الكلام على حديث ( لن يلج الدرجات العلى من تكهن أو استقسم )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال الطبراني في مسند الشاميين 2104 : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا يحيى بن داود الواسطي ثنا إبراهيم بن يزيد بن مردانبه عن رقبة بن مصقلة عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حيوة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( لن يلج الدرجات العلى من تكهن أو استقسم أو رده من سفر تطير )
وقال تمام في فوائده 1340 : أخبرنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن يحيى الدينوري ، ومحمد بن هارون بن شعيب ، قالا : ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الكوفي ، ثنا يحيى بن داود ، ثنا إبراهيم بن يزيد ، ثنا رقبة بن مصقلة ، عن رجاء بن حيوة ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : لن يلج الدرجات العلى من تكهن أو تكهن له أو رجع من سفر تطيرا .
أقول : ولم يذكر عبد الملك بن عمير في السند والظاهر أن ذكره محفوظ فالطبراني ذكره وهو ثقة ثبت
ويحيى بن داود الواسطي ذكره ابن حبان في الثقات وقال :" مستقيم الحديث " ، فمثله حسن الحديث ولكنه لا يصمد عند المخالفة
وأما إبراهيم بن يزيد بن مردانبه فقال فيه أبو حاتم كما الجرح والتعديل لابنه :" شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به"
وقال البخاري في التاريخ الأوسط لا يحتجون بحديثه وذكره بن حبان في الثقات وقال الأزدي عنده مناكير ( نقل ذلك ابن حجر في التهذيب )
فمثله لا يحتج بما خصوصاً مع كلام أبي حاتم والبخاري فيه
وقد استنكر عليه الدارقطني هذا الحديث بعينه
فقال في أطراف الغرائب والأفراد :" 4602-حديث: لن يلج الدرجات العلى . . . الحديث.
تفرد به إبراهيم بن يزيد عن رقبة عن عبد الملك بن عمير عنه"
وقد بين الدارقطني علة هذا الحديث إذ جاء في علله :" 1085- وسُئِل عَن حَدِيثِ رَجاءِ بنِ حَيوَة ، عَن أَبِي الدَّرداءِ ، قال رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم : لَن يَلِج الدَّرَجاتِ العُلَى مِن تَكَهَّن ، أَوِ استَقسَم ، أَو رَجَع مِن سَفَرٍ تَطَيُّرًا.
ال : يَروِيهِ عَبد المَلِكِ بن عُمَيرٍ ، واختُلِف عَنهُ ؛ فَرَواهُ رَقَبَةُ بن مِصقَلَة ، عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ عُمَيرٍ ، ورَفَعَهُ.
قالَهُ يَحيَى بن داوُد الواسِطِيُّ ، عَن إِبراهِيم بنِ يَزِيد بنِ مَرْدَانْبَه ، عَن رَقَبَةَ.
وتابَعَهُ مُحَمد بن الحَسَنِ الهَمدانِيُّ ، عَنِ الثَّورِيِّ.
وَغَيرُهُما ، يَروِيهِ عَن عَبدِ المَلِكِ ، مَوقُوفًا ، وهُو المَحفُوظُ.
وَقِيل : عَن يَحيَى بنِ داوُد ، عَن إِبراهِيم بنِ يَزِيد بنِ مَرْدَانْبَه ، عَن رَقَبَة ، عَن رَجاءِ بنِ حَيوَة ، عَن أُمِّ الدَّرداءِ ، عَن أَبِي الدَّرداءِ.
قالَهُ الحَسَنُ بن عَيّاشٍ عَنهُ ، تَرَك عَبد المَلِكِ بن عُمَيرٍ ، وزاد أُمّ الدَّرداءِ ، والمَشهُورُ ما ذَكَرَنا أَوَّلاً.
حَدَّثنا مُحَمد بن إِبراهِيم بنِ نَيرُوزٍ ، قال : حَدَّثنا أَحمَد بن يَحيَى بنِ عَطاءٍ الجَلاَّبُ ، قال : حَدَّثنا مُحَمد بن الحَسَنِ الهَمدانِيُّ ، قال : حَدَّثنا سُفيانُ ، عَن عَبدِ المَلِكِ ابنِ عُمَيرٍ ، عَن رَجاءِ بنِ حَيوَة ، عَن أَبِي الدَّرداءِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم ، قال : إِنَّما العِلمُ بِالتَّعَلُّمِ ، وإِنَّما الحِلمُ بِالتَّحَلُّمِ ، ومَن يَتَحَرّ الخَير يُعطَه ، ومَن يَتَّقِ الشَّرّ يُوقَه ، ثَلاَثٌ مَن كُنّ فِيهِ لَم يَسكُنِ الدَّرَجاتِ العُلَى ، ولا أَقُولُ لَكُمُ : الجَنَّة : مَن تَكَهَّن ، أَوِ استَقسَم ، أَو رَدّ مِن سَفَرِهِ تَطَيُّرًا"
أقول : وعبد الملك بن عمير قد تغير بآخره ، ورواية سفيان عنه قديمة ، ورجاء بن حيوة لم يسمع من أبي الدرداء فالخبر منقطع
قال العلائي في جامع التحصيل :" 187 - رجاء بن حيوة أحد المشهورين يروي عن معاذ وأبي الدرداء وهو مرسل ذكره شيخنا في التهذيب"
وعليه لا يصح هذا الحديث
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه/ عبدالله الخليفي