رُوي من حديث عبد الله بن حنطب ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عباس ، وجابر بن عبد الله ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وحذيفة بن اليمان ، وأبي هريرة ، ومن قول علي بن أبي طالب.

[حديث عبد الله بن حنطب]
رواه ابن أبي فديك ، واختُلف عليه:
- فرواه قتيبة بن سعيد ، وضرار بن صرد ، عنه ، عن عبد العزيز بن المطلب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن حنطب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى أبا بكر وعمر فقال: «هذان السمع والبصر»
أخرجه الترمذي (3671) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7027) ، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (302/6). ووقع في رواية أبي نعيم من طريق ضرار بن صرد "المهلب" بدل "المطلب" ، وكنى جده "أبو المهلب".

قال الترمذي: ((وَفِي الْبَابِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، وَهَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ حَنْطَبٍ لَمْ يُدْرِكِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).
وقال أبو نعيم: ((كذا وقع في كتابي ابن المهلب، وهو عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن حنطب، ويشبه أن يكون كنيته أبو المهلب ، ويمكن أن يكون المطلب صحفها بعضهم المهلب أو غلط فيها، والله أعلم)).
وجزم ابن حجر في "الإصابة" (335/7) أنه خطأ وتصحيف ، وأن الصواب عبد العزيز بن المطلب.

- ورواه ادم بن أبي إياس ، واختُلف عليه:
-- فرواه إبراهيم بن الحسين ، عنه ، عن ابن أبي فديك ، عن الحسن بن عبد الله بن عطية السعدي ، عن عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن حنطب ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن حنطب ، عن النبي به.
أخرجه الحاكم في "المستدرك" (4432).
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه)).
وقال الذهبي في "التلخيص": ((حسن)).

والحسن بن عبد الله بن عطية السعدي كذا جاء هنا ، وذكر المزي في شيوخ ابن أبي فديك "الحسن بن عبد الله بن أبى عطية الثقفى". والحسن بن عبد الله الثقفي ، قال ابن عدي: ((منكر الحديث)) ، وقال العقيلي: ((فِي حَدِيثِهِ وَهْمٌ)).
وتابعه على هذا الوجه رجل [مجهول]. أخرجه القطيعي في "زوائد فضائل الصحابة" (686) عن علي بن داود ، عن رجل به.
-- ورواه يعقوب بن سفيان ، عنه ، عن ابن أبي فديك ، عن المغيرة بن عبد الرحمن ، عن عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن حنطب ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن حنطب ، عن النبي به.
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (67/44).

- ورواه عبد السلام بن محمد الحمصي ، واختُلف عليه:
-- فرواه يعقوب بن سفيان ، عنه ، عن ابن أبي فديك ، عن المغيرة بن عبد الرحمن ، عن عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن حنطب ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن حنطب ، عن النبي به.
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (67/44).

-- ورواه جعفر بن مسافر ، عنه ، عن ابن أبي فديك، عن المغيرة عبد الرحمن، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر وعمر: فذكره.
أخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب" (401/1).


وتابعه على هذا الوجه جعفر بن محمد الفريابي ، عن ابن أبي فديك به.
أخرجه ابن منده في "معرفة الصحابة" (ص390) ، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2294).

أورده ابن عبد البر في ترجمة "حنطب بن الحارث" ، وقال: ((إسناده ضعيف)) ، وقال: ((فليس له غير هذا الإسناد، والمغيرة بن عبد الرحمن، هذا هو الحزامي ضعيف، وليس بالمخزومي الفقيه صاحب الرأي، ذلك ثقة في الحديث حسن الرأي)).
وكذا أورده ابن منده في ترجمة "حنطب" ، وقال: ((سمع النبي صلى الله عليه وسلم، وفي إسناد حديثه اختلاف)) ، وقال: ((رواه غيره عن ابن أبي فديك، عن عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن أبيه، عن جده)).


قلت: والمغيرة بن عبد الرحمن الحزامي ، قال ابن معين: ((ليس بشيء)) ، وقال: ((ضعيف الحديث)) ، وقال أبو داود: ((رجل صالح)) ، وقال: ((لا بأس به)) ، وقال أحمد: ((ما أرى به بأسًا)) ، وقال: ((ما بحديثه بأس)) ، وقال النسائي: ((ليس بالقوى)) ، وقال الدارقطني: ((ثقة)) ، وقال ابن عدي: ((ينفرد بأحاديث ، ...عامتها مستقيمة)) ، وقال الذهبي: ((احْتَجَّ بِهِ أَربَابُ الصِّحَاحِ، لَكِنْ لَهُ مَا يُنكَرُ)) ، وقال: ((حَدِيثُهُ مُتَّفقٌ عَلَيْهِ، لَكِنْ لَهُ مَا يَنْفَرِدُ بِهِ، وَيُنْكَرُ عَلَيْهِ)).

- ورواه علي بن محمد الأنصاري ، عنه ، عن عبد العزيز بن عبد المطلب ، عن أبيه ، عن جده حنطب ، عن النبي به.
أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (81/2).

- ورواه أحمد بن المنذر ، عنه ، عن علي بن عبد الرحمن بن عثمان ، عن عبد العزيز بن عبد المطلب ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن حنطب ، عن النبي به.
أخرجه ابن ثرثال في "جزئه" (246).


- ورواه يعقوب بن محمد الزهري ، عنه ، عن عبد العزيز بن المطلب ، عن أبيه ، عن النبي به.
أخرجه ابن بلبان في "تحفة الصديق" (ص52) ، وقال: ((هَكَذَا وَقع لنا من رِوَايَة عبد الْعَزِيز بن الْمطلب عَن أَبِيه)).

- ورواه الفضل بن الصباح البزار ، وعلي بن مسلم ، عنه ، عن غير واحد - وزاد علي بن مسلم - منهم علي بن عبد الرحمن بن عثمان ، وعمر بن أبي عمر ، عن عبد العزيز بن عبد المطلب ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن حنطب ، عن النبي به.
أخرجه المحاملي في "أماليه - رواية ابن مهدي الفارسي" (320) ، ومن طريقه ابن البخاري في "مشيخته" (388 / 855) ، والخطيب في "المتفق والمفترق" (1079) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (67/44) ، وأخرجه الاجري في "الشريعة" (1322) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (115/30) ، (66/44) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (100/2) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (1528) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2295).

وعلي بن عبد الرحمن بن عثمان ، لم يرو عنه سوى ابن أبي فديك ، ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فهو مجهول الحال.

وعمرو بن أبي عمر ، ترجم له الخطيب في "المتفق والمفترق" (1610/3) ، وذكر أنه الحجازي ، وأنه غير العبدي أو الكلاعي. فهو مجهول كذلك.

قال ابن أبي حاتم في "العلل" (2667): "وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيك ؛ قَالَ: حدَّثني غيرُ واحد، عن عبد العزيز بْنِ المُطَّلب، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جدِّه عبد الله بْنِ حَنْطَب ؛ قَالَ: كنتُ جَالِسًا عند رسول الله ؛ إِذْ جَاءَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فلمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمَا قَالَ: هَذَان ِ السَّمْعُ والبَصَرُ؟
قَالَ أَبِي: ((حدَّثنا بِهَذَا الْحَدِيثِ مُوسَى بنُ أيُّوب ، فقال: عن ابن أبي فُدَيك، عن عبد العزيز؛ وَهَذَا أشبهُ))".


وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" في ترجمة "عبد الله بن حنطب": ((له صحبة، روى عنه المطلب مرفوعا في فضائل قريش وفضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وحديثه مضطرب الإسناد لا يثبت)).

وقال المزي في "تهذيب الكمال" (435/14): ((وفيه اخْتِلاف كبير عَلَى ابْن أَبي فديك)).

وقال في "تحفة الأشراف" (314/4): ((رواه أبو الربيع الحارثي، عن ابن أبي فديك، عن عبد العزيز عن أبيه، عن جده. ورَواهُ علي بن مسلم الطوسي ويوسف بن يعقوب الصفار، عن ابن أبي فديك، قال: حدثني غير واحد منهم: علي بن عبد الرحمن بن عثمان وعمر بن أبي عمر، عن عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن حنطب، قال: كنت جالسًا عند النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ورَواهُ الفضل بن الصباح، عن ابن أبي فديك، حدثني غير واحد، عن عبد العزيز بن المطلب، عن أبيه، عن جده - ولم يسمَّ أحدًا، ولم يقل أحد منهم عن جده، عن عبد الله بن حنطب وعن مزسة)).
كذا وقع في طبعة عبد الصمد شرف الدين "وعن مزسة" ، ووقع في طبعة بشار معروف "وعن مزيدة" ، ولم أعرف ما المراد بذلك.

وقال ابن حجر في "التهذيب" (193/5): ((وقد سقط بين بن أبي فديك وبين عبد العزيز واسطة. فقد رواه داود بن صبيح ، والفضل بن الصباح عن ابن أبي فديك حدثني غير واحد عن عبد العزيز ، وهكذا رواه علي بن مسلم ويوسف بن يعقوب الصفار عن ابن أبي فديك قال حدثني غير واحد منهم علي بن عبد الرحمن بن عثمان ، وعمرو بن أبي عمرو عن عبد العزيز به)).
وقال في "الإصابة" (57/4) - بعد أن ذكر رواية الترمذي وكلامه- : ((قد أخرجه ابن مندة من طريق موسى بن أيوب، عن ابن أبي فديك، فقال فيه: كنت جالسا عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. فهذا اقتضى ثبوت صحبته.
ورواه ابن مندة أيضا من طريق دحيم، عن ابن أبي فديك: حدثني غير واحد عن عبد العزيز، وكذا هو عند البغوي، وسمى منهم عمرو بن أبي عمرو، وعلي بن عبد الرحمن بن عثمان. فهذا يدل على أن ابن أبي فديك لم يسمعه من عبد العزيز.
وقد رواه أحمد بن صالح المصريّ، وآخرون عن ابن أبي فديك هكذا، وسمّوا المبهمين: علي بن عبد الرحمن، وعمرو بن أبي عمرو.
وأخرجه الحاكم من طريق آدم عن ابن أبي فديك، فسمّى الواسطة الحسن بن عبد اللَّه بن عطية.
ورواه جعفر بن مسافر، عن ابن أبي فديك، فقال: عن المغيرة بن عبد الرحمن، عن المطلب بن عبد اللَّه بن حنطب، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم....
فذكره، فهذا اختلاف آخر يقتضي أن يكون الحديث من رواية حنطب والد عبد اللَّه. وقد قيل في المطلب بن عبد اللَّه بن حنطب: إنه المطلب بن عبد اللَّه بن المطلب بن حنطب، فإن ثبت فالصحبة للمطلب بن حنطب. واللَّه أعلم)).
وقال في "الإتحاف" (581/6): ((هَذَا حَدِيثٌ مُضْطَرِبُ الإِسْنَادِ، اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ اخْتِلافًا كَثِيرًا، وَقَدْ جَمَعْتُهُ فِي "مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ")).



وعبد الله بن حنطب ، مُختلف في صحبته. قال مغلطاي في "الإنابة" (337/1): ((قال أبو حاتم الرازي، وبعده أبو عُمر [ابن عبد البر] ، وابن حبان: له صحبة...وَلما روى أبو عيسى [الترمذي] حَديث أبي بكر، وعُمر قال: "وهذا مرسل؛ ابن حنطب لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -". وذكره في الصحابة: الأصبهانيان، والبغوي. وقال أبو موسى: عبد الله بن المطلب بن حنطب، ذكر بعض مشايخنا أن له صحبة...)).
والراجح أن له صحبة ، فقد انفرد الترمذي بنفي صحبته ، ولم يتابعه أحد على ذلك ، كما أنه لم يذكر مُستنده أو دليله على ذلك ، وقد أثبت له الصحبة المتقدمون والمتأخرون ، والمثبت مقدم على النافي ، ومن علم حجة على من لم يعلم.

[حديث عبد الله بن عمر]
أخرج القطيعي في "زوائد فضائل الصحابة" (575) ، وابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السنة" (146) ، وأبو نعيم في "الحلية" (93/4) ، وفي "فضائل الخلفاء الراشدين" (93) ، والاجري في "الشريعة" (1324) ، وأبو طاهر المخلص في "سبعة مجالس من أماليه" (68) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (68/44) ، وأخرج العشاري في "فضائل أبي بكر الصديق" (36) ، وقوام السنة الأصبهاني في "سير السلف" (109/1) ، وعبد الغني المقدسي في "الثاني من فضائل عمر بن الخطاب" (26) ، وأحمد بن عبد الواحد البخاري في "جزء من تخريجه" (ص21) ، عن الحكم بن مروان ، والبهلول بن حسان ، كلاهما عن فرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يبعث رجلا في حاجة وأبو بكر عن يمينه، وعمر عن يساره، فقال علي: ألا تبعث هذين؟ فقال: «كيف أبعثهما وهما من الدين كمنزلة السمع والبصر من الرأس؟»
قال أبو نعيم: (([هذا الحديث] مِنْ مَفَارِيدِ فُرَاتِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ مَيْمُونٍ)).

وفرات بن السائب ، قال ابن معين: ((ليس بشئ)) ، وقال أحمد: ((قريب من محمد بن زياد الطحان في ميمون، يُتهم بما يتهم به ذاك)) - ومحمد بن زياد الطحان ، قال عنه أحمد: ((كذاب، خبيث، أعور، يضع الحديث)) - ، وقال البخاري: ((تركوه ، منكر الحديث)) ، وقال: ((سكتوا عنه)) ، وقال الساجي: ((تركوه)) ، وقال أبو حاتم: ((ضعيف الحديث ، منكر الحديث)) ، وقال السعدي: ((ضعيف الحديث)) ، وقال الدارقطني ، والنسائي ، ومسلم ، ويعقوب بن سفيان: ((متروك الحديث)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ذاهب الحديث)) ، وقال ابن عدي: ((له غير ما ذكرت من الحديث خاصة أحاديثه عن ميمون بن مهران مناكير)) ، وقال ابن حبان: ((كَانَ مِمَّن يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات وَيَأْتِي بالمعضلات عَن الثِّقَات لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ وَلَا الرِّوَايَة عَنهُ وَلَا كِتَابَة حَدِيثه إِلَّا على سَبِيل الاختبار)).

ورواه محمد بن كثير العبدي ، واختُلف عليه:
- فرواه إسماعيل بن عبد الله العبدي ، وعلي بن عبد العزيز ، عنه ، عن سليمان بن كثير ، عن فرات بن السائب ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عمر ، عن النبي به.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (93/4) ، والطبراني (14139).

- ورواه محمد بن إسماعيل الفزاري ، عنه ، عن سليمان بن كثير ، عن فرات بن السائب ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس ، عن النبي به.
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (164/17).

والراجح الوجه الأول ، لأنه تابعه عليه الحكم بن مروان ، والبهلول بن حسان ، كلاهما عن فرات بن السائب به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4999) ، والاجري في "الشريعة" (1325) ، وابن عدي في "الكامل" (263/3) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (68/44) من طريق حمزة بن أبي حمزة النصيبي، عن نافع، عن ابن عمر به.
قال الطبراني: ((لم يرو هذا الحديث عن نافع إلا حمزة بن أبي حمزة)).
وقال ابن عدي في ترجمة "حمزة" بعد أن روى له عدة أحاديث بهذا الإسناد: ((وهذه الأحاديث عن نافع، عن ابن عمر التي أمليتها من طريق نافع، عن ابن عمر منكرة ليس يرويها غير حمزة عن نافع)).

قلت: هذا منكر تفرد به حمزة النصيبي عن نافع ، وحمزة النصيبي ، قال ابن معين: ((ليس يُساوي فلسًا)) ، وقال: ((ليس حديثُه بشيء)) ، وقال أحمد: ((مطروح الحديث)) ، وقال البخاري ، وأبو حاتم: ((منكر الحديث)) ، وقال الترمذي: ((ضعيف فى الحديث)) ، وقال النسائي ، والدارقطني: ((متروك الحديث)) ، وقال ابن عدي: ((له أحاديث صالحة و عامة ما يرويه مناكير موضوعة ، والبلاء منه ليس ممن يروى عنه ، ولا ممن يروى هو عنهم)) ، وقال: ((يضع الحديث)) ، وقال ابن حبان: ((ينفرد عن الثقات بالموضوعات حتى كأنه المتعمد لها ، لا تحل الرواية عنه)) ، وقال أبو حاتم ، وأبو زرعة: ((ضعيف الحديث)) ، وقال أبو زرعة أيضاً: ((واهي الحديث، كل حديثه واهٍ)) ، وقال أبو داود: ((ليس بشىء)) ، وقال الحاكم: ((يروى أحاديث موضوعة)) ، وقال يعقوب بن سفيان: ((ضعيف، لا يُفرح بحديثه)).

[حديث عبد الله بن عباس]
أخرج ابن أخي ميمي الدقاق في "فوائده" (247) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (115/30) ، وأخرج أبو الشيخ الأصبهاني في "أمثال الحديث" (301) ، وأبو نعيم في "الحلية" (72/4) ، وابن حبان في "المجروحين" (82/3) عن الحسنُ بنُ عرفةَ قالَ: حَدَّثَنَا الوليدُ بنُ الفضلِ العنزيُّ قالَ: حَدَّثَنَا عبدُاللهِ بنُ إدريسَ الأوديُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وهبِ بنِ منبهٍ، عَنِ ابنِ عباسٍ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبعثُ رِجَالًا إِلَى البلدانِ يَدعونَ الناسَ إِلَى الإسلامِ، قالَ رجلٌ: لَوْ بعثتَ أَبَا بكرٍ وعمرَ، فقالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أبوبكرٍ وعمرُ لا غِنى عَنْهُمَا، إنَّ أَبَا بكرٍ وعمرَ مِن الإسلامِ بمنزلةِ *السمعِ *والبصرِ مِن الإنسانِ".
قال أبو نعيم: ((كَذَا قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، وَإِنَّمَا هُوَ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ. وَالْحَدِيثُ غَرِيبٌ، تَفَرَّدَ بِهِ الوَلِيدُ ابْنُ الْفَضْلِ عَنْهُ)).
وجاء في رواية أبي الشيخ الأصبهاني "ثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ يَعْنِي عَبْدَ الْمُنْعِمِ".

والوليد بن الفضل ، قال ابن حبان: ((شيخ يروي عَن عبد الله بن إِدْرِيس وَأهل الْعرَاق الْمَنَاكِير الَّتِي لَا يشك من تبحر فِي هَذِه الصِّنَاعَة أَنَّهَا مَوْضُوعَة لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال إِذا انْفَرد وَهُوَ الَّذِي روى عَن بن إِدْرِيسَ...فذكر الحديث)) ، وقال الدارقطني: ((ضعيف)) ، وقال أبو حاتم: ((مجهول)) ، وقال الحاكم وأبو نعيم وأبو سعيد النقاش: ((يروي عن الكوفيين الموضوعات)).

وعبد المنعم بن إدريس ، قال أحمد: ((يكذب على وهب بن منبه)) ، وقال ابن المديني: ((ليس بثقة ، أخذ كتبا فرواها)) ، وقال ابن معين: ((الكذاب الخبيث)) ، وقال عمرو بن علي الفلاس: ((متروك الحديث، أخذ كتب أبيه فحدث بها عن أبيه، ولم يكن سمع من أبيه شيئا)) ، وقال البخاري: ((ذاهب الحديث)) ، وقال أبو زرعة: ((واهي الحديث. ولد بعد موت أبيه، وحدث عن أبيه)) ، وقال النسائي: ((ليس بثقة)).

وإدريس بن سنان ، قال ابن معين: ((يُكْتَبُ مِنْ حَدِيثِهِ الرِّقَاقُ)) ، وقال الدارقطني: ((متروك)) ، وقال ابن عدي: ((لَيْسَ لَهُ كَبِيرُ رِوَايَةٍ وَأَحَادِيثُهُ مَعْدُودَةٌ وَأَرْجُو أَنَّهُ من الضعفاء الذين يكتب حديثهم)) ، وقال ابن حبان: ((يُتقى حديثه من رواية ابنه عبد المنعم عنه)) ، وقال الذهبي: ((أَحَدُ الضُّعَفَاء)).

[حديث جابر بن عبد الله]
أخرج اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2507) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (461/8) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (116/30) ، وابن كثير في "طبقات الشافعيين" (ص203) ، عن أَبي يَعْلَى زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ، قَالَ: نا الْحَكَمُ بْنُ مَرْوَانَ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنْ هَذَا الدِّينِ كَمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ مِنَ الرَّأْسِ».
قال ابن كثير: ((إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ، وَلَمْ يُخَرِّجْهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ الْكُتُبِ السِّتَّةِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ)).

والحديث أورده ابن كثير في ترجمة "أبو يحيي الساجي" الإمام الثقة ، مع أنه وقع عنده في إسناده "أبي يعلى الساجي"!!.
وزَكَرِيَّا بْن يَحْيَى بْن خلاد، أَبُو يعلى الساجي البصري ، ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" (461/8) ، وأورد هذا الحديث في ترجمته ، وقال: ((روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن إسحاق المدائني، ومحمد بن خلف المرزباني، وَعبيد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَنِ السكري، وَالقاضي الْمَحَامِلِيّ، وَمحمد بْن مخلد، وَغيرهم)) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فالظاهر أنه مستور الحال.

والحكم بن مروان الكوفي ، قال ابن معين: ((ليس به بَأسٌ)) ، وقال: ((ما أُراه إِلاَّ كان صدوقًا)) ، وقال أبو حاتم: ((لا بأس به)) ، وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال محمود بن غيلان: ((ضرب أحمد، وَابن مَعِين وأبو خيثمة على اسمه وأسقطوه)). قلت: وهذا الكلام فيه نظر ، فقد روى عنه أحمد ، ووثقه ابن معين ، فكيف يكونا ضربا على اسمه وأسقطاه ؟!. وقال العيني: ((صدوق)) ، وقال ابن حجر: ((متروك)). والراجح عندي أنه صدوق.

وعبد الله بن محمد بن عقيل ، لم يرو عنه مالك ، ويحيي القطان ، وقال سفيان بن عيينة: ((فى حفظه شىء [سئ الحفظ] ، فكرهت أن ألقه)) ، وقال ابن معين: ((لا يُحتج بحديثه)) ، وقال: ((ضعيف الحديث)) ، وقال: ((هالكٌ، دامرٌ، من بابة أصحاب الحديث الرَّقاقة)) ، وقال: ((ليس بذاك)) ، وقال: ((ضعيف في كل أمره)) ، وقال أحمد: ((منكر الحديث)) ، وقال ابن سعد: ((كان منكر الحديث ، لا يحتجون بحديثه ، وكان كثير العلم)) ، وقال يعقوب بن شيبة: ((صدوق ، وفى حديثه ضعف شديد جداً)) ، وقال ابن المديني: ((كان ضعيفاً)) ، وقال العجلي: ((جائز الحديث)) ، وقال البخاري: ((مقارب الحديث)) ، وقال الجوزجاني: ((توقف عنه ، عامة ما يرويه غريب)) ، وقال أبو حاتم: ((لين الحديث ، ليس بالقوى ، ولا بمن يحتج بحديثه ، يكتب حديثه)) ، وقال أبو زرعة: ((يُختلف عنه فى الأسانيد)) ، وقال النسائي: ((ضعيف)) ، وقال الدارقطني: ((ضعيف)) ، وقال: ((ليس بالقوي)) ، وقال ابن خزيمة: ((لا أحتج به لسوء حفظه)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ليس بذاك المتين المعتمد)) ، وقال الترمذي: ((صدوق ، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه)) ، وقال العقيلي: ((فى حفظه شىء)) ، وقال الساجي: ((كان من أهل الصدق ، ولم يكن بمتقن فى الحديث)) ، وقال أبو عبد الله الحاكم: ((عُمّر فساء حفظه فحدث على التخمين)) ، وقال: ((مستقيم الحديث)) ، وقال الخطيب: ((كان سىء الحفظ)) ، وقال ابن حبان: ((كَانَ من سَادَات الْمُسلمين من فُقَهَاء أهل الْبَيْت وقرائهم إِلَّا أَنه كَانَ رَدِيء الْحِفْظ كَانَ يحدث عَن التَّوَهُّم فَيَجِيء بالْخبر على غير سنَنه فَلَمَّا كثر ذَلِك فِي أخباره وَجب مجانبتها والاحتجاج بضدها)) ، وقال البيهقي: ((لم يكن بالحافظ، وأهل العلم بالحديث مختلفون في جواز الاحتجاج بروايته)).

[حديث عبد الله بن عمرو]
أخرج ابن أبي عاصم في "السنة" (1222) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (494) ، والاجري في "الشريعة" (1323) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/ 115-116) (69/44) عن محمد بن المصفى، ثنا بقية بن الوليد، عن ثور بن يزيد، عن عبد الله بن بشر الكندي، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد هممت أن أبعث رجلا من أصحابي إلى ملوك الأرض يدعوهم إلى الإسلام كما بعث عيسى ابن مريم الحواريين» قالوا: ألا تبعث أبا بكر وعمر فهما أبلغ؟ قال: «لا غنى بي عنهما إنما منزلتهما من الدين كمنزلة السمع والبصر من الجسد»

وبقية بن الوليد ، صدوق كثير التدليس عن الضعفاء ، ولم يُصرح بالتحديث.
وعبد الله بن بشر الكندي ، ترجمه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (183/1) ، وقال: (((ذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى صَاحِبِ تَارِيخِ الْحِمْصِيِّينَ فِي كِتَابِهِ، فَقَالَ: وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ الْكِنْدِيُّ، حَدَّثَ عَنْهُ ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ)).
كذا وقع عنده "بن عمر" ، والصواب "بن عمرو". وعبد الله بن بشر هذا مجهول.

وأخرج الطبراني في "الكبير" (14506) عن عبد الرحمن بن محمَّد المُحارِبي، عن محمَّد مولى بني هاشم-وكان من أصحابِ مَكْحول- عن صالح بن جُبَير، عن أبي العَجْفاء، عن عبد الله بن عَمرو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «خُذُوا القُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ، ومُعَاذٍ، وأُبَيٍّ، وسَالِمٍ؛ ولَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبْعَثَهُمْ في الأُمَمِ كَمَا بَعَثَ عِيسَى الحَوَارِيِّينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ» ، فقال رجلٌ: يا رسول الله، فأينَ أنت عن أبي بكر وعمر؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لَا غِنَى عَنْهُمَا؛ إِنَّمَا مَثَلُهُمَا مِنَ الدِّينِ كَمَثَلِ السَّمْعِ والبَصَرِ»

وأخرجه أبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى" (254/5) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (407/58) عن ابن إِسحاق، عن رجل، عن صالِح بن جُبَير به.
ووقع عند ابن عساكر "عن عمرو بن العاص" ، وهو خطأ صوابه "عن عبد الله بن عمرو بن العاص" كما في باقي الروايات.

وابن إسحاق مدلس ، ولم يُصرح بالتحديث.
والرجل محمد مولى بني هاشم ، لم أعرفه.
وأبو العجفاء السُلمي ، فرّق أبو أحمد الحاكم في "الكنى" بين هذا وبين أبو العجفاء هرم بن نسيب ، بينما ذكر المزي في "تهذيب الكمال" من شيوخ أبو العجفاء هرم بن نسيب "عبد الله بن عمرو بن العاص" ، وذكر من تلاميذه "صالح بن جبير" ، فكأنه راهما واحداً ، وهذا هو الظاهر ، وهو ثقة ، والله أعلم.

[حديث حذيفة بن اليمان]
أخرج الحاكم في "المستدرك" (4448) ، والطبراني في "الأوسط" (5354) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (350) ، وابن عدي في "الكامل" (288/3) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (114/30) عن حفص بن عمر الأبلي، ثنا مسعر بن كدام، عن عبد الملك، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لقد هممت أن أبعث إلى الآفاق رجالا يعلمون الناس السنن والفرائض، كما بعث عيسى ابن مريم الحواريين» ، قيل له: فأين أنت من أبي بكر وعمر؟ قال: «إنه لا غنى بي عنهما، إنهما من الدين كالسمع والبصر»
وجاء في بعض الروايات "إِنَّهُمَا مِنَ الدِّينِ كَالرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ".

قال الحاكم: ((هذا حديث تفرد به حفص بن عمر العدني، عن مسعر)).
وقال الذهبي في "التلخيص": ((تفرد به حفص بن عمر العدني عن مسعر وهو واه)).
وقال الطبراني: ((لم يرو هذا الحديث عن مسعر إلا حفص)).
وقال ابن عدي: ((وهذا الحديث عن مسعر ليس يرويه غير أبي إسماعيل وإنما هذا الحديث عند مسعر بهذا الإسناد اقتدوا باللذين من بعدي أبو بكر وعمر))

وحفص بن عمر هو أبو إسماعيل الأبلي ، كما جاء مصرّحا به في باقي الروايات عدا رواية الحاكم. قال أبو حاتم: ((كان شيخا كذابا)) ، وقال الدارقطني: ((ضَعِيفُ الْحَدِيثِ)) ، وقال ابن عدي: ((أحاديثه كلها إما منكرة المتن أوالسند وهو إلى الضعف أقرب)) ، وقال العقيلي: ((يحدث عن شعبة ومسعر ومالك بن مغول والأئمة بالبواطيل)) ، وقال الساجي: ((كان يكذب)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ذاهب الحديث)) ، وقال ابن عبد الهادي: ((ضعيفٌ بالاتفاق)).

[حديث أبي هريرة]
أخرج ابن العديم في "تاريخ حلب" (948/2) من طريق الامام أبو المظفر منصور بن محمد السمعاني قال: حدثنا الشيخ أبو حفص هبة الله بن محمد بن عمر بن زاذان قال: حدثنا عمي أبو محمد عبد الله بن عمر بن زاذان قال: حدثنا أبو الحسن علي بن خفيف بن عبد الله الدقاق قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن داود القنطري قال: حدثنا جبرون بن واقد الإفريقي قال: حدثنا مخلد بن الحسن عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أقبل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «*هذان *السمع *والبصر».

وأبو الحسن علي بن خفيف الدقاق ، قال ابن أبي الفوارس: ((كان سيئ الحال في الرواية غير مرضي)).
وجبرون بن واقد ، روى له ابن عدي في "الكامل" حديثين ، ثم قال: ((وجبرون بن واقد هذا لا أعرف له غير هذين الحديثين، وجميعا منكران ، ولا أعلم يرويهما عنه غير مُحمد بن داود)) ، وقال عبد الحق الإشبيلي: ((ليس بمشهور)) ، وقال الذهبي: ((مُتهم)) ، وقال: ((ليس بثقة)) ، وقال: ((منكر الحديث)).

[قول علي بن أبي طالب]
رواه عمر بن إبراهيم ، واختُلف عليه:
- فرواه إبراهيم بن الوليد الطبراني ، وأحمد بن يزيد ، وأبو العوام الواسطي ، والعوام بن حوشب ، ويحيي بن مسعود الأنصاري ، وأسيد بن ظهير الهاشمي ، وعبد الله بن محمد بن أيوب المخرمي ، عنه ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لما قبض أبو بكر رضي الله عنه وسجي عليه ارتجت المدينة بالبكاء كيوم قبض النبي صلى الله عليه وسلم فجاء علي بن أبي طالب رضي الله عنه باكيا مسترجعا مسرعا وهو يقول: رَحِمَكَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ كُنْتَ...فذكر حديثاً طويلاً جاء فيه ((كنت عنده بمنزلة السمع والبصر)).

أخرجه البزار (928) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (436/30) (438/30) (440/30) (396/32) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2457) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (894) (895) (899) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (40/1) ، والاجري في "الشريعة" (1833) ، والخطيب في "المتفق والمفترق" (504/1) ، وابن الجوزي في "التبصرة" (409/1) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" (238/1) ، والضياء المقدسي في "المختارة" (398) (399) ، وابن الأبار في "معجم أصحاب القاضي أبي علي الصدفي" (ص102).

- ورواه أحمد بن مصعب المروزي ، واختُلف عليه:
-- فرواه الحكيم الترمذي ، ومحمد بن إبراهيم بن سهل ، عنه ، عن عمر بن إبراهيم ، عن إسماعيل ابن عياشٍ، عن عبد الملك بن عميرٍ، عن أسيد بن صفوان به.
أخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (1230) ، والخطابي في "غريب الحديث" (9/2).

وتابعه حماد بن أحمد بن حماد ، عن عمر بن إبراهيم به.
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (438/30)

-- ورواه أحمد بن منصور المروزي ، عنه ، عن عمر بن إبراهيم ، عن عبد الملك بن عميرٍ، عن أسيد بن صفوان به.
أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (896) ، وأبو بكر الخلال في "السنة" (350) ، والاجري في "الشريعة" (1831) (1832) ، والضياء المقدسي في "المختارة" (397) ، وفي "الموافقات العوالي" (1) ، والقزويني في "مشيخته" (ص300).

قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (641/5) في ترجمة عمر بن إبراهيم: ((وأظن أنّه سقط بينه وبين عبد الملك رجل)).
وقال الضياء المقدسي في "المختارة" (17/2): ((وَعُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَدْ سَبَقَ قَوْلُنَا: إِنَّ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِيَّ -رَحِمَهُ اللهُ - قَالَ فِي غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ رِجَالِ الصَّحِيحِ لَا يُحْتَجُّ بِهِ، مِنْ غَيْرِ بَيَانِ الْجَرْحِ، فَلَا يُقْبَلُ الْجَرْحُ إِلَّا بِبَيَانِ مَا هُوَ. وَاللهُ أَعْلَمُ.
وَأَمَّا رِوَايَةُ حَمَّادِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، وَزِيَادَتُهُ فِي الْإِسْنَادِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَيَّاشٍ فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ قَدْ حَفِظَهُ، وَيَحْتِمَلُ أَنْ يَكُونَ قَدْ وَهِمَ، فَإِنَّ أَكْثَرَ الرِّوَايَاتِ تَأْتِي مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ إِسْمَاعِيلَ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ.
وَحَمَّادٌ هَذَا لَمْ أَرَهُ فِي كِتَابِ الْبُخَارِيِّ، وَلَا فِي كِتَابِ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ)).

قلت: عمر بن إبراهيم وقع في بعض الروايات أنه أبو حفص العبدي ، وذلك من طريق يحيي بن مسعود الأنصاري ، وهو مجهول لم أجده. فلعله اختلط على الضياء المقدسي وظنه هو ، فهو الذي قال فيه ابن معين وأبو حاتم ما نقله عنهما ، والصواب أنه الهاشمي القرشي الكردي.

وعمر بن إبراهيم الهاشمي الكردي ، قال الدارقطني: ((كذاب، خبيث)) ، وقال: ((يضع الحديث)) ، وقال أحمد بن محمد بن عُقْدة الحافظ: ((ضعيف)) ، وقال الخطيب: ((كان غير ثقة، يروي المناكير عَن الأثبات)) ، وقال ابن حجر: ((متروك)).

والله أعلم.