الإجازة الصيفية بين المتعة والفائدة



الإجازة الصيفية بين المتعة والفائدة


إن أهم ما يميز الإجازة هو امتلاكنا للوقت فيها، ويمكن أن نوظفه بطريقة نستفيد منه خلالها، ونربي أولادنا على ذلك، فمن المعروف أن الإجازة هي وقت فراغ، وعلينا أن نربيهم أولاً على الاستفادة من وقت الفراغ.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» (رواه البخاري)؛ لذلك علينا أن نحرص كل الحرص على أن نكون لأولادنا القدوة الحسنة في الاستفادة من الإجازة؛ لأن الأولاد يُقلّدون الآباء والأمهات في كل شيء تقريبًا؛ فبقدر ما نستفيد من إجازتنا بما يرضي الله -عز وجل-، ونبتعد عن معاصيه، بقدر ما ينعكس ذلك على سلوك أفراد الأسرة، وإذا كانت الإجازة فترة ثلاثة أشهر كاملة تقريبًا، كان توظيفها في الرحلات أو الزيارات أو السفر أو أي نوع من أنواع التسلية أمرا صعبا، فضلا عن ذلك فإن الدورات العلمية والعملية عادة ما تأخذ الوقت القليل من الإجازة؛ لذلك فلابد من استغلال الإجازة وذلك بإلحاق أبنائنا بالدورات العلمية والعملية، فضلا عن دورات نشاطية ودورات تحفيظ قرآن أو من هذا القبيل، وينبغي ألا تأخذ الدورات العملية أو العلمية معظم الإجازة؛ لئلا يفقد الطالب إحساسه بالإجازة، ومن المفيد جدا أن تكون هذه الدورات قصيرة وبأوقات مناسبة.




الأولاد و السلوكيات السلبية في الإجازة الصيفية


إنَّ تعود الأولاد على قضاء إجازتهم دون عمل عقلي أو نشاط علمي أو عملي سيؤدي بهم إلى الركود والخمول والنوم، وأحياناً السهر واللهو، وهذا أمر سيئ للغاية، ولا سيما وأن أبناءنا مقبلون على فترة دراسية أخرى، وإذا تعودوا على الخمول أو الكسل، سيصعب عليهم معاودة النشاط الدراسي مرة أخرى مع بداية العام بطريقة جيدة.

المرأة المسلمة وهمُّ الدعوة إلى الله


الدعوة إلى الله -جل وعلا- من أعظم الأمور التي يجب على المرأة العناية بها ورعايتها، ولا سيما في هذا العصر الذي طغت فيه الفتن وتجاوزت الحد، وابتعد كثير من الناس عن الالتزام بالدين الصحيح، وانفتحوا على الغرب بما فيه من انحرافات في العقيدة وفساد في الأخلاق والقيم وغيرها، فدور المرأة في الدعوة دور عظيم، وجدير بالمرأة المسلمة العناية به والحرص عليه؛ إذ أن المرأة أعرف بنفسيات النساء من الرجال، ومن ثم تستطيع الوصول إليهن بسهولة ويسر، ويكون عادة تأثيرها أنفع من تأثير الرجل إذا استخدمت الوسائل المعينة على ذلك، ثم إن مجال الدعوة بالنسبة لها رحب وواسع؛ ذلك أن وجودها مع بنات جنسها واختلاطها بهن مباشرة لا شك أنه يسهل عملية الدعوة، ويضفي عليها نوعا من المحبة والإخاء؛ ولذا كان ضروريا على المرأة المسلمة ألا تضيع مثل هذه الفرص.



مقترحات للفتاة المسلمة - جربيها لن تندمي

- شاوري والديك كيف ستقضين إجازتك؟؛ لأنهما أخبر بأفضل الوسائل لقضاء إجازة ممتعة ومفيدة.

- تذكري دائمًا احتساب النية عند الترفيه؛ فإن المسلم مأجور في أعماله جميعها إن احتسب ذلك.

- احرصي على الزيارات العائلية؛ ففيها المتعة وصلة الرحم واستغلي هذه الزيارات في الدعوة إلى الله.

- واظبي على الألعاب الرياضية كل صباح؛ لما لها من فوائد جسدية ونفسية، فضلا عن المحافظة على الرشاقة.

- شاركي في الأعمال الخيرية والتطوعية؛ للتعود على حب العطاء وبذل الخير واستغلال الوقت بما هو نافع.

- شاركي في اللقاءات الصيفية للفتيات؛ لما تتضمنه من برامج هادفة، من: مسابقات أو فقرات ترفيهية وتثقيفية وتعليمية.

- حددي وقتًا لتصفح المواقع المفيدة في الإنترنت، واحذري المواقع السيئة! واستغلي ذلك في الدعوة إلى الله.

- احرصي على المطالعة وقراءة ما هو مفيد من السيرة والفقه والعقيدة والقصص الهادفة.

- احرصي على حفظ خمس آيات من القرآن الكريم -على الأقل- يوميا فيزيد رصيدك إلى 450 آية عند نهاية الإجازة.

- لا تغفلي عن ذكر الله عموما، وذكره في الأوقات الواردة عن نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم - خصوصا، فتسبحينه وتستغفرينه وتدعينه فيجيب دعاءك إن شاء الله.



الصحابية التي نزل فيها قرآن

هي الصحابية الجليلة الأنصارية (كُبَيْشَة بِنْت مَعنِ بْنِ عَاصِمٍ بن الأوس) كانت متزوجة من الصحابي (أبي قيس بن الأسلت)، وكانت السيدة كبيشة تعيش مع زوجها (أبي قيس) حياة هادئة سعيدة، لم يرزقهما الله أولادًا، لكنهما كانا راضيين بحكم الله، كما أن لأبي قيس أولادًا من زوجة سابقة؛ فلم يفارق كبيشة لعدم إنجابها، وما لبث الزوج المخلص أن مات، وعاشت السيدة كبيشة وحيدة في دار زوجها.

وما هي إلا أيام قليلة حتى جاء ابن زوجها من امرأة أخرى، وطرح على كبيشة ثوبه، يقول ابن عباس: كانوا في الجاهلية، إذا مات الرجل جاء قريبه فألقى ثوبه على المرأة فمنعها من الناس، فإن كانت جميلة تزوجها، وإن كانت دميمة حبسها حتى تموت فيرثها وإن شاء زوجها غيره وأخذ مهرها!

فذهبت السيدة (كبيشة) إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجلست تحدثه في أمرها، وأمر كل النساء أمثالها، قالت: يا رسول الله، مات زوجي، وأنا محبوسة في داري، سكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال لها: يا (كبيشة) اذهبي، واجلسي في بيتك حتى يأتي أمر الله، لم يطل انتظار السيدة (كبيشة) في بيتها، حتى حكم الله في قضيتها، ونزل قوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف} (النساء١٩)، كما نزل قوله -تعالى-: {وَلا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} (النساء٢٢)، وبهذه الآيات الكريمة أبطل الإسلام ما كان في الجاهلية من كون المرأة جزءًا من الميراث، وحرَّم تركها في البيت رهينة حبيسة حتى الموت، وأعطى المرأة حريتها في الزواج، وقرر لها الميراث، وجعل لها مكانة عظيمة في الإسلام.



المرأة الصالحة ترضي زوجها في أهله


المرأة الصالحة امرأة عاقلة، فهي مثل التاج المرصع بالذهب، كلما رآها الرجل قرّت عيناه، ومن دلالات عقل تلك المرأة أنها لا تصطدم مع أهل زوجها، فتوغر صدره على أهله، فالمرأة التي تحب زوجها تحب أن تراه سعيدًا، فتعينه على بر والديه، وتحترم أهله، وتصبر على ما يؤذيها منهم، وهى بذلك تحسن الطاعة لزوجها بإحسانها لأمه، وإحسانها لأهله، وكل ذلك مدخر لها عند الله -عز وجل-؛ لأنها تعين زوجها على بر الوالدين، وهو من أجلِّ القربات.

المرأة الصالحة تجعل بيتها مطمئنا

والمرأة العاقلة لا تصطدم مع جيرانها، ولا تكون سببًا في إيذائهم، والمرأة العاقلة لا تغضب، وتجعل البيت كله يعيش حالة مشتعلة من التوتر، والمرأة العاقلة لا تكثر جدال زوجها، ولا تنظر إلى غيرها في أمور الدنيا، وتسير على قدر حاجتها، وتعلم أن التسابق يجب أن يكون في أمور الآخرة، «وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ» ، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم».
منقول