هل السنة تنسخ القرآن ؟
الشيخ الالبانى





السائل : هل السنة تنسخ القرآن ؟ لأن الإمام الشافعي يقول : " القرآن ينسخه القرآن " في " المستدرك " ؟


الشيخ : هذا رأي الإمام الشافعي ، وآخرون يرون أن السنة تنسخ القرآن ، وهذا هو الصواب ؛ لما ذكرت بالأمس القريب في المحاضرة هناك في المسجد ؛ أنَّنا لا نفرِّق بين الله ورسوله ، لا نفرِّق بين كتاب ربِّنا وسنَّة نبيِّنا ، بل نحملهما معًا كما جاء في الحديث الذي ذكرناه - أيضًا - : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما ؛ كتاب الله وسنَّتي ) في الرواية الأخرى : ( وعترتي ، ولن يتفرَّقا حتى يردا عليَّ الحوض ) ، فالسنة بيان للقرآن ، فقد يكون البيان نسخًا ، وقد يكون البيان تخصيصًا ، وقد يكون تقييدًا إلى غير ذلك مما هو معلوم في علم الأصول ، ولذلك فلا نرى من الصواب أن يُقال في علم الأصول إن السنة لا تنسخ القرآن ؛ لأن هذا إنما ينشأ من ملاحظة الفرق بين ثبوت - اسحب الخيط يا أخي ، أيوا - لكنَّما ينشأ هذا من ثبوت الفرق بين ثبوت القرآن تواترًا وثبوت السنة آحادًا ، وقد بيَّنَّا في الأمس القريب أن هذا التفريق لا يضرُّ في الاحتجاج بالسُّنَّة ؛ سواء كان ذلك - أقول الآن - : في النسخ ، أو في التخصيص ، أو في التقييد ، وبخاصَّة أن علماء السلف يُسمُّون التخصيص نسخًا ، وجمهور علماء المسلمين متَّفقون على جواز تخصيص القرآن عموم القرآن بالسنة ، فإذا كان التخصيص نسخًا في اصطلاحهم ؛ فسواء كان النسخ ينصبُّ على رفع جزءٍ من نصٍّ عامٍّ ، أو كان التخصيص ينصبُّ على نسخ جزءٍ كامل منصوص عليه في آية في القرآن ؛ كله نسخ ، فتبقى العبارة شكليَّة بين القول بجواز تخصيص عموم القرآن بالحديث أو بالسنة ، والقول بأنَّه لا يجوز نسخ القرآن بالسنة ، يبقى هناك شيء من التفاوت لا نجد له مبرِّرًا . هذا رأيي في المسألة .
https://www.al-albany.com/audios/con...B1%D8%A2%D9%86