http://www.lojainiat.com/index.php?a...wMaqal&id=5484

كيف يمكن للصائم أن يحيا في رمضان حياة إيجابية
؟ وهل هناك طريقة عملية تعين على هذه الحياة الإيجابية ؟
- هذا سؤال مهم جدا لا يعرف قدره إلا من وفقه الله ونوَّر بصيرته ؛ لأن من عاش الحياة الطيبة في الدنيا عاش الحياة الطيبة في الآخرة , كما قال تعالى {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّ هُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّ هُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل97 .
ويمكن تلخيص جواب هذا السؤال في العناصر التالية :
1-أول أركان الحياة الإيجابية في رمضان ( وفي غيره ) الإخلاص لله تعالى , وذلك بأن تنوي بصيامك وجه الله تعالى , وتحتسب الأجر عنده , وقد نبه الني صلى الله عليه وسلم إلى ذلك في قوله : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه " رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه .
2- احرص على التخلص من العادات السيئة إذا كانت موجودة لديك ؛ كالتدخين , والجلوس في الاستراحات والكازينوهات على الأمور المحرمة أو التي أقل أحوالها أنها تقتل الأوقات , وكالسب والشتم والحسد والكذب ....... , واستبدال هذه العادات بأضدادها , وتذكر أن الله تعالى قال في أهل الجنة : {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ }الحج24 .
3- اغتنم كل دقيقة من رمضان , ولا تجعل لحظة منه تذهب في غير ما فائدة , واحذر من تضييع زمانك فإن كل لحظة تذهب منه لا عوض لها .
وما أحسن قول البخاري :
اغتنم في الفراغ فضل ركوع
فعسى أن يكون موتك بغتة
كم صحيح مات من غير سقم
ذهبت نفسه الصحيحة فلته .
ومن مظاهر تضييع الأوقات في رمضان : كثرة النوم في النهار , ولعب الكرة لساعات طويلة حتى في العشر الأواخر !! , وكثرة الذهاب للأسواق , وبقاء المرأة في المطبخ سحابة يومها ...... .
4- اجعل رمضان فرصة للمحافظة على صلاة الجماعة في المسجد , وحاول أن يؤذن المؤذن وأنت في المسجد , واستغل ما بين الأذان والإقامة في القراءة والدعاء واللجوء إلى الله .
واحذر أن تفوتك صلاة الجماعة في المسجد .
5- اجعل لك ورداً من القرآن لا تُخِلَّ به , واحرص على تأمل معاني الآيات , وترديد الآيات التي تجد أنها تؤثر على قلبك , والبكاء أو التباكي عند قراءة القرآن , وستجد أثر ذلك على قلبك حتى بعد رمضان .
6- واظب على صلاة التراويح , واستعد لها بالتطيب والسواك , وأكملها مع الإمام حتى يُكتب لك قيام ليلة كاملة من غروب الشمس إلى طلوعها , يقول صلى الله عليه وسلم : " مَنْ قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة " فما أعظم رحمة الله وفضله !! قيام ساعة أو أقل يكتب به قيام ليلة كاملة !! .
7- إن استطعت أن يكون معك دراهم للصدقة , بحيث تتصدق كل يوم ولو بريال أو أقل فافعل ؛ فإن الصدقة تطفئ الخطيئة وتدفع ميتة السوء .
8- من الصدقة تفطير الصائمين على الوجه المشروع , أما الإسراف بدعوى تفطير الصائمين ثم وضع ما زاد في المزابل فذلك مجلبة للإثم !
9- بادر في العمرة في رمضان فإنها تعدل في الأجر حجةً مع أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم , واحرص على أن تكون مع صحبة طيبة تُعينك على الخير إذا كسلت , وتُعلِّمك إذا جهلت .
وقبل الدخول في العمرة ينبغي لك أن تتعلم أحكامها ؛ إما بسؤال أهل العلم , وإما بقراءة كتاب موثوق ككتاب التحقيق والإيضاح لأحكام الحج والعمرة للعلاَّمة ابن باز رحمه الله .
وإذا أشكل عليك شيء فبادر بالسؤال , ولا تكن كمن يقع في محظور أو يحتاج لمعرفة بعض الأمور ثم لا يسأل إلا بعد بضع سنين !!
10- جاهد النفسَ على الخير , ورابط على الطاعة , وكن في يومك خير من أمسك , واعلم أن المحبوبات لا تُنال إلا باحتمال المكروهات , والسيادة في الدنيا والسعادة في العقبى لا تكون إلا على جسر التعب .
برنامج عملي
يصعب وضع برنامج موحد لكل الناس ؛ لأن ظروفهم وأحوالهم تختلف من شخص لآخر , لكن هناك أمور ينبغي مراعاتها , وهي :
1- صلاة الفجر في المسجد مع الجماعة .
2- الاشتغال بقراءة القرآن وذكر الله بعد الصلاة حتى يخرج وقت النهي ( يخرج إذا ارتفعت الشمس بمقدار رمح في نظر الناظر ) .
3- صلاة ركعتي الإشراق .
4- الحرص على الاستفادة من بقية الوقت فيما ينفع مع أخذ قسط من الراحة للاستعانة بها على الطاعة , ومن نام محتسباً ذلك عند الله ( أي يقصد بنومه أن ينشط للعبادة ويقوى عليها ) كتب الله أجر قومته وأجر نومته .
5- الالتجاء إلى الله قُبَيل الإفطار بالدعاء والإلحاح في السؤال فإن هذا الموضع مظنَّة للإجابة .
6- بعد الإفطار ينبغي الاشتغال بقراءة القرآن والذكر والدعاء والاستعداد لصلاة العشاء والتراويح .
7- لا مانع من الترفيه عن النفس ببعض الأمور المباحة حتى لا تمل النفس ( لمن احتاج لذلك ) .
8- اخذ قسط من الراحة في الليل .
9- التسحر , ويستحب تأخيره , ثم انطلق للمسجد انتظارا لصلاة الفجر , ولا ترجع للفراش بعد السحور حتى لا تفوت عليك الصلاة .
فمن واظب على ذلك يُرجى له أن يحيى حياة طيبة إن شاء الله .
وبالله التوفيق .........