أخرجه هناد بن السري في "الزهد" (484/2) ، ومن طريقه ابن قانع في "معجم الصحابة" (74/3) ، وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (121/1).

- ورواه محمد بن سلمة ، عنه ، عن محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن معاوية بن جاهمة السلمي ، عن النبي به.
أخرجه ابن ماجه (2781) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (121/1).

- ورواه عبد الرحيم بن سليمان ، عنه ، عن محمد بن طلحة بن معاوية بن جاهمة السلمي ، عن أبيه [طلحة بن معاوية] ، عن النبي به.
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25411) (33460) ، وفي "المسند" (563) ، ومن طريقه الطبراني (8162) ، وأبو الشيخ الأصبهاني في "الفوائد" (24) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1702) (3933) ، والشجري في "الأمالي الخميسية" (1996) ، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (161).

قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (558/1): ((وهو غلط نشأ عن تصحيف وتقليب. والصّواب عن محمد بن طلحة عن معاوية بن جاهمة عن أبيه، فصحّف «عن» فصارت «ابن» ، وقدم قوله عن أبيه، فخرج منه أن لطلحة صحبة. وليس كذلك، بل ليس بينه وبين معاوية بن جاهمة نسب، ولو كان الأمر على ظاهر الإسناد لكان هؤلاء أربعة في نسق صحبوا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: طلحة بن معاوية بن جاهمة بن العبّاس بن مرداس)).

- ورواه عبد الرحيم ، ويونس بن بكير ، عنه ، عن محمد بن طلحة ، عن أبيه ، عن معاوية بن جاهمة السلمي ، عن النبي به.
أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (74/3) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (32/1) من طريق جبارة بن المغلس به ، وجبارة متروك الحديث.

- ورواه يونس بن يزيد ، عنه ، عن محمد بن طلحة بن عبد الله ، عن أبي حنظلة بن عبد الله ، عن معاوية بن جهم الأسلمي ، عن جهم ، عن النبي به.
أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1703) من طريق حسان بن غالب، ثنا ابن لهيعة، ثنا يونس بن يزيد به. وحسان بن غالب متروك ، وابن لهيعة ضعيف.
قال أبو نعيم: ((زاد حسان في الإسناد، عن أبي حنظلة بن عبد الله، وهو وهم ثان؛ لأن أصحاب ابن جريج اتفقوا في روايتهم، عن ابن جريج، عن محمد بن طلحة، عن أبيه طلحة، وهو طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق)).

ورواه سليمان بن حرب ، عن محمد بن طلحة ، عن معاوية بن درهم ، عن درهم ، عن النبي به.
أخرجه الطبراني (4211).
قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (558/1) بعد أن أورد هذا الرواية: ((وهذه قصّة جاهمة بعينها، فإن كان جاهمة تحرّف بدرهم، ووقع في نسبه محمد بن طلحة فوهم في اسم جدّه، وإلا فهي قصّة أخرى وقعت لآخر)).

وقال البيهقي: ((والصواب رواية ابن جريج، عن محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، عن أبيه، عن معاوية بن جاهمة)).
وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (936): "وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَبْدَة بْنُ سُلَيمان ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ الزُّهْري، عَنِ ابْنِ طَلْحَة بْنِ عُبَيدالله، عَنْ مُعَاوِيَةَ - رجلٍ مِنْ بَنِي سُلَيم - قَالَ: جئتُ رسولَ اللَّهِ ، فَقُلْتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، أَرَدتُّ الجهادَ والغزوَ معك؛ قال النبيُّ : أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟ ، قلتُ: نَعَمْ؛ قَالَ: الزَمْ رِجْلَيْهَا؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ عَبْدَة فِي هَذَا الْحَدِيثِ ؛ روى هذا الحديثَ أيضًا عبد الرَّحيم بْنُ سُلَيمان ، فَقَالَ: عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَة، عن أبيه طَلْحَة ابن مُعَاوِيَةَ السُّلَمي؛ قَالَ: أتيتُ النبيَّ .
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمة، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَة ابن عبد الله بن أبي بكر الصديق ح، عَنْ أَبِيهِ طَلْحَة ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جاهِمَة السُّلَمي؛ قَالَ: جئتُ رسولَ الله .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ((الصَّحيحُ حديثُ محمد بن سَلَمة هذا))
وسأَلتُ أَبي، فقال: ((هذا أَصح، حديث محمد بن سلمة، ولكن هو محمد بن طلحة بن عبد الرَّحمَن بن أَبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه، عن أَبيه طلحة، عن معاوية بن جاهمة السلمي، قال: جئتُ رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم))".

وقال الدارقطني في "العلل" (1227): ((يَرْوِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ؛
فَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْهُ، وَاخْتُلِفَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، فَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، وَالْمُحَارِبِي ُّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ *مُعَاوِيَةَ *بْنِ *جَاهِمَةَ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ: عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ *مُعَاوِيَةَ *بْنِ *جَاهِمَةَ.
وَقَالَ عَبْدَةُ: عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ السُّلَمِيِّ، فَوَهِمَ فِي مَوْضِعَيْنِ فِي ذِكْرِ الزُّهْرِيِّ، وَلَيْسَ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، وَفِي قَوْلِهِ ابْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ
وَرَوَاهُ بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ شَيْخٍ لَهُ، سَمَّاهُ عَلِيًّا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنٍ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ، عَنْ أَبِيهِ.
وَرَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ: أَنَّ جَاهِمَةَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَجَعَلَ الْحَدِيثَ لِجَاهِمَةَ، وَقَوْلُ ابْنِ جُرَيْجٍ أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ، وَحَدَّثَ بِهِ عُبَيْدٌ الْعِجْلِيُّ، عن هشام بن يونس اللؤلؤي، عَنِ الْمُحَارِبِيِّ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ السُّلَمِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الْحَدِيثَ، وَوَهِمَ فِيهِ هُوَ أَوْ هِشَامٌ حَدَّثَهُ بِهِ.
وَرَوَاهُ غَيْرُهُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْمُحَارِبِيِّ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ السُّلَمِيِّ، وَهُوَ أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ)).

وقال الحافظ ابن حجر في "التهذيب": ((تلخَّص من ذلك: أن الصحبة لجاهمة، وأنه هو السائل، وأن رواية معاوية ابنه عنه صواب، وروايته الأخرى مرسلة، وقول ابن إسحاق في روايته عن معاوية: " أتيت النبي " وَهْمٌ منه؛ لأن ابن جريج أحفظ من ابن إسحاق وأتقن، على أن يحيى بن سعيد الأموي قد روى عن ابن جريج مثل رواية ابن إسحاق، فوهم، وقد نبَّه على غلطه في ذلك أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" والله تعالى أعلم)).

والله أعلم.