تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: العجب ممن يدعي الإسلام وهو لا يعرف من تفسير كلمة التوحيد ما عرفه جهال الكفار

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي العجب ممن يدعي الإسلام وهو لا يعرف من تفسير كلمة التوحيد ما عرفه جهال الكفار

    قال الامام محمد ابن عبد الوهاب
    فَإِذا عَرَفْتَ أَنَّ جُهَّالَ الكُفَّارِ يَعْرِفُونَ ذَلِكَ؛
    فَالعَجَبُ مِمَّنْ يَدَّعِي الإِسْلامَ وَهُوَ لا يَعْرِفُ مِنْ تَفْسِيرِ هَذِهِ الكَلِمَةِ ما عَرَفَ جُهَّالُ الكُفَّارِ،
    بَلْ يَظُنُّ أَنَّ ذَلِكَ هُو التَّلَفُّظُ بِحُروفِها مِنْ غَيْرِ اعْتِقَادِ القَلْبِ لِشَيْءٍ مِنَ المَعَاني،
    وَالحَاذِقُ مِنْهُمْ يَظُنُّ أَنَّ مَعْنَاها لا يَخْلُقُ وَلا يَرْزُقُ وَلا يُدَبِّرُ الأَمْرَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ.

    فلا خَيْرَ في رَجُلٍ جُهَّالُ الكُفَّارِ أعْلَمُ مِنْهُ بِمَعْنى
    (لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ).
    الشرح
    قال الشيخ صالح الفوزان
    أيْ: الكفارُ يعرفونَ معنى (لا إلهَ إلاَّ اللهُ)
    ولهذا لما قالَ لهم صلى الله عليهِ وسلمَ:
    ((قولوا لا إلهَ إلاَّ الله)) قالوا: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا}
    ولما قال لهمْ: ((قولوا لا إلهَ إلاَّ اللهُ)){وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ (36) بَلْ جَاء بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ}.
    فَهُمْ فهمُوا معنى
    (لا إلهَ إلا الله) وأبَوا أن يعترفوا بهِ؛
    لأنهُ يُلْزِمُهم بتركِ عبادةِ الأصنامِ وهم لا يريدونَ هذا
    وإنما يريدونَ البقاءَ على عبادةِ الأصنامِ، ولم يجرؤُوا أن يقولوا:
    (لا إلهَ إلاَّ اللهُ) ويبقَوا على عبادةِ الأصنامِ؛
    لأن هذا تناقضٌ وهمْ يأنفونَ من التناقضِ
    في حينِ أنَّ كثيراً من المنتمينَ إلى الإسلامِ اليومَ لا يأنفونَ من هذا التناقضِ،
    فهم يقولونَ:
    (لا إلهَ إلا اللهُ) بحروفِها ولكنَّهم يخالفونَها ويعبدونَ غيرَ اللهِ منَ القبورِ والأضرحةِ والصالحينَ بلْ والأشجارِ والأحجارِ وغيرِ ذلكَ.

    فلا يكفي التلفظُ (بلا إلهَ إلاَّ اللهُ) دونَ علمٍ بمعناها وعملٍ بمقتضاها.
    بلْ لابدَّ من العلمِ بمعناها أولاً ثمَّ العملِ بمقتضاها؛
    لأنهُ لا يمكنُ أن يعملَ بمقتضاها وهو يجهلُ معناها،
    ولهذا يقولُ جلَّ وعلا:
    {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِي نَ وَالْمُؤْمِنَات ِ}
    فبدأَ بالعلمِ قبلَ القولِ والعملِ، فالذي يجهلُ معنى
    (لا إلهَ إلاَّ اللهُ) لا يمكنُ أنْ يعملَ بمقتضاها على الوجهِ الصحيحِ.
    هذا من أعجبِ العجبِ:
    أنَّ جُهَّالَ الكفارِ والمشركينَ في عهدِ النبي صلى اللهُ عليهِ وسلمَ يعرفونَ أن معنى هذه الكلمةِ هو إخلاصُ العبادةِ لله وتركُ عبادةِ غيرِهِ، فلذلكَ امتنعوا من النطقِ بها تحاشياً لتركِ عبادةِ آلهتِهمْ وتعصباً لباطلِهمْ.
    ومن يدعي الإسلامَ اليومَ، لا يفهمُ أن معنى هذه الكلمةِ هو تركُ عبادةِ القبورِ والأضرحةِ وإخلاصُ العبادةِ للهِ،
    فلذلكَ صار يقولُها وهو مقيمٌ على شركِهِ لا يأنفُ التناقضَ والجمعَ بين الضدينِ،
    فصارَ جهالُ الكفارِ أعلمَ منه بمعنى
    (لا إلهَ إلاَّ اللهُ) ولا حولَ ولا قوةَ إلاَّ باللهِ العظيمِ،
    وصارَ هذا المدَّعِي للإسلامِ يظنُّ أن المرادَ بهذهِ الكلمةِ هو النطقُ بحروفِها من غيرِ اعتقادٍ لمعناها،
    فصارَ يرددُها ويرددُ معها دعاءَ الموتى والمقبورينَ ليلاً ونهاراً.
    (7) كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ
    ابنُ تَيْمِيَّةَ في (الرِّسَالَةِ التَّدْمُريَّةِ ) وغَيْرِهَا عن عُلَمَاءِ الكَلاَمِ،
    أَنَّ
    (الإلَهَ) عِنْدَهُم هو القَادِرُ عَلَى الاخْتِرَاعِ، يَعْنِي هو الَّذي يَقْدِرُ عَلَى الخَلْقِ والرَّزْقِ والإِحْيَاءِ والإِمَاتَةِ، ويَبْنُونَ عَقَائِدَهُم عَلَى هذا، ويُفَسِّرُونَ (لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ) بِهَذَا المَعْنَى، ويَجْعَلُونَ التَّوحِيدَ هو الإِقْرَارَ بتَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ ، وهَذَا غَلَطٌ عَظِيمٌ.
    فَإِذَا كَانَ هَذَا حَالَ العَالِمِ مِنْهُمْ فَكَيْفَ بالجَاهِلِ؟!
    وَمَا هَذَا إلاَّ مِن قِلَّةِ الاهْتِمَامِ بِدَعْوَةِ التَّوْحِيدِ، والبَقَاءِ عَلَى دِينِ الآبَاءِ والأَجْدَادِ، والاكْتِفَاءِ مِن الإِسْلاَمِ بِمُجَرَّدِ الانْتِسَابِ لأَِغْرَاضٍ وأَهْدَافٍ دُنْيَوِيَّةٍ، اللهُ أَعْلَمُ بِهَا.
    (8) لاَ خَيْرَ فِي رَجُلٍ يَدَّعِي الإِسْلاَمَ بل يَدَّعِي أَنَّه مِن أَهْلِ العِلْمِ،
    ولاَ يَفْهَمُ مَعْنَى لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ كَمَا فَهِمَهَا كُفَّارُ قُرَيْشٍ وعَرَفُوا مَعْنَاهَا.
    إِنَّ الأَمْرَ خَطِيرٌ، والعَارَ شَنِيعٌ،
    والوَاجِبُ عَلَى المُسْلِمِينَ أَنْ يَنْتَبِهُوا لِدِينِهِمْ ويَتَأَمَّلُوا دَعْوَةَ نَبِيِّهِمْ، ويَفْقَهُوا دِينَهُم فِقْهًا صَحِيحًا، ويُقِيمُوهُ عَلَى أَسَاسٍ سَلِيمٍ مِن عَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ، والبَرَاءَةِ مِن الشِّرْكِ وأَهْلِهِ،
    ولاَ يَكْتَفُوا بِمُجَرَّدِ التَّسَمِّي والانْتِسَابِ إِلَيْهِ، مَعَ البَقَاءِ عَلَى الرُّسُومِ والعَادَاتِ المُخَالِفَةِ لَهُ.




  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: العجب ممن يدعي الإسلام وهو لا يعرف من تفسير كلمة التوحيد ما عرفه جهال الكفار

    فإذا عرفت أن جهال الكفار يعرفون ذلك،
    فالعجب ممن يدعي الإسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفار،
    بل يظن أن ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني،
    والحاذق منهم يظن أن معناها لا يخلق ولا يرزق إلا الله، ولا يدبر الأمر إلا الله، فلا خير في رجل جهال الكفار أعلم منه بمعنى لا إله إلا الله.

    يواصل الشيخ رحمه الله التقديم لهذه الشبهات التي يجيب عليها فيقول رحمه الله:
    فإذا تحققت أنهم مقرون بهذا وأنه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    وعرفت أن التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة الذي يسميه المشركون في زماننا (الاعتقاد) كما كانوا يدعون الله سبحانه ليلاً ونهاراً.
    ثم منهم من يدعو الملائكة لأجل صلاحهم وقربهم من الله ليشفعوا له، أو يدعوا رجلاً صالحاً مثل اللات:
    أو نبيا مثل عيسى وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم إلى إخلاص العبادة لله وحده كما قال تعالى: ﴿ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً ﴾
    . هذا فيه بيان أن الإقرار بتوحيد الربوبية لا ينقل الإنسان من الكفر إلى الإيمان إذ إن الإقرار بتوحيد الربوبية أمر فطر الله سبحانه وتعالى عليه الخلائق
    فكل الخلق يقرون بأن الله هو المالك وأنه هو الخالق وأنه هو المدبر وأنه هو الرزاق
    وإنما اختلف الخلق وتشعبت طرقهم وتباينت مذاهبهم في صرف العبادة لله سبحانه وتعالى
    فمن الخلق من أفردوا الله سبحانه وتعالى بالعبادة فلم يصرفوها لغيره وهؤلاء هم المتبعون للرسل
    ومنهم من تنكب عن هذا السبيل وخالف طريق المرسلين فصرف العبادة لغير الله سبحانه وتعالى وهؤلاء هم أعداء الرسل الذين بعثت الرسل لمحاربتهم ودعوتهم إلى دين الحق.

    يقول رحمه الله:
    ((وتحققت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليكون الدعاء كله لله، والنذر كله لله، والذبح كله لله، والاستغاثة كلها لله، وجميع أنواع العبادات كلها لله)) علمت بهذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا إلى التوحيد
    وأنه صلى الله عليه وسلم أمر الناس بأن لا يصرفوا أي نوع من أنواع العبادة لغير الله وبهذا تفهم أن الدعوة التي جاءت بها الرسل هي إفراد الله بالعبادة
    فمعنى لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله وبالتالي لا يجوز صرف أي نوع من أنواع العبادة لغيره تعالى
    فكل ما ثبت أنه عبادة فصرفه لله تعالى توحيد جاءت به الرسل وصرفه لغيره سبحانه وتعالى شرك نهت عنه الرسل.

    يقول: وعرفت أن إقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الإسلام، وأن قصدهم الملائكة أو الأنبياء، أو الأولياء، يريدون شفاعتهم، والتقرب إلى الله بذلك هو الذي أحل دماءهم وأموالهم، عرفت حينئذٍ التوحيد الذي دعت إليه الرسل، وأنه توحيد الألوهية الذي مقتضاه إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة. يقول: وأبى عن الإقرار به المشركون، ولا شك أن المشركين أبوا الإقرار بهذا التوحيد ولذلك وقعت الخصومة بينهم وبين الرسل. ثم قال رحمه الله: هو الذي أحل دماءهم وأموالهم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام))( وفي حديث طارق بن أشيم عند مسلم قال: ((من قال: لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله))(
    فعلمنا أن الذي جعل الله سبحانه وتعالى ورسوله محرِّماً للدم والمال وعاصماً لهما هو الإقرار بالتوحيد الذي هو إفراد الله سبحانه وتعالى
    فمن لم يقم بذلك فإنه مباح الدم والمال ولا حرمة لدمه ولا ماله.

    ثم قال رحمه الله:
    ويستطرد الشيخ رحمه الله في بيان التوحيد الذي جاءت به الرسل فيقول: فان الإله عندهم يعني عند العرب هو الذي يقصد لأجل هذه الأمور، لأجل هذه الأمور المراد بها العبادة وقد تنوعت أقوال العلماء رحمهم الله في تعريف الإله فمنهم من قال: الإله اسم جنس يطلق على كل ما عبد بحق أو باطل فكل ما عبد بحق أو باطل فإنه يطلق عليه إله لكن غلب استعمال هذا اللفظ في من عبد بحق وعرّفه شيخ الإسلام رحمه الله بأنه المعبود المطاع
    وعرفه ابن القيم
    بأنه الذي تألفه القلوب يعني تعبده وتحبه فإله بمعنى مألوه ككتاب بمعنى مكتوب
    وأشمل التعاريف لهذه الكلمة هو ما ذكره الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وبعض تلاميذه وأتباعه على دعوته حيث ذكروا أن الإله هو الذي يقصد بشيء من العبادة كما هو ظاهر من كلامه هنا فقال: ((فإن الإله هو الذي يقصد لأجل هذه الأمور)) أي لأجل العبادة
    فالإله اسم جنس لكل ما قصد بشيء من العبادة فكل ما توجه إليه العبد بشيء من العبادة أو قصده بصورة من صور التعبد فقد اتخذه إلهاً
    ولذلك سمى النبي صلى الله عليه وسلم طلب الصحابة أو طلب بعض الصحابة لما كانوا خارجين لغزوة حنين أن يجعل لهم ذات أنواط كما للمشركين ذات أنواط سمى ذلك اتخاذاً لهذه الشجرة إلهة
    فقال صلى الله عليه وسلم: ((قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى ﴿اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾ إنها لسنن لتركبن سنن من كان قبلكم سنة سنة))
    ( وهذا يدل على أن كل من قصد بشيء من التعبد فإنه إله ولو كان التعبد في شيء ولو في قصد شيء من التعبد وليس في كل التعبدات
    فمن صرف مثلاً الدعاء لغير الله فسأل غير الله فإنه قد وقع في الشرك ولو كان قد أخلص في الصلاة وفي الحج وفي الصيام وفي باقي العبادات فصرف أي نوع من أنواع العبادة يوقع الإنسان في الشرك الذي هو اتخاذ إلهٍ من دون الله،
    إذاً ((فإن الإله هو الذي يقصد لأجل هذه الأمور))
    يفيدنا أن الإله هو ما قصد بشيء من العبادة الإله هو ما قصد بشيء من العبادة وعليه نعرف ونفهم بطلان الذين يفسرون كلمة الإله بالخالق أو بالقادر على الاختراع أو بالصانع كما سيتبين بعد قليل من كلام الشيخ.

    يقول: سواء ملكاً، أو نبياً، أو ولياً، أو شجرة، أو قبراً، أو جنياً يعني سواء كان المقصود بهذه الأنواع من العبادات أو ببعضها ملكا أو نبيا أو وليا أو شجرة أو قبراً أو جنياً فكل ما قصدته بشيء من العبادة فهو الإله
    ((لم يريدوا أن الإله هو الخالق الرازق المدبر)) والاستدلال على هذا أن العرب لم تكن تفهم من كلمة الإله أنه الخالق الرازق المدبر. .
    قال: ((فإنهم يعلمون أن ذلك لله وحده)) أي الخلق والملك والرزق والتدبير هي لله وحده كما تقدم في الآيات الدالة على أن المشركين كانوا يقرون بأن الله هو المالك وأن الله هو الرازق وأن الله هو المدبر وأن الله هو الخالق يقول:
    وإنما يعنون بالإله ما يعني المشركون في زماننا بلفظ السيد الذي يصرفون له أنواع العبادة وهذا موجود في بعض المدن والأماكن يطلقون على من يصرفون لهم أنواع العبادة بالسادة أو بالأولياء أو بالصالحين أو بما اصطلحوا عليه من الألفاظ التي سموا بها هؤلاء الذين يصرفون لهم العبادة من دون الله.

