تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: تفصيل مهم فى مسألة التبرك

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي تفصيل مهم فى مسألة التبرك

    قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى
    (باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما)
    الشرح
    قوله: (من تبرك) التبرك: تَفَعُّلٌ من البركة، وهو طلب البركة.
    والبركة: مأخوذة من حيث الاشتقاق من مادة بُروك، أو من كلمة بِرْكة.
    أما البروك: فبروك البعير يدل على ملازمته وثبوته في ذلك المكان.
    والبركة:- وهي مجتمع الماء- تدل على كثرة الماء في هذا الموضع، وعلى لزومه له، وعلى ثباته في هذا الموضع.
    فيكون إذاً معنى البركة:كثرة الشيء الذي فيه الخير، وثباته، ولزومه.
    فالتبرك:هو طلب الخير الكثير، وطلب ثباته، وطلب لزومه.
    والنصوص في القرآن والسنة دلت على أن البركة من الله -جل وعلا-، وأن الله جل وعلا هو الذي يبارك، وأن الخلق لا أحد يبارك أحداً، وإنما هو -جل وعلا- الذي يُبارك، قال سبحانه: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده} يعني: عَظُم خير من نزّل الفرقان على عبده، وكثر، ودام، وثبت، {تبارك الذي بيده الملك} وقال سبحانه: {وباركنا عليه وعلى إسحاق} وقال: {وجعلني مباركاً}.
    فالذي يبارك هو الله جل وعلا؛ فلا يجوز للمخلوق أن يقول: (باركت على الشيء)، (أو أبارك فعلكم) لأن لفظ البركة، ومعنى البركة، إنما هي من الله؛ لأن الخير: كثرته، لزومه، ثباته؛ إنما هو من الذي بيده الأمر.
    والنصوص في الكتاب والسنة دلّت على أن البركة التي أعطاها الله جل وعلا للأشياء:

    - إما أن تكون الأشياء هذه أمكنة أو أزمنة.
    - وإما أن تكون تلك الأشياء من بني آدم يعني: مخلوقات آدمية.
    أما الأمكنة والأزمنة: فظاهر أن الله -جل وعلا- حين بارك بعض الأماكن، كبيت الله الحرام، وكما حول بيت المقدس{الذي باركنا حوله} والأرض المباركة، ونحو ذلك؛ أن معنى: أنها مباركة: أن يكون فيها الخير الكثير اللازم الدائم لها؛ ليكون ذلك أشجع في أن يلازمها أهلها الذين دُعُوا إليها.
    وهذا لا يعني أن يُتمسّح بأرضها، أو أن يتمسح بحيطانها،فهذه بركة لازمة لا تنتقل بالذات، فبركة الأماكن، أو بركة الأرض ونحو ذلك، هي بركة لا تنتقل بالذات، يعني: إذا لامست الأرض، أو دفنت فيها، أو تبركت بها؛ فإن البركة لا تنتقل بالذات، وإنما الأرض مباركة من جهة المعنى.
    كذلك بيت الله الحرام هو مبارك لا من جهة ذاته، يعني: أن يُتمسح به فتنتقل البركة، وإنما هو مبارك من جهة ذاته من جهة المعنى، يعني: اجتمعت فيه البركة التي جعلها الله في هذه البنية، من جهة تعلق القلوب بها؛ وكثرة الخير الذي يكون لمن أرادها، وأتاها، وطاف بها، وتعبّد عندها.
    حتى الحجر الأسود هو حجر مبارك، ولكن بركته لأجل العبادة، يعني: أنه من استلمه تعبداً، مطيعاً للنبي -صلى الله عليه وسلم- في استلامه له وفي تقبيله، فإنه يناله به بركة الاتباع، وقد قال عمر -رضي الله عنه- لما قبّل الحجر: ( إني لأعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر).
    وقوله: (لا تنفع ولا تضر) يعني: لا ينقل لأحد شيئاً من النفع، ولا يدفع عن أحدٍ شيئاً من الضر، (ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك)
    هذا من جهة الأمكنة.
    وأما الأزمنة: فمعنى كون الزمان مباركاً مثل شهر رمضان، أو بعض أيام الله الفاضلة، يعني: أن من تعبّد فيها ورام الخير فيها؛ فإنه يناله من كثرة الثواب ما لا يناله في غير ذلك الزمان.
    والقسم الثاني: البركة المنوطة ببني آدم، والبركة التي جعلها الله -جل وعلا- في الناس، إنما هي بركة فيمن آمن؛ لأن البركة من الله جل وعلا، وجعل بركته للمؤمنين به، وسادة المؤمنين هم الأنبياء والرسل، والأنبياء والرسل بركتهم بركة ذاتية، يعني: أن أجسامهم مباركة، فالله -جل وعلا- جعل جسد آدممباركاً، وجعل جسد إبراهيم
    - عليه السلام- مباركاً، وجعل جسد نوح مباركاً، وهكذا جسد عيسى وموسى عليهم جميعاً الصلاة والسلام، جعل أجسادهم مباركة، بمعنى أنه لو تبرك أحدٌ من أقوامهم بأجسادهم:
    - إما بالتمسح بها.
    - أو بأخذ عرقها.
    - أو بالتبرك ببعض الشعر، فهذا جائز؛ لأن الله جعل أجسادهم مباركة.
    وهكذا النبي -صلى الله عليه وسلم- محمد بن عبد الله، جسده أيضاً جسدٌ مبارك؛ ولهذا جاء في الأدلة في السنة أن الصحابة كانوا يتبركون بعرقه، يتبركون بشعره، وإذا توضأ اقتتلوا على وَضوئه، وهكذا في أشياء شتى؛ ذلك لأن أجساد الأنبياء فيها بركة ذاتية يمكن معها نقل أثر هذه البركة، أو نقل البركة والفضل والخير من أجسادهم إلى غيرهم، وهذا مخصوص بالأنبياء والرسل.

    أما غيرهم: فلم يرد دليل على أنَّ ثَمَّ مِن أصحاب الأنبياء مَن بركتهم بركة ذاتية، حتى أفضل هذه الأمة: أبو بكر وعمر، فقد جاء بالتواتر القطعي أن الصحابة، والتابعين، والمخضرمين: لم يكونوا يتبركون بأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، بجنس تبركهم بالنبي صلى الله عليه وسلم: بالتبرك بالشعر، أو بالوَضوء، أو بالنخامة،أو بالعرق، أو بالملابس ونحو ذلك؛ فعلمنا بهذا التواتر القطعي أن بركة أبي بكر وعمر، إنما هي بركة عمل، ليست بركة ذات تنتقل، كما هي بركة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري في (صحيحه) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:((إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم)) فدل هذا على أن في كل مسلم بركة.
    وأيضاً فيه - يعني في (البخاري)- قال أحد الصحابة: (ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر) هذه البركة التي أضيفت لكل مسلم، وأضيفت لآل أبي بكر: بركة عمل، هذه البركة راجعة إلى الإيمان، وإلى العلم والدعوة والعمل، فنقول: (كل مسلم فيه بركة) هذه البركة ليست بركة ذات، وإنما هي بركة عمل، بركة ما معه من الإسلام والإيمان، وما في قلبه من الإيقان والتعظيم لله جل وعلا، والإجلال له، والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم.
    هذه البركة: بركة العلم أو بركة العمل، بركة الصلاح، لا تنتقل، وبالتالي يكون التبرك بأهل الصلاح: هو الاقتداء بهم في صلاحهم.
    التبرك بأهل العلم:هو الأخذ من علمهم، والاستفادة من علومهم، وهكذا.
    ولا يجوز أن يُتبرك بهم بمعنى: يُتمسح بهم، أو يُتبرك بريقهم؛ لأن أفضل الخلق من هذه الأمة: لم يفعلوا ذلك مع خير هذه الأمة أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وهذا أمر مقطوع به.

    تبرك المشركين: أنهم كانوا يرجون كثرة الخير، ودوام الخير، ولزوم الخير، وثبات الخير؛ بالتوجه إلى الآلهة، وهذه الآلهة:
    - يكون منها الصنم الذي من الحجارة.
    - ويكون منها القبر من التراب.
    - ويكون منها الوثن.
    - ويكون منها الشجر.
    - ويكون منها البقاع المختلفة: غار، أو عين ماء، أو نحو ذلك؛ هذه تبركات مختلفة جميعها تبركات شركية؛ ولهذا الشيخ -رحمه الله- قال: (باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما).
    (باب من تبرك بشجر أو حجر)
    الشجر: جمع شجرة، والحجر معروف، والشجر معروف، ذلك أن المشركين كانوا يتبركون بالأشجار والأحجار، حتى في أوّل الدعوة في هذه البلاد؛ كانت الأشجار كثيرة التي يتبرك بها، والأحجار كثيرة.
    قال:
    (ونحوهما) نحوهما: يعني: نحو الشجر والحجر، مثل البقاع المختلفة، أو غار معين، أو قبر، أو عين ماء، أو نحو ذلك من الأشياء التي يعتقد فيها أهل الجهالة. ما حكمه؟
    الجواب: أنه مشرك، كما صرّح به الشيخ عبد الرحمن بن حسن في شرحه (فتح المجيد).
    (باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما) فهو مشرك.
    الشُراح في هذا الموضع لم يفصحوا: هل شرك المتبرك بالشجر والحجر شرك أكبر أو شرك أصغر؟
    وإنما أدار المعنى الشيخ سليمان -رحمه الله- في (التيسير) بعد أن ساق تفسير آية النجم {أفرأيتم اللات والعزى} قال في آخره: (مناسبة الآية للترجمة: أنه إن كان ذلك في الشرك الأكبر، إن كان التبرك شركاً أكبر فظاهر، وإن كان شركاً أصغر فالسلف يستدلون بالآيات التي نزلت في الأكبر على الأصغر).

    وتحقيق هذا المقام: أن التبرك بالشجر، أو بالحجر، أو بالقبر، أو ببقاع مختلفة:
    - قد يكون شركاً أكبر.
    - وقد يكون شركاً أصغر.
    - يكون شركاً أكبر:إذا طلب بركتها معتقداً أن هذا الشجر، أو الحجر، أو القبر إذا تمسح به، أو تمرّغ عليه، أو التصق به يتوسط له عند الله،فإذا اعتقد فيه أنه وسيلة إلى الله، فهذا اتخاذ إله مع الله جل وعلا، وشرك أكبر، وهذا هو الذي كان يزعمه أهل الجاهلية بالأشجار والأحجار التي يعبدونها، وبالقبور التي يتبركون بها.
    يعتقدون أنهم إذا عكفوا عندها، وتمسحوا بها، أو نثروا التراب عليها؛ فإن هذه البقعة، أو صاحب هذه البقعة، أو الروحانية -الروح- التي تخدم هذه البقعة، أنه يتوسط له عند الله جل وعلا، فهذا راجع إلى اتخاذ أنداد مع الله جل وعلا، قد قال سبحانه: {والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى}.
    - ويكون التبرك شركاً أصغر:إذا كان هذا التبرك بنثر التراب عليه، أو إلصاق الجسم بذلك، أو التبرك بعين ونحوها،إذا كان من جهة أنه جعله سبباً لحصول البركة بدون اعتقاد أنه يوصل إلى الله، يعني: جعله سبباً، مثل:
    - ما يجعل لابس التميمة.
    - أو لابس الحلقة.
    - أو لابس الخيط، جعل تلك الأشياء سبباً، فإذا أخذ تراب القبر ونثره عليه؛ لاعتقاده أن هذا التراب مبارك، وإذا لابس جسمه؛ فإن جسمه يتبارك من جهة السببية؛ فهذا شرك أصغر؛ لأنه ما صرف عبادةً لغير الله جل وعلا، وإنما اعتقد ما ليس سبباً مأذوناً به شرعاً سبباً.

    وأما إذا تمسح بها

    -كما هي الحال الأولى: تمسح بها، وتمرغ، والتصق بها؛ لتوصله إلى الله جل وعلا-
    فهذا شرك أكبر مخرج من الملة، ولهذا قال الشيخ سليمان -كما ذكرت لك-:
    ن كان التبرك شركاً أكبر فظاهر في الاستدلال بالآية،
    وإن كان شركاً أصغر؛ فالسلف يستدلون بما نزل في الأكبر على ما يريدون من الاستدلال في مسائل الشرك الأصغر).
    كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تفصيل مهم فى مسألة التبرك

    جاء في فتاوى اللجنة الدائمة أن التبرك بالمخلوق
    قسمان:
    أحدهما: التبرك بالمخلوق ـ من قبر أو شجر أو حجر أو إنسان حي أو ميت ـ يعتقد فاعل ذلك حصول البركة من ذلك المخلوق المتبرك به، أو أنه يقربه إلى الله سبحانه ويشفع له عنده، كفعل المشركين الأولين، فهذا يعتبر شركا أكبر من جنس عمل المشركين مع أصنامهم وأوثانهم، وهو الذي ورد فيه حديث أبي واقد الليثي في تعليق المشركين أسلحتهم على الشجرة، واعتبر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك شركا أكبر من المعلقين، وشبه قول من طلب ذلك منه بقول بني إسرائيل لموسى: اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ.
    القسم الثاني:
    التبرك بالمخلوق اعتقادا أن التبرك به قربة إلى الله يثيب عليها، لا لأنه يضر أو ينفع ـ كتبرك الجهال بكسوة الكعبة، وبالتمسح بجدران الكعبة ومقام إبراهيم والحجرة النبوية وأعمدة المسجد الحرام والمسجد النبوي ـ رجاء البركة من الله، فإن هذا التبرك يعتبر بدعة، ووسيلة إلى الشرك الأكبر، إلا ما خصه الدليل ـ كالشرب من ماء زمزم والتبرك بعرق النبي صلى الله عليه وسلم وشعره وما مس جسده وفضل وضوئه صلوات الله وسلامه عليه ـ فإن هذا لا بأس به، لقيام الدليل عليه. هـ.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تفصيل مهم فى مسألة التبرك

    قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله فى القول المفيد:
    وطلب البركة لا يخلو من أمرين:
    1ـ ان يكون التبرك بأمر شرعى معلوم قال الله (كتاب أنزلناه إليك مبارك).
    2 ـ أن يكون بأمر حسى معلوم مثل التعليم , والدعاء , ونحوه فهذا الرجل يتبرك بعلمه ودعوته إلي الخير , فيكون هذا بركة لأننا نلنا منه خيراً كثيراً.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تفصيل مهم فى مسألة التبرك

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوى:
    وَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ:
    نَحْنُ فِي بَرَكَةِ فُلَانٍ أَوْ مِنْ وَقْتِ حُلُولِهِ عِنْدَنَا حَلَّتْ الْبَرَكَةُ،
    فَهَذَا الْكَلَامُ صَحِيحٌ بِاعْتِبَارِ بَاطِلٌ بِاعْتِبَارِ،
    فَأَمَّا الصَّحِيحُ:
    فَأَنْ يُرَادَ بِهِ أَنَّهُ هَدَانَا وَعَلَّمَنَا وَأَمَرَنَا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَانَا عَنْ الْمُنْكَرِ فَبِبَرَكَةِ اتِّبَاعِهِ وَطَاعَتِهِ حَصَلَ لَنَا مِنْ الْخَيْرِ مَا حَصَلَ، فَهَذَا كَلَامٌ صَحِيحٌ، كَمَا كَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَرَكَتِهِ لَمَّا آمَنُوا بِهِ وَأَطَاعُوهُ، فَبِبَرَكَةِ ذَلِكَ حَصَلَ لَهُمْ سَعَادَةُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، بَلْ كُلُّ مُؤْمِنٍ آمَنَ بِالرَّسُولِ وَأَطَاعَهُ حَصَلَ لَهُ مِنْ بَرَكَةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم بِسَبَبِ إيمَانِهِ وَطَاعَتِهِ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ، وَأَيْضًا إذَا أُرِيدَ بِذَلِكَ أَنَّهُ بِبَرَكَةِ دُعَائِهِ وَصَلَاحِهِ دَفَعَ اللَّهُ الشَّرَّ وَحَصَلَ لَنَا رِزْقٌ وَنَصْرٌ فَهَذَا حَقٌّ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَهَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إلَّا بِضُعَفَائِكُمْ بِدُعَائِهِمْ وَصَلَاتِهِمْ وَإِخْلَاصِهِمْ ؟} وَقَدْ يَدْفَعُ الْعَذَابَ عَنْ الْكُفَّارِ وَالْفُجَّارِ لِئَلَّا يُصِيبَ مِنْ بَيْنِهِمْ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ مِمَّنْ لَا يَسْتَحِقُّ الْعَذَابَ.
    وأما الْمَعْنَى الْبَاطِلُ "
    فَمِثْلُ أَنْ يُرِيدَ الْإِشْرَاكَ بِالْخَلْقِ :
    مِثْلُ أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ مَقْبُورٌ بِمَكَانِ فَيَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ يَتَوَلَّاهُمْ لِأَجْلِهِ وَإِنْ لَمْ يَقُومُوا بِطَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهَذَا جَهْلٌ . فَقَدْ كَانَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيِّدَ وَلَدِ آدَمَ مَدْفُونٌ بِالْمَدِينَةِ عَامَ الْحَرَّةِ وَقَدْ أَصَابَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ مِنْ الْقَتْلِ وَالنَّهْبِ وَالْخَوْفِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ وَكَانَ ذَلِكَ لِأَنَّهُمْ بَعْدَ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَحْدَثُوا أَعْمَالًا أَوْجَبَتْ ذَلِكَ وَكَانَ عَلَى عَهْدِ الْخُلَفَاءِ يَدْفَعُ اللَّهُ عَنْهُمْ بِإِيمَانِهِمْ وَتَقْوَاهُمْ لِأَنَّ الْخُلَفَاءَ الرَّاشِدِينَ كَانُوا يَدْعُونَهُمْ إلَى ذَلِكَ وَكَانَ بِبَرَكَةِ طَاعَتِهِمْ لِلْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ وَبَرَكَةِ عَمَلِ الْخُلَفَاءِ مَعَهُمْ يَنْصُرُهُمْ اللَّهُ وَيُؤَيِّدُهُمْ .
    وَكَذَلِكَ الْخَلِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَدْفُونٌ بِالشَّامِ وَقَدْ اسْتَوْلَى النَّصَارَى عَلَى تِلْكَ الْبِلَادِ قَرِيبًا مِنْ مِائَةِ سَنَةٍ وَكَانَ أَهْلُهَا فِي شَرٍّ .
    فَمَنْ ظَنَّ أَنَّ الْمَيِّتَ يَدْفَعُ عَنْ الْحَيِّ مَعَ كَوْنِ الْحَيِّ عَامِلًا بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ فَهُوَ غالط .
    وَكَذَلِكَ إذَا ظَنَّ أَنَّ بَرَكَةَ الشَّخْصِ تَعُودُ عَلَى مَنْ أَشْرَكَ بِهِ وَخَرَجَ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ
    مِثْلُ أَنْ يَظُنُّ أَنَّ بَرَكَةَ السُّجُودِ لِغَيْرِهِ وَتَقْبِيلَ الْأَرْضِ عِنْدَهُ وَنَحْوَ ذَلِكَ يُحَصِّلُ لَهُ السَّعَادَةَ ; وَإِنْ لَمْ يَعْمَلْ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ .
    وَكَذَلِكَ إذَا اعْتَقَدَ أَنَّ ذَلِكَ الشَّخْصَ يَشْفَعُ لَهُ وَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ بِمُجَرَّدِ مَحَبَّتِهِ وَانْتِسَابِهِ إلَيْهِ
    فَهَذِهِ الْأُمُورُ وَنَحْوُهَا مِمَّا فِيهِ مُخَالَفَةُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَهُوَ مِنْ أَحْوَالِ الْمُشْرِكِينَ . وَأَهْلِ الْبِدَعِ . بَاطِلٌ لَا يَجُوزُ اعْتِقَادُهُ . وَلَا اعْتِمَادُهُ
    *****

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تفصيل مهم فى مسألة التبرك

    قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
    (من بركة الرجل أن يكون معلما للخير، داعيا إلى الله، مذكرا به، مرغبا في طاعته،
    ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة،
    ومحقت بركة لقائه، والاجتماع به)
    . انتهى

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •