التربية العقلية في الإسلام


د. قاسم يوسف بدري





المراد بالتربية العقلية: تنمية قدرات الطفل الذهنية حتى تصل إلى أقصى درجة ممكنة. وقد اهتم الإسلام برفعة الإنسان من الناحية العقلية واحترام العقل والحث على تنميته.


فقد قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل 78]. وقال: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر 9]. وقال: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11].

وقد بين الإسلام الكيفية التي تتم بها تنمية القدرات العقلية للإنسان وذلك عن طريق الأسلوب الذي اتبعه الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم فلو أمعنا النظر في أسلوب القرآن لوجدنا أن الله قد اتبع عددًا من الأساليب التعليمية يمكن أن نجملها في الآتي:
التلقين المباشر، المجادلة التي تؤدي في النهاية إلى الوصول إلى نتيجة ما بتكرار بعض النقاط الهامة، القصص وضرب الأمثال بغرض الإيضاح أو الاتباع واستعمال أسلوب التورية أو التشبيه لإيضاح بعض المفاهيم التي يصعب فهمها.

فأسلوب التلقين المباشر استعمله القرآن الكريم في كثير من الآيات التي تتناول التعاليم الإسلامية من أوامر أو نواهٍ.

أما أسلوب المجادلة فقد استعمله القرآن في شكل وضع أسئلة ثم الإجابة على هذه الأسئلة. مثل قوله تعالى ﴿ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ﴾ [النبأ 1 - 2] والأسلوب الثالث هو أسلوب التكرار الذي استعمله القرآن لتثبيت الحقائق الهامة وأحسن مثال لذلك هو سورة الرحمن. وأهمية الأسلوب الرابع - القصص وضرب الأمثال تكمن في أن كثرة الأمثلة والأسلوب القصصي يرسخ في الأذهان بصورة أكبر وأسهل. كما أنه يساعد على الاقتداء حسناً أو قبحاً. وأما الأسلوب الأخير - استعمال التورية أو التشبيه فهو لشحذ الفكر وإثارة التفكير مثل قوله تعالى ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [العنكبوت 41].


مما تقدم نجد أن القرآن الكريم قد أوضح لنا مختلف الوسائل التي يمكن أن ننمي بها مقدرة الطفل على التفكير السليم.