تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: المتابعة في العمل التطوعي... فن علاج الخلل

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي المتابعة في العمل التطوعي... فن علاج الخلل



    المتابعة في العمل التطوعي... فن علاج الخلل (1)









    كتبه/ غريب أبو الحسن

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

    فالمتابعة والرقابة من الأسس التربوية التي يتربَّى عليها المسلم، فالمسلم يعلم أن أعماله تُحصَى عليه، وأنه سوف يلقى ربَّه بكتابٍ به مثاقيل الذر مِن الأعمال، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، وكان صلى الله عليه وسلم يتابع أصحابه وعماله؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام: "نعم الرجل عبد الله بن عمر لو كان يقوم من الليل"، وعندما استعمل رجلًا على الصدقة فقال: "هذا لكم وهذا أهدي إليَّ!"، قال صلى الله عليه وسلم: "ما بال الرجل نستعمله على العمل فيقول: هذا لكم وهذا أهدي إليَّ؛ أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فنظر أيهدي إليه أم لا؟!".

    - وكذلك الخلفاء من بعد النبي صلى الله عليه وسلم: فها هو أبو بكر رضي الله عنه يزور مكة في ولايته ثم يجلس قريبًا من دار الندوة، فيقول: "هل أحد منكم يشتكي ظلامة أو يطلب حقًّا؟"، فلا يأتيه أحدٌ!

    - وكذلك محاسبة أبي بكر رضي الله عنه لمعاذ رضي الله عنه: "ارفع لنا حسابك"، فيقول معاذ: "حسابان، حساب منك، وحساب من الله".

    - محاسبة عمر رضي الله عنه لولاته: عمرو بن العاص واليه على مصر، وسعد بن أبي وقاص واليه على الكوفة.

    - شكوى أهل حمص واليهم سعيد بن عامر، وتحقيق عمر في تلك الشكاية.

    - مقابلة عمر للولاة والعمال في موسم الحج.

    والمتابعة هي الوظيفة الخامسة من وظائف الإدارة، وهي وثيقة الصلة بالوظائف السابقة لها، فدعونا نستعرض الوظائف الإدارية باختصار كمدخلٍ للحديث عن المتابعة.

    أولًا: علاقة المتابعة بالوظائف الإدارية وإطلالة سريعة على الوظائف الإدارية:

    - الوظائف الإدارية الخمسة هي: (التخطيط - التنظيم - التوظيف - التوجيه - المتابعة).

    - التخطيط: هو اختصار العمل من خلال خطة بتحويل الأهداف إلى برامج ووسائل موضوعة في إطار زمني.

    - التنظيم: هو بناء الهيكل اللازم لتنفيذ الخطة بتحويل الخطة لأجزاء يسهل التكليف بها، ثم تجميع الأعمال المتشابهة في قسم واحد، ثم بناء الهيكل الذي سيقوم بالتنفيذ بناءً على ذلك، ثم ضبط العلاقة بين مكونات الهيكل المختلفة.

    - الهياكل الإدارية تبدأ بسيطة ثم تزداد تعقيدًا مع الوقت (مثال: عرض نمو فريق عمل داخل مسجد).

    - التوظيف: هو وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وتسكين الهيكل بالكفاءات المطلوبة، ولازم ذلك من وجود عملية تدريب للهيكل على وظائفه ورفع مهاراته وكفاءته.

    - التوجيه: وهو القيام بإصدار التكليفات والأوامر أثناء عملية التنفيذ، ويشمل معاني القيادة والتواصل والتحفيز.

    ثانيًا: تعريف المتابعة:

    - المتابعة: هي عملية التحقق من إنجاز الخطط الموضوعة، والكشف عن معوقات تحقيقها والعمل على تذليل تلك المعوقات في أقصر وقت ممكن.

    وبهذا التعريف يتَّضِح لنا أن المتابعة تشتمل على وظيفتين كبيرتين:

    - الوظيفة الأولى هي: تحديد الخلل في الأعمال ومعرفة أسبابه.

    - والوظيفة الثانية هي: التدخل لعلاج هذا الخلل.

    - والمتابعة وثيقة الصلة بالتخطيط؛ فبغير التخطيط يستحيل المتابعة، والمتابعة هي التي تكشف للمخطط جوانب القصور في الخطة، وتشعره في الوقت المناسب بضرورة تعديلها أو تبديلها.

    - والمتابعة وثيقة الصلة بالتنظيم؛ فهي تكشف للمدير عن أي خلل في بناء الهيكل التنظيمي.

    - وهي وثيقة الصلة بالتفويض، فالمفوض يحتاجها لمتابعة العمل متابعة دقيقة، فعندما يفوض المسئول عمله لغيره يظل العمل في نطاق مسئوليته في نهاية المطاف.

    - والمتابعة وثيقة الصلة بالتوجيه فهي تخبر المدير بمدي تنفيذ قراراته ومدي فاعليتها، وقبول وتفاعل فرق العمل معها، ومدى جودة قنوات الاتصال مع فريقه، والجرعة التحفيزية التي يحتاجها فريق العمل.

    ثالثًا: أهمية المتابعة:

    1- التأكد أن المستهدف من الأعمال يتم تحقيقه وَفْق المخطط له من حيث الإجراءات والنتائج.

    2- التأكد أن تنفيذ الأعمال تم وفق الجدول الزمني.

    3- تحديد نقاط القوة والضعف في العمل، والجوانب التي تحتاج لتحسين.

    4- التأكد من أن الأثر المرجو للمشروع قد تحقق.

    5- ضبط الإنفاق على الأعمال والأنشطة من غير إسراف أو تقتير.

    6- التأكد أن النشاطات تسير وَفْقًا للخطة الموضوعة.

    7- التأكد من دقة التخطيط وحسن التنظيم، والاستغلال الأمثل للموارد المالية والبشرية.

    8- الوقوف على المشكلات التي تعترض العمل والعمل على تذليلها.

    9- التأكد من أن العمل يسير وَفْق القوانين والسياسات المنظِّمة للعمل.

    10- رصد الأفراد المقصِّرين لتقويمهم والمميزين لمكافأتهم.

    رابعًا: أساليب ووسائل المتابعة:

    للمتابعة العديد مِن الأساليب والوسائل، وقد تحتاج في متابعة العمل الواحد أن تجمع بين العديد من هذه الوسائل، وقد تكون إحدى هذه الوسائل أنسب لبعض الأعمال أكثر من غيره.

    فمن هذه الوسائل:

    1- الملاحظة المباشرة: وهي من أقدم أدوات الرقابة عن طريق السؤال المباشر من الرئيس لمرؤوسيه، ويساعد عليها انتظام الجلسات الإدارية.

    2- السجلات: وهي تدوين خطوات سير عملية التنفيذ وَفْق جداول متفق عليها، ومقارنة هذه البيانات بالخطة المستهدفة، وتساعد هذه الآلية على توجيه العمل أثناء التنفيذ؛ إلا أنها لا تظهر فيها جودة المنتج.

    3- التقارير المكتوبة والشفهية: لأن الملاحظة المباشرة تكون غير كافية لإدراك جميع جوانب العمل، فتأتي التقارير لسد هذه الثغرة.

    - وينبغي أن تتمتع التقارير بالدقة والمصداقية والموضوعية، وملائمة توقيتها لسرعة إظهار الانحرافات، وتكون التقارير أنسب للأعمال ذات التفاصيل والبرامج الكثيرة والمتشعبة.

    4- البيانات الإحصائية والرسوم البيانية: عن طريق تغذية بعض البرامج بمعلومات تترجمها إلى رسوم بيانية تساعد على إدراك سير العمل وتقدمه أو تأخره وَفْق العامل الزمني.

    5- الميزانيات التقديرية: الأرقام الواردة في الميزانية تعد أهدافًا ينبغي تنفيذها، وفي نفس الوقت تعد معيارًا رقابيًّا.

    6- الزيارات الميدانية لمواقع تنفيذ الأنشطة.

    7- عقد الجلسات الفردية والجماعية مع العاملين.

    كتابة التقارير:

    التقرير = جمع المعلومات؛ لذلك يجب أن تكون المعلومة بسيطة ودقيقة، ومعبِّرة بصدق عن الواقع، وسريعة فور وقوع الحدث؛ فلذلك ينبغي:

    1- الاهتمام بالتقارير وعدم تأخيرها؛ حتى لا تصبح المعلومة من الماضي فتصبح بلا قيمة، وكذلك الاهتمام بها مِن قِبَل أصحاب القرار وعدم إهمالها؛ حتى لا نصيب مَن يكتب التقرير بالإحباط، فيتكاسل عن كتابة التقارير بعد ذلك.

    2- ينبغي الثناء على مَن يكتب تقريرًا جيدًا ودقيقًا، وشكره على إحسانه في كتابة التقرير.

    3- يتضمن التقرير:

    - تاريخ كتابة التقرير ومرفوع لأي جهة.

    توضيح النشاط الذي تتم متابعته، وما مستهدفات هذا النشاط.

    - ثم ما تم إنجازه من هذه المستهدفات.

    - المعوقات والتحديات.

    - تحديد قَدْر الخلل في التنفيذ، وسبب هذا الخلل.

    - التوصيات والاقتراحات لعلاج هذا الخلل.

    - ملاحظات مهمة ومشاهدات مؤثرة.

    - توقيع صاحب التقرير.

    خامسًا: نماذج لبعض الأعمال الإدارية ووسائل متابعتها:

    - نحتاج أن ننمي الرقابة الذاتية داخل العمل التطوعي، فالمسلم حين يسمع قول الله عز وجل: "إن الله كان عليكم رقيبًا"، وقوله تعالى: "وكان الله بما تعملون بصيرًا"، وقوله صلى الله عليه سلم: "كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته"؛ يستشعر أهمية ذلك.

    - ونحتاج للتذكير بوظيفة العمر، وهي العبودية لله تبارك وتعالى، وأن الإنسان سوف يُسأَل عن أعماله وأفعاله وأقواله، وأنه ينبغي أن يُحَاسِب نفسه قَبْل أن يقفَ بين يدي الله سبحانه وتعالى.

    كيف أتابع الأعمال الناشئة وفِرَق العمل الصغيرة؟

    مع فريق عمل صغير مثلًا يقوم بنشاطٍ محدودٍ؛ ففي هذه الحالة أنسب وسيلة لمتابعته هي السؤال المباشر في الجلسات الإدارية، وصرف المجهود الأكبر نحو التنفيذ والانتشار.

    إذا كنت أتابع العديد من الجلسات الإدارية؛ فكيف أتابعها؟

    - متابعة محاضر الجلسات، ومعرفة الحضور والغياب، وقراءة التوصيات، وتحليل مخرجاتها، وينبغي التنبيه أن تكون محاضر الجلسات مختصرة.

    - يمكن تنظيم زيارة بين الحين والآخر، وحضور بعض الجلسات الإدارية.

    - متابعة أرشيف التكليفات ونسبة الإنجاز فيها.

    متابعة الأعمال والأنشطة المتكررة:

    الأعمال الاعتيادية والروتينية ككلمات المساجد، وكتاتيب تحفيظ القرآن وانتظام الأئمة، وبرنامج العمل في رمضان مثلًا، فالأنسب لها طريقة السجلات، ووضع جدول متفق عليه يملأ بشكل مستمر حتى انتهاء العمل؛ حبذا لو استخدمنا التقنيات الحديثة في تسجيل ذلك عن طريق النت، وسلبية ذلك: أنها ترصد إنجاز الأعمال دون التطرُّق لجودتها.

    - الأعمال الكبيرة والمتشعبة، فتتابع بكل ما سبق؛ بالإضافة إلى كتابة التقارير الوافية، والتي نرصد فيها أي انحراف، والمسارعة في تصحيح مساره، مثل: حملة مِن الحملات الكبرى، كـ"مكافحة الإباحية".

    الأعمال التي لها طابع علمي:

    - وضوح المنهج العلمي وتقسيمه وَفْق إطار زمني.

    - متابعة جدول الحضور والغياب.


    - الاختبارات الدورية والتي نرصد من خلالها مدي تحصيل الطلاب وقدرة المدرس على إيصال المعلومة.

    - المسابقات البحثية والتي تساعدنا على معرفة الكفاءات النوعية.

    وللحديث بقية بإذن الله.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي رد: المتابعة في العمل التطوعي... فن علاج الخلل

    المتابعة في العمل التطوعي... فن علاج الخلل (2)



    كتبه/ غريب أبو الحسن




    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛


    سادسًا: أنواع المتابعة:

    1- المتابعة من حيث مصدرها:

    - المتابعة الذاتية وهي: أن كلَّ فردٍ مِن أفراد العمل يراقِب نفسه ذاتيًّا، ويبتغي ما عند الله سبحانه وتعالى، وهذا ما نجحت فيه الدعوة نجاحًا جيدًا؛ حيث تجد العديد من أبناء الدعوة رغم ضعف الرقيب؛ إلا أنهم يجتهدون وَفْق طاقتهم، وهذا ما يغرسه الإسلام عمومًا في نفوس معتنقيه.

    - المتابعة الداخلية: وهي قيام المؤسسة بالرقابة الذاتية على نفسها خلال مستويات التنظيم المختلفة، ويهتم كل مستوى بالتفاصيل المتعلقة به، وكل مسئول يراقب العمل في حدود نطاق مسؤوليته.

    - المتابعة الخارجية: وتكون من خارج المؤسسة، وهي رقابة تتسم بالشمولية وغير تفصيلية، وتميل إلى متابعة المسارات والتوجهات، والسياسات الكلية.

    وكلما انضبطت المتابعة الداخلية قَلَّت الحاجة للمتابعة الخارجية.

    2- المتابعة حسب المعايير:

    - متابعة على أساس الإجراءات: وذلك بقياس التصرفات التي تصدر عن الكيان بمدى انضباطها وتوافقها مع القواعد والقوانين المقررة، مثلًا: انتظام الجلسات الإدارية، والالتزام بتنفيذ بنود الخطة وعدم مخالفاتها، وعدم تخلف العاملين عن حضور الاجتماعات، وانتظام المحاضرين في دروسهم ومحاضراتهم، وعقد الدورات في موعدها، وحضور وانصراف الموظفين.

    - متابعة على أساس النتائج: يركِّز هذا النوع من الرقابة على النتائج، وعلى مدى فاعلية المشاركين في الاجتماعات الإدارية، ويركز على ثمرة عقد الدورات ومدى هضم المشاركين للمنهج المطروح، وأثر الأعمال الدعوية على سلوك المستهدفين بها، والمستوى العلمي للملتحقين بالمعهد مثلًا ودرجة التقدم فيه.

    3- المتابعة حيث موعدها:

    - متابعة سابقة على التنفيذ (المتابعة الوقائية): وتهدف إلى التأكد من سلامة القرارات وعدم مخالفة القواعد المعمول بها، والتأكد من حسن الأداء، ومن عيوبها: قد يراها البعض عبئًا إضافيًّا يمكن الاستغناء عنه، وقد يراها العاملون نوعًا من عدم الثقة في قدراتهم.

    - متابعة أثناء التنفيذ: مثل الزيارات الميدانية أثناء تنفيذ الأنشطة والتواصلات المباشرة أثناء تنفيذ الأعمال.

    - متابعة بعد التنفيذ (الرقابة المستندية): تتم بعد التنفيذ، ويغلب عليها الطابع المستندي مثل: التقارير والسجلات، وتقوم بها في الغالب هيئات تابعة للجهات الإدارية العليا، ومن عيوبها: أنها تحدث بعد انتهاء العمل، وقد يكون الروتين سببًا في عدم القيام بتوصياتها، فيطويها النسيان ولا يحدث استفادة بها.

    4- المتابعة من حيث المستهدف:

    - متابعة على الأفراد: يهتم أصحاب الدعوات الإصلاحية بدرجة تشبع منتسبيها بما يدعو له، واستواء سره وعلانيته، وتحقق الهداية له "نعم الرجل ابن عمر لو كان يقوم من الليل"، وبناء شخصية مسلمة مكتملة الأركان في العقيدة والعبادة، والمعاملة والأخلاق والدعوة.

    - المتابعة على الأعمال: ويكون الاهتمام فيها منصبًا على الأعمال ومدى إنجازها وَفْق السياسات والخطط الموضوعة، وجودة المنتج الخارج منها.

    - المتابعة على الهيئات: فيتم تقييم الهيئة نفسها، وأنها تحقيق الغرض من إنشائها.

    سابعًا: مَن يقوم بوظيفة المتابعة:

    1- يقوم بوظيفة المتابعة المدير في كل مستوى إداري لمَن في نطاق إشرافه.

    2- حين تكثر تفاصيل الأعمال يحتاج المدير أن يفوِّض مَن يراه مناسبًا للقيام بمهام المتابعة؛ سواء كان فردًا أو مجموعة.

    ثامنًا: خطوات عملية المتابعة:

    1- الاطلاع على الخطة التنفيذية ومعرفة أهداف المنظمة، وتصنيف الوسائل والبرامج المختارة لتحقيق الأهداف.

    2- تحديد أسلوب وسائل المتابعة المناسبة لكل نشاط أو برنامج.

    3- تحديد المعلومات المطلوبة، والتي نستطيع من خلال معرفتها متابعة النشاط المقصود بالمتابعة.

    4- تصميم الجداول والسجلات، والنماذج والتقارير اللازمة لجمع البيانات والمعلومات.

    5- وضع معايير الأداء التي نقيس عليها نجاح الأنشطة والبرامج في تحقيق المستهدف منها.

    6- وضع الجدول الزمني للمتابعة.

    7- مقارنة النتائج المتحققة مع المعيار المرسوم، ومقارنة الأداء الفعلي مع الأداء المستهدف.

    8- تحديد الفروق بين الأداء الفعلي والمستهدف، وتحديد أسبابها والمسئول عنها.

    9- اقتراح الحلول لعلاج الخلل الموجود.

    10- تقديم المعلومة لأصحاب القرار.


    11- تصحيح الانحرافات والأخطاء، والتي قد تكون بتغيير في الخطة أو الهيكل، أو في أحد العاملين، مع مراعاة التأثيرات الخارجية الطارئة والمستحدثة.

    وللحديث بقية إن شاء الله.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي رد: المتابعة في العمل التطوعي... فن علاج الخلل

    المتابعة في العمل التطوعي... فن علاج الخلل (3)



    كتبه/ غريب أبو الحسن



    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

    تاسعًا: مؤشرات ومعايير الأداء:

    - ينبغي أن تكون الأهداف واضحة وواقعية، وقابلة للقياس حتى يسهل متابعتها.

    - وضع المعايير يعني وضع معدلات للأداء يُقَاس عليها درجة الإنجاز في الأعمال.

    - هناك معيار كمي، وهو: معيار يعتمد على الأعداد، وهو يعتبر المعيار الغالب في عملية التقييم، مثل: عدد الأنشطة، عدد الحضور، مقدار المنهج المدرس، عدد المستفيدين، القدر المحفوظ من القرآن مثلًا، وهكذا...

    - هناك معيار نوعي، وهو: يهتم بنوعية الإنجاز ومستوى الجودة، مثل: مستوى طلبة المعهد ودرجة إجادتهم مثلًا للفقه والعقيدة، ودرجة الإجادة في الحفظ والتجويد، وهذا أصعب من المعيار الكمي وإن كان أهم منه في تقييم ثمرة الأعمال.

    - معيار زمني يهتم بالمدة التي تم فيها الإنجاز، ودلالة ذلك على كفاءة الاستفادة من الموارد المالية والبشرية وعدم إهدارها، فالعمل الذي ينجز في أسبوع حينما ينجز في أسبوعين؛ فهو مؤشر على وجود خلل.

    - معيار التكلفة المادية ومدى تناسب حجم الإنفاق مع أهمية العمل ووزنه النسبي مع بقية الأعمال، وهل النفقة تتناسب مع ما تم من أعمال.

    عاشرًا: صفات المتابع الجيد:

    1- المعرفة الجيدة بمنهج وأهداف المؤسسة.

    2- الدراسة الجيدة لخطة العمل ويفضل مشاركته في وضعها.

    3- أن يكون من أصحاب الخبرة السابقة في تنفيذ الأعمال.

    4- القدرة على المواجهة وإجراء المقابلات وطرح التساؤلات.

    5- التوازن في التقييم دون مبالغة ودون بخس الأعمال.

    6- الأمانة وعدم الخلط بين الخلافات الشخصية وبين التقييم المنصف والعادل.

    الحادي عشر: ضوابط المتابعة الفعالة:

    1- توضع خطة المتابعة مع الخطة التنفيذية، ويكلِّف بها المديرُ العاملين مع التكليف بالخطة التنفيذية.

    2- ينبغي أن يتناسب نظام المتابعة مع طبيعة العمل واحتياجاته وحجمه، بحيث لا يصبح نظام المتابعة عبئًا على العمل، ولا أكبر من العمل نفسه (تجربة المتابعة في الجامعة في فترة سابقة) حيث شكَّلت لجنة خارجية تابعة للإدارة المركزية للمتابعة، بينما الهيكل الإداري لم يكن مستوعبًا ذلك.

    2- ينبغي أن تعتني المتابعة بوسائل العلاج والإصلاح؛ فهذا هو الهدف من وراء المتابعة، وليس رصد المخالفات فقط.

    3- ينبغي أن تتم المتابعة بأقل التكاليف، ولا تتعدد نظم المتابعة دون مبرر حتى لا تكون معوقة للعمل، مثل: طلب التقارير في غير محلها إذا كان السؤال المباشر يغني عن التقرير المكتوب.

    4- سرعة الإبلاغ عن الانحرافات للمختصين دليل على فاعلية نظام المتابعة، بل نظام المتابعة المثالي يعمل على كشف الأخطاء قبل وقوعها.

    5- ينبغي أن تكون منطلقات المتابعة منطلقات موضوعية، وليست دوافع شخصية، ولا بدافع تصيد الأخطاء، فأسوأ نوع من المديرين هو الذي يترك فريق عمله يخطئ ليعلق لهم المشانق بعد ذلك!

    6- تحديد الأهداف بدقة وسهولة قياسها يسهِّل عملية المتابعة.

    7- وضوح المسئوليات والتناسب بين المسئولية والسلطة من أهم الأمور التي تيسر عملية المتابعة، واختلالها ينسحب على المتابعة، ولا يصح وجود عاملين فوق مستوى المتابعة!

    8- الشخصية التي تقوم بالرقابة ينبغي أن يكون من أصحاب الخبرة بأهداف ومنطلقات المؤسسة وخططها، وكذلك معرفة أنماط العاملين وطرق ووسائل التقييم والقدرة على اكتشاف الانحرافات، وكذلك القدرة على اقتراح البدائل والحلول.

    9- وضوح وبساطة وموضوعية وسائل التقييم، وسهولة فهمها للقائمين على العمل من رؤساء ومرؤوسين.

    10- المتابعة الزائدة تؤدي إلى نتائج عكسية، وتنشر جوًّا من عدم الثقة بين فرق العمل، وتعرقل الفريق عن التنفيذ.

    11- التركيز في غير محله وبالأمور الهامشية يؤدي إلى خروج المتابعة عن هدفها الأصلي، مثلًا: عند تقييم دورة من الدورات يمكن أن يركز البعض على نظافة المكان أكثر من حديثه عن المضمون، والحضور، والمنهج، ونسبة النجاح.

    12- المتابعة عملية مستمرة.

    13- ضوابط التعليق على أداء العاملين.

    - تتدرج متابعة العاملين من الإرشاد، ورسم معالم الطريق السليم للتنفيذ، ثم النصح المباشر عند الخطأ، ثم المواجهة عند تكرر الخطأ وعدم الإذعان للتوجيهات، وهناك بعض الضوابط تعين على أن يكون التعليق على أداء العاملين مثمرًا، ويحفز العاملين على العمل:

    - قم بالتعليق على سلوك شاهدته، وليس أمرًا استنتجته.

    - قم بشرح ما رأيت وكيف شعرت بدلًا من إصدار الأحكام.

    - ركز على السلوك الذي يمكن تغييره.

    - إذا ضاق الوقت ركز على نواحي الأداء الأكثر أهمية وعلق عليها.

    - علق على الأعمال التي تم إنجازها بشكل جيد، والأشياء التي تحتاج لتحسين، ولا يكن تعليقك منصبًا فقط على الأشياء السلبية.


    - كن متوازنًا في النقد والتقييم؛ فلا تضخم صغيرًا، ولا تحقر مهمًّا.

    - احرص على أن يكون تعليقك يؤثر إيجابيًّا على العاملين.

    - وفي العمل التطوعي الذي يصعب فيه الثواب والعقاب؛ ذكِّر بالخير الذي فاته مِن الإهمال في العمل والثواب الذي فقده، والأثر السلبي لانتشار الشر واندحار الخير.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •