2333 - " من توضأ ثم قال : سبحانك اللهم و بحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك ،
كتب في رق ، ثم طبع بطابع ، فلم يكسر إلى يوم القيامة " .


قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 438 :
أخرجه النسائي في " اليوم و الليلة " <1> ( رقم 81 ) و الحاكم ( 1 / 564 ) و
الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 68 / 1 ) عن أبي غسان يحيى بن كثير :
حدثنا شعبة عن أبي هاشم ( عن أبي مجلز ) عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فذكره ) . و قال الحاكم : " صحيح على
شرط مسلم " ، و وافقه الذهبي . و أقول بل هو على شرط الشيخين ، فإن رجاله كلهم
ثقات من رجالهما . و أبو هاشم الرماني اسمه يحيى ، و اسم أبيه دينار ، و قيل
غير ذلك . و تابعه روح بن القاسم عن أبي هاشم به مرفوعا . أخرجه أبو إسحاق
المزكي في " الفوائد المنتخبة " ( 1 / 150 / 1 ) عن عيسى بن شعيب : أخبرنا روح
بن القاسم . و هذا إسناد حسن ، روح بن القاسم ثقة حافظ من رجال الشيخين أيضا .
و عيسى بن شعيب - و هو النحوي البصري الضرير - صدوق له أوهام . و تابعه الوليد
بن مروان عن أبي هاشم به نحوه . أخرجه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 3 / 1
/ 257 / 1 ) . و الوليد هذا مجهول . و تابعه قيس بن الربيع عن أبي هاشم به
مرفوعا . ذكره أبو نعيم في " اليوم و الليلة " له . و قيس سيء الحفظ . و تابعه
سفيان الثوري عن أبي هاشم به . أخرجه ابن السني ( 28 ) ، و المعمري <2> عن يوسف
بن أسباط عنه . لكن يوسف هذا فيه ضعف ، و قد خالفه عبد الرحمن بن مهدي ، فقال :
حدثنا سفيان به ، إلا أنه أوقفه على أبي سعيد . أخرجه الحاكم . و تابعه عبد
الله بن المبارك عن سفيان به موقوفا . أخرجه النسائي . ثم أخرجه من طريق غندر
عن شعبة بإسناده موقوفا . و لا شك أن الوقف أصح إسنادا ، لكن قال الحافظ <3> :
" مثله لا يقال من قبل الرأي ، فله حكم المرفوع " . ثم وجدت للحديث شاهدا ،
فقال ابن بشران في " الأمالي " ( 147 / 1 ) : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد
بن طاهر العلوي - بالمدينة - : حدثنا محمد بن الحسن بن نصر البغدادي المعروف بـ
( المقدسي ) : حدثنا محمد بن حسان الأزرق حدثنا وكيع بن الجراح عن هشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة مرفوعا به . قلت : الأزرق ثقة مترجم في " التهذيب " ، و من
فوقه من رجال الشيخين . و المقدسي لم أعرفه ، و لم أره في " تاريخ بغداد " ، و
هو من شرطه . و العلوي لم أعرفه أيضا . و الخلاصة : أن الحديث صحيح بمجموع طرقه
المرفوعة ، و الموقوف لا يخالفه لأنه لا يقال بمجرد الرأي كما تقدم عن الحافظ .
و لعله من أجل ذلك ساقه ابن القيم في " زاد المعاد " ( 1 / 69 ) مساق المسلمات
، و لكنه عزاه لـ " سنن النسائي " و هو وهم لم يتنبه له المعلق عليه ، ثم قصر
في تخريجه تقصيرا فاحشا ، فلم يعزه إلا لابن السني و ضعف إسناده - و هو كذلك
كما تقدم دون الأسانيد التي قبله - فأوهم أن الحديث ضعيف . و الله المستعان .
-----------------------------------------------------------
[1] " تحفة الأشراف " ( 3 / 447 ) . اهـ .
[2] " النكت الظراف " للحافظ ( 3 / 447 ) . اهـ .
[3] " النكت الظراف " للحافظ ( 3 / 447 ) . اهـ .