الهجرة النبوية إلى المدينة
فأغشيناهم فهم لا يبصرون
استنفد رسول الله الوسع في الخطة التي وضعها هو وأبو بكر الصّدّيق لنجاح الهجرة إلى المدينة، ولكن الطابع المميز لخطط البشر أنها لا تصل إلى الكمال، لا بد من ثغرات في الخطط البشرية، لكن إذا كنت مستنفدًا وسعك الحقيقي فإن الله يسدُّ هذه الثغرات بمعرفته، ويكمل العجز البشريّ بقدرته، لكن دون أخذٍ بالأسباب بكل الأسباب الممكنة لا يسدّ الله هذه الثغرات، ولا يكمل هذا العجز، هذا لا يكون توكُّلاً على الله، بل تواكلاً، وشتَّانَ بين التوكُّل والتواكُل.
ماذا يفعل رسول الله في هذا الموقف الحرج، عشرات السيوف تحيط بالبيت، والقرار ليس الحبس والمحاكمة، بل لقد صدر الحكم فعلاً بالقتل، وهم قد جاءوا للتنفيذ، ماذا يفعل رسول الله ؟
لقد نزل الوحي إلى رسول الله يطمئنه، ويأمره بالخروج وسط المشركين دون خوف ولا وجل، فسوف يأخذ الله بأبصارهم، وخرج الرسول في هذه الليلة المباركة، ليلة 27 من صفر سنة 14 من النبوة، وهو يقرأ صدر سورة يس، من أوَّلها إلى قوله : {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُ مْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ} [يس: 9].
وإمعانًا في السخرية من المشركين، أخذ رسول الله حفنة من التراب، ووضع جزءًا منها على رأس كل مشرك يحاصر بيته، وهم لا يشعرون، ثم انطلق إلى بيت الصّدِّيق لاستكمال تنفيذ الخطة، فهي -بحمد الله إلى الآن- تسير على ما يرام.
كان من الممكن أن يخرج الرسول من البيت قبل قدوم المشركين، لكن الله أراد ذلك لإثبات أن الأمر كله بيد الله ، وأنه دون توفيق الله لا يتمّ أمر من الأمور، وأيضًا ظهرت المعجزة الظاهرة في نصرة رسول الله .
وعلى الناحية الأخرى كان من الممكن أن يأخذ الله أبصار المشركين فلا يقع على رسول الله أيّ أذى طيلة حياته، ولكن هذا لم يحدث، لقد أُلقي على ظهره سلا الجزور، ورحم الشاة، وسُبّ بأفظع الألفاظ، ورجم بالحجارة في الطائف، وأصيب في أُحُد أكثر من إصابة، لم يأخذ الله بأبصار المشركين في كل هذه المواقف، ليُعلّم المسلمين طبيعة الطريق، فطريق المسلم فيه كثير من الإيذاء، وكذلك فيه كثير من الأخذ بعيون المشركين، وعيون أعداء الله ، يحدث ذلك مع كل المؤمنين، نعم يكون الأمر واضحًا كمعجزة مع الأنبياء، لكن قد يفعله الله مع المؤمنين دون أن يطلع الناس عليه، فيأخذ عنهم أبصار أعدائهم، ويكفينا في ذلك قول الله : {إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} [الحج: 38].
خلاصة القول: إن حياة الداعية وحياة الناس أجمعين بيد الله ، والله يكتب أحيانًا ابتلاء للمؤمن وفي ذلك حكمة، وأحيانًا يكتب له نجاةً من الأذى وفي ذلك حكمة أيضًا، ولا تسير الأمور إلا بقدر الله {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49].
ترك رسول الله المشركين يحاصرون البيت، وفيه عليّ بن أبي طالب ، وانطلق إلى الصّدّيق ، ومكث عنده إلى منتصف الليل، ثم خرجا من الخوخة الخلفية في البيت، واتجها جنوبًا إلى غار ثور، ووصلا إليه بالفعل، واستكشف أبو بكر الغار أولاً ليرى إن كان به أي شيء يضرّ، فلما وجده آمنًا دخل رسول الله إلى الغار، وتم الجزء الأول من الخطة بنجاح.
نعود إلى بيت رسول الله ، والمشركون يحاصرونه، وعليّ نائم بداخله، وبينما هم على هذه الحالة، مرّ عليهم رجل من المشركين لم يكن معهم؛ فقال لهم قولاً خطيرًا، لقد قال لهم: ماذا تنتظرون هنا؟ قالوا: محمدًا. قال: خيَّبَكم الله، قد والله خرج عليكم محمد. إذن الرجل شاهد محمدًا في مكان آخر، فمع كل الاحتياط والحذر إلا أن هناك رجلاً لمح محمدًا وهو في طريق الهجرة، ولكن يبدو أنه لم يكن يعلم بتخطيط قريش فلم يأبه لرؤيته، فلما سمع القوم ذلك انزعجوا، وزاد من انزعاجهم التراب الذي وجدوه على رءوسهم، في إشارة واضحة إلى أنه مرّ عليهم فلم يشاهدوه، وفي هذا معجزة ظاهرة، ولكنهم كانوا قد عميت أبصارهم وبصائرهم. قام المشركون بسرعة ينظرون من ثقب الباب فوجدوا عليًّا ينام في الفراش وهو يتغطّى ببردة النبي ، فقالوا: والله إن هذا لمحمدٌ نائمًا.
فتحير القوم، فقام فيهم من يقترح أن يقتحموا البيت على هذا النائم، ولكن اعترض معظمهم على ذلك، أتدرون لماذا؟
لقد قالوا: والله إنها لسُبَّة في العرب أن يُتحدثَ عنا أنْ تسورنا الحيطان على بنات العمِّ، وهتكنا سترَ حرمتنا.
سبحان الله! كفار مكّة لا يهتكون ستر البيوت، ولا يقتحمون حرمات الديار.
وانتظر المشركون إلى الصباح حتى قام علي بن أبي طالب من فراشه، فرآه القوم، وأسقط في أيديهم، وأمسكوه يجرونه إلى البيت الحرام ويضربونه.
علي بن أبي طالب يتحمل الإيذاء
وهنا نشاهد الموقف الحكيم من علي بن أبي طالب ، وكان يبلغ آنذاك ثلاثة وعشرين عامًا، إنه لم يرُدَّ الضرب بالضرب، مع كونه فتًى عزيزًا، وفارسًا مغوارًا، وسنرى أفعاله بعد سنتين في بدر، ولكنه تحلى بالصبر، وتجمل بالحلم، لماذا؟
أولاً: لم يؤذن بعدُ للمسلمين في القتال إلى هذه اللحظة.
ثانيًا: الهَلَكَة محققة لغياب كل المسلمين تقريبًا، واجتماع كل المشركين على بني هاشم.
ثالثًا: عليه مهمة عظيمة لم يقم بها بعدُ، وهي ردُّ الأمانات إلى أهلها، ولا بد أن يحافظ على نفسه حتى يقوم بهذه المهمة.
أخذ المشركون عليًّا وحبسوه ساعة واحدة، لم يحبسوه شهرًا أو عامًا أو أعوامًا، إنما ساعة واحدة فقط، ثم أطلقوه، فمكث في مكّة ثلاثة أيام يرد الأمانات إلى أهلها، ثم انطلق مهاجرًا إلى المدينة المنوّرة فورًا.
فماذا فعل أهل قريش عندما اكتشفوا خروج الرسول من مكّة؟
قريش تعلن حالة الطوارئ
أعلنت حالة الطوارئ القصوى في مكّة، استنفار عام لكل العناصر المشركة، واتخذت السلطة في مكّة القرارات الآتية:
القرار الأول: مداهمة منزل أبي بكر الصّدّيق المتهم بصحبة زعيم المسلمين رسول الله ، والذي كان يتولى شئون الإنفاق على المسلمين، فمن المحتمل أن يكون رسول الله ما زال مختبئًا في بيته، أو لعل الرسول هاجر بمفرده، وأبو بكر يعرف طريقه، فلا بد من التأكد من ذلك، وقد قام بهذه المهمة أبو جهل بنفسه ومعه فرقة من المشركين، ذهب إلى بيت الصّدّيق وطرق الباب بشدة، وفتحت السيدة أسماء رضي الله عنها، فقال لها في غلظة: أين أبوك يا بنت أبي بكر؟
قالت: لا أدري. فرفع أبو جهل يده ولطم خدها حتى أطار قرطها، فعلة شنيعة من سيد مكّة، لكنه لم يفكر أن يدخل البيت ليقلب محتوياته رأسًا على عقب، ليفتش عن الصّدّيق أو الرسول ، أو ليجد أي دليل يشير إلى مكانهما، لماذا لم يفعل ذلك؟ تذكروا: كفار مكّة لا يهتكون حرمات البيوت.
كان هذا هو القرار الأول الذي اتخذه زعماء قريش، وهو البحث عن الصّدّيق.
القرار الثاني: هو إحكام المراقبة المسلحة على كل مداخل ومخارج مكّة، فلعل الرسول ما زال مختبئًا في أحد البيوت في مكّة.
القرار الثالث: إعلان جائزة كبرى لمن يأتي برسول الله أو صاحبه الصِّدِّيق ، تُعطَى الجائزة لمن يأتي بأحدهما حيًّا أو ميتًا، والجائزة هي مائة ناقة، وهذا رقم هائل في ذلك الزمن.
القرار الرابع: استخدام قصاصي الأثر لمحاولة تتبع آثار الأقدام في كل الطرق الخارجة من مكّة.
لا تحزن إن الله معنا
وسبحان الله! مع كل طرق التأمين التي اتبعها رسول الله والصّدّيق ، ومع كون الخطة بارعة جدَّا ومحكمة جدًّا، إلا أنه كما ذكرنا من قبل: ليس طابع الخطط البشرية أن تصل إلى حد الكمال، لا بد من ثغرات، اكتشف القصاصون الطريق الذي سار فيه الرسول وصاحبه، ووصلوا إلى الجبل الصعب الذي به غار ثور، وصعدوا الجبل، ووصلوا إلى باب غار ثور.
لم يبقَ إلا أن ينظروا فقط إلى داخل الغار، والغار صغير جدًّا.
الرسول يجلس في داخل الغار في سكينه تامة، وكأنه يجلس في بيته، والصّدّيق في أشد حالات قلقه واضطرابه، يقول الصّدّيق : يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ بَعْضَهُمْ طَأْطَأَ بَصَرَهُ رَآنَا. قال الرسول في يقين: "اسْكُتْ يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيِنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا".
الله، الله! لو استشعر الدعاة إلى الله هذه المعية لهانت عليهم كل الشدائد، وكل المصاعب، وكل الآلام، بل لهانت عليهم الدنيا بأسرها، لكن الصّدّيق لم يكن خائفًا على نفسه، لم يكن قلقًا على حياته، ليس الصّدّيق الذي يفعل ذلك، لا قبل ذلك ولا بعد ذلك، إنما كان يخاف على رسول الله ، بل إنه في رواية يقول: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ قُتِلْتُ أَنَا فَإِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ وَاحِدٌ، وَإِنْ قُتِلْتَ أَنْتَ هَلَكَتِ الأُمَّةُ.
ماذا فعل المشركون وهم على باب غار ثور، بعد أن قطعوا هذا المشوار الطويل الصعب، وقد انتهت آثار الأقدام أمام فتحة باب الغار؟!
إن الله قد ألقى في روعهم ألاّ ينظروا إلى داخل الغار، مع أن هذه النظرة لن تأخذ أكثر من دقيقة واحدة وربما ثوانٍ أو أقل، ولا شك أنهم قد أخذوا ساعات طويلة حتى يصلوا إلى هذا المكان، لكن هذا فعل الله .
روى الإمام أحمد والطبراني وعبد الرازق والخطيب أن عنكبوتًا قد نسج خيطًا كثيفًا حول الباب، وهذه معجزة ظاهرة، فقال الكفار: لو دخل ها هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه.
وهذا الحديث وإن كان ضعيفًا من كل طرقه، إلا أن كثرة طرقه يقوِّي بعضها بعضًا فترفعه إلى درجة الحديث الحسن، أما قصة الحمامتين وقصة الشجرة التي نبتت على باب الغار فهي قصص ضعيفة جدًّا لا تصحّ، وأنا أرى أنه حتى لو لم تصح قصة نسج العنكبوت فهذا إعجاز أيضًا من رب العالمين، إذ كيف لا ينظر الناس في داخل الغار مع كونه مفتوحًا، فسواء نسجت العنكبوت خيوطها أو لم تنسج فهذا دفاع من رب العالمين، والنتيجة واحدة: نجاة الرسول وصاحبه الصِّدِّيق من هذه المطاردة المكثفة.
مكث الرسول في الغار ثلاثة أيام كما كان مقررًا في الخطة المرسومة، وقام كل من عبد الله بن أبي بكر، وعامر بن فهيرة، وأسماء بنت أبي بكر بدوره، وحان وقت الرحيل إلى المدينة، وجاء عبد الله بن أريقط الدليل بالناقتين في الوقت المتفق عليه، وجاء بناقة ثالثة له، وجاء معه أيضًا عامر بن فهيرة ليرافق الراكب المهاجر إلى المدينة، خرج الرسول من الغار ليلة غرة ربيع الأول من سنة 14 من النبوة، وإمعانًا في الاحتياط اتُّخِذَتْ بعض الإجراءات الأخرى:
أولاً: الخروج ليلاً من الغار.
ثانيًا: الإمعان في اتجاه ناحية اليمن.
ثالثًا: الاتجاه غربًا ناحية ساحل البحر الأحمر، ثم الاتجاه شمالاً في الطريق الوعر المتفق عليه سابقًا.
رابعًا: كانت هذه نقطة تأمينيّة من الصّدّيق لم يضعها رسول الله في الخطة المسبقة، ولكن استحدثها الصّدّيق لزيادة حماية الرسول ، وذلك أنه كان يسير أمام رسول الله تارة ثم يسير خلفه تارة، وهكذا طوال الطريق. ولما تنبه رسول الله إلى ذلك سأله عن ذلك، فقال الصّدّيق في حبٍّ عميق: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَذْكُرُ الطَّلَبَ (المطاردة) فَأَمْشِي خَلْفَكَ، ثُمَّ أَذْكُرُ الرَّصَدَ (الكمائن) فَأَمْشِي بَيْنَ يَدَيْكَ.
يتمنى أن لو جاء سهم أن يدخل في ظهره أو في صدره، ولا يمسّ رسول الله بسوء.
سُراقة بن مالك وسِوَارَا كسرى
وهكذا سارت القافلة المباركة من مكّة إلى المدينة، وعلى الجانب الآخر نشط الكفار في تحفيز أهل مكّة جميعًا للقبض على رسول الله وصاحبه، ونشط الانتهازيون، وأصحاب المصالح، والراغبون في الثراء السريع، وبحثوا في كل مكان، ولم يوفّقوا جميعًا إلا واحدًا، إنه سراقة بن مالك.
بعض الناس رأوا رسول الله أو هكذا ظنوا، فذكروا ذلك أمام سراقة فضللهم عنه ليفوز هو بمائة ناقة، ثم أمر بفرسه وسلاحه وخرج في إثر رسول الله وأصحابه، حتى رآهم من بعيد، واقترب منهم حتى كان يسمع قراءة رسول الله للقرآن، وكان رسول الله لا يلتفت كما يقول سراقة وكما جاء في البخاري، وأبو بكر يكثر الالتفات، ثم حدثت المعجزة بأن بدأت أقدام الفرس تسوخ في الأرض، مرة والثانية والثالثة، حتى أدرك سراقة أن القوم ممنوعون، فاقترب منهم وقد سألهم الأمان، وأخبرهم أن القوم قد جعلوا فيهم الدية، فقال له رسول الله : "أَخْفِ عَنَّا". ثم قال له قولاً عجيبًا، قال: "كَأَنِّي بِكَ يَا سُرَاقَةُ تَلْبَسُ سِوَارَيْ كِسْرَى".
فطلب سراقة من رسول الله أن يكتب له كتابًا بذلك، فأمر رسول الله عامر بن فهيرة أن يكتب له كتابًا ؛ فكتب له على رقعة من جلد، وعاد سراقة يبعد الناس عن طريق رسول الله ، ويقول لهم: قد كفيتكم هذا الطريق. فكان في أول اليوم جاهدًا في مطاردة الرسول ، وفي آخر اليوم مدافعًا عنه، وسبحان الله! {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ} [المدَّثر: 31].
وسبحان الله! مرت الأيام، وأسلم سراقة بعد فتح مكّة وحنين، وفتحت بلاد فارس وجاءت الغنائم في عهد عمر بن الخطاب، وفيها سوارا كسرى، فأخرج سراقة كتاب رسول الله ، وأعطاه لعمر ، فأعطاه عمر سواري كسرى تنفيذًا لوعد رسول الله {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} [النَّجم: 3، 4].
لم يعكر صفو الرحلة بعد ذلك شيء إلى أن اقترب رسول الله من المدينة المنوّرة، ففوجئ برجل اسمه بُرَيْدَة بن الحصيب زعيم قبيلة أسلم، قد خرج له في سبعين من قومه يريد الإمساك برسول الله وأصحابه ليحصل على المكافأة الكبيرة، ولكن الرسول العظيم وقف يعرض عليه الإسلام في هدوء وسكينة، فوقعت كلمات الرحمن في قلب بريدة وأصحابه فآمنوا جميعًا في لحظة واحدة، وكانوا في أول اليوم من المشركين فأصبحوا في آخره من الصحابة، فانظر إلى عظيم فضل الله عليهم وعلى الدعوة، فقد كانت السنوات تمضي في مكّة حتى يؤمن عدد مثل هذا هناك، وها هو الآن هذا العدد يؤمن في لحظة.
المهم أنه في النهاية وصل رسول الله إلى المدينة المنوّرة سالمًا، وذلك في يوم 12 من ربيع الأول سنة 14 من النبوة، لتبدأ بذلك مرحلة جديدة مهمة جدًّا في الدعوة الإسلاميّة في المدينة المنوّرة.