    قال الشيخ رحمه الله:
    ((فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى كلمة التوحيد وهي لا إله إلا الله))
    فإنها هي دعوة الرسل وتقدم الدليل على ذلك وفي حديث ابن عمر في الصحيحين:
    ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله))
    فالدعوة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم هي دعوتهم لله وحده دون غيره
    ولا إله إلا الله معناها الذي يجهله كثير من الناس هو لا معبود بحق إلا الله تقدم لنا الإله هو المعبود المطاع
    فتطبيق التعريف أو تنزيل هذا المعنى على هذه الجملة يبين لك أن معناها لا معبود إلا الله
    واحتجنا إلى تقدير الخبر لأن الجملة لا تتم إلا به بمبتدأ وخبر الجملة الاسمية لا تتم إلا بمبتدأ وخبر فاحتجنا إلى التقدير وهنا لا خبر إذا قلنا: لا إله إلا الله ولم نقدر خبراً فإن الجملة لا تتم إذ أن "لا" لا تعمل في المعارف وبالتالي لا يصلح أن يكون لفظ الجلالة في قوله: إلا الله خبراً فاحتجنا إلى تقدير الخبر والخبر المقدر أصح ما يقال فيه أنه مقدر يعني لا إله حق إلا الله ودليل ذلك يعني دليل صحة ذلك التقدير قوله جل وعلا: ﴿فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾( فيكون أحسن ما قدر في هذه الجملة أن تقول: لا معبود حق أو بحق إلا الله فيكون لفظ الجلالة بدلاً عن الخبر وليس هو الخبر،
    إذاً عرفنا أن هناك تقديراً والتقدير أصح ما يقال فيه - ما وجه هذا التقدير؟ قوله تعالى: ﴿فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ﴾ لو قال قائل: لا حاجة للتقدير لا معبود إلا الله قلنا: هذا لا يستقيم على لسان العرب بل لا بد من التقدير بعضهم قدر موجود وهذا فيه نظر يعني لا إله موجود قدر الخبر بموجود وهذا فيه نظر وأصح ما يقال في التقدير ما ذكرناه قبل قليل وهو الذي يسلم من الاعتراضات الواردة على تقديره بموجود.

    قال الشيخ رحمه الله:
    ((والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها))
    وهذا أول الانحرافات التي وقعت في هذه الكلمة أن بعض المنتسبين لملة الإسلام ظنوا أن الكلمة تفيد ما يترتب عليها من أحكام بمجرد نطق اللفظ دون تقييده بالمعنى ولا شك أن هذا انحراف خطير فإن لا إله إلا الله كلمة يطلب لفظها ومعناها ولذلك وقعت الخصومة بين الرسول وقومه
    فإنه لو كان المطلوب مجرد الكلمة لقالوها وأدوها لكن علموا أن المراد هو معنى الكلمة ولذلك
    فيذكر الشيخ عنهم ما يدل على أنهم فهموا أن المعنى مراد فقالوا: ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾().
    ولولا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد طلب منهم التلفظ بهذه الكلمة لما استعجبوا ولما استغربوا هذا الطلب إذ إنه لفظ مجرد عن معناه ولا إله إلا الله لا تنفع قائلها إلا باستيفاء شروطها وتقييدها بالقيود كما ورد ذلك عن السلف.

    قال الشيخ رحمه الله: ((والكفار الجهال يعلمون أن مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة هو إفراد الله تعالى بالتعلق به والكفر بما يعبد من دون الله والبراءة منه)) هذا معنى لا إله إلا الله معناها إفراد الله بالعبادة ومعناها البراءة من الشرك وأهله ولذلك ذكر الشيخ رحمه الله في الثلاثة الأصول أن الذي يفسر معنى هذه الآية هو قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ ` إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ﴾
    (فجعل تفسير لا إله إلا الله البراءة من الشرك وأهله وإفراد الله سبحانه وتعالى بالتوحيد والعبادة
    ولذلك لا يصح التوحيد إلا بالجمع بين إفراد الله بالتوحيد وبين البراءة من الشرك وأهله
    ولو أفرد العبد الله بالتوحيد لكنه لم يقم بالبراءة من الشرك وأهله فإنه لا ينفعه ذلك بشيء
    قال الله جل ذكره: ﴿لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾
    ( فرتب الله سبحانه وتعالى الاستمساك بالعروة الوثقى على أمرين: الكفر بالطاغوت والإيمان بالله
    فلو آمن بالله بألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته ولم يكفر بالطاغوت لم ينفعه ذلك شيء
    إذ إنه من مقتضيات إفراد الله بالعبادة الكفر بما يعبد من دونه
    كما قال جل ذكره: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾
    ( ويدل عليه أيضاً ما في صحيح مسلم من حديث طارق بن أشيم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قال: لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله فقد حرم ماله ودمه))
    ( فقد رتب تحريم الدم والمال على قول لا إله إلا الله والكفر بما يعبد من دون الله
    ولذلك فسر الشيخ رحمه الله المراد بهذه الكلمة
    فقال: هو إفراد الله تعالى بالتعلق والكفر بما يعبد من دون الله والبراءة منه يعني البراءة مما عبد من دون الله فإنه لما قال لهم: قولوا: لا إله إلا الله قالوا: ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾
    ( فاستعظموا قاتلهم الله واستغربوا أن يفرد الله بالعبادة مع أنهم يقرون أنه لا خالق إلا الله ولا رازق إلا الله ولا مالك إلا الله ولا مدبر إلا الله ولا محيي ولا مميت إلا الله مع ذلك
    استغربوا كيف تصرف العبادة لواحد وضاقت عقولهم عن أن يتوجهوا لله سبحانه وتعالى وحده دون غيره
    فقالوا: ﴿إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ يعني في منتهى العجب ومنتهى الاستغراب أن نصرف العبادة لواحد ولا شك أن ما استعجبوا منه ليس بعجيب
    بل هو الذي تدل عليه العقول الصحيحة فإن من كان يرزق وحده ومن كان يملك وحده ومن كان يخلق وحده ومن كان يدبر وحده فهو المستحق أن يعبد وحده ولذلك كانت الرسل تستدل بتوحيد الربوبية على توحيد الإلهية وتقرر توحيد الإلهية بتقرير توحيد الربوبية ولكن لما فسدت قلوبهم فسدت عقولهم.

    قال الشيخ رحمه الله:
    ((فإذا عرفت أن الجهال يعرفون ذلك فالعجب ممن يدعي الإسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفار))
    ما الذي عرفه جهال الكفرة من هذه الكلمة؟ أنه إفراد الله بالعبادة والكفر بما عبد من دونه والبراءة منه هذا الذي فهمه الكفار
    فالعجيب ممن ينتسب إلى الإسلام ولا يفهم من هذه الكلمة ما فهمه جهال الكفار.

    قال الشيخ رحمه الله: ((بل يظن أن ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني)). الانحراف الأول الذي وقع في مفهوم لا إله إلا الله. الانحراف الثاني أشار إليه الشيخ رحمه الله فيما تقدم ونص عليه ثانياً هنا.
    قال الشيخ رحمه الله: ((والحاذق منهم يعني من هؤلاء الجهال يظن أن معناها يعني معنى لا اله إلا الله لا يخلق إلا الله ولا يرزق إلا الله ولا يدبر الأمر إلا الله))
    ثم قال الشيخ: ((فلا خير في رجل جهال الكفار أعلم منه بلا إله إلا الله))
    ولا شك أن تفسير لا إله إلا الله بهذه الكلمات انحراف وضلال
    وقد تقدم الإشارة إلى هذا وجه ضلال قول من فسر لا إله إلا الله بأنه لا خالق إلا الله ولا صانع إلا الله ولا مخترع إلا الله
    تبين من عدة أمور الأول أن المعنى اللغوي لكلمة إله هو ما سمعتموه قبل قليل بأنه المعبود المطاع وليس في معاجم العرب ولا في ألسنتهم أن معنى الإله الخالق ولا أن معنى الإله الرازق ولا أن معنى الإله المالك ولا أن معنى الإله المدبر ولا أن معنى الإله المتصرف والمخترع والصانع بل لسان العرب يدل على أن معنى الإله هو المألوه أي المعبود
    وهذا يمكن الوقوف عليه من خلال مطالعة معاجم اللغة بل من معرفة الكفار للمعنى الذي طولبوا به فإنهم فهموا من مطالبة الأنبياء بلا إله إلا الله أي أن يفردوا الله سبحانه وتعالى بالعبادة إذاً هذا الوجه الأول،
    الوجه الثاني

    أنه لم ينقل هذا التفسير عن أحد من السلف
    الوجه الثاني أنه لم ينقل هذا التفسير لكلمة لا إله إلا الله بأنه لا خالق أو لا مدبر أو لا مالك أو لا مخترع أو لا صانع إلا الله لم يعرف عن أحد من السلف. الوجه الثالث
    أن المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقرون بأنه لا خالق إلا الله ولا مالك إلا الله ولا مدبر إلا الله كما تقدم بيانه
    فلو كان معنى لا إله إلا الله لا خالق إلا الله ولا مدبر إلا الله ولا مخترع ولا صانع إلا الله لما كانت هناك خصومة بين الرسل وأقوامهم
    ولما وقع الخلاف ولما قالوا: ﴿إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ إذ إنهم يقرون بأنه لا خالق ولا مالك ولا مدبر ولا صانع إلا الله.
    الوجه الرابع
    ما يتبين به بطلان هذا التفسير أن هذا تفسير باللازم فإن من لازم الإله أن يكون خالقاً ومالكاً ومدبراً وصانعاً ومخترعاً ورازقاً والتفسير باللازم لا يسوغ إذا كان يقتضي تعطيل المعنى الحقيقي للكلمة فلا بد من تعريف الشيء بحقيقته ولا بأس بذكر اللوازم
    أما أن نقصر معنى الكلمة على لوازمها ونعطلها عن معناها الذي تدل عليه فإن هذا انحراف وضلال إذاً تبين لنا بطلان هذا التعريف من خلال هذه الأربعة الأوجه.


    إذاً الآن تبين لنا نوعان من الانحراف في لا إله إلا الله
    الانحراف الأول هم الذين يقولون:
    نكتفي بلفظها دون معناها
    والانحراف الثان
    ي هم الذين يفسرونها بأنه لا خالق ولا مالك ولا مدبر إلا الله
    كثيراً من الكتاب المتأخرين يفسرون لا إله إلا الله بهذا التفسير وهذا ناشئ عن أن كثيراً من المتكلمين عندهم التوحيد الذي هو غاية المطلوب هو أن تقر بأن الله هو الخالق الرازق المدبر ولا شك أن هذا انحراف فإنهم انتهوا إلى حيث ابتدأ الرسل فالرسل كانوا يبتدئون من توحيد الربوبية وينتهون إلى تقرير توحيد الإلهية وهؤلاء يبتدئون من أنواع من الضلالات وينتهون إلى تقرير توحيد الربوبية.[شرح كشف الشبهات ]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: العجب ممن يدعي الإسلام وهو لا يعرف من تفسير كلمة التوحيد ما عرفه جهال الكفار

    ، ( فإذا عرفت أن جهال الكفار ) الذين علموا وخالفوا
    ( يعرفون ذلك ) ما هو ذلك ؟ أن المعنى من لا إله إلا الله هو إفراد الله تعالى بالعبادة والكفر بما يعبد من دونه ، فالعجب ممن يدعي الإسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرف جهال الكفار ) ،
    ( فالعجب ) يتعجب رحمه الله تعالى ممن يدعي الإسلام ينتسب إلى الإسلام
    ( وهو لا يعرف من تفسير ) وإيضاح وبيان كشف هذه الكلمة لا إله إلا الله
    ( ما عرف جهال الكفار ) نفيًا وإثباتًا ،
    فهموا المراد ولم يفهمه ذلك المتأخر
    كيف أنت تتدعي الإسلام ، أولئك مشركون قاتلوا النبي
    r وكذبوه وادَّعوا إليه ونسبوه إلى ما ينزه عنه أفضل البشر شاعر مجنون ساحر .. إلى آخره ومع ذلك فهموا المراد ،
    وأنت تقول : لا إله إلا الله . وتدَّعِي الإسلام ولا تعرف معنى لا إله إلا الله ؟ هذا سبب للتعجب ،
    ( فالعجب ممن يدعي الإسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرف جهال الكفار )
    يعني : جهلوا وخالفوا هل تنفعهم لا إله إلا الله ؟

    هل تنفعهم لا إله إلا الله ؟ إذًا ما عرفوا المعنى هل تنفعهم ؟
    لا تنفعهم ، لأن من شروط لا إله إلا الله العلم المنافي للجهل ،
    فإنه لم ينتفع قائلها بالنطق إلا حيث يستكملها ، لا ينتفع قائلها ،
    إذًا لا تنفعه لا إله إلا الله ، إذا كان لا يدري معنى هذه الكلمة معناها ما يدري معناها ،
    نقول : هذا لا تنفعه لا إله إلا الله لأن المنافقين علموا معناها وقالوها أيضًا ،
    ومع ذلك لم تنفعهم ، علموا المعنى وتلفظوا بها ومع ذلك ما نفعتهم ،
    بل يَظُنُّ أن ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب بشيء من المعاني هذا صنف ثاني .

    الأول : تلفظوا بها ولم يعرفوا معناها ما نفعتهم . الصنف الثاني : ظن أن التوحيد هو مجرد التلفظ فحسب . لا بد من معنى ، ولا بد من شروط ، هكذا
    ( بل يظن أن ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني )
    وهذا صنف ثاني وهو أيضًا خاطئ ولا تنفعه لا إله إلا الله ، لو قالها دون علم بمعناها أو اعتقد أن التوحيد هو التلفظ بـ لا إله إلا الله لا تنفعه البتة .

    والصنف الثالث أشار إليه بقوله :
    ( والحاذق منهم ) . هؤلاء علماء الكلام ، الحاذق الذي يتصف بالحذق والمهارة منهم ليس عاميًا بل هو عالم ، يعني : له علم كالأشاعرة ونحوهم ،
    ( والحاذق ) المتكلمون والصوفية مثلهم لأنهم أشاعرة ، ولذلك هناك قاسم مشترك بين الأشاعرة والصوفية ، قَلَّ أن يوجد أشعري إلا وهو صوفي لأن الصوفية إيش حديثهم ؟ في الخلق والملكوت وزيادة الإيمان ونحو .. مثل جماعة التبليغ ، هؤلاء عندما يتأملون في التوحيد وجماعة التبليغ على جهة الخصوص هذه توحيدهم توحيد الأشاعرة ، قد وقفت
    علىبعضالأوراقلهمسريةتفسرلا إله إلا الله بمايقولهالأشاعرة، فالشاهد نقول : إذا قال بأن لا إله إلا الله هو : الخالق الرازق . هذا كلامنا ؟ بأن لا إله إلا الله هو الخالق الرازق حينئذٍ نقول : هل بهذا التفسير قد جاء بشيء جديد عما اعتقده المشركون ؟
    نقول : لا . ( والحاذق منهم ) يعني : من المتكلمين والصوفية ، يظن أن معناها الذي جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر إلا الله
    هذا توحيد من ؟

    توحيد المشركين ، من اعتقد أن هذا هو التوحيد فلا فرق بينه وبين أبي جهل ، لا فرق بينهما ،
    لماذا ؟

    لأن التوحيد عند أبي جهل هو : لا خالق إلا الله ، ولا رازق إلا الله . بدليل قوله تعالى : ﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴾ [ يوسف : 106] . فأثبت لهم الإيمان ونازعوا في قبول توحيد العبادة ،
    والأشاعرة من المتكلمين ونحوهم هؤلاء أبطلوا توحيد العبادة ليس شيء عندهم اسمه توحيد العبادة ، وإنما مرده إلى توحيد الربوبية ، ( والحاذق منهم يظن أن معناها لا يخلق ولا يرزق إلا الله ، ولا يدبر الأمر إلا الله ) . ح
    ينئذٍ قال المصنف رحمه الله تعالى : ( فلا خير في رجل ) . يعني : يدعي الإسلام لا خير
    في رجليدعيالإسلام(جهالالكفار أعلم منهبمعنىلاإلهإلاالله) ،
    ( جهال الكفار ) الكفار المشركون يعلمون لا إله إلا الله أكثر من هذا الذي يدَّعِي الإسلام هذا لا خير فيه ،
    لأن هذه الكلمة لا تنفعه لم تنفعه كما أن أولئك الأقوام لم يقولها لأنهم لو قالوها لوقعوا في التناقض ، لأنهم يعتقدون أن هذه المعبودات التي يصرفون إليها العبادة أنواعًا من العبادات أنها آلهة ، وإذا قالوا : لا إله إلا الله . نفوا عنها الألوهية ، هذا تناقض كيف تصرفون العبادة لهذه المعبودات ثم تقولون أنها ليست بآلهة ؟

    هذا نوع تناقض ، تبرأ منهم المشركون الأول ووقع فيه المشركون المتأخرون ، ( فلا خير في رجل - يدَّعِي الإسلام - جهال الكفار أعلم منه بمعنى لا إله إلا الله ) ،
    فلا يكفي التلفظ بـ لا إله إلا الله دون علم لمعناها وعمل بمقتضاها والكفر بما يعبد من دون الله ،
    ولا بد من تحقيق الشروط السبعة أو الثمانية - التي مرت معنا في شرح-
    (( الأصول الثلاثة ))
    إذا كان الكفار مع علمهم بمعنى لا إله إلا الله كفروا فكيف يكون حال الذي لا يعلم المعنى أصلاً ،
    أو ذكر معنًى ليس هو معناها هذه مسألة عظيمة .
    (شرح كشف الشبهات للحازمى)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •