تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: هل التغيرات المناخية مسألة دينية أم دنيوية؟

  1. #1

    افتراضي هل التغيرات المناخية مسألة دينية أم دنيوية؟

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،

    أما بعد فهناك سؤال لطالما راودني و لطالما وددت أن أجد له إجابة ألا و هو العلاقة بين الدين و الدنيا في موضوع الذنوب و فساد الأرض و البحر و ما إلى ذلك. المتمعن في ما يقوله و يكتبه الروم يرى أنهم ينظرون إلى الأمر نظرة دنيوية علمية بحتة حيث يرون ان الحرائق مثلا و الفيضانات و غيرها من الكوارث الطبيعية هي نتيجة حتمية لأفعال الإنسان و إستهلاكه المفرط و إستغلاله المقزز للطبيعة و مقدراتها،

    و هذا قد لا يختلف كثيرا عما لدينا حيث يقول الله في كتابه العزيز أنه "ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون"

    لكن هنا الفرق، فالغرب مثلا كما سبق الذكر ينظرون إلى المسألة على أنها مسألة حسابية استهلاكية بسيطة و لا يقولون مثلا ان محاربتهم للفطرة البشرية و كفرهم و فسوقهم و عصيانهم و تطاولهم على الله تعالى الله علوا كبيرا هو السبب في ما يحصل و ما قد يحصل من كوارث، فهل لأهل العلم من كلام حول الموضوع و هل هما موضوعان مرتبطان أم أنهما منفصلان و هل يمكن اصلا الفصل بين أمور الدين و الدنيا؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل التغيرات المناخية مسألة دينية أم دنيوية؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين إبن عبد الله مشاهدة المشاركة
    العلاقة بين الدين و الدنيا في موضوع الذنوب و فساد الأرض و البحر و ما إلى ذلك. المتمعن في ما يقوله و يكتبه الروم يرى أنهم ينظرون إلى الأمر نظرة دنيوية علمية بحتة حيث يرون ان الحرائق مثلا و الفيضانات و غيرها من الكوارث الطبيعية هي نتيجة حتمية لأفعال الإنسان و إستهلاكه المفرط و إستغلاله المقزز للطبيعة و مقدراتها،

    و هذا قد لا يختلف كثيرا عما لدينا حيث يقول الله في كتابه العزيز أنه "ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون"

    لكن هنا الفرق، فالغرب مثلا كما سبق الذكر ينظرون إلى المسألة على أنها مسألة حسابية استهلاكية بسيطة و لا يقولون مثلا ان محاربتهم للفطرة البشرية و كفرهم و فسوقهم و عصيانهم و تطاولهم على الله تعالى الله علوا كبيرا هو السبب في ما يحصل و ما قد يحصل من كوارث، فهل لأهل العلم من كلام حول الموضوع و هل هما موضوعان مرتبطان أم أنهما منفصلان و هل يمكن اصلا الفصل بين أمور الدين و الدنيا؟
    بارك الله فيك
    قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله - يذكِّر المسلمين بتأخر نزول المطر وسبب ذلك - :
    فقد رأيتم الواقع ، وهو تأخر نزول الغيث عن إبانه ، وقحوط المطر وعدم مجيئه في أزمانه ، ولا ريب أن سبب ذلك هو معاصي الله ، ومخالفة أمره ، بترك الواجبات ، وارتكاب المحرمات .
    فإنه ما من شرٍّ في العالم ، ولا فساد ، ولا نقص ديني ، أو دنيوي : إلا وسببه المعاصي ، والمخالفات ، كما أنه ما من خيرٍ في العالم ، ولا نعمة دينية ، أو دنيوية : إلا وسببها طاعة الله تعالى ، وإقامة دينه .
    *****************

    الكوارث الطبيعية أمر كوني من الله رب العالمين الذي «لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون»،
    وقد يكون بسبب فساد من الناس أو عقوبة لبغيهم،
    وقد يكون عن الإسراف بكل أشكاله السلبية في كل الموارد الطبيعية؛ {وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ "141"} (الأنعام)، فالحفاظ على البيئة واجب شرعى على كل فرد ، وللدولة فى الاسلام الحق في إجراء جميع ما تراه مناسباً لمنع الضرر أو تقليله قبل حدوثه مع قاعدة سدّ الذرائع المؤدية إلى الفساد.

    فالإسلام اهتم بالزراعة التي تحمي بيئة الأرض، قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": «ما من مسلم يغرس غرساً، أو يزرع زرعاً؛ فيأكل منه طير، أو إنسان، أو بهيمة، إلا كان له به صدقة» (رواه البخاري)،
    وكما انَّ هناك مبادئ وأسس فى الاسلام تحمى الاخلاق و تمنع تدهور الاخلاق والقيم
    فهناك ايضا مبادئ وأسس تحمي البيئة ، وتمنع تدهورالبيئة؛
    ، قال تعالى: {
    وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ "205"} (البقرة)، وفي مجال حماية البيئة الاجتماعية والصحية؛ نظافةُ الطريق وحمايةُ الناس من أي أذى معنوي أو جسدي،
    يقول النبي "صلى الله عليه وسلم": «الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق» (رواه مسلم)؛
    أي عن طريق الحياة والناس، كما منع الإسلام تلويث الماء الراكد أو الجاري

    في الصحيحين
    "لاَ يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ الَّذِي لاَ يَجْرِي ثُمَّ يَغْتَسِلُ فِيهِ
    وهذا كله للحفاظ على البيئة
    عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ
    بل التلوث في عصرنا لم يعد مقصورًا على البول والبراز، ونحوهما من الحاجات البشرية التي يفعلها الدهماء من الناس، بل غدت هناك أنواع أشدُّ خطرًا، وأبعد أثرًا، وأوسع نطاقًا من هذا كله؛ وهي التلويث بمخلَّفات الصناعة والموادِّ الكيماويَّة، ومنها موادٌّ سامَّةٌ وقاتلة، ومخلَّفات النفط والبواخر التي تغرق في البحار ويسيل ما فيها فتُلَوِّث المياه، وآثار الحروب وما تتركه من المواد المشعَّة، التي تكون خطرًا على الأسماك والأحياء المائية، وبالتالي تُصبح خطرًا على الإنسان نفسه
    ، كما أمر الإسلام بالحفاظ على الصحة العامة، وحَرَّمَ كُلّ ما يؤذي صحة الفرد؛ العقلية والجسمية والنفسية، فحرّم الخمر والمخدرات، وكُلّ الخبائث، ودعا إلى أكل الطيبات من الرزق، والاهتمام بالنظافة الجسدية، والعنصر الجمالي، قال تعالى: { يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ "31"} (الأعراف).

    ، يقول رسول الله "صلى الله عليه وسلم":
    «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها؛ كمثل قوم استَهَموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على مَنْ فَوْقَهُم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً، ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً» (رواه البخاري).


    الإعلان الإسلامي عن التغير المناخي
    «.. وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة» (أخرجه الترمذي)،
    «لا ضرر ولا ضرار» (أخرجه ابن ماجه)،
    فعناية الإسلام بتعليم المسلمين ميزان العدل والاتزان فى كل شئ،

    يقول ابن كثير في آية «الأعراف» : ينهى تعالى عن الإفساد في الأرض، وما أضره بعد الإصلاح! فإنه إذا كانت الأمور ماشية على السداد، ثم وقع الإفساد بعد ذلك كان أضر ما يكون على العباد،
    ***********************
    حافظ الإسلام على البيئة بالنهي عن الإضرار بها، والأمر بالمحافظة عليها، ومن الأمور التي نهى الله عنها لحفظ البيئة، الإفساد في الأرض عموماً، كما في قوله تعالى: وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا [الأعراف:56]، ونهى عن إهلاك الحرث والنسل بذم من فعل ذلك، كما في قوله تعالى: وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ [البقرة:205].

    وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا ضرر ولا ضرار. رواه أحمد وعبد الرزاق في المصنف، ومعناه لا ضرر ابتداءً، ولا ضرر في مقابل الضرر. ومما أمر الله به لحفظ البيئة، الدعوة إلى الزرع وإثبات الأجر بفعله، فقد روى البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يغرس غرساً، أو يزرع زرعاً، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة. وروى البخاري ومسلم أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في كل ذات كبد رطبة أجر.
    وقد عُني الإسلام بالبيئة في كل نواحيها، ففي الناحية الزراعية أمر بالحرص على الزرع ولو قامت القيامة- يعني ظهرت علاماتها - فقال صلى الله عليه وسلم: إذا قامت الساعة، وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل. رواه أحمد ،وفي الحديث السابق الذي يتكلم عن فضل الغرس ما يدل على ذلك أيضاً.
    وأمر الإسلام كذلك بإحياء الموات من الأرض، ورتب على ذلك أجراً أخروياً لتحفيز الناس على ذلك، ومن ذلك ما رواه أحمد في المسند، عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أحيا أرضاً ميتة فله أجر، وما أكلت العافية (كل طالب رزق آدمياً كان أو غيره) منها فهو له صدقة. وصححه الألباني.
    وأمر الإسلام بنظافة الطرق والحفاظ عليها من كل ما يؤذي، وجعل ذلك من شعب الإيمان، ففي الحديث: الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان. رواه لبخاري ومسلم عن أبي هريرة.
    وعن معقل بن يسار قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أماط أذى من طريق المسلمين، كتبت له حسنة، ومن تقبلت منه حسنة دخل الجنة. رواه الطبراني في المعجم، والبخاري في الأدب المفرد. وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينما رجل يمشي في الطريق إذ وجد غصن شوك، فأخره فشكر الله له فغفر له.
    وأمر الإسلام بالحفاظ على الحيوان مأكولاً كان أو غير مأكول، وعاقب من كان سبباً في تعذيبه، كما في الحديث: دخلت امرأة النار في هرة، ربطتها، فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض، حتى ماتت هزلاً. رواه مسلم. وروى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله من اتخذ شيئاً فيه الروح غرضاً. يعني: لمجرد تعلم الرماية أو اللهو.
    وأمر الإسلام بالحفاظ على الطرق والمنتزهات، وجعل لمن أفسدها أشد العقاب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اتقوا اللاعنين، قالوا: وما اللاعنان؟ قال: الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم. رواه مسلم.
    كما أمر الإسلام بالحفاظ على المياه بأنواعها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يبولن أحدكم في الماء الدائم، الذي لا يجري، ثم يغتسل فيه.
    فالإسلام بعيد كل البعد عما تفعله بعض الشعوب بصور فردية وجماعية، إذ يلوثون البحار بالإشعاعات النووية، ويطمرون الأغذية خوفاً من رخص سعرها، ويبيدون الأشجار والحيوانات باسم الترفيه والنزهة، ويسرفون في استخدام موارد البيئة فيما لا يفيد، ويعتدون على الأرواح والنفوس دون مبالاة.
    ************************
    فالفساد والإفساد أنه يشمل جميع شؤون الدين والدنيا
    فهو غير مقتصر على تخريب دين الناس في الدنيا والزَّج بهم في جحيم البرزخ ويوم القيامة؛
    بل إنه يضيف إلى هذا السوء فساداً وإفساداً لمصالح الخلق الدنيوية في النواحي الاقتصادية والبيئية والثقافية والاجتماعية والعسكرية والسياسية والتقنية والإعلامية وفي كلِّ أمر منفهو ؛ فَهُم قومٌ يصدق عليهم وصف
    الذي لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع،
    وصدق الله العظيم في وصف المفسد: {وَإذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْـحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ
    فالتغير المناخى له سببان سبب فساد من جهة تلويث البشر واسرافهم- وكذلك الفساد فى أخلاقهم ودينهم
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين إبن عبد الله مشاهدة المشاركة
    فالغرب ينظرون إلى المسألة على ... أنها مسألة حسابية استهلاكية
    الغرب ينظرون الى السبب الاول وهو تلويث البشر وإسرافهم و لا ينظرون الى السبب الثانى من فساد الاخلاق والاديان

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: هل التغيرات المناخية مسألة دينية أم دنيوية؟

    مع انتشار الجوالات وانشغال حتى الصالحين بها أغلب الوقت . . . قل ذكر الله كثيراً .. .
    .
    لا تستغرب ما يحدث آخر سنتين . . . .كورونا و حر و جدب . . وقبلها دوامة حروب . . . وخريف طال أمده . .
    . . اللهم ردنا إليك رداً جميلاً . . وقيض من ينبه الغافلين . .
    .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل التغيرات المناخية مسألة دينية أم دنيوية؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    مع انتشار الجوالات وانشغال حتى الصالحين بها أغلب الوقت . . . قل ذكر الله كثيراً .. .
    .
    لا تستغرب ما يحدث آخر سنتين . . . .كورونا و حر و جدب . . وقبلها دوامة حروب . . . وخريف طال أمده . .
    . . اللهم ردنا إليك رداً جميلاً . . وقيض من ينبه الغافلين . .
    .
    نعم بارك الله فيك

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •