تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: إذا ابتليت عبدي المؤمن ، و لم يشكني إلى عواده أطلقته من أساري

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي إذا ابتليت عبدي المؤمن ، و لم يشكني إلى عواده أطلقته من أساري

    272 - " قال الله تعالى " إذا ابتليت عبدي المؤمن ، و لم يشكني إلى عواده أطلقته من
    أساري ، ثم أبدلته لحما خيرا من لحمه ، و دما خيرا من دمه ، ثم يستأنف العمل "
    .


    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 487 :


    أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 1 / 349 ) و من طريقه البيهقي في " سننه "
    ( 3 / 375 ) من طريق أبي بكر الحنفي حدثنا عاصم بن محمد بن زيد عن سعيد ابن أبي
    سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
    و قال : " صحيح على شرط الشيخين ، و لم يخرجاه " .
    و وافقه الذهبي في " تلخيصه " .
    و أما في " المهذب " و هو مختصر سنن البيهقي ، فأشار إلى أن له علة ، فقال :
    " لم يخرجه الستة ، لعلته " .
    و كأنه يريد بها الوقف ، فقد أخرجه البيهقي عقب هذا المرفوع من طريق أبي صخر
    حميد بن زياد أن سعيد المقبري حدثه قال : سمعت أبا هريرة يقول :
    " قال الله عز و جل : أبتلي عبدي المؤمن ، فإذا لم يشك إلى عواده ذلك ، حللت
    عنه عقدي ، و أبدلته دما خيرا من دمه ، و لحما خيرا من لحمه ، ثم قلت له :
    أئتنف العمل " .
    قلت : و رجاله ثقات رجال مسلم إلا أن أبا صخر هذا فيه كلام من قبل حفظه ، و في
    " التقريب " : " صدوق يهم " .
    قلت : فمثله حسن الحديث ، لكنه لا يصلح لمعارضة الرواية المرفوعة ، لأن رواتها
    كلهم ثقات لا مغمز فيهم ، فإما أن يقال : إن أبا صخر وهم في وقفه و الصواب
    المرفوع ، و إما أن يقال : إن أبا هريرة كان يرفعه تارة ، و يوقفه أخرى ، و كل
    حفظ ما وصل إليه ، و الرفع لا يعارض الوقف ، و لاسيما و هو في حكم المرفوع .
    لكن وجدت له علة أخرى غريبة ، فقد قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في شرح علل
    الترمذي آخر السنن ( 206 / 1 ) .
    " قاعدة مهمة : حذاق النقاد من الحفاظ لكثرة ممارستهم للحديث ، و معرفتهم
    للرجال و أحاديث كل واحد منهم ، لهم فهم خاص يفهمون به أن هذا الحديث يشبه حديث
    فلان ، و لا يشبه حديث فلان ، فيعللون الأحاديث بذلك ، و هذا مما لا يعبر عنه
    بعبارة مختصرة ، و إنما يرجع فيه أهله إلى مجرد الفهم و المعرفة التي خصوا بها
    عن سائر أهل العلم ، كما سبق ذكره في غير موضع ، فمن ذلك ... " ثم ذكر أمثلة
    كثيرة ، بعضها مسلم ، و بعضها غير مسلم ، و من ذلك هذا الحديث مع وهمه في عزوه
    فقال ( 207 / 1 - 2 ) :
    " و من ذلك أن مسلما خرج في " صحيحه " ( ! ) عن القواريري عن أبي بكر الحنفي عن
    عاصم بن محمد العمري : حدثنا سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة ( فذكر الحديث
    ثم قال : ) قال الحافظ أبو الفضل بن عمار الهروي الشهيد :
    هذا حديث منكر ، و إنما رواه عاصم بن محمد عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه
    و عبد الله بن سعيد شديد الضعف ، قال يحيى القطان : ما رأيت أحدا أضعف منه .
    و رواه معاذ بن معاذ عن عاصم بن محمد عن عبد الله بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة
    و هو يشبه أحاديث عبد الله بن سعيد . انتهى " .
    قلت : معاذ بن معاذ و هو العنبري ، و أبو بكر الحنفي و اسمه : عبد الكبير
    ابن عبد المجيد كلاهما ثقة محتج به في " الصحيحين " ، فلا أرى استنكار حديث هذا
    برواية ذاك بدون حجة ظاهرة ، سوى دعوى أن حديثه يشبه أحاديث عبد الله ابن سعيد
    الواهي ! فإن هذه المشابهة إن كانت كافية لإقناع من كان من النقاد الحذاق فليس
    ذلك بالذي يكفي لاقناع الآخرين الذين قنعوا بصدق الراوي و حفظه و ضبطه ، ثم لم
    يشعروا بذلك الشبه ، أو شعروا به ، و لكن لم يروا من الصواب في شيء جعله علة
    قادحة يستنكر الحديث من أجلها ، و يسلم للقادح بها مع مخالفته لقاعدة أخرى هي
    أهم و أقوى من القاعدة التي بنى ابن رجب عليها رد هذا الحديث و هي أن زيادة
    الثقة مقبولة . و من حفظ حجة على من لم يحفظ ، و ما المانع أن يكون الحديث قد
    رواه عن أبي سعيد المقبري كل من ولديه : سعيد الثقة ، و عبد الله الضعيف ، و أن
    عاصما أخذ الحديث عنهما كليهما ، فكان يرويه تارة عن سعيد فحفظه عنه أبو بكر
    الحنفي ، و تارة عن عبد الله فحفظه معاذ بن معاذ ؟ ! لا يوجد قطعا ما يمنع من
    القول بهذا ، بل هو أمر لابد منه ، للمحافظة على القاعدة التي ذكرناها ، لقوتها
    و اضطرادها ، بخلاف القاعدة الأخرى فإنها غير مضطردة و لا هي منضبطة كما لا
    يخفى عمن له فهم و علم في هذا الفن الشريف ، فإن كون الحديث الثقة مشابها لحديث
    الضعيف ، لا يوجد في العلم الصحيح ما يدل على أن حديث حديث الضعيف ، و أن الثقة
    وهم فيه ، إذ قد يروي الضعيف ما يشبه أحاديث الثقات على قاعدة
    " صدقك و هو كذوب " ، فكيف يجوز مع ذلك أن نرد حديث الثقة لمجرد مشابهته لحديث
    الضعيف ؟ ! بل العكس هو الصواب : أن نقبل من حديث الضعيف ما يشبه حديث الثقة
    و يوافقه . بل إن الراوي المجهول حفظه و ضبطه لا يعرف ذلك منه إلا بعرضه على
    أحاديث الثقات ، فما وافقها من حديثه قبل ، و ما عارضه و خالفه ترك . و هذا علم
    معروف في " مصطلح الحديث " .
    و مما يؤيد صحة هذا الحديث ، و أن أبا بكر الحنفي قد حفظه ، و ليس هو من حديث
    عبد الله بن سعيد وحده ، أن الإمام مالك قال في " الموطأ " ( 2 / 940 / 5 ) :
    " عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا
    مرض العبد بعث الله تعالى إليه ملكين ، فقال : انظروا ماذا يقول لعواده ، فإن
    هو إذا جاؤوه حمد الله و أثنى عليه ، رفعا ذلك إلى الله عز و جل - و هو أعلم -
    فيقول : لعبدي علي إن توفيته أن أدخله الجنة ، و إن أنا شفيته أن أبدل له لحما
    خيرا من لحمه ، و دما خيرا من دمه ، و أن أكفر عنه سيئاته " .
    و هذا سند مرسل صحيح ، فهو شاهد قوي لحديث أبي بكر الحنفي الموصول و الحمد لله
    على توفيقه .
    ثم رأيته موصولا عن مالك ، أخرجه أبو الحسين الأبنوسي في " جزء فيه فوائد عوال
    حسان منتقاة غرائب " ( 3 / 2 ) : أخبرنا علي ( هو الدارقطني ) قال : حدثنا
    أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث إملاء سنة ست عشرة و ثلاثمائة قال :
    حدثنا علي بن محمد الزياداباذي قال : حدثنا معن بن عيسى قال : حدثنا مالك عن
    سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه
    وسلم :و قال : " قال الدارقطني : تفرد به علي بن محمد عن معن عن مالك ، و ما
    نكتبه إلا عن ابن أبي داود " .
    قلت : لكن الزباداباذي هذا كأنه مجهول ، فقد أورده السمعاني في هذه النسبة ،
    و ذكر أنه روى عنه جماعة ( و في النسخة سقط ) و لم يحك فيه جرحا و لا تعديلا .
    و أورده في " الميزان " و تبعه في " اللسان " من أجل هذا الحديث و قال :
    " و أشار الدارقطني في " غرائب مالك " إلى لينه . و أنه تفرد عن معن عن مالك به
    و قال : إنما هو في " الموطأ " بسند منقطع عن غير سهيل " .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: إذا ابتليت عبدي المؤمن ، و لم يشكني إلى عواده أطلقته من أساري

    جعَل اللهُ ابتِلاءَ العِبادِ بالمَصائِبِ والبلايا كفَّاراتٍ للذُّنوبِ ومَحْوًا للسَّيِّئاتِ؛ وذلك أنَّ اللهَ إذا أحَبَّ عبدًا ابتَلاهُ؛ لِيَغفِرَ له ذُنوبَه، حتَّى إذا لَقِيَه لم يَكُنْ عليه خطيئةٌ.
    وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "قالَ اللهُ تَبارَكَ وتَعالَى: إذا ابْتَليْتُ عَبْدي المُؤْمِنَ"، أي: إذا ابْتَلَيْتُه بالأَمْراضِ ونَحْوِها، "فلمْ يَشْكُني إلى عُوَّادِهِ" أي لم يَشْكُ أَلَمَهُ وشِدَّةَ ما يَلْقاهُ منه إلى مَن زارَهُ وعادَهُ في مَرَضِهِ، "أَطْلَقْتُهُ مِن إسارِي"، أي: فَكَكْتُهُ من المَرَضِ إنْ لم يحْضُرْ أجَلُهُ؛ لأنَّ المريضَ أَسيرُ اللهِ تعالى، فهو الذي مَلَك نَفْعَه وضُرَّهُ، "ثم أَبْدَلْتُهُ لَحْمًا خيرًا من لَحْمِهِ" أي الذي أَذابَهُ المَرَضُ وأَذْهَبَهُ السَّقَمُ، "وَدَمًا خيرًا مِن دَمِهِ" الذي أنْزَفَتْهُ الحُمَّى وأرَهَقَهُ المَرَضُ، والخَيْرِيَّةُ باعْتِبارِ أنَّ اللَّحْمَ والدَّمَ الجديديْنِ أحَبُّ إلى اللهِ، فإنَّه لَحْمٌ ودَمٌ قد غَسَلَا صاحِبَهُما عن دَرَنِ الذُّنوبِ، وأنَّهما لم يُلابِسَا مَعْصِيةً، أو لأنَّه لَحْمٌ صَحيحٌ، "ثم يَسْتَأْنِفُ العَمَلَ"، أي: فالمَرَضُ يُكفِّرُ عَمَلَهُ السَّيِّئَ، ويَخْرُجُ منه كيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ثم يَسْتَأْنِفُ مِنَ الأعْمالِ ما يَكْتَسِبُ بها من الحَسَناتِ والسَّيِّئاتِ غيرَ التي قد غُفِرَتْ له بِمَرَضِهِ.
    وفي الحديثِ: أنَّ الشِّكايةَ مِنَ الَأَلَمِ شِكايَةٌ مِنَ اللهِ تعالى، لوْلا عَفْوُهُ لكانتْ مِن أعْظَمِ الذُّنوبِ.
    وفيه: بَيانُ أجْرِ الصَّبْرِ على البَلاءِ .

    https://dorar.net/hadith/sharh/133089

  3. #3

    افتراضي رد: إذا ابتليت عبدي المؤمن ، و لم يشكني إلى عواده أطلقته من أساري

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    لكن وجدت له علة أخرى غريبة ، فقد قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في شرح علل
    الترمذي آخر السنن ( 206 / 1 ) .
    " قاعدة مهمة : حذاق النقاد من الحفاظ لكثرة ممارستهم للحديث ، و معرفتهم
    للرجال و أحاديث كل واحد منهم ، لهم فهم خاص يفهمون به أن هذا الحديث يشبه حديث
    فلان ، و لا يشبه حديث فلان ، فيعللون الأحاديث بذلك ، و هذا مما لا يعبر عنه
    بعبارة مختصرة ، و إنما يرجع فيه أهله إلى مجرد الفهم و المعرفة التي خصوا بها
    عن سائر أهل العلم ، كما سبق ذكره في غير موضع ، فمن ذلك ... " ثم ذكر أمثلة
    كثيرة ، بعضها مسلم ، و بعضها غير مسلم ، و من ذلك هذا الحديث مع وهمه في عزوه
    فقال ( 207 / 1 - 2 ) :
    " و من ذلك أن مسلما خرج في " صحيحه " ( ! ) عن القواريري عن أبي بكر الحنفي عن
    عاصم بن محمد العمري : حدثنا سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة ( فذكر الحديث
    ثم قال : ) قال الحافظ أبو الفضل بن عمار الهروي الشهيد :
    هذا حديث منكر ، و إنما رواه عاصم بن محمد عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه
    و عبد الله بن سعيد شديد الضعف ، قال يحيى القطان : ما رأيت أحدا أضعف منه .
    و رواه معاذ بن معاذ عن عاصم بن محمد عن عبد الله بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة
    و هو يشبه أحاديث عبد الله بن سعيد . انتهى " .
    قلت : معاذ بن معاذ و هو العنبري ، و أبو بكر الحنفي و اسمه : عبد الكبير
    ابن عبد المجيد كلاهما ثقة محتج به في " الصحيحين " ، فلا أرى استنكار حديث هذا
    برواية ذاك بدون حجة ظاهرة ، سوى دعوى أن حديثه يشبه أحاديث عبد الله ابن سعيد
    الواهي !
    وهذا الكلام ذكره البيهقي في الشعب (9941)، فقال: زَعَمَ بَعْضُ الْحُفَّاظِ:
    أَنَّ مُسْلِمَ بْنَ الْحَجَّاجِ أَخْرَجَ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِهِ، عَنِ الْقَوَارِيرِيّ ِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَنَفِيِّ.
    ثُمَّ اعْتَرَضَ عَلَيْهِ بِأَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ إِنَّمَا يُرْوَى عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ
    عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، كَذَلِكَ، رَوَاهُ قُرَّةُ بْنُ عِيسَى، عَنْ عَاصِمٍ.
    وَرَوَاهُ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عن عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
    وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ شَدِيدُ الضَّعْفِ، وَقَدْ نَظَرْتُ فِي كِتَابِ مُسْلِمٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فَلَمْ أَجِدْ هَذَا الْحَدِيثَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ أَيْضًا أَبُو مَسْعُودٍ الدِّمَشْقِيُّ فِي تَعْلِيقِ الصَّحِيحِ.

    وَرَوَاهُ أَبُو صَخْرٍ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفًا". اهـ.
    فكما ترى لم يتفرد به معاذ بن معاذ العنبري ولا قرة بن عيسى بل توبعا أيضا فيما خرجه الحكيم الترمذي في النوادر 1021، فقال:
    حدثني أبي رحمه الله، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا عاصم بن محمد العمري، عن
    عبد الله بن سعيد، عن جده رفعه، قال:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى:
    "ابتلي عبدي المسلم فإن لم يشكني إلى عواده أطلقته من أساري ثم أبدلته لحما هو خير من لحمه ودما خيرا من دمه ثم ليأتنف العمل ". اهـ.
    أحمد بن يونس التميمي الكوفي ثقة حافظ ت 227 ه.
    ومن القرائن أيضا أن العمري هذا راوية لعبد الله بن سعيد ولا يعلم له رواية عن سعيد بن أبي سعيد.
    ففيما خرجه ابن أبي خيثمة في تاريخه [3113]، فقال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ:
    أَخْبَرَنِي عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ،
    عَنْ
    عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ لَنَا حَصِيرٌ، إلخ.
    ومن القرائن أيضا أن الحديث من مناكير عبد الله بن سعيد، ففيما خرجه ابن أبي الدنيا في الكفارات [78]، فقال:
    حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْفُضَيْلِ فَحَدَّثَنِي:
    حَدَّثَنَا
    عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
    " إِذَا ابْتُلِيَ الْعَبْدُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا أَرْسَلَ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكَيْنِ، فَقَالَ:
    ائْتِيَا عَبْدِي فَإِنْ قَالَ خَيْرًا وَلَمْ يَشْتَكِ إِلَى عُوَّادِهِ، أَبْدَلْتُهُ لَحْمًا خَيْرًا مِنْ لَحْمِهِ، وَدَمًا خَيْرًا مِنْ دَمِهِ،
    فَإِنْ قَبْضَتُهُ أَوْجَبْتُ لَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ أَطْلَقْتُهُ كَانَ فِي وَثَاقِهِ، فَلْيَسْتَأْنِف ِ الْعَمَلَ ". اهـ.
    ولم يُتابَع أبو بكر الحنفي إلا من متروك فيما خرجه الطبراني في الأوسط [875]، فقال: حَدَّثَنا أَحْمَدُ، قَالَ: نا عَتِيقٌ، قَالَ:
    نا
    عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
    " قَالَ اللَّهُ عز وجل: إِذَا اشْتَكَى عَبْدِي، فَأَظْهَرَ الْمَرَضَ مِنْ قَبْلِ ثَلاثٍ، فَقَدْ شَكَانِي ". اهـ.

    قال الطبراني: "لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، إِلا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَتِيقٌ". اهـ.
    وأما الموقوف فخرجه البيهقي في سننه [3 : 375] من طريق ابن وَهْبٍ، قال:
    حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ، أَنَّ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ حَدَّثَهُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ عز وجل:
    " أَبْتَلِي عَبْدِيَ الْمُؤْمِنَ، فَإِذَا لَمْ يَشْكُ إِلَى عُوَّادِهِ ذَلِكَ حَلَلْتُ عَنْهُ عُقَدِي،
    وَأَبْدَلْتُهُ دَمًا خَيْرًا مِنْ دَمِهِ، وَلَحْمًا خَيْرًا مِنْ لَحْمِهِ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ". اهـ.

    وصدر الحديث يشبه ما جاء في صحيح البخاري [5653] من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
    سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ: " إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ، عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ "، يُرِيدُ عَيْنَيْهِ. اهـ.
    والله أعلم.
    .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: إذا ابتليت عبدي المؤمن ، و لم يشكني إلى عواده أطلقته من أساري

    جزاكم الله خيراَ.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: إذا ابتليت عبدي المؤمن ، و لم يشكني إلى عواده أطلقته من أساري

    هل هذا الحديث حسن ؟

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: إذا ابتليت عبدي المؤمن ، و لم يشكني إلى عواده أطلقته من أساري

    جاء في سلسلة الهدى والنور (شريط رقم 719):

    [ السائل: يا شيخ قال ابن رجب في شرح العلل: "لهم فهم خاص يعرفون أن هذا الحديث يشبه حديث فلان فيعللون الحديث بذلك" ما رأيك شيخ في هذه ؟ وهل وُجدت عند المتأخرين ؟
    الشيخ: نادراً جداً عند المتأخرين كثير جداً عند المتقدمين، ولكن هذا لا يعني أنهم يصيبون في كل ما يقولون؛ بل أنهم كثيراً ما يتوسعون توسعاً غير محمود، ومن الأمثلة على ذلك حديث أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة قال: ( سبحانك اللهم وبحمدك ) إلخ .
    السائل: انتهيت يا شيخ .
    الشيخ: ذكره .
    السائل: أي نعم .
    الشيخ: ذكره ابن أبي حاتم في العلل، وقال عن أبيه: "حديث باطل لا أصل له"، وراويه محمد بن صلت قال فيه: "لا بأس به"، هذا كلام علم أصول الحديث لا يدل عليه، لأنه ما دام هذا الرجل لا بأس به، وقال فيه أيضاً: إنه صدوق في الجرح والتعديل، ومثله يكون حسن الحديث عادة، لكن كون الرجل حسن الحديث لا يمنع أن يخطأ؛ بل الثقة الذي اتفق عليه البخاري ومسلم لا يمنع ذلك من أن يخطئ في حديث أو أكثر، لكن لا يقال في حديثه أنه "باطل لا أصل له" إذا كان وارداً من طرق أخرى، لأنه هذا تكذيب للحديث لا وجه له إطلاقاً من هذه الطريق، وهناك طرق أخرى، يكفي ما في صحيح مسلم وغيره: أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كان إذا دخل في الصلاة رفع صوته وقرأ: (سبحانك اللّهم)، يقول الراوي: يُسمع الناس ويعلمهم.
    طيب عمر يقول هذا علناً على مشهد الصحابة وبقية العشرة المبشرين بالجنة، لا بد أنه يكون أخذه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهناك أحاديث أخرى في السّنن بهذا الحديث الذي قال عنه أبو حاتم بأنه حديث "كذب، لا أصل له"، لا شك هذا غلو في النقد المتني.
    فالمهم الجواب الذي ذكرتَه له صحة كبيرة بالنسبة للمتقدمين وصحة قليلة بالنسبة للمتأخرين وهؤلاء الذين أشرت إليهم من المعاصرين هؤلاء من الهدّامين.
    السائل : الله المستعان .
    الشيخ : لأنه فتح باب نقد المتون كما يريد هذا الجاهل يجعل السُّنة خراباً يباباً
    ]. اهـ



  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: إذا ابتليت عبدي المؤمن ، و لم يشكني إلى عواده أطلقته من أساري


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •