تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: ضوابط العزلة والخلطة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي ضوابط العزلة والخلطة

    المخالطة والعزلة كلاهما تعتريه الأحكام التكليفية الخمسة، فكل منهما قد يجب، وقد يحرم، وقد يستحب، وقد يكره، وقد يباح، بحسب الأحوال، والأشخاص، والأزمان، والأماكن.
    *****
    وإنَّ ا
    لنَّاظِرَ فِي أحوال الْعَالَمِ الْيَوْمَ، وَخَاصَّةً فِي بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ، عَلَى مُسْتَوَى أَفْرَادِهِمْ ومجتمعاتهم
    يَجِدُ أَنَّهُمْ يَمُرُّونَ بِفِتَنٍ عَظِيمَةٍ، وَمِحَنٍ جَسِيمَةٍ، تَعَاظَمَ خَطَرُهَا، وَتَطَايَرَ شَرَرُهَا،
    تَنَوَّعَتْ أَسْبَابُهَا وَاخْتَلَفَتْ مَوْضُوعَاتُهَا ؛
    فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا، فِي الْعُقُولِ وَالأَنْفُسِ، فِي الأَعْرَاضِ وَالأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ والممتلكات
    تَتَضَمَّنُ فِي طَيَّاتِهَا تَحْسِينَ الْقَبِيحِ، وَتَقْبِيحَ الْحَسَنِ،
    وَلأَجْلِ هَذَا فَقَدْ جَاءَ الشَّارِعُ الْحَكِيمُ بِالتَّحْذِيرِ مِنْ غَوَائِلِ الْفِتَنِ وَشُرُورِهَا ومدلهماتها
    وَقَدْ وَصَفَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -رضي الله عنه- الْفِتَنَ بِقَوْلِهِ:
    "تَبْدَأُ فِي مَدَارِجَ خَفِيَّةٍ،
    وَتَؤُولُ إِلَى فَظَاعَةٍ جَلِيَّةٍ، فَتَزِيغُ قُلُوبٌ بَعْدَ اسْتِقَامَةٍ،
    وَتَضِلُّ رِجَالٌ بَعْدَ سَلاَمَةٍ،
    وَتَخْتَلِفُ الأَهْوَاءُ عِنْدَ هُجُومِهَا،
    مَنْ أَشْرَفَ لَهَا قَصَمَتْهُ،
    وَمَنْ سَارَ فِيهَا حَطَمَتْهُ"
    "فَلاَ تَكُونُوا أَنْصَابَ الْفِتَنِ، وَأَعْلاَمَ الْبِدَعِ،
    وَالْزَمُوا مَا عُقِدَ عَلَيْهِ حَبْلُ الْجَمَاعَةِ، وَبُنِيَتْ عَلَيْهِ أَرْكَانُ الطَّاعَةِ، [عبد الله الجار الله]
    *****************
    والعُزلة موجودة فى الرسالات،فالرسل والأنبياء والصالحين لما رأوا تكذيب قومهم لهم، واستمرارهم على كفرهم، وعدم الانقياد لطاعة ربهم،
    اعتزلوهم ومايعبدون من دون الله عزوجل، فحَاق بقومهم ماكانوا به يستهزؤون، وحل بساحتهم العذاب الهُ
    ون.
    قال تعالى:" فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاًّ جَعَلْنَا نَبِيًّا"، (مريم:49)
    ولقد جاء في خبر من قبلنا أنهم كانوا يفرون إلى الجبال ليخلصوا من الفتنة في دينهم،
    وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوه ُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا
    فيتعين على الإنسان الاعتزال وذلك عندما لا يكون هناك فائدة من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس من المستطاع الاحتفاظ بالمبادئ والقيم
    ويكون في هذه الحالة من الأولى العزلة والفرار بالدين وحفظا للذات من الانسلاخ .

    عن عبدالله بن عمرو بن العاص مَرفوعًا وموقوفًا في هذا الحديث، قيل: ومن الغرباء؟ قال: ((الفرَّارون بدينهم، يبعثهم الله تعالى مع عيسى ابن مريم))
    المخالطة والعزلة كلاهما تعتريه الأحكام التكليفية الخمسة، فكل منهما قد يجب، وقد يحرم، وقد يستحب، وقد يكره، وقد يباح، بحسب الأحوال، والأشخاص، والأزمان، والأماكن.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

    " فأما الخلوة والعزلة والانفراد المشروع فهو ما كان مأمورا به أمر إيجاب أو استحباب. كاعتزال الأمور المحرمة ومجانبتها
    كما قال تعالى: { وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره } ومنه قوله تعالى عن الخليل: { فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا }
    وقوله عن أهل الكهف: { وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف } فإن أولئك لم يكونوا في مكان فيه جمعة ولا جماعة ولا من يأمر بشرع نبي فلهذا أووا إلى الكهف اهـ
    مجموع الفتاوى 10/404.
    قال عز وجلّ:" إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا" (الكهف:10).
    قال القرطبي: "هذه الآية صريحة في الفرار بالدين وهجرة الأهل والبنين والقرابات والأصدقاء والأوطان والأموال خوف الفتنة وما يلقاه الإنسان من المحنة وقد خرج النبي صلى الله عليه و سلم فارا بدينه وكذلك أصحاب..
    قال العلماء الاعتزال عن الناس يكون مرة في الجبال والشعاب مرة في السواحل والرباط ومرة في البيوت وقد جاء في الخبر: "إذا كانت الفتنة فأخف مكانك وكف لسانك " ولم يخص موضعا من موضع وقد جعلت طائفة من العلماء العزلة اعتزل الشر وأهله بقلبك وعملك وإن كنت بين أظهرهم وقال ابن المبارك في تفسير العزلة : أن تكون مع القوم فإذا خاضوا في ذكر الله فخض معهم وإن خاضوا في غير ذلك فاسكت.اه
    وقال شيخ الاسلام
    " فحقيقة الأمر : أن " الخلطة " تارة تكون واجبة أو مستحبة والشخص الواحد قد يكون مأمورا بالمخالطة تارة وبالانفراد تارة . وجماع ذلك : أن " المخالطة " إن كان فيها تعاون على البر والتقوى فهي مأمور بها وإن كان فيها تعاون على الإثم والعدوان فهي منهي عنها فالاختلاط بالمسلمين في جنس العبادات: كالصلوات الخمس والجمعة والعيدين وصلاة الكسوف والاستسقاء ونحو ذلك هو مما أمر الله به ورسوله . وكذلك الاختلاط بهم في الحج وفي غزو الكفار والخوارج المارقين وإن كان أئمة ذلك فجارا وإن كان في تلك الجماعات فجار وكذلك الاجتماع الذي يزداد العبد به إيمانا: إما لانتفاعه به وإما لنفعه له ونحو ذلك. ولا بد للعبد من أوقات ينفرد بها بنفسه في دعائه وذكره وصلاته وتفكره ومحاسبة نفسه وإصلاح قلبه وما يختص به من الأمور التي لا يشركه فيها غيره فهذه يحتاج فيها إلى انفراده بنفسه؛ إما في بيته، كما قال طاوس: نعم صومعة الرجل بيته يكف فيها بصره ولسانه ، وإما في غير بيته. فاختيار المخالطة مطلقا خطأ واختيار الانفراد مطلقا خطأ. وأما مقدار ما يحتاج إليه كل إنسان من هذا وهذا وما هو الأصلح له في كل حال فهذا يحتاج إلى نظر خاص
    **************
    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه لحديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :" يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتتبع بها شعف الجبال مواقع القطر يفر بدينه من الفتن "

    "واعلم أن الأفضل هو المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم هذا أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم، ولكن أحيانا تحصل أمور تكون العزلة فيها خيرا من الاختلاط بالناس، من ذلك إذا خاف الإنسان على نفسه فتنة مثل أن يكون في بلد يطالب فيها بأن ينحرف عن دينه أو يدعو إلى بدعة أو يرى الفسوق الكثير فيها، أو يخشى على نفسه من الفواحش، فهنا تكون العزلة خيرا له .ولهذا أمر الإنسان أن يهاجر من بلد الشرك إلى بلد الإسلام، ومن بلد الفسوق إلى بلد الاستقامة
    فكذلك إذا تغير الناس والزمان،
    ولهذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن فهذا هو التقسيم تكون العزلة هي الخير إن كان في الاختلاط شر وفتنة في الدين،
    وإلا فالأفضل أن الاختلاط هو الخير، يختلط الإنسان مع الناس فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يدعو إلى حق، يبين السنة للناس فهذا خير

    لكن إذا عجز عن الصبر وكثرت الفتن، فالعزلة خير ولو أن يعبد الله على رأس جبل أو في قعر واد
    **************
    ويتأكد اعتزال الناس حينما تظهر الفتن برؤوسها ، قال صلى الله عليه وسلم : إن بين أيديكم فتنا كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ، القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي . قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : كونوا أحلاس بيوتكم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ضوابط العزلة والخلطة

    علاقة الاستضعاف بالعزلة :
    هنا لا تهديد ولا تعذيب ولكن المستضعف داخل تحت وضع مفروض عليه من غيره
    كالمقيم في مكة بعد هجرة المسلمين عنها ,فاذا كان دخوله تحت هذا الوضع لعجزه عن دفعه وعن الخروج منه ولو أمكنه ذلك لفعل مهما كانت تضحياته وتكاليفه فهذا قد عفا الله عنه .

    إنه من المهم والواجب
    التفريق بين الإكراه وبين مشاعر الخوف
    يجب أن نفرق بين الاستضعاف وبين الهزيمة الداخلية، والاستكانة للعدو والركون إليه وفقدان الثقة في الله وترك التوكل عليه.
    ذلك أن الإنسان يملك في أحلك الظروف
    قوة عظيمة - هي قوة الرفض بقلبه -
    وهذه القوة سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جهاداً في قوله " ... ومن جهادهم بقلبه فهو مؤمن،
    وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل "
    فالانهزام أمام الباطل والموالاة التي يحتاجها الباطل حتى وهو قوي لا بد من الامتناع عنها
    وهذا هو جهاد القلب، والله سبحانه يقول للمؤمنين بعد وقعة أحد
    {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ
    وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ
    وقال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود:
    " بحسب امرىء يرى منكراً لا يستطيع أن يغيره أن يعلم الله من قلبه أنه له كاره "
    ودلالة الكره:
    الاعتزال وعدم المشايعة بالعمل.
    إن استعلاء القلب على الهزيمة الداخلية، وبقاء قوة رفضه للباطل مهما استطال وانتفش
    وقوة ضبطه للسلوك لتأكيد الاعتزال وعدم المشايعة بالعمل لهو جهاد القلب و
    إنه لجهاد له أثره الواقع في حياة الناس
    -نعم وإنه لجهاد له أثره الواقع في حياة الناس
    خاصة عند عدم القدرة على التغيير
    كما قال النبى صلى الله عليه وسلم
    ورأيت أمراً لا يَدَ لك به
    ---فلابد من استعلاء القلب وبقاء قوة رفض المسلم للباطل فان استطاع التغيير فنعمّا هىِ
    وإن لم يستطع فبالاعتزال وعدم المشايعه بالعمل
    وإنه بكل تأكيد لهو جاهد له اثره فى حياة الناس
    فالغرباء هم الذينفارقوا الناس أحوج ما كانوا إليهم ، فإذا انطلق الناس يوم القيامة مع آلهتهم بقوا في مكانهم ، فيُقال لهم : ((ألا تنطلقون حيث انطلق الناس ؟ فيقولون : فارقنا الناس ، ونحن أحوج إليهم منَّا اليوم ، وإنا ننتظر ربنا الذي كُنا نعبده)) ؛
    فهذه ((الغربة)) لا وحشة على صاحبها ،
    بل هو آنسُ ما يكون إذا استوحش الناس، وأشد ما تكون وحشته إذا استأنسوا ،
    فوليه الله ورسوله والذين آمنوا ، وإن عاداه أكثر الناس وجفوه
    -
    كان الإسلام في أول ظهوره غريباً ،
    وكان من أسلم منهم واستجاب لله ولرسوله : غريباً في حَيِّه وقبيلته ، وأهله وعشيرته ,
    فكان المستجيبون لدعوة الإسلام نُزَّاعاً من القبائل ، بل آحاداً منهم ، تغربوا عن قبائلهم وعشائرهم ، ودخلوا في الإسلام ،
    فكانوا هم الغرباء حقاً ، حتى ظهر الإسلام ، وانتشرت دعوته ، ودخل الناس فيه أفواجاً ، فزالت تلك الغربة عنهم ،
    ثم أخذ بالاغتراب والترحل ، حتى عاد غريباً كما بدأ ،
    بل الإسلام الحق ـ الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ـ هو اليوم أشد غربة منه في أول ظهوره ، وإن كانت أعلامه ورسومه الظاهرة مشهورة معروفة ،
    فالإسلام الحقيقي غريب جداً ، وأهله غرباء أشد الغربة بين الناس ,
    وكيف لا تكون فِرقة واحدة قليلة جداً ، غريبة بين اثنتين وسبعين فرقة ، ذات أتباع ورئاسات ، ومناصب وولايات ، ولا يقوم لها سوق إلاَّ بمخالفة ما جاء به الرسول ؟ ؛
    فكيف لا يكون المؤمن السائر إلى الله على طريق المتابعة غريباً بين هؤلاء الذين قد اتبعوا أهواءهم ، وأطاعوا شُحَّهم ، وأُعجب كُلٌ منهم برأيه ؟
    كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ، حتى إذا رأيتم شُحَاً مُطاعاً وهوىً متبعاً ، ودُنيا مُؤْثَرة ، وإعجاب كُلَ ذي رأي برأيه ،
    ورأيت أمراً لا يَدَ لك به ، فعليك بخاصة نفسك ، وإياك وعوامَّهم ، فإن وراءكم أياماً صبر الصابر فيهن كالقابض على الجمر))

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ضوابط العزلة والخلطة

    قال ابن القيم في بيان قاعدة نافعة فيما يعتصم به العبد من الشيطان ويستدفع به شره ويحترز به منه وأن من أسباب دخول الشيطان على ابن آدم فضول المخالطة: " ففضول المخالطة فيه خسارة الدنيا والآخرة وإنما ينبغي للعبد أن يأخذ من المخالطة بمقدار الحاجة ويجعل الناس فيها أربعة أقسام متى خلط أحد الأقسام بالآخر ولم يميز بينهما دخل عليه الشر.
    أحدها:من مخالطته كالغذاء لا يستغنى عنه في اليوم والليلة فإذا أخذ حاجته منه ترك الخلطة ثم إذا احتاج إليه خالطه هكذا على الدوام وهذا الضرب أعز من الكبريت الأحمر وهم العلماء بالله تعالى وأمره ومكايد عدوه وأمراض القلوب وأدويتها الناصحون لله تعالى ولكتابه ولرسوله ولخلقه فهذا الضرب في مخالطتهم الربح كله .القسم الثاني:من مخالطته كالدواء يحتاج إليه عند المرض فما دمت صحيحا فلا حاجة لك في خلطته وهم من لا يستغنى عنه مخالطتهم في مصلحة المعاش وقيام ما أنت محتاج إليه من أنواع المعاملات والمشاركات والاستشارة والعلاج للأدواء ونحوها فإذا قضيت حاجتك من مخالطة هذا الضرب بقيت مخالطتهم من القسم الثالث: وهم من مخالطته كالداء على اختلاف مراتبه وأنواعه وقوته وضعفه فمنهم من مخالطته كالداء العضال والمرض المزمن وهو من لا تربح عليه في دين ولا دنيا ومع ذلك فلا بد من أن تخسر عليه الدين والدنيا أو أحدهما فهذا إذا تمكنت مخالطته واتصلت فهي مرض الموت المخوف ومنهم من مخالطته كوجع الضرس يشتد ضربا عليك فإذا فارقك سكن الألم ومنهم من مخالطته حمى الروح وهو الثقيل البغيض العقل الذي لا يحسن أن يتكلم فيفيدك ولا يحسن أن ينصت فيستفيد منك ولا يعرف نفسه فيضعها في منزلتها بل إن تكلم فكلامه كالعصي تنزل على قلوب السامعين مع إعجابه بكلامه وفرحه به فهو يحدث من فيه كلما تحدث ويظن أنه مسك يطيب به المجلس وإن سكت فأثقل من نصف الرحى العظيمة التي لا يطاق حملها ولا جرها على الأرض ويذكر عن الشافعي رحمه الله أنه قال: "ما جلس إلى جانبي ثقيل إلا وجدت الجانب الذي هو فيه أنزل من الجانب الآخر" ورأيت يوما عند شيخنا قدس الله روحه رجلا من هذا الضرب والشيخ يحمله وقد ضعف القوى عن حمله فالتفت إلي وقال: "مجالسة الثقيل حمى الربع ثم قال: لكن قد أدمنت أرواحنا على الحمى فصارت لها عادة" أو كما قال وبالجملة فمخالطة كل مخالف حمى للروح فعرضية ولازمة ومن نكد الدنيا على العبد أن يبتلى بواحد من هذا الضرب وليس له بد من معاشرته ومخالطته فليعاشره بالمعروف حتى يجعل الله له فرجا ومخرجا.
    القسم الرابع: من مخالطته الهلك كله ومخالطته بمنزلة أكل السم فإن اتفق لأكله ترياق وإلا فأحسن الله فيه العزاء وما أكثر هذا الضرب في الناس لا كثرهم الله وهم أهل البدع والضلالة الصادون عن سنة رسول الله الداعون إلى خلافها"
    قال ابن القيم في مدارج السالكين:

    الصنف الرابع، قالوا: إن أفضل العبادة العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت، ووظيفته ...

    والأفضل في وقت نزول النوازل، وأذاة الناس لك، أداء واجب الصبر، مع خلطتك بهم، دون الهرب منهم؛ فإن المؤمن الذي يخالط الناس ليصبر على أذاهم، أفضل من الذي لا يخالطهم، ولا يؤذونه.
    والأفضل خلطتهم في الخير، فهي خير من اعتزالهم فيه.
    واعتزالهم في الشر، فهو أفضل من خلطتهم فيه، فإن علم أنه إذا خالطهم أزاله، أو قلّله؛ فخلطتهم حينئذ أفضل من اعتزالهم.
    فالأفضل في كل وقت وحال إيثار مرضاة الله في ذلك الوقت والحال، والاشتغال بواجب ذلك الوقت، ووظيفته، ومقتضاه.
    وهؤلاء هم أهل التعّبد المطلق. اهـ.
    وقال أيضًا في مدارج السالكين:
    وهؤلاء هم أهل الانقطاع والعزلة عن الناس وقت فساد الزمان، ولعلهم الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: «يوشك أن يكون خير مال المرء غنمًا يتبع بها شعف الجبال، ومواقع القطر»، وقوله: «ورجل معتزل في شعب من الشعاب يعبد ربه، ويدع الناس من شره».

    وهذه الحال تحمد في بعض الأماكن والأوقات دون بعضها، وإلا فالمؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم، أفضل من هؤلاء.
    فالعزلة في وقت تجب فيه، ووقت تستحب فيه، ووقت تباح فيه، ووقت تكره فيه، ووقت تحرم فيه. اهـ.
    وقال فيه أيضًا: وأما مفسدات القلب الخمسة، فهي التي أشار إليها: من كثرة الخلطة، والتمنّي، والتعلّق بغير الله، والشبع، والمنام، فهذه الخمسة من أكبر مفسدات القلب...
    فأما ما تؤثره كثرة الخلطة: فامتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم حتى يسودّ، يوجب له تشتتًا، وتفرقًا، وهمًّا، وغمًّا، وضعفًا، وحملًا لما يعجز عن حمله من مؤنة قرناء السوء، وإضاعة مصالحه، والاشتغال عنها بهم، وبأمورهم، وتقسم فكره في أودية مطالبهم وإراداتهم، فماذا يبقى منه لله، والدار الآخرة؟
    هذا، وكم جلبت خلطة الناس من نقمة، ودفعت من نعمة، وأنزلت من محنة، وعطلت من منحة، وأحلّت من رزية، وأوقعت في بلية؟ وهل آفة الناس إلا الناس؟ وهل كان على أبي طالب عند الوفاة أضر من قرناء السوء؟ لم يزالوا به حتى حالوا بينه وبين كلمة واحدة توجب له سعادة الأبد ...
    والضابط النافع في أمر الخلطة أن يخالط الناس في الخير -كالجمعة، والجماعة، والأعياد، والحج، وتعلّم العلم، والجهاد، والنصيحة-.
    ويعتزلهم في الشر، وفضول المباحات، فإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في الشر، ولم يمكنه اعتزالهم؛ فالحذر الحذر أن يوافقهم، وليصبر على أذاهم..
    وإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في فضول المباحات؛ فليجتهد أن يقلب ذلك المجلس طاعة لله، إن أمكنه، ويشجع نفسه، ويقوي قلبه، ولا يلتفت إلى الوارد الشيطاني القاطع له عن ذلك، بأن هذا رياء، ومحبة لإظهار علمك وحالك، ونحو ذلك؛ فليحاربه، وليستعن بالله، ويؤثر فيهم من الخير ما أمكنه. اهـ.


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ضوابط العزلة والخلطة

    المفاضلة بين العزلة ومخالطة بالناس

    قال ابن القيم في مدارج السالكين:
    الصنف الرابع، قالوا: إن أفضل العبادة العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت، ووظيفته ...
    والأفضل في وقت نزول النوازل، وأذاة الناس لك، أداء واجب الصبر، مع خلطتك بهم، دون الهرب منهم؛ فإن المؤمن الذي يخالط الناس ليصبر على أذاهم، أفضل من الذي لا يخالطهم، ولا يؤذونه.
    والأفضل خلطتهم في الخير، فهي خير من اعتزالهم فيه.
    واعتزالهم في الشر، فهو أفضل من خلطتهم فيه، فإن علم أنه إذا خالطهم أزاله، أو قلّله؛ فخلطتهم حينئذ أفضل من اعتزالهم.
    فالأفضل في كل وقت وحال إيثار مرضاة الله في ذلك الوقت والحال، والاشتغال بواجب ذلك الوقت، ووظيفته، ومقتضاه.
    وهؤلاء هم أهل التعّبد المطلق. اهـ.
    وقال أيضًا في مدارج السالكين: وهؤلاء هم أهل الانقطاع والعزلة عن الناس وقت فساد الزمان، ولعلهم الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: «يوشك أن يكون خير مال المرء غنمًا يتبع بها شعف الجبال، ومواقع القطر»، وقوله: «ورجل معتزل في شعب من الشعاب يعبد ربه، ويدع الناس من شره».
    وهذه الحال تحمد في بعض الأماكن والأوقات دون بعضها، وإلا فالمؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم، أفضل من هؤلاء.
    فالعزلة في وقت تجب فيه، ووقت تستحب فيه، ووقت تباح فيه، ووقت تكره فيه، ووقت تحرم فيه. اهـ.
    وقال فيه أيضًا: وأما مفسدات القلب الخمسة، فهي التي أشار إليها: من كثرة الخلطة، والتمنّي، والتعلّق بغير الله، والشبع، والمنام، فهذه الخمسة من أكبر مفسدات القلب...
    فأما ما تؤثره كثرة الخلطة: فامتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم حتى يسودّ، يوجب له تشتتًا، وتفرقًا، وهمًّا، وغمًّا، وضعفًا، وحملًا لما يعجز عن حمله من مؤنة قرناء السوء، وإضاعة مصالحه، والاشتغال عنها بهم، وبأمورهم، وتقسم فكره في أودية مطالبهم وإراداتهم، فماذا يبقى منه لله، والدار الآخرة؟
    هذا، وكم جلبت خلطة الناس من نقمة، ودفعت من نعمة، وأنزلت من محنة، وعطلت من منحة، وأحلّت من رزية، وأوقعت في بلية؟ وهل آفة الناس إلا الناس؟ وهل كان على أبي طالب عند الوفاة أضر من قرناء السوء؟ لم يزالوا به حتى حالوا بينه وبين كلمة واحدة توجب له سعادة الأبد ...

    والضابط النافع في أمر الخلطة أن يخالط الناس في الخير -كالجمعة، والجماعة، والأعياد، والحج، وتعلّم العلم، والجهاد، والنصيحة-.
    ويعتزلهم في الشر، وفضول المباحات، فإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في الشر، ولم يمكنه اعتزالهم؛ فالحذر الحذر أن يوافقهم، وليصبر على أذاهم..
    وإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في فضول المباحات؛ فليجتهد أن يقلب ذلك المجلس طاعة لله، إن أمكنه، ويشجع نفسه، ويقوي قلبه، ولا يلتفت إلى الوارد الشيطاني القاطع له عن ذلك، بأن هذا رياء، ومحبة لإظهار علمك وحالك، ونحو ذلك؛ فليحاربه، وليستعن بالله، ويؤثر فيهم من الخير ما أمكنه. اهـ.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ضوابط العزلة والخلطة

    ويكون في هذه الحالة من الأولى العزلة والفرار بالدين وحفظا للذات من الانسلاخ
    . متى قرر الفتية المؤمنون اعتزال قومهم
    والجواب: إنهم قرروا الاعتزال بعد دراسة للواقع الذي يعيشونه،
    لقد نظروا في قوة انتشار الكفر وظهوره وقوة اهله، فوجدوهم يملكون كل وسائل القوة والسلطان، ونظروا في أنفسهم فإذا بهم لا يملكون شيئاً الا الايمان.وفى هذا الحال والمكان إذا واجهوا قومهم وحاربوهم، فإنّ المعركة ستكون غير متكافئة، وستكون نتيجتُها معوفة مسبقاً. إنهم لن ينتصروا فيها، فلماذا يخوضونها؟. ثمّ نظروا في موقف قومهم، فإذا بهم مُصرّون على الكفر، لا يسمعون كلمة في الدعوة إلى الإيمان بالله، ولا يستجيبون لداعى الايمان والتوحيد. بل سيلجأوون إلى الفتك به، وإيذائه وتعذيبه، وقتلِه وسفك دمه. إذن لا فائدة من الجدال معهم أو دعوتهم. ونظراً لذلك،
    فقد علم الفتية المؤمنون أنّه لا فائدة من وجودهم مع قومهم، ولا إمكانية للبقاء معهم، بل يُخشى أنّه يفتنهم قومهم، وأن يردوهم عن إيمانهم.
    فلم يبقَ إلا الاعتزال، والذهاب إلى الكهف، ليعيشوا بإيمانهم، ويعبدوا فيه ربهم. لقد كان قرارُهم بالاعتزال والذهاب إلى الكهف صائباً وصواباً، ويتفق مع حالتهم وواقعهم. ولذلك استجاب الله دعاءهم، وبسط لهم من رحمته، وهيأ لهم في كهفهم مِرْفقاً.

    (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوه ُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا) (الكهف/ 16). أي: بما أنكم قررتم اعتزالَ الفر واهله ، واعتزالَ عبادتهم الباطلة من دون الله، فأوو إلى الكهف،، فهو أفضل مكان للعزلة،يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ -هناك يبسطُ الله عليكم فيه من رحمته، ،وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا - يهيء لكم ما يصلح لإقامتكم فيه.وييسر لكم من أمركم الذي أنتم فيه من الغمِّ والكرب خوفا منكم على أنفسكم ودينكم مرفقا، ويعني بالمرفق: ما ترتفقون به من شيء،

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ضوابط العزلة والخلطة

    أربعة أقسام متى خلط أحد الأقسام بالآخر ولم يميز بينهما دخل عليه الشر.

    قال ابن القيم في بيان قاعدة نافعة فيما يعتصم به العبد من الشيطان ويستدفع به شره ويحترز به منه
    وأن من أسباب دخول الشيطان على ابن آدم فضول المخالطة: "
    ففضول المخالطة فيه خسارة الدنيا والآخرة وإنما ينبغي للعبد أن يأخذ من المخالطة بمقدار الحاجة ويجعل الناس فيها أربعة أقسام متى خلط أحد الأقسام
    بالآخر ولم يميز بينهما دخل عليه الشر.

    أحدها:
    من مخالطته كالغذاء لا يستغنى عنه في اليوم والليلة فإذا أخذ حاجته منه ترك الخلطة ثم إذا احتاج إليه خالطه هكذا على الدوام وهذا الضرب أعز من الكبريت الأحمر وهم العلماء بالله تعالى وأمره ومكايد عدوه وأمراض القلوب وأدويتها الناصحون لله تعالى ولكتابه ولرسوله ولخلقه فهذا الضرب في مخالطتهم الربح كله .
    القسم الثاني:
    من مخالطته كالدواء يحتاج إليه عند المرض فما دمت صحيحا فلا حاجة لك في خلطته وهم من لا يستغنى عنه مخالطتهم في مصلحة المعاش وقيام ما أنت محتاج إليه من أنواع المعاملات والمشاركات والاستشارة والعلاج للأدواء ونحوها فإذا قضيت حاجتك من مخالطة هذا الضرب بقيت مخالطتهم من
    القسم الثالث:
    وهم من مخالطته كالداء على اختلاف مراتبه وأنواعه وقوته وضعفه فمنهم من مخالطته كالداء العضال والمرض المزمن وهو من لا تربح عليه في دين ولا دنيا ومع ذلك فلا بد من أن تخسر عليه الدين والدنيا أو أحدهما فهذا إذا تمكنت مخالطته واتصلت فهي مرض الموت المخوف ومنهم من مخالطته كوجع الضرس يشتد ضربا عليك فإذا فارقك سكن الألم ومنهم من مخالطته حمى الروح وهو الثقيل البغيض العقل الذي لا يحسن أن يتكلم فيفيدك ولا يحسن أن ينصت فيستفيد منك ولا يعرف نفسه فيضعها في منزلتها بل إن تكلم فكلامه كالعصي تنزل على قلوب السامعين مع إعجابه بكلامه وفرحه به فهو يحدث من فيه كلما تحدث ويظن أنه مسك يطيب به المجلس وإن سكت فأثقل من نصف الرحى العظيمة التي لا يطاق حملها ولا جرها على الأرض ويذكر عن الشافعي رحمه الله أنه قال: "ما جلس إلى جانبي ثقيل إلا وجدت الجانب الذي هو فيه أنزل من الجانب الآخر" ورأيت يوما عند شيخنا قدس الله روحه رجلا من هذا الضرب والشيخ يحمله وقد ضعف القوى عن حمله فالتفت إلي وقال: "مجالسة الثقيل حمى الربع ثم قال: لكن قد أدمنت أرواحنا على الحمى فصارت لها عادة" أو كما قال وبالجملة فمخالطة كل مخالف حمى للروح فعرضية ولازمة ومن نكد الدنيا على العبد أن يبتلى بواحد من هذا الضرب وليس له بد من معاشرته ومخالطته فليعاشره بالمعروف حتى يجعل الله له فرجا ومخرجا.

    القسم الرابع:
    من مخالطته الهلك كله ومخالطته بمنزلة أكل السم فإن اتفق لأكله ترياق وإلا فأحسن الله فيه العزاء وما أكثر هذا الضرب في الناس لا كثرهم الله وهم أهل البدع والضلالة الصادون عن سنة رسول الله الداعون إلى خلافها"

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: ضوابط العزلة والخلطة

    وهو من الثلاثة أبعد . .
    عن عبدالله بن عمرو بن العاص مَرفوعًا وموقوفًا في هذا الحديث، قيل: ومن الغرباء؟ قال: ((الفرَّارون بدينهم، يبعثهم الله تعالى مع عيسى ابن مريم)
    ؟؟

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ضوابط العزلة والخلطة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    عن عبدالله بن عمرو بن العاص مَرفوعًا وموقوفًا في هذا الحديث، قيل: ومن الغرباء؟ قال: ((الفرَّارون بدينهم، يبعثهم الله تعالى مع عيسى ابن مريم)
    وهو من الثلاثة أبعد . .
    نعم
    قيلَ : ومَن الغُرباءُ ؟ قالَ : الفرَّارونَ بدينِهِم ، يَبعثُهُمُ اللهُ يومَ القيامةِ معَ عيسَى ابنِ مريمَ عليهِما السَّلامُ

    الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الضعيفة
    الصفحة أو الرقم : 1859- خلاصة حكم المحدث : ضعيف
    ******
    اما المعنى اخى ابو لمى فصحيح
    ذكر ابن رجب رحمه الله فى فتح البارى

    حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن " .بوب البخاري على أن الفرار من الفتن من الدين؛ وليس في الحديث إلا الإشعار بفضل من يفر بدينه من الفتن

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: ضوابط العزلة والخلطة

    يبعثهم الله تعالى مع عيسى ابن مريم
    منكرة جداً
    الحق لا يحتاج للأحاديث الباطلة . .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ضوابط العزلة والخلطة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    يبعثهم الله تعالى مع عيسى ابن مريم
    منكرة جداً
    الحق لا يحتاج للأحاديث الباطلة . .
    «ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعاً كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدّر منه جمان كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه -أي يطلب عيسى الدجالَ- حتى يدركه بباب لد فيقتله ثم يأتي عيسى بن مريم قوم قد عصمهم الله منه فيمسح وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة»
    الراوي : النواس بن سمعان الأنصاري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
    الصفحة أو الرقم: 2937 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
    في الوقت الذي تجتمع فيه الطائفة المؤمنة لقتال الدجال، ينزل عيسى عليه السلام، في وقت إقامة الصلاة فيصلي خلف إمام المسلمين ثم يقتل الدجال .
    فعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : «كيف أنتم إذا أنزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم» (متفق عليه) .
    قال ابن القيم رحمه الله : " والأمم الثلاث تنتظر منتظرا يخرج في آخر الزمان ، فإنهم وُعدوا به في كل ملة .
    والمسلمون ينتظرون نزول المسيح عيسى ابن مريم من السماء لكسر الصليب وقتل الخنزير وقتل أعدائه من اليهود وعبّاده من النصارى ، وينتظرون خروج المهدي من أهل بيت النبوة يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا " انتهى من "إغاثة اللهفان" (2/ 338).
    روى البخاري (2222) ومسلم (155) عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا ، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ ) .
    وفي حديث جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي تعال صل بنا ، فيقول : لا إن بعضهم أمير بعض تكرمة الله لهذه الأمة " أخرجه الحارث بن أبي أٍسامة في مسنده ،
    وقال ابن القيم في المنار المنيف (1/147) إسناده جيّد .
    والحديث أصله في صحيح مسلم بدون تسميه الأمير بلفظ : " .. فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ تَعَالَ صَلِّ لَنَا فَيَقُولُ لا إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الأُمَّةَ . " رواه مسلم (225 ).
    فالمسلمون ينتظرون المسيح الحق الذي لم يُقتل ولم يصلب ، والنصارى ينتظرون المسيح الموهوم الذي قتل وصلب وقُبر ، واليهود ينتظرون المسيح الدجال الذي يقتله الله على يد عيسى ابن مريم عليه السلام .
    *********
    لا تَزالُ طائفةٌ من أُمَّتي يقاتِلونَ على الحقِّ ، ظاهِرِينَ على مَن ناوَأَهُمْ ، حتى يقاتِلَ آخِرُهم المسيحَ الدجالَ

    الراوي : عمران بن الحصين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الرقم : 7294 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •