2431 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ فِي قَوْلِ الْجِنِّ: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} [الجن: 19] ، قَالَ: " لَمَّا رَأَوْهُ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ، وَيُصَلُّونَ بِصَلاتِهِ، وَيَرْكَعُونَ بِرُكُوعِهِ، وَيَسْجُدُونَ بِسُجُودِهِ، تَعَجَّبُوا مِنْ طَوَاعِيَةِ أَصْحَابِهِ لَهُ، فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ، قَالُوا: إِنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا "

صحيح، مؤمل بن إسماعيل -وإن كان في حفظه شيء- قد تُوبِعَ، ومَنْ فوقه ثقات مِن رجال الشيخين. أبو عَوانة: هو الوضَّاحُ بنُ عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفرُ بن أبي وحشية.
وأخرجه الترمذي بإثر الحديث رقم (3323) من طريق أبي الوليد الطيالسي، والطبري 29/118 من طريق أبي مسلم، كلاهما عن أبي عَوانة، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرج الحاكم 2/504 من طريق أحمد بن منيع، حدثنا هشيم، أخبرني مغيرة -وهو ابن مِقسم الضبي-، عن أبي معشر -وهو زياد بنُ كليب-، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: (كادوا يكونون عليه لِبَداً) ، قال: كانوا يركعون بركوعه، ويسجدون بسجوده، يعني الجن! وصحح إسناده ووافقه الذهبي.
وأخرج ابن جرير الطبري 29/118 عن ابن حميد، عن جرير، عن مغيرة، عن زياد، عن سعيد بن جبير في قوله: (وأنه لما قام عبدُ الله ... ) الآية، قال: كان أصحابُ نبيَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأتمون به، فيركعون بركوعه، ويسجدون بسجوده. ابن حميد -وهو محمد بن حميد الرازي- ضعيف، لكن خبره هذا يؤيده حديث أبي عوانة. وانظر ما تقدم برقم (2271) .
اللبْد: كل شعر أو صوف متلبد، واللبَد: بعضهم على بعض.
قال السندي: قوله: قالوا: أنه لما قام عبدُ الله ... الخ، يريد أنه من كلام الجن لقومهم، وضمير "يكونون" للصحابة لا للجن، والله تعالى أعلم.

الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)
المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي