4572 - (من تخطى الحرمتين الاثنتين؛ فخطوا وسطه بالسيف) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر

أخرجه العقيلي (2/ 201) ، وابن عدي (3/ 175 و 4/ 221) ، وعنه البيهقي في "الشعب" (4/ 379) عن هشام بن عمار: حدثنا رفدة بن قضاعة: حدثنا صالح بن راشد القرشي قال:
أتي الحجاج بن يوسف برجل قد اغتصب أخيه نفسها، فقال: احبسوه، وسلوا من ههنا من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، فسألوا عبد الله بن أبي مطرف؟ فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ... (فذكره) ، وكتبوا إلى عبد الله بن عباس يسألونه عن ذلك؟ فكتب إليهم بمثل قول عبد الله بن أبي مطرف. وقال ابن عدي:
"لا أعرفه إلا من حديث رفدة، قال البخاري: لا يتابع في حديثه". وفي رواية عنه:
"في حديثه بعض المناكير". وقال النسائي:
"ليس بالقوي". قلت: وشيخه صالح بن راشد القرشي مثله أو نحوه؛ قال الذهبي:
"شامي لا يعرف، وحديثه منكر، قال البخاري: لم يصح".
قلت: وفي ترجمته ساق العقيلي هذا الحديث، وصرح أنه الذي عناه البخاري بقوله:
"لم يصح حديثه".
وقال الهيثمي في "المجمع" (6/ 269) :
"رواه الطبراني، وفيه رفدة بن قضاعة؛ وثقة هشام بن عمار، وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات"!
قلت: توثيق هشام لا يعتد به؛ مع مخالفته لمن ذكر من الأئمة الذين جرحوه، ولغيرهم ممن ترى كلامهم في "التهذيب". ولذا قال في "التقريب":
"ضعيف". وقال الذهبي في "الكاشف":
"واه".
على أن الهيثمي وهم عن العلة الثانية؛ وهي جهالة صالح بن راشد، وكأنه اعتمد على ابن حبان حيث أورده في "الثقات" (4/ 375) ! وهو من تساهله؛ لأنه - مع مخالفته للبخاري - لم يذكر له راوياً غير (رفدة) الواهي!
وقد خولف في إسناده: ففي "اللسان": أم الأزدي ذكر أنه روى الليث بن الحارث عن عبد الملك بن الوليد عن عمر بن عبد الجبار عن صالح بن راشد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه:
"من فجر بذات محرم منه؛ فقد تخطى حرمتين في حرمه، فخطوا وسطه بالسيف". قلت: والليث بن الحارث، وعمر بن عبد الجبار؛ لم أعرفهما.
وعبد الملك بن الوليد مختلف فيه.
وأعله ابن أبي حاتم بعلة أخرى؛ وهي الوقف، فقال (1/ 456) :
"قال أبي: كذا رواه هشام. وروي عن عبد الله بن مطرف بن الشخير هذا الكلام قوله، فلا أدري هذا هو أو غيره! وقال عبد الله بن مطرف بن الشخير: إن الحجاج أتي برجل.. الحديث. وهذا الصحيح".
قال الحافظ في "الفتح" (12/ 118) - عقب قوله: "لا أدري ... " -:
"يشير إلى تجويز أن يكون الراوي غلط في قوله: "عبد الله بن مطرف"، وفي قوله: "سمعت"، وإنما هو (مطرف بن عبد الله) ، ولا صحبة له. وقال ابن عبد البر: يقولون: إن الراوي غلط فيه. وأثر مطرف الذي أشار إليه أبو حاتم: أخرجه ابن أبي شيبة من طريق بكر بن عبد الله المزي (!) قال: أتي الحجاج برجل قد وقع على ابنته وعنده مطرف بن عبد الله بن الشخير وأبو بردة، فقال أحدهما: اضرب عنقه، فضربت عنقه. قلت: والراوي عن صالح بن راشد ضعيف؛ وهو رفدة - بكسر الراء وسكون الفاء -، ويوضح ضعفه قوله: "فكتبوا إلى ابن عباس". وابن عباس مات قبل أن يلي الحجاج الإمارة بأكثر من خمس سنين، ولكن له طريق أخرى إلى ابن عباس، أخرجها الطحاوي؛ وضعف راويها".
قلت: قوله في السطر الأول: "عبد الله بن مطرف" خطأ! مطبعي أو قلمي؛ والصواب: (عبد الله بن أبي مطرف) بزيادة أداة الكنية.
وقوله: "المزي" خطأ أيضاً! وصوابه: (المزني) .
وروايته في "مصنف ابن أبي شيبة" (10/ 105) .