الاتباع بمفهومه الشامل


أحمد قوشتي عبد الرحيم

ما أحوجنا إلى تذكير أنفسنا وتذكير الناس بهذا المعنى المهم :
وهو أنه لا دليل على محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم أصدق من تحقيق الاتباع بمفهومه الشامل عقيدة وشريعة ، وقولا وعملا ، وظاهرا وباطنا
قال تعالى { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}
وما أسهل دعاوى المحبة باللسان والمظاهر والشكليات ، وما أصعب تحققها بالقلب والجوارح ، وإلا فمن ذا الذي بلغت محبة النبي صلى الله عليه وسلم منه كل مبلغ وتقدمت على سائر المحاب ، حتى فاقت محبته لكل حبيب ، بل محبته لنفسه التي بين جنبيه !
وهذان حديثان صحيحان يستحقان من كل مسلم أن يقف أمامهما مليا ، وأن يعرض حاله ونفسه عليهما ، لينظر صدق محبته للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهل بلغ تمامها وكمالها أم لا ؟
الحديث الأول : « عن عبد الله بن هشام، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا، والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك» فقال له عمر: فإنه الآن، والله، لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الآن يا عمر»»
والحديث الثاني : «عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم «لا يؤمن أحدكم، حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين»»
فتأمل أيها المسلم شرط المحبة التامة الكاملة ، وهي أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أحب إليك من نفسك ...ووالدك ....وولدك ....والناس أجمعين .